بقلم: كمال فتاح حيدر ..
ليس بالضرورة ان تكون متخصصا في علوم السياسية والاجتماع حتى تفهم الامور كما ينبغي. فغالبا ما تسعفك حواسك ومشاعرك وإنسانيتك في ملامسة سقوف الاستنتاج أو الاستقراء أو الاستنباط. ولكل إنسان فلسفته الخاصة في الحياة. .
قبل بضعة أيام تعرفت على سائق باص (من اصل فلسطيني) لم يكمل تعليمه التمهيدي.
فقال : ذلك لأن طغاة اليوم ساروا على نهج طغاة الامس، وربما تفوقوا عليهم في تطوير أساليب البطش والظلم والتعسف. .
سألته: وهل يشعر الطغاة بالضعف والخذلان ؟. .
فأجاب: نعم. ولكن بعد تماديهم في ارتكاب المجازر والفواحش والاعتداءات السافرة. وبعد ان تتخلى عنهم القوى الداعمة لهم. إنظر إلى عزلة نتنياهو الآن، لقد تضاءل تعداد الحكومات الاوربية المؤيدة له، وتغيرت مواقفها في التعامل معه. .
سألته: وهل اختفت أصوات العدالة الإنسانية ؟. لأنه من غير المعقول ان يتناسل الطغاة ويتعاقبوا على الحكم الواحد بعد الآخر من دون ان يقاومهم احد ؟. .
قال: هذا صحيح، ولكن أتى على اهل الحق زمن ظنوا فيه انهم مجانين، وذلك من فرط الوقاحة والثقة التي يتحدث بها اهل الباطل. .
ثم سألته عن جدوى المساعدات التي أرسلتها الولايات المتحدة بالمظلات الى سكان غزة ؟. .
فقال لي: هذه تمثيلية ساخرة. كلنا نتساءل عن الغاية وراء إسقاطها بعض الصناديق بالمظلات، وهي التي مدت جسورها الجوية المباشرة مع مطارات الارض المحتلة لنقل السلاح والمؤن والذخيرة. .
تعجبت من فطنته وسرعة بديهيته، وإجاباته الدقيقة المختصرة. فطلبت منه ان يتحملني قليلا، ويجيب على سؤال الأخير: ما هي علامات النصر باعتقادك ؟. .
قال: عندما ترى الداعمون للظالم يتذمرون من ظلمه، وينتقدون طغيانه، فأعلم ان نهايته اقتربت. .
ودعته على أمل اللقاء ثانية. وكنت احدث نفسي في طريق العودة عن ذلك المغفل الذي منح نفسه درجة خبير في علوم البحار والانهار وفي ترسيم الحدود وترويض القرود. وهو لا يعرف كوعه من بوعه. وتنطبق عليه نظرية احدهم في إعداد الانسان الجحش، حين قال: (هات أي مغفل، ثم اسبغ عليه الألقاب، وامنحه النياشين والأوسمة، وارفعه إلى اعلى درجات السلم الوظيفي. ثم انظر بعد ذلك إلى أعماله وافعاله). . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
برلماني عن الإيجار القديم: نريد تحرير القيمة الإيجارية ولكن بضوابط
قال النائب عاطف المغاوري، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب التجمع، إن الحكم الصادر مؤخرًا من المحكمة الدستورية بشأن الإيجارات القديمة ليس بجديد، وإنما يعود تاريخه إلى نحو 40 عامًا، ما يثير تساؤلات حول توقيت إظهاره الآن، مشيرًا إلى أن له دلالات سياسية واجتماعية يجب التوقف عندها.
جاء ذلك خلال حلقة نقاشية ينظمها حزب الاتحاد برئاسة المستشار رضا صقر لمناقشة اقتراحات قانون الإيجار الجديد، وذلك بالتعاون مع اتحاد مستأجري مصر.
تشهد الحلقة حضورا لذات الصلة بمشروع قانون الإيجار الجديد المعروض على البرلمان بينهم شريف الجعار رئيس اتحاد مستأجري مصر وبحضور النائب عاطف المغاوري رئيس الهيئة البرلمانية لحزب التجمع، والنائب إيهاب منصور رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، ومحمد الشورى نائب رئيس حزب الاتحاد.
وأضاف المغاوري أن إلزام البرلمان بإصدار تشريع قبل نهاية دور الانعقاد لا يحمل صفة الإلزام القانونية، بل يُعد توصية يمكن للمجلس أن يأخذ بها أو لا، مؤكدًا أن البرلمان لم يتجاوز حكم المحكمة الدستورية، بل إن الحكومة هي التي تجاوزته، حين قدمت مشروع قانون يتخطى ما ورد في حكم 2002 الذي أكد امتداد العقد للجيل الأول، وتحدث فقط عن تحريك القيمة الإيجارية.
ووصف النائب مشروع قانون الحكومة بأنه "قنبلة موقوتة"، محذرًا من خطورته على السلم المجتمعي، موضحًا أن نص المشروع يضاعف القيمة الإيجارية بمعدل 20 ضعفًا، وبحد أدنى 1000 جنيه في المدينة و500 جنيه في القرية، وهو ما يمثل عبئًا غير محتمل على قطاعات واسعة من الشعب.
وأعلن رئيس برلمانية حزب التجمع تأييده لتحرير القيمة الإيجارية ولكن وفقًا لضوابط، تشمل تحديد القيمة بناءً على تاريخ بناء العقار وتحرير عقد الإيجار، مع تعويض المالك الأصلي فقط، وليس من أسماهم بـ"أصحاب الأموال الساخنة".
واختتم المغاوري بتأكيده على ضرورة تشكيل اتحاد شاغلين يكون مسؤولًا عن صيانة العقارات، في ظل رفض بعض الملاك القيام بأعمال الصيانة، على أمل أن تنهار العقارات لإجبار السكان على الإخلاء، مطالبًا بتوازن عادل بين حقوق المالك وكرامة المستأجر.