العثور على قبر سيّد قصب السيقان مليئًا بالذهب وعشرات رفات الأضاحي
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كشفت عمليات التنقيب بموقع أثري في بنما عن قبر زعيم ديني مدفون منذ أكثر من 1200 عام، بمحاذاة مخبأ للقطع الذهبية، والعديد من الرفات البشرية الأخرى.
وجاء في بيان صحفي صادر عن وزارة الثقافة في بنما في الأول من مارس/ آذار، أنّ الباحثين عثروا على المقبرة القديمة داخل منتزه إل كانيو الأثري في مقاطعة كوكلي.
وقالت الدكتورة جوليا مايو، قائدة فريق التنقيب ومديرة مؤسسة إل كانيو، وهي مجموعة تدرس التراث الثقافي في بنما من خلال إجراء عمليات بحث في المواقع الأثرية، إنّ المدافن، ضمنًا المكتشفة حديثًا، تعتيؤ أماكن الاستراحة الأخيرة للأشخاص الذين يتمتعون بمكانة أعلى داخل مجتمعاتهم. ويعتقد فريق البحث أن الشخص الذي وجد ممدّدًا وسط القبر تمتّع بمكانة عُليا، ليس فقط من خلال وضعه الجسدي، بل لجهة القطع الأثرية الذهبية والخزفية التي أحاطت برفاته.
تعاملت حضارة المنطقة المحيطة بإل كانيو في ذلك الوقت مع الموقع على أنه مقدس وعبدوا "أسلافهم"، في إشارة إلى من يتم ذكرهم لأنهم قاموا بإنجازات مهمة. وأوضحت مايو: "بعد وفاة هؤلاء الأشخاص، (كان يُعتقد) أن هناك تواصلًا مستمرًا بين السلف وأحفاده. دراستنا (للمقابر) تسلط الضوء على ممارسة طقوس الموت في المراسم الجنائزية المرتبطة بالمكانة (الأعلى)".
وأضافت أن زعيم النخبة الذي تم اكتشافه حديثًا كان على الأرجح رجلاً يبلغ من العمر 30 أو 40 عامًا، أطلق عليه علماء الآثار لقب سيد قصب السيقان" لأنه كان مدفونًا بجانب مجموعة من قصب عظام الحيوانات التي يحتمل أنها كانت تستخدم في الاحتفالات الدينية.
ومع استمرار الباحثين في استكشاف القبر، أدركوا أن سيّد قصب السيقان ربما كان لديه قدر كبير من الصحبة في رحلته إلى الحياة الآخرة، ربما بضع عشرات من رفاقه الذين عُثر على رفاتهم مدفونة تحت القرابين التي أحاطت به.
"تمثيل النظام الاجتماعي"وأشارت مايو إلى أن الباحثين وجدوا أنماطًا مشتركة مع المقابر الثمانية التي تمت دراستها سابقًا، تُشير إلى أن الجثث الأخرى تخص أشخاصًا تم التضحية بهم لمرافقة الموتى إلى الحياة الآخرة. وأضافت أنه يبدو أن الرفات المكتشفة حديثًا دُفنت جميعها في الوقت عينه، وبدت عليها علامات طقوس الموت، أيضًا.
وشرحت مايو أنّ إل كانيو مقسّمة إلى قطاعين من غرف الدفن: قطاع رفيع المستوى يضم غرف دفن بها جثث متعددة، وقطاع منخفض المستوى حيث تشتمل المقابر على جثة واحدة فقط لكل قبر. لم تكتمل عملية التنقيب، لذلك لم يتضح بعد عدد الجثث الموجودة داخل القبر المكتشف حديثًا، لكن المقابر الثمانية الأخرى كشفت عما يتراوح بين ثمانية و32 جثة.
في حين دفن في المقابر الأخرى ما يعتقد الباحثون أنهم قادة عسكريون، يرجح أن سيد قصب السيقان كان على الأرجح زعيمًا دينيًا، حيث تم "دفن الجثة مع قصب السيقان والأجراس وليس على غرار اللوردات الآخرين الذين عثر عليهم في الموقع ذاته مع الفؤوس والرماح والقطع المصنوعة من أسنان الحيوانات المفترسة الكبيرة".
ولفتت مايو في حديثها مع CNN: "هذا يلفت الانتباه إلى أهمية الدين في هذا المجتمع".
ويتوقع أن تكتمل أعمال التنقيب في المقبرة التاسعة بحلول هذا الوقت من العام المقبل.
ممارسات الدفن القديمةوذكر البيان أن علماء الآثار عثروا على جثة الزعيم الديني المفترض مدفونة ووجهها للأسفل فوق جثة امرأة. وأوضحت مايو إن العلاقة التي ربما كانت بين الرجل والمرأة غير معروفة.
وشرحت نيكول سميث غوزمان، أمينة علم الآثار في معهد سميثسونيان للأبحاث الاستوائية في مدينة بنما: "كان دفن الميت ووجهه لأسفل شائعة في هذه الفترة الزمنية بهذه المنطقة، لكن وضع الذكر فوق الأنثى ليس كذلك".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: آثار اكتشافات حدیث ا
إقرأ أيضاً:
ما صحة حديث «يستغفر الإناء لِلَاعِقِه».. وهل يعاقب تاركها؟ الإفتاء تجيب
يستغفر الاناء لصاحبه.. ورد إلى دار الإفتاء المصرية من خلال موقعها الرسمي سؤال يقول: هل مقولة “يستغفر الإناء لِلَاعِقِه” من الأحاديث الصحيحة؟
ما صحة حديث “يستغفر الإناء لِلَاعِقِه”؟وقالت دار الإفتاء، في بيان هل يستغفر الإناء لصاحبه؟ إنه بالرجوع إلى كتب الحديث الصحيحة لم نجد هذا اللفظ بنصه المسئول عنه؛ فقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإن كان قد روي بمعناه في أحاديث أخرى بغير هذا اللفظ.
وأضافت الإفتاء: “هذا، ومما تجب معرفته أن هذه الأحاديث وأمثالها -وإن صحت روايتها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم- فإنها ليست من الأحاديث التشريعية التي يجب على المسلم اتباعها والعمل بما جاء بها، وإنما هي من الأمور المباحة التي لا يفترض اتباعها ولا يعاقب تاركها”.
ولفتت إلى أن الشريعة الإسلامية شريعة متكاملة جاءت لسعادة الدارين، وشرع الله تعاليم الإسلام وأحكامه وآدابه لينظم للإنسان كل شئون حياته -من العبادة، والمأكل والمشرب والملبس، ومواكبة الحضارة، والتعلم والتعليم-، ويرتقي بسلوك الفرد والمجتمع في ذلك كله؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللهَ بَعَثَنِي بِتَمَامِ مكارمِ الْأَخْلَاقِ، وكَمَالِ مَحَاسِنِ الْأَفْعَالِ» أخرجه الطبراني في "الأوسط".
وأوضحت الإفتاء أن من الآداب التي اهتمت بها الشريعة: آداب الطعام والشراب؛ فعقد المحدِّثون في كتب السنة الأبواب والفصول لها، وأفرد بعضهم كتبًا لرواية السنن الواردة فيها؛ كابن حنبل وابن أبي عاصم النبيل في كتابيهما في "الأشربة"، والدارمي وابن أبي عاصم في كتابيهما في "الأطعمة"، وتكلم الفقهاء عن هذه الآداب في كتب الفقه واستفاضوا في تقريرها وأفردوا لها أبوابًا وفصولًا، وصنف بعضهم في أحكامها وآدابها استقلالًا؛ من ذلك "آداب الأكل" للأقفهسي، و"آداب المواكلة" لأبي البركات الغزي، والذي ذكر فيه واحدًا وثمانين عيبًا مِن جملة العيوب التي مَن علمها كان خبيرًا بآداب المؤاكلة، وهذا يدل على عناية الشريعة الإسلامية بهذا الجانب من الآداب في الإسلام، وحرصها على أن يتكمل الإنسان بالمحاسن ويتجمل بالذوق الرفيع ويظهر بالمظهر اللائق في طعامه وشرابه؛ ابتداءً وانتهاءً، واكتسابًا واختيارًا، وتنظيمًا وتناولًا.
إحداث صوت أثناء المضغ والشرب هل هو تشبه منهي عنه؟ الإفتاء تجيب
آداب الطعام والشراب،
وأكدت أن من السلوكيات التي نهت عنها وأرشد الفقهاء إلى التنزه عنها وأنها لا تليق بالآداب العامة والذوق الرفيع: إحداث صوت أثناء المضغ والشرب، ووردت النصوص المتكاثرة من الكتاب والسنة بالنهي عن التشبه بالحيوانات في طبائعها المذمومة كالشره والجشع والنهم عند الأكل والشرب؛ منها قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تَشْرَبُوا وَاحِدًا كَشُرْبِ البَعِيرِ، وَلَكِن اشْرَبُوا مَثْنَى وَثُلَاثَ، وَسَمُّوا إِذَا أَنْتُمْ شَرِبْتُمْ، وَاحْمَدُوا إِذَا أَنْتُمْ رَفَعْتُمْ»، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَمَصَّ مَصًّا، وَلَا يَعُبَّ عَبًّا، فَإِنَّ الْكُبَادَ مِنَ الْعَبِّ». والعَبُّ: شُرْبُ الماء من غير مَصٍّ، وعَبَّتِ الدَّلْوُ: إذا صوَّتَتْ عند غَرْف الماء. والكُبَادُ: وجعُ الكبد. والمقصود من هذا التوجيه النبوي: الإرشاد إلى التروي في الشرب شيئًا فشيئًا، لا أن يُجرَعَ جرعًا كما تفعل الدوابُّ مُحدِثةً صوتًا عنده، مع ما في ذلك مِن ضرر على الشارب، وحصول الضيق لِمَن حوله، وقد تقرر في الإسلام أنه "لا ضرر ولا ضرار".
وشددت الإفتاء على أنه نص العلماء أيضًا على أن من الصفات المذمومة عند الأكل: التكلم في حال مضغ الطعام، وإحداث صوت لأشداقه وفمه عند المضغ والبلع، وعدُّوا ذلك من العيوب التي ينبغي على الآكل تَوَقِّيها والبعد عنها، وسمَّوا الأول "مُبَعْبِعًا"، والثانيَ "مُفَرْقعًا" و"رَشَّافًا"؛ قال العلامة ابن الملقن: "ولا يجعل اللقمة في فمه يَرشُفُها ويُسمَع لها حسٌّ".