اختناقات جماعية في قابس بسبب المجمع الكيميائي وسط غضب شعبي متصاعد
تاريخ النشر: 15th, October 2025 GMT
شهدت ولاية قابس جنوبي تونس، خلال الأيام القليلة الماضية، حالات اختناق جماعية جديدة في صفوف الأطفال بسبب انبعاثات غازية سامة من المجمع الكيميائي الصناعي، ما أجج حالة من الغضب الشعبي وأدى إلى تصاعد الاحتجاجات في المنطقة.
ونقلت وحدات الحماية المدنية عددًا من التلاميذ المصابين بحالات إغماء واختناق من مدرسة “شط السلام” الواقعة بمحاذاة المنطقة الصناعية.
وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أطفالاً مغمى عليهم داخل سيارات الإسعاف، كما نُقلت إحدى التلميذات على كرسي متحرّك، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية (AFP).
وتسود حالة من الغضب في شوارع قابس منذ الجمعة الماضي، حيث خرج محتجون للتنديد بما وصفوه “بالاستهزاء الرسمي بحياة المواطنين”، ورفعوا شعارات تطالب بوقف النشاط الكيميائي الملوّث، وتفعيل القرارات الحكومية السابقة التي تنص على تفكيك الوحدات الصناعية الملوّثة.
وقال أحد المحتجين في مقطع مصور: “الكبار والصغار والشيوخ كلنا نعاني من الاختناق. حالة الإنكار والهروب إلى الأمام تعني فقط أنهم باعوا قابس إلى المجهول”.
يُذكر أن ولاية قابس الساحلية، التي تقع على بعد حوالي 400 كيلومتر جنوب العاصمة تونس، تعاني منذ عقود من تدهور بيئي حاد بسبب التركز الكثيف للمصانع الكيميائية، ما تسبب في نسب مرتفعة من أمراض الجهاز التنفسي والسرطان، فضلاً عن تضرر البيئة البحرية والثروة السمكية.
ورغم صدور قرار حكومي سنة 2017 يقضي بتفكيك الوحدات الصناعية الملوثة، إلا أن هذا القرار لم يُنفذ، ما عمّق حالة الغضب وانعدام الثقة بين المواطنين والسلطات.
وفي محاولة لاحتواء الأزمة، دعا الرئيس التونسي قيس سعيد في وقت سابق ممثلي الحكومة إلى التوجه لولاية قابس وفتح قنوات الحوار مع الأهالي، في خطوة تهدف إلى تقديم حلول عاجلة للأزمة البيئية التي تتفاقم يوماً بعد يوم.
آخر تحديث: 15 أكتوبر 2025 - 10:38المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: احتجاجات تونس الانبعاثات الرئيس التونسي قيس سعيد انبعاثات انبعاثات الغازات تونس تسمم قابس
إقرأ أيضاً:
في ذكرى ثورة 14 أكتوبر .. تصاعد الغضب والرفض الشعبي في المحافظات المحتلة
الثورة نت /..
يحتفل الشعب اليمني يوم غد، بالذكرى الـ 62 لثورة 14 أكتوبر، التي تكللّت برحيل آخر جندي بريطاني في الثلاثين من نوفمبر 1967م، بعد مرحلة طويلة من النضال الوطني والكفاح المسلح الذي جسّد إرادة اليمنيين في التحرر والاستقلال.
تحل هذه الذكرى في وقت ما تزال فيه المحافظات الجنوبية والشرقية، ترزح تحت وطأة احتلال جديد من قبل قوى خارجية عبر أدواتها المحلية، تسعى للسيطرة على موقع اليمن الاستراتيجي ونهب ثروات ومقدرات الشعب اليمني.
احتلال بوجه حديث، تمارسه هذه القوى عبر أدواتها لكنه في جوهره امتداد لنهج قوى الهيمنة والاستكبار العالمي التي لم تتوقف أطماعها في اليمن منذ عقود.
فمنذ نحو عشر سنوات، ما تزال المحافظات المحتلة تخضع للعدو السعودي والإماراتي بشكل مباشر، برعاية أمريكية وبريطانية، الأمر الذي عمق من معاناة المواطنين، وأفرز واقعًا سياسيا وأمنيا واقتصاديا مأزوما، جراء ما يمارسه المحتلون الجدد من انتهاكات وجرائم، وتمزيق النسيج الاجتماعي واستهداف الهوية الوطنية لأبناء المحافظات الجنوبية والشرقية.
وتؤكد المؤشرات على الأرض حجم التباين داخل ما يُسمى بـ “مجلس الثمانية” وحكومة الارتزاق، اللذين يتلقيان أوامرهما من جهات متعددة، أبرزها السفير السعودي، إلى جانب الإملاءات الإماراتية التي تُدير من خلالها عملاءها وأدواتها في تلك المحافظات خدمة لأجندات خارجية لا علاقة لها بمصالح الشعب اليمني.
ويمتد هذا العبث إلى نهب الثروات والسيطرة على الموانئ والمنافذ البحرية وأنابيب النفط والغاز، فضلًا عن الجزر اليمنية، وفي مقدمتها أرخبيل سقطرى، وتحول ذلك العبث إلى ساحة نفوذ أجنبي مكشوفة أمام أطماع الاحتلال، في انتهاكٍ صارخ لسيادة اليمن واستقلاله ووحدته.
في حين يعيش أبناء المحافظات المحتلة أوضاعًا معيشية متردية انعكست في تصاعد الاحتجاجات والمظاهرات الشعبية المنددة بانقطاع المرتبات منذ أشهر، وتراجع الخدمات العامة من كهرباء ومياه ونظافة، في وقتٍ تُهدر فيه المليارات على كيانات ومليشيات تابعة لحكومة الارتزاق، البعيدة عن معاناة الناس وواقعهم.
ويرى مراقبون، أن استمرار الاحتلال ومحاولاته فرض الوصاية على المحافظات المحتلة يعكسان فشل قوى العدوان في تحقيق أهدافها بعد عقد من عدوانها على اليمن، مؤكدين أن تلك القوى لم تستفد من دروس الماضي، وأن إصرارها على انتهاك السيادة اليمنية سيؤدي حتما إلى تصاعد الرفض الشعبي والمقاومة الوطنية في وجهها.
وعلى إثر ذلك، تشهد المحافظات المحتلة حالة من الوعي المتنامي، تجسّدت في تصاعد الغضب الجماهيري ضد ممارسات الاحتلال العدوانية والنهب المستمر للثروات، وهو ما يعكس إصرار أبناء تلك المحافظات على رفض الوصاية الأجنبية واستعادة القرار الوطني، مستلهمين تجربة الأحرار الذين أسقطوا الاستعمار البريطاني قبل أكثر من ستين عامًا.
تؤكد حالة الاحتقان والرفض الشعبي التي تشهدها تلك المحافظات أن التاريخ يعيد نفسه اليوم، وأن إرادة اليمنيين قادرة على إسقاط مشاريع المستعمرين الجدد، كما أسقطت في الماضي الاحتلال البريطاني وامبراطوريته التي لم تكن تغيب عنها الشمس، لتشرق من جديد شمس الحرية والاستقلال على كامل التراب اليمني.
لقد كانت ثورة الـ14 من أكتوبر المجيدة محطة فاصلة في تاريخ اليمن الحديث، إذ أنهت حقبة استعمارٍ بريطاني استمر لأكثر من 129 عاما، قدم خلالها اليمنيون آلاف الشهداء من أجل الحرية والسيادة.
ورغم مرور 62 عامًا على هذه الثورة، إلا أن ذكراها تعود لتؤكد أن جذوة الكفاح ما تزال حيّة، وأن إرادة اليمنيين في التحرر والاستقلال ثابتة لا تلين أمام المحتلين مهما تنوعت أدواتهم وأساليبهم.