ما هو مصير قطاع غزة بعد وقف إطلاق النار؟
تاريخ النشر: 15th, October 2025 GMT
مع عدم اكتمال معالم اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، تتصاعد التكهنات والتحليلات سعياً لتخفيف الغموض وترسيم سيناريوهات المرحلة المقبلة، خاصة في ظل القضايا العالقة شديدة الحساسية، مثل نزع سلاح حماس، ونشر قوة دولية، وتشكيل لجنة تكنوقراطية غير سياسية لإدارة القطاع. اعلان
مجلة "نيوزويك" نشرت تقريراً أشارت فيه إلى أن التفاؤل لا يزال محدوداً رغم احتفال الفلسطينيين بوقف إطلاق النار وإطلاق إسرائيل لمئات الأسرى الفلسطينيين، وذلك في ظل حالة من عدم اليقين حول المستقبل.
ونقلت المجلة عن أحمد فؤاد الخطيب، الزميل البارز في مركز أتلانتيك كاونسل والناشط من غزة، قوله إن "الوساطة الأمريكية"، بما فيه الضغط المستمر الذي يمارسه الرئيس دونالد ترامب على جميع الأطراف، سيكون ضرورياً لتحويل اتفاق وقف إطلاق النار إلى عملية سلام شاملة تفتح صفحة جديدة للفلسطينيين.
وأضاف الخطيب أن على ترامب أن يمارس ضغوطاً عملية على الحكومة الإسرائيلية للتراجع عن بعض السياسات التي وصفها بـ"العدوانية" في الضفة الغربية المحتلة، ثم يضغط على حماس لتخفيف خطابها العنيف تجاه خصومها في القطاع، بما في ذلك العشائر.
تحديات ما بعد الحربوفيما يتعلق بتحديات مرحلة ما بعد الحرب، أوضح الخطيب أن حماس، رغم الخسائر التي مُنيت بها، ستظل قادرة على ملء أي فراغ قد ينشأ في غزة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي.
وقال: "لا يكفي الانسحاب العسكري من القطاع لخلق فراغ، بل الفراغ الحقيقي هو غياب متعدد المستويات للمؤسسات الحكومية والمجتمعية. عندما تختفي المدارس، والمجالس المحلية، والوظائف، والخدمات الأمنية، والشرطة، والقضاة، والمحاكم الفاعلة، والإطار السياسي الشامل الذي تشارك فيه غزة".
وأضاف: "هذا الفراغ المادي والسياسي والاجتماعي والفكري يتعمق ويزداد سوءاً بسبب الظروف القاسية التي تعيشها غزة".
كما أشار إلى أن هناك مؤشرات على أن حماس تستغل الفرصة لإعادة التنظيم وتسوية حساباتها مع منافسيها، معتبراً أن الوضع الحالي "يمنح الحركة وقتاً، في غياب حل عسكري أو سياسي، لإعادة تأسيس نفسها والظهور مرة أخرى كالكيان الوحيد القادر على إدارة الحياة في غزة".
السلطة الفلسطينيةبخصوص مستقبل السلطة الفلسطينية في القطاع، أكد الخطيب أن السلطة لا تزال تمتلك قوات أمن "محترفة جداً" قادرة على الإشراف على نزع سلاح حماس وتفكيك بنيتها العسكرية في غزة، إذا حصلت على الدعم الكافي لذلك.
ولكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن الوقت عامل حاسم، قائلاً: "فرصة التيار المعتدل الفلسطيني تتضاءل، سواء للسلطة الفلسطينية أو للمستقلين، حتى تحت مظلة لجنة تكنوقراطية".
من جهته، قال فيصل عرانكي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن السلطة والمنظمة، التي تقودها حركة فتح، يمكن أن تلعبا دوراً مهماً في إعادة تشكيل المشهد السياسي في غزة.
وشدد على ضرورة أن تكون اللجنة المؤقتة "شاملة لجميع الفصائل الفلسطينية، ومسؤولة أمام الشعب الفلسطيني، وليس فقط أمام المانحين الدوليين"، وأن تعمل "بصلاحيات واضحة تنبع من توافق وطني وليس بفرض خارجي".
وأضاف عرانكي: "أي عملية سياسية مستقبلية ستحتاج إلى محاسبة: إما دمج حماس في هيكل سياسي فلسطيني وطني أوسع عبر الانتخابات والمصالحة، أو إبقاؤها معزولة، وهو وضع يضمن استمرار عدم الاستقرار".
السلطة وخطة ترامبوفيما يتعلق بخطة ترامب، ينص البند 19 منها على أن "مع تقدم إعادة إعمار غزة وعند تنفيذ برنامج إصلاح السلطة الفلسطينية بأمانة، قد تتوفر أخيراً الشروط لمسار موثوق نحو تقرير المصير الفلسطيني وإقامة الدولة، وهو ما نعتبره هدف الشعب الفلسطيني".
إلا أن ليان بولاك-ديفيد، المستشارة السابقة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعضو المجلس الأمني القومي الإسرائيلي السابق، ترى أن "على السلطة الفلسطينية القيام بالكثير من الإصلاحات".
وتضيف: "لقد بدأت العملية ليس لأنها أرادت ذلك، بل لأنها أُجبرت بعد سنوات من السلوك السيئ: فساد وتحريض. يجب على السلطة التوقف عن التركيز على مواجهة إسرائيل دبلوماسياً، فهذا لم يحقق أي إنجازات للشعب الفلسطيني".
وتابعت: "النهج القائم على 'الاعتراف أولاً' قد فشل. بدلاً من ذلك، يجب التركيز على 'الشرعية أولاً'، لتصبح شريكاً شرعياً".
وأضافت: "أعتقد أن خطة ترامب تتعلق بذلك، وإذا كان الأمر كذلك، فإن سلطة فلسطينية متجددة يجب أن تلعب دوراً مهماً في غزة على المدى الطويل. لكن في الوقت الحالي، الأمر يظل لعبة إقليمية ودولية في الفترة الانتقالية".
Related صفقة غزة: هل تختلف هدنة ترامب عن اتفاق لبنان الهشّ؟اجتماع "سرّي" في مصر.. تقرير يكشف كواليس حسم اتفاق غزة بين مبعوثي ترامب وحماسوقف إطلاق النار في غزة.. لماذا جاء الاتفاق متأخرًا؟ لجنة الحكم الفلسطينيةكما رأت بولاك-ديفيد أن للأطراف الخارجية، بما في ذلك رئيس الوزراء البريطاني السابق وعضو ما يُعرف بـ"مجلس السلام" المتوقع، توني بلير، والذي سبق أن استشارت شركته، دوراً حاسماً في نجاح أو فشل لجنة الحكم الفلسطينية المؤقتة.
وبخصوص المرشحين المحتملين للعمل في اللجنة، أشارت إلى أنه قد يكون هناك دور لرئيس الوزراء الفلسطيني السابق وخبير البنك الدولي سلام فياض.
وشددت بولاك-ديفيد على أن "على إسرائيل ألا تلعب دوراً في هذه اللجنة، ويجب أن تقتصر مهمتها على الإشراف على ما يتعلق بأمنها فقط".
وأضافت: "يمكن لنظام الابتكار الإسرائيلي تقديم تقنيات تدعم بناء قدرات هذه اللجنة، مثل منصات مكافحة غسل الأموال، لضمان ألا تُحوَّل أموال إعادة الإعمار لدعم الإرهاب، كما حدث لسنوات عديدة. تمتلك إسرائيل الخبرة، لكنها لا ينبغي أن تشارك مباشرة، بل فقط تزويد اللجنة بالمعرفة. والآن حان دور اللاعبين الإقليميين لوضع مصالحهم على المحك. لم تعد غزة مشكلة إسرائيلية فقط. الرئيس ترامب أوضح ذلك بجلاء، وبحق".
الوقت ينفذ لإيجاد بديل لحماسومثل الخطيب، رأت بولاك-ديفيد أن الوقت ينفد لإيجاد بديل فعال لحماس وتنفيذه.
وقالت: "المهمة الفورية التالية هي تأسيس القوة الدولية/العربية المشتركة التي ستفكك حماس". وأضافت: "من الناحية المثالية، كان يجب تنفيذ ذلك قبل انسحاب 50% من القوات الإسرائيلية. ونحن بالفعل نشهد كيف تستعيد حماس بعض السيطرة في المناطق التي انسحبت منها القوات الإسرائيلية".
وختمت حديثها بالقول: "كل يوم يمر دون وجود قوة بديلة يجعل تنفيذ الخطة لاحقاً أكثر صعوبة، لذلك فإن الأمر حساس جداً للوقت".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب حركة حماس إسرائيل غزة بحث علمي الصحة دونالد ترامب حركة حماس إسرائيل غزة بحث علمي الصحة حركة حماس دونالد ترامب حروب غزة وقف إطلاق النار بنيامين نتنياهو دونالد ترامب حركة حماس إسرائيل غزة بحث علمي الصحة دراسة سوريا روسيا الأمم المتحدة إيران قطر السلطة الفلسطینیة إطلاق النار فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
حماس تحكم قبضتها في غزة
عواصم - رويترز
أحكم مقاتلو حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) قبضتهم في غزة اليوم الثلاثاء بعدما نفذوا علنا عمليات إعدام، في تحد لإسرائيل التي أكدت أن الحرب لا يمكن أن تنتهي بموجب خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل تخلي حماس عن سلاحها.
وفي تأكيد صارخ على عودة الحركة الفلسطينية، أعدم المقاتلون رجالا اتهموهم بالتعاون مع القوات الإسرائيلية.
وظهر مقاتلو حماس، في أحد مقاطع الفيديو التي تم تداولها في وقت متأخر من يوم أمس الاثنين، وهم يسحبون سبعة رجال إلى داخل دائرة من الناس في مدينة غزة ويجبرونهم على الركوع ثم أطلقوا النار عليهم من الخلف. وأكد مصدر من حماس صحة الفيديو.
وقال سكان في غزة إنهم لاحظوا اليوم الثلاثاء زيادة أعداد المقاتلين وانتشارهم على الطرق التي يستلزم السير عليها لتوصيل المساعدات.
وتقول مصادر أمنية فلسطينية إن عشرات الأشخاص قُتلوا في اشتباكات بين مقاتلي حماس وخصومهم في الأيام القليلة الماضية.
ورغم انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق الحضرية في القطاع بموجب وقف إطلاق النار الذي بدأ الأسبوع الماضي، قالت السلطات الصحية في القطاع إن خمسة أشخاص قُتلوا في قصف بطائرات مسيرة أثناء توجههم لتفقد منازلهم في أحد الأحياء بشرق مدينة غزة، وقُتل شخص وأصيب آخر أيضا في غارة جوية قرب خان يونس.
واتهمت حماس إسرائيل بانتهاك وقف إطلاق النار. وقال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق النار على أشخاص اجتازوا خطوط الهدنة واقتربوا من قواته متجاهلين نداءات بأن يعودوا أدراجهم.
* ترامب يعلن عن "فجر تاريخي" لكن العقبات لا تزال قائمة
تسلط ممارسة حماس لسلطتها من جديد في غزة واستمرار موجات العنف الضوء على وجود عقبات ضخمة أمام الجهود الرامية إلى تحويل خطة ترامب لوقف إطلاق النار إلى حل طويل الأمد للصراع.
ورغم حديث ترامب عن "فجر تاريخي لشرق أوسط جديد" أمام الكنيست الإسرائيلي أمس الاثنين، لم يتم التفاوض حتى الآن على بعض من أصعب بنود خطته لحل المشاكل التي أفسدت الجهود السابقة لإنهاء الحرب.
ولا تزال القوات الإسرائيلية موجودة في معظم أنحاء قطاع غزة بعد انسحابها جزئيا منه. ولم تتحقق وعود زيادة المساعدات وتسليمها لسكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، ويواجه الكثير منهم المجاعة.
وانتهت قمة شارك ترامب في استضافتها بمصر أمس الاثنين دون الإعلان عن أي تقدم يذكر باتجاه تشكيل قوة عسكرية دولية أو حكومة جديدة في غزة. ولا تزال رفات 23 رهينة على الأقل موجودة في غزة.
* حماس تؤكد سيطرتها
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طوال الوقت أن الحرب لن تنتهي إلا بتخلي حماس عن سلاحها وعن إدارة غزة، وهو مطلب رفضته الحركة، مما أدى إلى نسف كل مساعي وقف الحرب السابقة.
وعندما ظهر مقاتلو حماس في الشوارع خلال وقف إطلاق النار الذي استمر لفترة بدأت في يناير كانون الثاني وانتهت في مارس آذار، تخلت إسرائيل عن الهدنة وألغت المفاوضات بشأن إنهاء الحرب. لكن ترامب الذي أعلن انتهاء الحرب قال أمس الاثنين إن حماس حصلت على ضوء أخضر مؤقت للحفاظ على الأمن والنظام.
وقال ترامب "يريدون بالفعل وقف المشاكل، وكانوا منفتحين في هذا الشأن، وأعطيناهم الموافقة لفترة من الوقت".
وقالت مصادر في حماس لرويترز اليوم إن الحركة لن تتسامح مجددا مع الإخلال بالنظام في غزة وستستهدف المتواطئين واللصوص المسلحين وتجار المخدرات.
وضعفت قوة الحركة إلى حد كبير بعد عامين من القصف الإسرائيلي العنيف والتوغلات البرية، إلا أنها بدأت تستعيد حضورها تدريجيا مع عودة المقاتلين المتبقين إلى الشوارع منذ سريان وقف إطلاق النار قبل أيام.
ونشرت الحركة، التي تدير غزة منذ عام 2007، مئات العمال للبدء في إزالة الأنقاض من الطرق الرئيسية اللازمة للوصول إلى المساكن المتضررة أو المدمرة وإصلاح أنابيب المياه المكسورة.
وستكون هناك حاجة أيضا إلى تهيئة الطرق وتوفير الأمن من أجل زيادة إيصال المساعدات. وتقول حماس إن المئات من رجال الشرطة قُتلوا على يد إسرائيل أثناء حماية طرق المساعدات خلال الحرب. وقالت إسرائيل إنها كانت تستهدف مقاتلي حماس.
*المساعدات والرهائن
أنهى وقف إطلاق النار حربا مدمرة استمرت لعامين في غزة والتي اندلعت بعد هجوم قادته حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 وتقول إسرائيل إنه أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة.
ووفقا للسلطات الصحية المحلية في غزة، أدت الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى مقتل نحو 68000 شخص، ويُخشى أن يكون هناك آلاف آخرون لقوا حتفهم تحت الأنقاض. وقال الدفاع المدني الفلسطيني في غزة إنه تم انتشال 250 جثة منذ بدء وقف إطلاق النار.
وتحولت مساحات شاسعة من غزة إلى أنقاض، وقال مرصد عالمي للجوع في أغسطس آب أن المجاعة تحدث في القطاع. وأظهر مقطع فيديو نشرته رويترز اليوم أشخاصا يزيلون الحطام من الشوارع وشاحنة مساعدات تتحرك في سوق يحميها رجال مسلحون يجلسون فوقها.
وقالت المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) تيس إنجرام إن مساعدات تصل إلى غزة تضم الخيام والأغطية المشمعة والملابس الشتوية ومستلزمات النظافة الصحية للأسر وغيرها من المواد الضرورية لكنها تأمل في زيادة كبيرة في تدفق المساعدات في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
وفي إسرائيل، وبعد الابتهاج الذي ساد الأجواء أمس الاثنين بعودة آخر 20 رهينة على قيد الحياة، انتظرت عائلات الرهائن الذين أعلن عن وفاتهم كلمة من السلطات الإسرائيلية حول مصير ذويهم.
وقال الجيش الإسرائيلي اليوم الثلاثاء إنه تم تحديد هوية الرهائن الأربعة الذين سلمت حماس رفاتهم أمس. وذكر الجيش أن أحدهم كان طالبا من نيبال. وبذلك يصبح عدد الرهائن الذين تم الإعلان رسميا عن وفاتهم 23، بالإضافة إلى رهينة لم يتحدد مصيره بعد.
وتخشى بعض العائلات أن تضيع رفات ذويهم إلى الأبد تحت أنقاض غزة. ومن المفترض أن يساعد فريق عمل دولي خاص في العثور على الرفات التي لم تتمكن حماس من العثور عليها.