مجموعة أبحاث بريطانية.. (إسرائيل) تنفذ حملة عسكرية للإبادة الجماعية في غزة
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
لندن-سانا
أكدت مجموعة “فورينسيك اركيتيكتشر” البريطانية المستقلة للأبحاث أن “إسرائيل” تنفذ حملة عسكرية للإبادة الجماعية في غزة بطرق وأساليب متعددة، مستغلة حتى التدابير والإجراءات الإنسانية التي يتم اللجوء إليها أحياناً في مناطق الأزمات.
وقالت المجموعة في دراسة نشرها موقع ميدل ايست آي البريطاني: إن “إسرائيل” تستخدم منذ بدء عدوانها على غزة في الـ 7 من تشرين الأول الماضي التدابير الإنسانية مثل أوامر الإخلاء لدعم عملياتها العسكرية، والدفع نحو التهجير الجماعي لأهالي غزة.
وحسب المجموعة، فإن هذه الإجراءات والتدابير أدت إلى تهجير واسع النطاق للفلسطينيين بما يرقى إلى مستوى جريمة حرب، واصفة جرائم الاحتلال في غزة بأنها حملة عسكرية للإبادة الجماعية، وأن أوامر الإخلاء الإسرائيلية سهلت التهجير والقتل والإبادة.
وبالتزامن مع القصف المتواصل والعشوائي على أهالي غزة، فإن كيان الاحتلال منع آلاف الأطنان من المساعدات من العبور براً من رفح إلى شمال القطاع، كما شنت قواته هجمات على مراكز توزيع المساعدات التابعة للأمم المتحدة، ما ترك الكثيرين دون مساعدات ملحة للبقاء على قيد الحياة مثل الغذاء والإمدادات الطبية.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
تحذيرات أمريكية عبر قنوات ترامب: واشنطن لن تتحمل كلفة المجاعة الجماعية في غزة
يمانيون../
في تطور لافت يعكس تحوّلًا تكتيكيًّا في موقف بعض الدوائر الأمريكية من العدوان الصهيوني على غزة، كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن شخصيات مقرّبة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوصلت رسائل مباشرة إلى كيان العدو الصهيوني، تحذر فيها من مغبة استمرار الحرب الوحشية على قطاع غزة، وتلوّح بإمكانية “التخلي عن إسرائيل” إذا لم يتم وقف العدوان.
ونقلت الصحيفة عن مصدر وصفته بـ”المطّلع” أن رجال ترامب أبلغوا سلطات الاحتلال بوضوح أنّه “في حال لم تتوقف الحرب على غزة، فإن الولايات المتحدة – وتحديداً تحت إدارة ترامب في حال عودته – قد تتخلى عن دعمها التقليدي”.
ويأتي هذا التحذير في ظل تصاعد الانتقادات الدولية للجرائم الإسرائيلية في غزة، والتي دخلت أسبوعها الثلاثين، وسط أوضاع إنسانية كارثية تؤكد المنظمات الدولية أنها تتجه نحو مجاعة جماعية. ومع ذلك، يصرّ رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو على المضي في العدوان، معلنًا عن نية حكومته “السيطرة الكاملة على قطاع غزة”، متجاهلاً التهديدات الغربية والمخاوف من عزلة دولية خانقة.
وتوضح واشنطن بوست أن تصريحات نتنياهو حول عدم السماح بوصول المجاعة إلى غزة “لأسباب عملية ودبلوماسية”، تعبّر عن إدراك متأخر للغضب الدولي المتصاعد، لا سيما من إدارة بايدن التي وجدت نفسها في موقف حرج بسبب المجازر اليومية التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين.
وفي هذا السياق، اعتبرت الصحيفة أن تعبير “الخط الأحمر” الذي استخدمه نتنياهو عند حديثه عن المجاعة المحتملة في غزة، يعكس خشية إسرائيل من فقدان الدعم الأمريكي، والذي يشكل عماد تفوقها العسكري والسياسي في المنطقة.
وفيما أعلن الاحتلال عن إدخال عدد ضئيل من الشاحنات الإنسانية إلى غزة، أكدت مصادر إغاثية للصحيفة أن الغارات والقصف الجوي المستمر، لا سيما في خان يونس، تعرقل أي محاولة لإعادة تشغيل المعابر أو إيصال مساعدات حقيقية.
من جانبه، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن الحديث عن إدخال مساعدات هو محض دعاية فارغة، موضحًا أن الشاحنات التسع التي تم الترويج لها مؤخرًا لا تمثل سوى 0.02% مما يحتاجه القطاع فعليًّا، حيث لم تدخل أي مساعدات كافية منذ أكثر من 80 يومًا.
وبينما تعاني غزة من أسوأ أزمة إنسانية في تاريخها المعاصر، تشير تقارير أخرى إلى أن دولًا أوروبية – منها بريطانيا وفرنسا وكندا – بدأت بالضغط على كيان الاحتلال، مهددة باتخاذ إجراءات عملية إذا لم يتوقف الهجوم فورًا، في مؤشر على تبدل المزاج الدولي حيال استمرار الحرب.
ومع تفاقم الوضع الميداني، يبدو أن خطاب التخلي الأمريكي الذي حمله رجال ترامب يحمل في طيّاته رسالة مزدوجة: ضغط انتخابي داخلي يسعى لتلميع صورة الجمهوريين أمام الناخب الأمريكي، ورسالة خارجية تضع الكيان الإسرائيلي أمام لحظة حساب طال تأجيلها.