دعت جمعية ترانسبرانسي المغرب ، المجلس الأعلى للحسابات للتحقيق في ممارسات الفساد في قطاع المحروقات بشكل عام وإصدار ما يتعين من إجراءات طبقا للقانون، وذلك على خلفية اختلالات قالت إنها شابت قرار مجلس المنافسة ضد شركات المحروقات قبل شهور.

وقالت الجمعية المغربية لمحاربة الرشوة، إن القرار الصادر عن مجلس المنافسة، في نونبر الماضي، والقاضي بإبرام الصلح مع 9 شركات تنشط في أسواق تموين وتخزين وتوزيع الغازوال والبنزين، والاكتفاء بتغريمها مبلغ 1.

840.410.426، فيه جملة من الاختلالات التي تجعله مشوبا بعيوب خطيرة على حد وصفها.

وفي مقدمة هذه الاختلالات حسب بيان للجمعية توصل “اليوم 24” بنسخة منه، أن قرار التسوية  اقتصر على تسع شركات إضافة لمنظمتهم المهنية، والذي نشر كمختصر للرأي العام، لم يوضح المبلغ الإجمالي للصلح، و ما هي المخالفات المنسوبة لكل شركة وما هو مبلغ الغرامة الخاصة بكل منها وذلك في مخالفة للفصل 166 من الدستور الذي ينص على أن “مجلس المنافسة هيئة مستقلة، مكلفة في إطار تنظيم منافسة حرة ومشروعة بضمان الشفافية والإنصاف في العلاقات الاقتصادية، خاصة من خلال تحليل وضبط وضعية المنافسة في الأسواق، ومراقبة الممارسات المنافية لها والممارسات التجارية غير المشروعة وعمليات التركيز الاقتصادي والاحتكار”.

وأضافت ترانسبرانسي المغرب أن قرار مجلس المنافسة، لم يوضح كذلك للرأي العام ما هي المعايير المعتمدة بالنسبة لمبلغ الصلح لكل شركة كما هو الأمر بالنسبة للمعايير المعتمدة في حالة العقوبات المالية طبقا للمادة 39 من القانون المتعلق بحرية الأسعار والمنافسة، إذ يتم ذلك بناء على العناصر التالية: رقم معاملات الشركة، ومبيعات السلع أو الخدمات التي أنجزتها، و مدة ارتكاب المخالفة أو المخالفات المتعددة محسوبة بعدد السنوات؛ والإثراء والمبالغ المحصل عليها دون وجه حق من خلال المخالفة. بالاضافة إلى درجة تورط المنشأة أو الهيئة في تنظيم ارتكاب المخالفة. وتناسب مبلغ العقوبة المالية كذلك مع خطورة الافعال المؤاخذ عليها وأهمية الضرر الذي الحقه بالاقتصاد، ومع وضعية المنشأة او الهيئة الصادرة ضدها العقوبة او المجموعة التي تنتمي اليها

المنشأة، ويحدد المبلغ بشكل منفرد ومعلل بالنسبة الى العقوبة التي صدرت ضد كل منشأة او هيئة، مع الأخذ بالاعتبار وجود ظروف مخففة أو مشددة.

وقالت الجمعية المغربية لمحاربة الرشوة، رغم أن المادة 14 من القانون 20.13 المتعلق بمجلس المنافسة (فقرة أخيرة) تنص على أن تنشر قرارات مجلس المنافسة في الموقع الإلكتروني للمجلس ولا يستثنى من ذلك إلا ما يؤدي إلى إفشاء أسرار الأعمال، فإن المجلس لم ينشر تفاصيل الصلح وهي لا تتضمن أسرارا محمية لكونها مبنية على إحصائيات ومعلومات عن رقم الأعمال قابلة للاطلاع علما أن النشر يمكن من شفافية أكبرومن فائدة للباحثين وكل المهتمين.

وأكدت الجمعية، أن من بين خلاصات التقرير التركيبي للجنة البرلمانية الاستطلاعية حول أسعار بيع المحروقات، ووشروط المنافسة بعد قرار التحرير كما نشر بعد بثر عدد من محتوياته حسب بعض وسائل الإعلام، غياب الإجراءات المصاحبة لتحرير سوق المحروقات وعلى رأسها غياب نظام للتتبع الدقيق لحركة الأسعار على المستوى الدولي وأثرها على المستوى الداخلي وهو ما يكشف حسب ترانسبرانسي عن سياسة تسمح بالتلاعب بأسعار البيع، لم يبحث المجلس في شبهة تحقيق أرباح فاحشة تجنيها شركات توزيع المحروقات نتيجة التواطؤ على فرض أسعار للبيع خارج منطق المنافسة.

وقالت الجمعية، لقد قدرت اللجنة البرلمانية حول أسعار المحروقات الأرباح الإضافية التي راكمتها شركات التوزيع في مدة سنتين، ابتداء من تحرير أسعار المحروقات في دجنبر 2015 الى متم ،2017، ب 15 مليار درهم اي بمعدل 7,5

مليار درهم في السنة اعتمادا على تقدير اللجنة البرلمانية وتقرير مجلس المنافسة نفسه بتاريخ 31 غشت 2022 الذي أكد أن هامش ربح الشركات تراوح بين درهم واحد إلى درهم ونصف للتر الواحد، فسيكون مبلغ الأرباح الفاحشة المتراكمة خلال ثمانية أعوام إلى حدود متم سنة 2023 تعدى 60 مليار درهم، وهو ما يتجاوز بأكثر من ثلاثين ضعفا مبلغ التسوية التصالحية التي التزمت بها الجهات الضالعة في التواطؤ على أسعار البيع. ولم يتم منذ تاريخ التسوية الإعلان عن

آية مسطرة لاسترجاع الأرباح غير المشروعة الناتجة عن التواطؤ على أثمان البيع.

وأوضحت الجمعية كذلك، أن قرار  مجلس المنافسة ضد شركات المحروقات تأخر ست سنوات على قيام شبهة التلاعب بالأسعار، رغم الشكايات والتنبيهات المتواترة من

قبل الرأي العام والصحافة والهيئات المهنية والنقابية وتصريحات والي بنك المغرب وغيرهم.

واعتبرت ترانسبرانسي، أن تعليق مسطرة معالجة مجلس المنافسة للموضوع، باعتباره هيئة مستقلة إثر بلاغ للديوان الملكي في يوليوز 2020، كان له أثر بالغ على الثقة في سير المؤسسات ونزاهتها.

وأضافت ترانسبرانسي في بلاغها، أن  الأرباح الفاحشة بقيت سارية المفعول بعد قرار مجلس المنافسة، إذ لا زال ثمن البيع المتوسط يتجاوز الثمن المرجعي الناتج عن نظام تحديد أسعار المواد البترولية السابق عن تحرير الأسعار، بهامش من درهم واحد إلى درهم ونصف حسب تقرير المجلس نفسه بتاريخ 31 غشت 2022، الشيء الذي يفقد القرار كل مصداقية في فرض التنافس الشفاف والشريف، وفي قيام مجلس المنافسة بدور الرادع للاختلالات.

 

كلمات دلالية التحقيق المجلس الأعلى للحسابات ترانسبرانسي المغرب قطاع المحروقات مجلس المنافسة

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: التحقيق المجلس الأعلى للحسابات قطاع المحروقات مجلس المنافسة مجلس المنافسة

إقرأ أيضاً:

إطلاق منصة رقمية للزراعة التعاقدية لضمان شفافية التسعير والدفع الفوري

عقدت جلسة نقاشية تحت عنوان "إحداث ثورة في الزراعة المصرية من خلال الزراعة التعاقدية الرقمية" فى اطار فعاليات الدورة العاشرة لمعرض فوود افريكا والذى افتتحه - صباح اليوم - نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وزير النقل والصناعة، وذلك بحضور عدد كبير من الخبراء والمتخصصين فى مجال الزراعة والتصنيع الغذائى. 
تناولت الجلسة عدد من الموضوعات ومن أهمها دور القطاع الخاص في تحديث الزراعة المصرية، وكيف تضمن الزراعة التعاقدية الرقمية تسعيرًا عادلًا وتلغي الوسطاء، وما هى اليات المراقبة الفورية والدعم الفني للمزارعين عبر تطبيق الهاتف المحمول ، فضلا عن الشمول المالي والمدفوعات الفورية وكيفية الوصول إلى التمويل الأصغر، الى جانب متطلبات تحقيق الأمن الغذائي وإمكانية التتبع من المزرعة إلى المصنع ، وكذا توسيع نطاق النموذج على الصعيد الوطني وإمكانات التصدير.
وقد شهدت الجلسة توقيع مذكرة تفاهم بين شركة محاصيل للتسويق والخدمات الزراعية وشركة مافى لتصنيع الحاصلات الزراعية ، وذلك لإطلاق مشروع أول منصة "للزراعة التعاقدية الرقمية". 
وقع مذكرة التفاهم كل من شريف فوزى، رئيس قطاع التطوير المؤسسى بشركة مافى لتصنيع الحاصلات الزراعية احدى شركات مجموعة المصريين للصناعة والاستثمار و المهندس محمد عبد الرحمن، رئيس مجلس إدارة شركة محاصيل للتسويق والخدمات الزراعية .
ويُمثل هذا الحدث الإعداد لإطلاق أول منصة رقمية متكاملة للزراعة التعاقدية في مصر، والتي طُوّرت بالتعاون بين شركة محاصيل وشركة مافي للصناعات الزراعية، حيث تُقدّم المنصة رقمنة كاملة لدورة الزراعة التعاقدية، بدءًا من توريد البذور ودمج المزارعين، مرورًا بالمراقبة الفورية والدعم الفني، وصولًا إلى ضمان الشراء، وشفافية التسعير، والدفع الفوري.

مقالات مشابهة

  • الرئيس يكشف عن أول مؤشر سلبي على اليمن بسبب انقلاب الانتقالي في حضرموت والمهرة ويوجه دعوة هامة لأبناء المحافظتين
  • مجلس الوزراء يعقد اجتماعاً لضمان استقرار «إمدادات الوقود»
  • المرحلة الثانية نظيفة.. رفض 211 طعنا وعدم الاختصاص بنظر 37 آخرين
  • إقبال بالدوائر الملغاة بانتخابات مجلس النواب بالجيزة.. فيديو
  • الوطنية للانتخابات: نناشد المواطنين الإدلاء بأصواتهم وعدم السماح بالتأثير على إرادتهم | بث مباشر
  • إطلاق منصة رقمية للزراعة التعاقدية لضمان شفافية التسعير والدفع الفوري
  • الجمعية العمومية لشركة أبوظبي الوطنية لمواد البناء – بلدكو تقر دخول الشريك الإستراتيجي وتوافق على زيادة رأس المال إلى مليار و 500 مليون درهم
  • عاجل: بسبب الطقس.. مطار جدة يدعو المسافرين لتأكيد مواعيد رحلاتهم مع شركات الطيران
  • تحديث أسعار المحروقات اليوم... إليكم الأسعار الجديدة
  • وزارة المالية تعلن صدور قرار مجلس الوزراء بشأن الغرامات على مخالفي نظام الفوترة الإلكترونية