عندما تنام الضمائر وتغيب الرقابة يستشرى الفساد ويصبح ذا سطوة وسلطان ومن مظاهر ذلك ما نراه بأعيننا من ظاهرة حوادث الطرق التى أصبحت حديث الناس وآلامهم وفواجعهم ومشاعر الحزن والأسى تلتحف بها القرى المصرية وخاصة فى صعيد مصر وبالأمس القريب فى حادث أليم من تلك الحوادث فى طريق المنيا أسيوط الصحراوى استشهد أربعة من زهرة شباب المنيا.
فقدت العدالة كوكبة من قضاة مصر الذين خطفهم الموت فى ريعان الشباب قامات واعدة وانتهت مسيرة عطاء ينتظرها الوطن. رحيل مؤلم والأشد ايلاما انهم كانوا مثالًا للنزاهة والشرف والأمانة والصدق وكانوا يملأون الحياة بهجة وعطاء ومحبة غير محدودة والفراق فى هذا العمر غصة لا تزول، فالحزن يخيم على المحافظة بكاملها فالفاجعة أليمة والقلب يعتصره الأسى والحزن على أرواح صعدت إلى بارئها. اللهم اجبر كسر قلوب ذويهم ومحبيهم والسؤال المهم والضرورى إلى متى تبقى الطرق فى
الصعيد طريقا للموت فلقد كان الطريق الزراعى عنوانا للموت وكانت العياط ومستشفى ام المصريين يكتظ يوميا بضحايا طريق الصعيد موتى ومصابين ومازالت الدماء تسيل على أسفلت طرق الصعيد وذلك بسبب غياب اشتراطات سلامة الطرق من حيث البنية التحتية والتصميم والتخطيط الهندسى وتصميم الطرق يتم وفقا لمعايير هندسية تضمن انسيابية الحركة وتقلل من نقاط الخطر والمنحنيات والتقاطعات والميول والسرعة المسموح بها والحمولة بعين الاعتبار فى التصميم كما أن الصيانة المستمرة وإزالة العوائق الطبيعية مثل الرمال المتحركة والتأكد من خلو الطريق من التلفيات التى قد تسبب الحوادث كما يجب توفير إضاءة كافية ومناسبة فى الطرق والمناطق المأهولة لضمان وضوح الرؤية الليلية كما أن لسلامة الطرق ضرورة تركيب علامات وإشارات تحذيرية وإرشادية وتنظيمية واضحة ومرئية ومضاءة فى كافة الطرق وباتت الدول تضع استراتيجيات شاملة للسلامة المرورية وابرز تلك الدول السويد والنرويج وهولندا وسنغافورة واليابان والامارات والسعودية والبحرين وباتت تسجل تلك الدول ادنى معدلات حوادث الطرق والوفيات الناجمة عنها ويعود انخفاض معدلات الحوادث فى هذه الدول إلى اعتمادها منهجا شاملا ومتكاملا يركز على عدة محاور، اولا الرؤية الاستراتيجية طويلة الأجل وتبنتها دول عدة كالسويد وهى استراتيجية تعتمد على أن أى حالة وفاة أو إصابة خطيرة على الطريق غير مقبولة مطلقا وهى تتبنى
تصميم نظام طرق آمن لا يؤدى إلى الوفاة حتى لو وقع خطأ بشرى، ثانيا تصميم الطرق الذكى حيث يتم تصميم الطرق بشكل يقلل من سرعة السيارات تلقائيا عند الضرورة وفصل مسارات الحركة بفصل مادى بين المسارات المخصصة للسيارات العادية وسيارات النقل والدرجات، ثالثا تطبيق صارم لقوانين المرور مع عقوبات مالية ثقيلة على المخالفات الأساسية مثل السرعة الزائدة واستخدام كاميرات وأنظمة رصد رقمى عالية الجودة وذكية لرصد المخالفات بشكل فعال ومستمر ورابعا تطوير أنظمة الاستجابة الطبية الطارئة السريعة كخدمات الإسعاف والمستشفيات لتقليل معدل الوفيات بعد وقوع الحوادث والحقيقة أن كل تلك المعايير أصبحت اكوادا دولية لسلامة الطرق وتقليل الحوادث والوفيات لكن طرق الصعيد بعيدة كل البعد عن تلك الاشتراطات وهذا واقع مؤلم لا يخفى على أحد، والأرقام تشهد بذلك ونفتقد لأبسط تلك الأشياء كسيارات الإسعاف والمطافى ووضع تصميم يراعى الفواصل بين مسارات النقل والسيارات ونطالب السيد وزير النقل بنظرة إلى الصعيد وازدواج طريق مدخل المنيا من الصحراوى الغربى إلى الطريق الزراعى القاهرة أسوان وانارته وكذلك ازدواج طريق أسيوط المنيا الصحراوى الشرقى وانارته وتوفير خدمات الإسعاف والمطافى وكل الطرق بالمحافظة بحاجة إلى تأهيل فالصعيد تم اهماله سنوات عديدة وحان الوقت لعودة حقوقه الضائعة.
* توفير ممرات آمنة للمشاة والدراجات، وضرورة التزامهم بقواعد العبور.
هذه الاشتراطات هى جزء من إدارة متكاملة للسلامة المرورية على الطرق التى تسعى لتحقيق بيئة نقل آمنة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية:
حاتم رسلان
إقرأ أيضاً:
محافظ الجيزة يتابع أعمال توسعة وتطوير طريق ترعة الزمر حتى مزلقان الجلاتمة بطول 3 كم
تابع المهندس عادل النجار محافظ الجيزة أعمال التوسعة والتطوير وإعادة الرصف والإنارة بطريق ترعة الزمر وصولًا إلى مزلقان الجلاتمة بطول 3 كيلومترات.
وذلك ضمن مشروعات الخطة الاستثمارية التي تنفذها مديرية الطرق بالمحافظة لرفع كفاءة شبكة الطرق وتسهيل الحركة المرورية.
شدّد المهندس عادل النجار على أهمية الالتزام بالجداول الزمنية المحددة، موجّهًا بمتابعة مستمرة لسير العمل والتنسيق مع الجهات المعنية لسرعة الانتهاء من أعمال التطوير دون التأثير على حركة المواطنين.
وتمت الأعمال بمتابعة من المهندسة نجوي السعيد مدير مديرية الطرق بالمحافظة.
FB_IMG_1765373106729 FB_IMG_1765373108546 FB_IMG_1765373103008 FB_IMG_1765373104942