انتقد محللون وخبراء إسرائيليون رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يرون أنه يقود إسرائيل نحو الضياع بسبب وقوفه في وجه الولايات المتحدة التي ما كان أن تستمر الحرب على قطاع غزة بدون دعمها السياسي والعسكري.

فقد أكد محلل الشؤون العسكرية في القناة الـ13، ألون بن دافيد، أن حرب غزة علمت إسرائيل الكثير من الأشياء حول قدرات جيشها، وأن أحد الأمور السيئة التي تكشفت هي الاعتماد العميق على الولايات المتحدة.

وقال بن دافيد إن كمية الأسلحة والذخائر التي استهلكت في نصف عام "أكبر بكثير من تقديرات كل الخطط الموجودة عشية الحرب، حيث أطلق الجيش 100 ألف قذيفة مدفعية ونحو 40 ألف قذيفة من الجو وأكثر من 3 آلاف صاروخ دفاع جوي اعتراضي، إلى جانب قائمة أخرى طويلة من الذخائر".

ووفقا للمحلل فإنه لا يمكن لأي منتج سلاح في العالم تزويد إسرائيل بهذه الكميات وبشكل فوري سوى الأميركيين، وذلك بسبب الطلب العالمي على الذخائر والمواد المتفجرة.

كما أن الصناعات العسكرية الإسرائيلية "غير قادرة على توفير هذه الكميات حاليا وربما تكون غير قادرة على ذلك في المستقبل" وفق بن دافيد الذي قال "إن الوحيدين القادرين على تزويدنا بهذه الكميات هم الأميركيون وقد فعلوا ومنحونا نحو 150 طائرة شحن و20 باخرة وعشرات آلاف الأطنان من العتاد الذي مكن إسرائيل من مواصلة القتال في الجنوب والجاهزية بالشمال (جبهة لبنان).

وأضاف أن الجيش "يحتفظ بكميات كبيرة من الذخائر ولا يستخدمها تحسبا لمعركة واسعة على جبهة لبنان، لكن إذا أوقف الأميركيون دعمنا فسوف تكون إسرائيل أمام معضلة أن تحتل مدينة رفح جنوبي غزة وتخاطر بعدم وجود ذخائر كافية للشمال أو أن تتنازل عن معركة رفح التي تعني القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من أجل الإبقاء على جاهزيتها في الشمال".

بدوره، شن رئيس الأركان السابق دان حالوتس هجوما حادا على نتنياهو، قائلا إنه "لولا الدعم الأميركي في حرب يوم الغفران (أكتوبر/تشرين الأول 1973) حتى نهايتها لكانت إسرائيل في وضع آخر" مضيفا "هذا نفسه ما يحدث اليوم، حيث كانت الولايات المتحدة أول من وقف إلى جانب إسرائيل وأرسلت حاملات الطائرات وغواصة نووية وجاء بايدن بنفسه إلى تل أبيب".

وأكد حالوتس أنه "من الناحية الدولية والعسكرية والسياسية ستواجه إسرائيل صعوبة كبيرة في تدبير أمورها بدون الدعم الأميركي، وهذا الشخص (نتنياهو) انقض على بايدن كمن وجد شقيقه الضائع وفجأة بصق في البئر التي يشرب منها منذ سنوات طويلة. وأعتقد أن هذه وقاحة وقلة أدب كالنملة التي تهدد فيلا، ونحن سنواصل الاحتجاج".

تفجير صفقة الأسرى

وفيما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى، قال مراسل الشؤون السياسية في القناة الـ13 يارون إبراهام إن قضية عودة النازحين إلى شمال القطاع هي التي ظلت في قلب المفاوضات وليس قضية الأسرى.

وعرضت إسرائيل -وفق إبراهام- عودة عدد معين من النازحين بعد تقسيمهم إلى فئات وإخضاعهم لاشتراطات أمنية وهو ما رفضته بحسم حركة حماس وطلبت إلغاء الوجود العسكري الإسرائيلي بين الشمال والوسط وتمسكت بعودة كافة النازحين.

ووفقا لإبرهام، فقد أعرب الجنرالان نيتسان ألون (مسؤول ملف الأسرى) وغادي آيزنكوت (عضو مجلس الحرب) عن اعتقادهما بأن فريق التفاوض لم يُمنح صلاحيات كافة بحيث تتم بلورة رؤية واضحة يمكن لحماس قبولها.

وفي الشأن نفسه، أكد روعي شارون محلل الشؤون العسكرية بقناة "كان" أن انهيار المفاوضات "يعرقل عملية رفح التي تضم مليونا ونصف مليون فلسطيني حيث لا يمكن ولا يصح تنفيذ العملية" مضيفا "الولايات المتحدة والعالم كله يرون أن إسرائيل لا يمكنها إخلاء رفح من النازحين ما لم تكن هناك صفقة".

أما رفيف دروكر المحلل السياسي بالقناة الـ13، فكان أكثر حدة بقوله إنه يعتقد أن "رئيس الوزراء الفظيع تعمّد تفجير الصفقة لأنه يعرف أنها قد تؤدي لانهيار حكومته، ومن ثم فضّل أن يحرق كل شيء" مضيفا "هذا فظيع، لقد آن الأوان أن يتوقف كافة القادة الكبار عن الصراعات في الغرف المغلقة".

ويرى دروكر أن الوقت قد حان حتى يقوم رئيسا جهازي المخابرات الخارجية (الموساد) والأمن الداخلي (الشاباك) والجنرال نيتسان ألون، والوزيران بمجلس الحرب بيني غانتس وآيزنكوت بالخروج علنا ضد هذه الخطوة "القاسية والمستهترة".

وختم بالقول إن نتنياهو يتجاوز كل الخطوط الحمراء وإنه يجب وضع حد له.

بدوره، نقل عميحاي شتاين -مراسل الشؤون السياسة بقناة كان- عن مسؤولين سياسيين أميركيين أن نتنياهو يبحث عن معركة مع واشنطن، وأنه "قد تكون هناك اعتبارات سياسية وحزبية كثيرة لكنه يريد حرف الأمور عن مسارها".

في المقابل، زاد وزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير من هجومه على الرئيس الأميركي جو بايدن بقوله "إنه (بايدن) يفضل مصالح حزبية ضيقة على انتصار إسرائيل، وأنا اعتقد أنه يفضل مصالح أخرى على مصالحنا وأعتقد دون شك أن دونالد ترامب سيكون أفضل لإسرائيل".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

العقوري لـ”مهراج”: ليبيا لا يمكن أن تكون حارسًا لحدود أوروبا

عقد رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بمجلس النواب الليبي، يوسف العقوري، لقاءً مع سفير الجمهورية الفرنسية لدى ليبيا مصطفى مهراج، بمناسبة انتهاء مهامه كسفير لدى ليبيا.

وخلال اللقاء الذي عُقد بمقر ديوان مجلس النواب في مدينة بنغازي عبر رئيس لجنة الشؤون الخارجية عن تقديره العميق للجهود التي بذلها السفير الفرنسي طيلة فترة عمله، مشيدًا بروح التعاون التي طبعت العلاقة بين البلدين، والدور الفاعل الذي اضطلع به في الدفع نحو تعزيز التنسيق والتفاهم في مختلف القضايا الثنائية والإقليمية.

كما تطرق اللقاء إلى عدد من المستجدات؛ من بينها تشكيل حكومة موحدة، وأوضاع حقوق الإنسان، والانتخابات البلدية، واتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع جمهورية تركيا.

وشدد “العقوري” على أهمية دعم فرنسا لاستقرار ليبيا ومواصلة التنسيق البنّاء معها.

كما تطرق رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي من السفير الفرنسي عن أبرز التحديات التي واجهها خلال فترة عمله، وتقييمه لمستوى التعاون مع فرنسا، ومستقبل البرنامج الفني الفرنسي المقدم لديوان مجلس النواب ، ودور الاتحاد الأوروبي في الملف الليبي.

وفيما يتعلق بملف الهجرة، أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي على موقف المجلس الراسخ بأن ليبيا لا يمكن أن تكون حارسًا لحدود أوروبا.

ودعا إلى تعاون يحترم السيادة الليبية ويصب في مصلحة شعبها، مؤكدا موقف ليبيا في استقبال الأشقاء من السودان ومعاملتهم أسوة بالمواطنين الليبيين.

ونوه بأن الانقسام السياسي كان له أثر سلبي على ملف حقوق الانسان، وأن مجلس النواب حريص على متابعة لهذا الملف المهم.

وفي ختام اللقاء، عبّر السفير الفرنسي عن امتنانه لحفاوة الاستقبال، مبيناً الأهمية الاستراتيجية التي تحظى بها ليبيا لدى الجمهورية الفرنسية، متمنيًا دوام الأمن والاستقرار للشعب الليبي.

الوسومليبيا

مقالات مشابهة

  • محللون: الصفقة ليست نهاية الحرب وخطاب نتنياهو يؤشر لتراجع عسكري
  • محللون إسرائيليون: ترامب سيخير نتنياهو بين هذه الأمور
  • العقوري لـ”مهراج”: ليبيا لا يمكن أن تكون حارسًا لحدود أوروبا
  • محللون: إسرائيل أمام خيارين بشأن غزة وحماس لن تتنازل عن 3 نقاط
  • انخفاض صادرات كندا إلى الولايات المتحدة في مايو مع استمرار الحرب التجارية
  • وفد التفاوض الإسرائيلي يصل الدوحة وترامب يسعى للتوافق مع نتنياهو بشأن غزة
  • نتنياهو يغادر إلى الولايات المتحدة برفقة زوجته ويؤكد: "لن يكون هناك حماس"
  • نتنياهو يصف رد حماس بـغير مقبول وعائلات الأسرى الإسرائيليين يستنجدون بترامب
  • بن غفير يطالب نتنياهو برفض صفقة التبادل واحتلال غزة
  • مناقشات مكثفة في إسرائيل قبل ساعات من توجّه نتنياهو إلى واشنطن