عقد الجامع الأزهر اليوم الأحد في الليلة الثانية والعشرون من شهر رمضان المبارك، عقب صلاة التراويح «ملتقى الأزهر.. قضايا إسلامية».

ملتقى "رمضانيات نسائية": قيام الليل فضيلة تعود على العبد بالنَّفع في الدنيا والآخرة ملتقى الظهر بالجامع الأزهر يوضح فضل الزكاة وفوائدها على الفرد والمجتمع

جاء ذلك بمشاركة ‏الدكتور محمد الجبالي، الأستاذ بكلية الشريعة بجامعة الأزهر، وفضيلة الدكتور حسني التلاوي، وكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة، وأدار الملتقى الدكتور عبدالمنعم فؤاد، المشرف  العام على الأروقة العلمية بالجامع الأزهر، وذلك بحضور جمعٍ من علماء وقيادات الأزهر الشريف، وجاء عنوان الملتقى اليوم: «بر الوالدين».

عبدالمنعم فؤاد: بر الوالدين من أهم المسائل في الإسلام ويجب علينا تذكرها دائما

وقال الدكتور عبدالمنعم فؤاد إن قضية بر الوالدين من القضايا التي تناساها الشباب، ولم نجد برامج تحث عليها، كما أنه لا يوجد وسائل تذكر الشباب بأن بر الوالدين من أهم المسائل في الإسلام، لكن الله تعالى يذكرنا دائما وأبدا بأن نهتم بهذه القضية، ومن ذلك قوله تعالى "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا"، فعبادة الله تعالى ترفقها مباشرة قضية البر، ولذلك ورد في الأثر "أن كل دعاء قد يؤخر إلى ما بعد الموت، إلا دعاء الأبوين فإن الله يعجل به في الدنيا قبل الآخرة"، إذا فنحن في أشد الحاجة لدعاء الأبوين، وهما في أشد الحاجة في السن الكبر أن يكون أبنائهم بارين بهم، فالشاب الصالح هو الذي يبر والديه ويقبل يد أباه ويد أمه، وهو الذي يدعو لأبويه حتى بعد الممات.

محمد الجبالي: من لم يشكر الوالدين لم يشكر الله

وأوضح الدكتور محمد الجبالي أن الإسلام الحنيف قد جاء برسالة سمحة تدعو إلى مكارم الأخلاق وإلى السلوك القويم، جاءت بضوابط تحكم ميزان المعاملات بين الناس بصفة عامة، وبين الوالدين والأبناء بصفة خاصة، ومما جاء في القرآن الكريم عن الوالدين، نستدل أن الوالدين لهما من التقدير والاحترام والتوقير ما يلفت النظر، لما يتفكر في الآيات التي تناولت ذلك، مضيفا أن بر الوالدين والإحسان إليهما قد حظي بتقدير كبير في الشريعة الإسلامية، ودليل ذلك أنه تعالى قد قرن الأمر بعبادته مع البر بالوالدين في آية واحدة، وذلك في قوله تعالى: "واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا"، ولا بد أن في ذلك الترابط بين عبادة الله وبر الوالدين نظرة وتأمل.

وأكد الأستاذ بكلية الشريعة بجامعة الأزهر أن الله تعالى قد أمرنا بأن نشكره، ثم قرن شكره تعالى بشكر الوالدين، ومن ذلك قول ابن عباس رضي الله عنه "ثلاثة آيات مقرونة، منها أن اشكر لي ولوالديك"، فشكره تعالى مقرون بشكر الوالدين، ولذلك من لم يشكر الوالدين لم يشكر الله، ولقد رفع تعالى قدر الإحسان إلى الوالدين، وأمرنا بالبر بهما وجعل من يقوم بهذا الأمر في درجة المجاهد في سبيل الله، فيالها من درجة عظيمة، لافتا أن الله تعالى قد جعل منزلة من يبر والديه بمنزلة الشهيد في سبيل الله، ومن ذلك أن رجلا جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول له "يارسول الله ائذن لي بالجهاد في سبيل الله، فيقول له عليه الصلاة والسلام، أحي والداك؟ قال له نعم يارسول الله، فقال له : إذا ففهيما فجاهد"، فجعل الإحسان للوالدين وبرهما بمنزلة الشهيد.

حسني التلاوي: الإحسان هو أن نسدد ما علينا وزيادة ولذلك استخدم "الإحسان" في بر الوالدين

ومن جانبه، أوضح الدكتور حسني التلاوي أن الله تعالى قال "وبالوالدين إحسانا"، وهذا تركيب عجيب، وإن فهمناه ستتغير سياساتنا تجاه قضية بر الوالدين، ففي الجملة الأولى "واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا"، ثم جاء بالجملة الثانية بصيغة الأمر، وتقديره "وأحسنوا بالوالدين إحسانا"، كأن الله تعالى أمرنا مرتين بأن نحسن لوالدينا في قوله "أحسنوا" و"إحسانا"، ولم يقل ذلك في قوله "واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا"، فهو أمر واحد فقط، مضيفا أن معنى الإحسان هو أعلى طبقة من العدل، فهو العدل وزيادة، ولذلك أمرنا تعالى بالإحسان، وليس معناه أن نسدد ما علينا فقط تجاههما، بل أن نسدده وأن نزيد عليه.

وبين وكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة أن الآية الكريمة أيضا قد جاءت بوقفة أخرى وهي "الباء"، حيث جاءت الباء في قوله "وبالوالدين"، ولم يستخدم غير الباء، مثل "إلى" على سبيل المثال، وذلك لأن الباء تعني الملاصقة والقرب والملاطفة والإحسان، وغيرها من المعاني المتعددة، على عكس إلى، التي تعني الإرسال، لكن الباء أفادت القرب والملاصقة، وهو ما يتماشى مع الإحسان للوالدين، والقرب منهما وملاطفتهم، لافتا أن هناك جزء آخر يتضمن وعيدا بمن لا يبر والديه، ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: "ورغم أنف رجل أدرك أبواه عنده الكبر ولم يدخلاه الجنة"، وفيه إفادة بأن جزاء من يبر والديه الجنة، إلا أنه استخدم الفعل "رغم" لأن به ثلاث معان ليست موجودة في "تربت" التي استخدمت في موضع آخر، المعنى الأول هو "الذل"  والثاني "الضعف عن الانتصاف" والثالث هو "الرجوع بإكراه"، وفيه أنه عليه الصلاة والسلام يدعو على من لا يبر والديه بأن "يذل" وبـ"الضعف عن الانتصاف"، وأخيره بأن يرجع بالإكراه.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الجامع الأزهر شهر رمضان صلاة التراويح ملتقى الأزهر قضايا إسلامية جامعة الأزهر أن الله تعالى فی قوله ومن ذلک

إقرأ أيضاً:

«الإفتاء» توضح كيفية توزيع الأضحية في عيد الأضحى.. 3 أجزاء متساوية

كيفية توزيع الأضحية من الأمور التي تهم كثير من الناس مع اقتراب عيد الأضحى المبارك 2024، إذ يبدأ المسلمون في الإعداد للأضحية التي ينون التضحية بها في هذه الأيام المباركة، لأن الأضحية سنة مؤكدة عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ فلقد قال: «مَا عَمِلَ ابْنُ آدَمَ يَوْمَ النَّحْرِ عَمَلا أَحَبَّ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ هِرَاقَةِ دَمٍ، وَإِنَّهُ لَيَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَظْلافِهَا وَأَشْعَارِهَا، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ عَلَى الأَرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا».

كيفية توزيع الأضحية

وأجابت دار الإفتاء عن كيفية توزيع الأضحية، في فتوى لها، بأنّ الأفضل في الأضحية أن تقسم إلى ثلاثة: «ثلث له ولأهل بيته، وثلث للأقارب، وثلث للفقراء»، مضيفة أنّ للمضحي المتطوع الأكل من أضحيته أو الانتفاع بها لحمًا وأحشاء وجِلدًا كلها أو بعضها، أو التصدق بها كلها أو بعضها، أو إهداؤها كلها أو بعضها، إلا أنه لا يجوز إعطاء الجلد أجرة للجزار، وكذلك لا يجوز بيعه.

وعن كيفية توزيع الأضحية، قالت «الإفتاء» إنّ الكمال أَنْ يَأْكُلَ المضحِّي الثُّلُثَ، وَيَتَصَدَّقَ بِالثُّلُثِ، وَيُهْدِيَ الثُّلُثَ؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «فَكُلُوا وَأَطْعِمُوا وَادَّخِرُوا»، وقد صَحَّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما فِي صِفَةِ أُضْحِيَّةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم قَال: «ويُطْعِمُ أَهْلَ بَيْتِهِ الثُّلُثَ، وَيُطْعِمُ فُقَرَاءَ جِيرَانِهِ الثُّلُثَ، وَيَتَصَدَّقُ عَلَى السُّؤَّالِ بِالثُّلُثِ».

التصدق بشيء من الأضحية 

وأضافت «الإفتاء» خلال إجابتها عن سؤال كيفية توزيع الأضحية، أنه من المقرر شرعًا أن تَصَرُّف المضحي في أضحيته مقيد إما بأن يُطْعِمَ غيره، وإما أن يَطْعَمَ هو من أضحيته، وله كذلك أن يتصدق بجلدها أو أن ينتفع به بنفسه؛ قال تعالى: ﴿فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ﴾ [الحج: 36]. ولهذا قرر جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة حرمة بيع شيء من الأضحية، مضيفة أنه يحرم بيع أو دفن أو طرح رؤوس الأضاحي وأرجلها في المهملات، ما دامت صالحة للاستعمال.

وتابعت دار الإفتاء المصرية، خلال فتواها عن كيفية توزيع الأضحية أنّ الأضحية شرعت  لشكر لله تعالى على نعمه، ومن تمام ذلك مراعاة مقاصدها وأحكامها، ومن مقاصدها إراقة الدماء، وقد قيد الشرع ذلك بوقتٍ لا تجزئ الأضحية إلا فيه، وهو من بعد صلاة العيد حتى غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق، قال تعالى: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾، كما أن من مقاصدها التوزيع من لحومها على الفقراء والمساكين؛ قال تعالى: ﴿فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ﴾ [الحج: 28]، ولم يقيد الشرع الشريف هذا التوزيع بوقت معين، بل جعل الأمر في ذلك راجعًا لمصلحة الفقراء؛ ولأجل ذلك نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، عن ادخار لحوم الأضاحي فوق الثلاث للحاجة لذلك، ثم نسخ الحكم عندما زالت الحاجة.

مقالات مشابهة

  • ملتقى الجامع الأزهر يناقش مكانة العقل في الإسلام الثلاثاء المقبل
  • مجلس حكماء المسلمين: رعاية الوالدين وبرهما من أحب الأعمال إلى الله
  • فضل صيام العشر الأوائل من ذي الحجة
  • أوقاف الغربية تنظيم ندوة حول " الأمانة "
  • انطلاق امتحانات الثانوية الأزهرية لطلاب العلمي بمادتي الفقه والحديث
  • وسيم السيسي: الفراعنة أول من عرفوا أن الله واحد
  • حياتك أفضل بدون تدخين.. نصائح الأزهر للفتوى في يوم مكافحة تعاطي التبغ
  • «الإفتاء» توضح كيفية توزيع الأضحية في عيد الأضحى.. 3 أجزاء متساوية
  • تعـريب العبـرية
  • الخطيب: الحلّ لن يكون الا لبنانيا