تقرير: أرقام المنظمات الدولية لا تعكس حجم كارثة الأزمة الإنسانية في اليمن
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن الأرقام الصادرة عن المنظمات الدولية والأممية فيما يتعلق بالأزمة الإنسانية في اليمن لا تعكس الحجم الحقيقي للمعاناة اليومية للسكان في محاولاتهم اليائسة لوضع شيء على مائدات طعامهم خلال شهر رمضان.
وأشار المرصد الأورومتوسطي في تقرير له اليوم أرسل نسخة منه لـ "عربي21"، إلى أن نحو سبعة من كل عشرة أشخاص في اليمن يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة، في الوقت الذي يواجه فيه أكثر من 80 في المئة من السكان صعوبات بالغة في توفير الغذاء.
وبيّن الأورومتوسطي أن معدلات سوء التغذية في اليمن تبقى من بين الأعلى في العالم، حيث يواجه أكثر من نصف السكان البالغ عددهم 33.7 مليون نسمة انعدامًا حادًّا في الأمن الغذائي.
ووفق التقرير فإن العبء الأكبر من هذه الأزمة الإنسانية الممتدة والمركبة يتحملها الأطفال، حيث يعاني نحو 600 ألف طفل من سوء التغذية الحاد الوخيم، والذي يتضمن انخفاضًا حادًا في نسبة الوزن و/أو الطول، ويهدد الحياة ما لم تتم معالجته على نحو عاجل.
وأضاف: "في الوقت ذاته، يبقى نحو 3 من كل 10 أطفال في سن المدرسة عاجزين عن الالتحاق بمقاعد الدراسة لأسباب مركبة، بما في ذلك الفقر والنزوح وتكدس الغرف الصفية نتيجة تقلص عدد المدارس الصالحة للدراسة بسبب الحرب أو بسبب استخدام بعضها كمبانٍ عسكرية".
وبحسب برنامج الغذاء العالمي، فإن 3.5 مليون شخص يعانون من سوء التغذية الحاد، في ظل تعليق المساعدات في شمال اليمن منذ يناير/كانون ثان الماضي بسبب نقص في التمويل.
ونقل التقرير عن صالح الدهمي (49 عامًا)، من سكان عدن، قوله: إنه يكافح من أجل توفير الطعام لعائلته المكونة من 7 أفراد، خاصة في ظل عدم توفر عمل ثابت وفي الوقت الذي يستقبل فيه عددًا من عائلته الممتدة ممن نزحوا من مناطق سكنهم.
وأضاف الدهمي لفريق الأورومتوسطي: "كنت أعمل سائقًا على سيارة اشتريتها بالتقسيط وبشق الأنفس. لكن السيارة احترقت بالكامل خلال الحرب، وبقيت أنا بلا عمل لأشهر طويلة كنا نعتمد فيها وعائلتي على المساعدات الإنسانية الشحيحة التي تصلنا. اليوم، أنا أكافح للاعتماد على نفسي من خلال بيع الملابس المستعملة في الطرقات، لكن الإقبال شحيح جدًا بسبب عدم قدرة الناس على الشراء. أنا وعائلتي نعتمد بشكل أساسي على المساعدات للبقاء أحياء"
وبحسب يونيسيف، فإن نحو 16 مليون شخص، أكثر من نصفهم من الأطفال، يبقون بحاجة عاجلة للوصول للمياه النظيفة، وإلَّا هم عرضة لخطر الأمراض التي تنتقل في المياه وسوء التغدية.
وعلى الرغم من توقف الأعمال العسكريَّة، إلَّا أنَّ المشاكل الأمنيَّة في البلاد لم تتوقف، حيث تبقى السرقات والاعتداءات وأعمال العنف منتشرة في مدينة عدن في ظل شبه غياب للمؤسَّسات المحليَّة، ما ترك اليمنيين دون سلطة يمكنهم اللجوء إليها عند تعرّضهم لهكذا جرائم. أمّا في مدينة تعز، فأعمال العنف والاعتداءات على الأملاك العامَّة والخاصَّة في تصاعد مستمر، والأسلحة الحربيَّة الصغيرة منتشرة في المحال التجاريَّة ويمكن شراؤها بشكل علني.
وقال المرصد الأورومتوسطي: إن التدهور الاقتصادي نتيجة الحرب وما نتج عنها من تدمير للبنى التحتية المدنية وانعدام الخدمات العامة الأساسية هي إحدى المسببات الرئيسة للأزمة الإنسانية الواقعة في البلاد.
وشدَّد الأورومتوسطي على أن استهداف دول بقيادة الولايات المتحدة الأميريكية ـ في بعض الحالات المدنيين والأعيان المدنيَّة ـ يفاقم الأزمة الإنسانية ويشكل انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني الذي يحظر هذا النوع من الاستهداف.
ودعا المرصد الأورومتوسطي الأطراف المتنازعة إلى الالتزام بالقانون الدولي الإنساني والكف عن استهداف المدنيين والأعيان المدنيَّة، مطالبًا المجتمع الدولي بالعمل على تقديم المساعدات الإنسانيَّة والحماية واستئناف تقديم الدعم المالي اللازم لوكالات الأمم المتَّحدة المعنيَّة في معالجة تدهور الوضع الإنساني في اليمن.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية اليمن تقرير الحرب اليمن تقرير حرب تداعيات المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المرصد الأورومتوسطی فی الیمن
إقرأ أيضاً:
«الأونروا»: الأزمة في غزة وصلت إلى مستويات غير مسبوقة من اليأس
أحمد مراد (غزة)
أخبار ذات صلةأعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، أمس، أن أكثر من 2700 طفل فلسطيني دون سن الخامسة تم تشخيصهم بسوء تغذية حاد أواخر مايو بقطاع غزة جراء التجويع الممنهج الذي تمارسه إسرائيل.
وقالت «الأونروا» على منصة «إكس»، إن الأزمة في جميع أنحاء قطاع غزة وصلت إلى مستويات غير مسبوقة من اليأس، مع استمرار الناس في المعاناة من الجوع.
وأضافت أن «أكثر من 2700 طفل دون سن الخامسة تم تشخيصهم بسوء التغذية الحاد أواخر مايو الماضي».
وفي السياق، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أمس، بأن الوضع الصحي في محافظة شمال قطاع غزة كارثي بعد إخراج كافة المستشفيات عن الخدمة.
وقالت الوزارة، إن «حالة من الاكتظاظ الشديد تشهدها المستشفيات مع استمرار منع الاحتلال إدخال الإمدادات الطبية المنقذة للحياة».
وأضافت أن «مئات المرضى والجرحى يعانون من عدم استكمال التدخلات العلاجية لهم نتيجة الاستنزاف الحاد فيما تبقى من أقسام طبية»، مشيرة إلى أن «ما تبقى من مستشفيات عاملة مهددة بانهيار الخدمات التي تحاصر بأزمات خانقة تستحيل معها استمرار تقديم الخدمة الصحية».
وأوضحت أن «الحلول الطارئة والتدخلات الإسعافية لن تكون ذات معنى مع تفاقم المؤشرات الصحية والإنسانية إلى مستويات ونتائج يصعب معالجتها».
ودعا خبراء ومسؤولون في منظمات إغاثية إلى تكثيف الجهود الدولية والأممية لتحقيق استجابة إنسانية مستدامة ومستقرة، تلبي الاحتياجات الأساسية لأهالي القطاع، عبر إدخال مختلف أنواع الدعم الإنساني بشكل فوري وبكميات كافية في أقل وقت ممكن.
وحذر هؤلاء، في تصريحات لـ«الاتحاد»، من خطورة تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع بشكل مقلق للغاية، في ظل فرض القيود على حركة المساعدات من قبل السلطات الإسرائيلية، مما يُنذر بتداعيات كارثية، لا سيما أن غالبية السكان يعتمدون بشكل أساسي على المساعدات الإنسانية المقدمة من مختلف المنظمات الدولية والأممية.
وشدد المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، الدكتور هشام مهنا، على أن أهالي القطاع بحاجة ماسة لإدخال مختلف أنواع الدعم الإنساني، لا سيما المواد الغذائية والمستلزمات الطبية والدوائية والوقود، وذلك لضمان تحقيق استجابة إنسانية مستدامة ومستقرة، تلبي الاحتياجات الأساسية لمئات الآلاف من الأسر الفلسطينية.
وذكر مهنا، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن تحقيق الاستجابة الإنسانية في غزة يتطلب إيصال مختلف أنواع الدعم والمساعدات بشكل فوري وبكميات كافية، داعياً إلى تكثيف جهود المنظمات الدولية والأممية لتحقيق استجابة إنسانية مستقرة، عبر فتح المعابر وإدخال أكبر قدر ممكن من أشكال الدعم الإنساني في أقل وقت ممكن.
وأكد أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وغيرها من المنظمات الإنسانية الإقليمية والدولية، على أهبة الاستعداد لتكثيف استجابتها الإنسانية لتلبية الاحتياجات الأساسية لأهالي القطاع.
بدورها، دعت مديرة المكتب الإعلامي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» في غزة، إيناس حمدان، إلى تكثيف الجهود الإقليمية والدولية لتلبية الاحتياجات الأساسية لسكان القطاع، لا سيما الغذاء ومياه الشرب، في ظل ما يواجهونه من تحديات خطيرة.
وحذرت حمدان، في تصريح لـ«الاتحاد»، من خطورة تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع بشكل مقلق للغاية، مما يُنذر بتداعيات كارثية تهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين.
وأشارت إلى أن القانون الدولي الإنساني يُلزم السلطات الإسرائيلية بالسماح بإدخال مختلف أنواع الدعم الإنساني إلى غزة من دون أي عقبات أو قيود، مؤكدة أن فرض القيود على حركة المساعدات يشكل انتهاكاً صارخاً لمبادئ ومواثيق القانون الدولي.
من جهته، طالب المحلل السياسي الفلسطيني، وأستاذ العلوم السياسية، الدكتور أيمن الرقب، منظمات المجتمع الدولي بممارسة الضغوط على إسرائيل للسماح بإدخال المساعدات إلى جميع مناطق قطاع غزة، عبر فتح المعابر من دون أي عقبات أو قيود، مؤكداً أن الأوضاع الإنسانية بلغت مستوى خطيراً من الانهيار.
وأوضح الرقب، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن غالبية سكان القطاع يعتمدون بشكل أساسي على المساعدات الإنسانية المقدمة من المنظمات الدولية والأممية، بما في ذلك المواد الغذائية والمستلزمات الطبية والخدمات التعليمية، مؤكداً أن إصرار السلطات الإسرائيلية على منع إدخال المساعدات يفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل بالغ السوء.