حركة فتح: المنظومة الدولية مكانتها مُهددة بسبب العجز عن وقف عدوان غزة
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
أكد عبدالفتاح دولة، مُتحدث حركة فتح، أن الموقف الأمريكي لا يزال داعما للاحتلال الإسرائيلي في جرائمه بقطاع غزة، موضحا أن الشعب الفلسطيني يعاني أبشع المذابح التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي على مدار 6 أشهر.
حركة فتح: منطق العدوان لا يزال يتغلب على الإرادة الدولية (فيديو) شيخ الأزهر: مأساة غزة هي مأساة إنسانيَّة تاريخيَّةوثمن مُتحدث حركة فتح خلال مداخلة هاتفية على فضائية“القاهرة الإخبارية”، اليوم الأربعاء، الجهود المصرية التي تعمل على وقف العدوان الإسرائيلي بقطاع غزة والضفة والقدس، مطالبا بوقف الاحتلال الإسرائيلي والتوجه إلى مسار سياسي لإقامة دولة فلسطينية.
وأوضح مُتحدث حركة فتح أن هجوم الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة لم يحقق أيًا من أهدافه المُعلنة، والمنظومة الدولية مكانتها مُهددة في ظل عجز المجتمع الدولي عن وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأشار إلى أن الأشهر الست من العدوان كانت ضربة حقيقية للمنظومة الدولية، ولمنظومة الأمن والقانون الدولي والعدالة الإنسانية، مشددًا على أن هذه المنظومة باتت مكانتها في خطر حقيقي لأنها حتى هذه اللحظة لم تقم بأي فعل ضاغط يجبر الاحتلال على وقف عدوانه.
وأكد المتحدث الرسمي باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندماير ازدياد المأساة الإنسانية والأحداث والتطورات المأساوية في قطاع غزة بعد ستة شهور من الحرب.
وقال ليندماير، اليوم الأربعاء "نحتفل الآن بيوم الصحة العالمية في ظل هذه الأحداث المأساوية والفقدان الكبير للكثير من الحقوق الإنسانية في غزة، ولا يمكن أن يكون الأمر أكثر سخرية مما نشهده الآن".
وأضاف: "الأوضاع والتداعيات الإنسانية في غزة تدعو للحزن، فهناك العديد من المستشفيات التي دمرت تماما والمستشفيات التي ما زالت في الخدمة تعمل بشكل جزئي، ومستشفى "الشفاء" أصبحت خارج الخدمة، وحجم الدمار الذي لحق بالمؤسسات الصحية هائل، وأيضا الكثير من المباني والبنى التحتية، والتي أثرت بالطبع على المرافق وأدت إلى تدمير كافة أنحاء الحياة".
وأشار إلى أنه يوجد حتى الآن أكثر من 32 ألفا من الوفيات وفقا للإحصائيات، منهم حوالي 14 ألفا من الأطفال، فضلا عن تضرر النساء بشكل كبير منذ بداية تلك المأساة، وذلك بسبب القصف المتواصل ضد كل سبل الحياة والملاجئ التي تستهدف بشكل كثيف، كما أن هناك انتشارا للأمراض وسوء تغذية ونقص في المياه الصالحة للاستخدام الآدمي والنقص الكبير في المواد الغذائية والطبية.
وتابع: أن "الحقيقة بكل بساطة أننا على حافة المجاعة الحقيقية في غزة، ويمكن أن نرى المجاعة بدأت بالفعل في صفوف الشعب الفلسطيني، وهي مجاعة من صنع الإنسان وليست بسبب كارثة طبيعية"، منوها بأنه وبسبب تلك المجاعة تأتي الكثير من المشاكل الصحية، منها انتشار الأمراض المعدية، وفي ظل سوء التغذية تأتي الكثير من الأمراض الأخرى وتنتشر بشكل غير متوقع، حيث أن الآلاف من الأطفال يعانون من المجاعة القارصة.
وشدد على أنه يمكن إنهاء تلك المجاعة في أي وقت من خلال تفعيل الإجراءات اللازمة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية عبر المسارات الآمنة ووصولها إلى المواطنين وإنهاء هذه المأساة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حركة فتح غزة إسرائيل أمريكا بوابة الوفد الاحتلال الإسرائیلی الإسرائیلی على حرکة فتح قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
غزة تحت الحصار.. الاحتلال الإسرائيلي يختطف طاقم السفينة مادلين الإنسانية.. وردود فعل دولية غاضبة
انتهت رحلة السفينة "مادلين" التابعة لتحالف أسطول الحرية، التي كانت متجهة إلى قطاع غزة في مهمة إنسانية تهدف إلى كسر الحصار الإسرائيلي، قبل أن تصل إلى وجهتها، وذلك بعد أن اعترضها جيش الاحتلال الإسرائيلي في المياه الدولية واقتادها بالقوة إلى ميناء أسدود، في خطوة أثارت غضباً دولياً واسعاً واعتُبرت انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وحقوق الإنسان.
الاعتراض والاختطاف في عرض البحرفي الساعات الأولى من فجر الاثنين، أعلن تحالف أسطول الحرية عبر حسابه على تطبيق تليجرام أن قوات من الاحتلال الإسرائيلي صعدت على متن السفينة "مادلين"، بعد أن قطعت الاتصالات عنها، واختطفت 12 ناشطاً من المدافعين عن حقوق الإنسان كانوا على متنها، بينهم الناشطة المناخية السويدية غريتا ثونبرغ، والنائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي ريما حسن، والممثل الأيرلندي ليام كانينغهام.
وأظهرت صورة نشرت عبر قنوات التحالف أن النشطاء كانوا يرتدون سترات النجاة ويرفعون أيديهم، في مشهدٍ يُذكّر بعمليات القرصنة لا بممارسات يُفترض أن يقوم بها جيش "دولة ديمقراطية"، كما تدّعي إسرائيل. ووصفت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة ما جرى بأنه "اختطاف" و"جريمة حرب"، مؤكدة أن إسرائيل باتت دولة "مجرمي حرب" حسب وصفها.
انطلقت "مادلين" من إيطاليا في الأول من يونيو 2025، حاملة كمية رمزية من المساعدات الإنسانية، من بينها الأرز وحليب الأطفال، في محاولة رمزية لكنها قوية المعنى لتسليط الضوء على الكارثة الإنسانية في غزة، التي تعيش تحت حصار خانق فرضه الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 17 عاماً، وتفاقم منذ الحرب الأخيرة التي وصفتها منظمات حقوقية بـ"الإبادة الجماعية".
ورغم الطبيعة الإنسانية للرحلة، لم تتوانَ البحرية الإسرائيلية عن اعتراضها بالقوة في المياه الدولية، ما يطرح تساؤلات قانونية وأخلاقية كبرى عن شرعية تصرفات إسرائيل خارج مياهها الإقليمية.
الاحتلال الإسرائيلي يبرر
وفي بيان رسمي، اعترفت وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلي بأن الجيش الإسرائيلي استولى على السفينة واقتادها إلى أسدود، مضيفة أنها ستقوم بترحيل النشطاء إلى بلدانهم. وزعمت الوزارة أن السفينة كانت تحاول "اختراق منطقة محظورة"، رغم أن السفينة كانت لا تزال في المياه الدولية وقت اعتراضها.
وفي محاولة لتقليل أهمية ما حملته "مادلين"، وصفتها الوزارة بـ"يخت سيلفي للمشاهير"، وقالت إن الكمية الضئيلة من المساعدات التي كانت على متنها "لا تساوي حتى شاحنة واحدة"، في إشارة تهكمية إلى غريتا ثونبرغ والمشاهير الآخرين.
ردود أفعال دولية غاضبة
وصفت حركة حماس ما قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي بأنه "جريمة قرصنة" و"إرهاب دولة منظم"، مشيرة إلى أن اعتراض السفينة ومنعها من الوصول إلى غزة يُعد "انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي" واعتداءً على متطوعين مدنيين كانوا في مهمة إنسانية.
أما المقررة الأممية لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، فقد طالبت بريطانيا بالتحرك العاجل للإفراج عن السفينة وطاقمها، مؤكدة أن السفينة كانت تقوم بـ"مهمة إنسانية مشروعة"، وأن اعتراضها في المياه الدولية يستوجب توضيحاً عاجلاً من السلطات الإسرائيلية.
كما أبدى مركز "عدالة" الحقوقي، ومقره إسرائيل، قلقه من مصير النشطاء، مطالباً بالكشف الفوري عن أماكن احتجازهم وتوفير التمثيل القانوني لهم، واصفاً اعتقالهم بأنه "غير قانوني" بموجب القانون الدولي.
تحالف أسطول الحرية: لن نوقف السفن
في المقابل، أعلن تحالف أسطول الحرية عزمه تجهيز مزيد من السفن، مؤكدًا في بيان عبر منصة "إكس": "إذا أوقفوا سفينة واحدة، فلا بد أن تتبعها مائة سفينة. إذا أسروا 12، فسيثور الآلاف". وأشار التحالف إلى أن ما حدث لـ"مادلين" لن يثنيهم عن الاستمرار في كسر الحصار البحري الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.
وذكر محمود أبو عودة، المتحدث الإعلامي باسم التحالف، أن السفينة كانت ترفع العلم البريطاني وتحمل على متنها متطوعين من دول عدة، منها فرنسا وألمانيا والبرازيل وهولندا وتركيا والسويد، في دلالة واضحة على البعد الدولي المتزايد لدعم القضية الفلسطينية ورفض الحصار الإسرائيلي.
أهداف سياسية خلف الاعتراض
تقول مصادر أمنية إسرائيلية، وفق هيئة البث الإسرائيلية "كان"، إن الهدف من الاعتراض كان "السيطرة السلمية" على السفينة، لكن الواقع الميداني يُظهر سيناريو مختلفاً: إنزال عسكري، طائرات مسيرة، زوارق حربية، وتهديد بالسلاح في وجه نشطاء مدنيين، لا يحملون سوى جوازات سفرهم ومساعدات رمزية.
ولم تكتفِ سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالسيطرة على السفينة، بل قالت إنها ستعرض على النشطاء فيديوهات لمجزرة 7 أكتوبر، وكأنها بذلك تسعى إلى شرعنة الحصار والمعاناة الجماعية التي تفرضها على أكثر من 2.2 مليون إنسان في غزة، عبر سردية أمنية لا تنسجم مع القانون الدولي ولا مع المبادئ الإنسانية.
غزة: مأساة لا تنتهي
تشير الأمم المتحدة إلى أن الوضع في غزة يزداد سوءاً كل يوم، حيث حذّرت من خطر المجاعة وسوء التغذية ونقص الخدمات الطبية، نتيجة استمرار الحصار الإسرائيلي. ووصفت المساعدات المحدودة التي يسمح بها الاحتلال الإسرائيلي بأنها "قطرة في بحر".
وتُوزع هذه المساعدات من خلال منظمات إنسانية مدعومة من الاحتلال نفسه، وهو ما ترفضه منظمات الإغاثة المستقلة التي تعتبر هذه القنوات غير كافية وغير موثوقة.
دعوات متصاعدة لرفع الحصار
دعت وزارة الخارجية الفلسطينية إلى توفير الحماية للنشطاء الدوليين ورفع الحصار عن قطاع غزة بشكل فوري، معتبرة ما قامت به سلطات الاحتلال الإسرائيلي خرقاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، وتأكيداً على سعيها المستمر لعزل غزة عن العالم الخارجي.
وفي الوقت الذي تؤكد فيه حركة حماس أن الحصار "جريمة لا تسقط بالتقادم"، يشير المراقبون إلى أن تصرفات الاحتلال الأخيرة تؤكد عزمه على فرض سياسة الأمر الواقع بالقوة، رغم تزايد الضغوط الدولية والدعوات لكسر الحصار.