لجريدة عمان:
2025-10-15@15:54:18 GMT

أمي في غابة الرائحة

تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT

كان الوقت يقارب الضحى عندما خرجتُ من الفندق وتوجهتُ إلى ساحة البلدة في بون، كي أتناول فنجان قهوة وربما قطعة كريب مغمسة بالشوكلاتة أشتريها من العربة الواقفة بالقرب من بيت بيتهوفن، ثم مضيت ناحية مبنى البريد، وتوقفت عند بائعة الفاكهة، التي قالت لي: إن موسم الخوخ يكاد أن ينتهي، فاخترت بعض الثمرات التي كانت ممتلئة بالعصير وجلدها وبري وناعم.

ملأت كيسا ورقيا كانت قد ناولتني إياه، ثم عدت وسلمته لها فوزنته، وقالت: «خمسة يورو»، فدفعتها لها، وأخذت الكيس ودسست رأسي فيه، واستنشقت رائحة الخوخ الفغمة، شعرت بها تنتشر في رأسي، ترنّحت قليلًا من قوتها، وشعرت بقدمي تفقد ثباتها.

ضممت الكيس الورقي ومشيت وسط الساحة باتجاه الزقاق الذي سيأخذني إلى موقف الحافلات، كان لحذائي الجلدي والمصنع خصيصا ليبقي مشيتي مستقيمة دون عرج، صوت غير منتظم وهو يطرق حجارة الساحة، لكنه صوت يذوب بسهولة في الأصوات الأخرى؛ صوت عربات أطفال تجرها أمهات صغيرات يرتدين تنانير جلدية قصيرة. ثلاث أمهات مررن إلى جواري، وثلاث عربات وثلاثة أطفال، كان الأطفال نائمين، والأمهات يتحدثن بصوت عال، لكنه يذوب أيضا، تماما كصوت حذائي الجلدي، في خليط أصوات الساحة.

وقفت مع الآخرين تحت المظلة أنتظر باص الساعة الحادية عشر وعشر دقائق، لم تكن تمطر لكن ريحا قوية وباردة اندفعت فجأة، فارتفعت تنانير السيدات، وتطايرت أطراف الشالات، التي ما لبث مرتدوها أن لفوها بإحكام حول رقابهم، أما أنا فكنت أرتدي البنطلون وشالي مدسوس بين كنزتي ومعطفي، لكني كنت خائفة على كيس الخوخ أن يفلت من بين يدي، فضممته كطفل إلى صدري، واحتميت بمظلة الانتظار.

ركبنا الحافلة الذاهبة في آخر محطاتها إلى المستشفى، كنت شاردة نوافذ البيوت التي تكر أمامي بإطاراتها الخشبية، بدانتيلها الأبيض الظاهر من خلف الزجاج، بجنائن الورد الصغيرة المعلقة على أفاريزها.

خطرت في بالي حديقة بيتنا في القرم، أحواض القرنفل، الجهنمية التي تصعد من عند نافذة غرفة التلفزيون لتستقر أمام نافذة غرفتي في الطابق الثاني، الياسمينة التي تعربش على عريشة الخشب وسط مدخل البيت الشرقي فتستقبلنا بضحكتها البيضاء، الريحان في الأحواض الرخامية محاذاة المدخل الجنوبي الذي يفضي بابه إلى مجالس الرجال، حوض أشجار الورد المحمدي المحاذي لنافذة مجلس النساء؛ حيث تستقبل أمي ضيوفها في غرفة مفروشة بالسجاد الصيني والكثير من الكلام.

كيس الخوخ في حضني، أدس رأسي فيه، ثم وأضمه بقوة إلى صدري، أستنشق رائحته وأنا أراقب كر البيوت حتى تنتهي وتبدأ الغابة، الغابة التي تختبئ فيها أمي.

نمضي صعودا في طريق متعرج وعلى الجانبين صفوف متداخلة من أشجار البلوط والصنوبر، أبحث بعيني عن سنجاب بين يديه كوز صنوبر كما في أفلام الرسوم المتحركة، لكني لا أجده.

نصل إلى فسحة أعلى التلة، فسحة كبيرة يتوسطها المستشفى الجامعي، حيث ترقد أمي في غرفة بالطابق الثالث.

أتسلل إلى الغرفة، محاذرة إصدار صوت يوقظها، تضع أختي إصبعها على شفتيها مشيرة لي بالهدوء، أضع حقيبتي على الكرسي، وأحتفظ بكيس الخوخ مضموما إلى صدري حتى لا يخرخش، تبحث عيناي عن صحن، فتشير أختي إلى منضدة في طرف الغرفة، آخذ الصحن وكيس الخوخ إلى الحمام، أدلق الحبات كلها في الصحن ثم أضعه في وسط الحوض، أطوي الكيس بهدوء وأضعه في السلة، أغسل الخوخات في الصحن، فيزداد حضور رائحتها، أتخيل الفرحة في عينيها عندما تراها.

أنشف قاعدة الصحن وأطرافه بمنديل ورقي، أضع الطبق على المائدة الصغيرة المتحركة، وأجلس لأراقب وجهها النائم، تقرأ أختي قلقي في وجهي فتهمس بأنها تتشافى ببطء ولكنها ترفض طعام المستشفى، تشير أختي إلى أنفها، دلالة لحاسة الشم الحادة التي تملكها عوضًا عن السمع الذي فقدته مع الأيام.

تقول أختي: إن أمي تتألم كثيرا في الليل وإنها لا تكف عن نداء على أمها، وإن الطبيب أمر لها بجرعة إضافية من المسكن، تقول أختي: إن أمي ستكون بخير، أرسل لها قبلة من البعيد، خشية أن يوقظها قربي.

أعتذر لأختي؛ لأنها مرهقة لأني لا أستطيع أن أحل محلها ولو لليلة، تبتسم أختي وتهمس: تعرفين أنها لا تريدك هنا، ترى جرحي في عيني، فتأخذ يدي بين يديها وتكمل: تعرفين أنها لا تثق، ثم توميء إلى قدمي.

تستيقظ أمي، نقوم من مكاننا لنرفع ظهر السرير ونساعدها على الاتكاء براحة على الوسائد، عيني أمي تدور في وجهي، تبتسم وتهمس لي متسائلة بفرح ككل يوم: أنت هنا؟

ثم يتغير وجهها، تضيق عينيها، وتتحرك متبعة أنفها، حتى تقع على طبق الخوخ، يتكرمش أنفها، وبتقزز رهيب تشير إليه بإصبعها.

لا أفهم، أنظر إلى صحن الخوخ، ثم أنظر في وجهها ولا أفهم.

«خذيه، خذيه بعيدا».

تقوم أختي من مكانها مسرعة، تأخذ الصحن وتخرج من الغرفة، أنظر إلى وجه أمي والتفت إلى خطوات أختي التي غادرت الغرفة ثم عادت بلا صحن وبلا خوخ وبلا رائحة.

هدأ وجه أمي عندما اقتربت أختي منها ومسحت على رأسها، وهمست لها وكأنها طفل: سأحضر لك العصير، ستشربين العصير.

تشير لي بطرف عينها فأناولها علبة العصير من داخل الثلاجة، تثقب طرفها بقشة البلاستيك، تضع طرفها الآخر بين شفتي أمي، تمص أمي العصير وتهدأ ملامحها أكثر، تنظر لي وكأنها تعتذر، عن الخوخ والرائحة وربما ثقل رجلي.

أبتسم ثم أستدير جارة قدمي التي أصبحت الآن أكثر ثقلا إلى النافذة، أقف عند النافذة، أرى الغابة، أفكر، أمي في الغابة والذئب شرير وأعرج.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

القدس.. الحرب التي لا تنتهي!

 

 

من خطة الاستيطان E1 إلى احتلال مدينة غزة، تعمل “إسرائيل” على تفكيك أيّ إمكانية لقيام دولة فلسطينية.
إنّ مساعي “إسرائيل” العدوانية لإعادة تشكيل جغرافيا وسياسة القدس والأراضي الفلسطينية الأوسع ليست عفوية ولا دفاعية. إنها نتيجة استراتيجية طويلة الأمد لمحو إمكانية السيادة الفلسطينية، التي يسعى إليها البعض في المجتمع الدولي مؤخراً، وفرض سردية إسرائيلية حصرية للسيطرة.
من القدس إلى غزة، تعمل كلّ خطوة مدمّرة من جانب “إسرائيل” على ترسيخ سلطتها، وتهجير الفلسطينيين، وزعزعة استقرار المنطقة. ومن دون تدخّل دولي جادّ، ستمتد العواقب إلى ما هو أبعد من الأرض المقدّسة.
أصبح هذا التحوّل جلياً في عام 2017م، عندما حطّم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقوداً من الإجماع الدولي باعترافه بالقدس عاصمةً موحّدةً لـ “إسرائيل” ونقله السفارة الأمريكية إليها.
هذا الإجراء الأحادي، المُغلّف ضمن ما يُسمّى “صفقة القرن”، أعطى “إسرائيل” الضوء الأخضر لتسريع خططها في القدس.
توسّعت المستوطنات، وتضاعفت عمليات هدم منازل الفلسطينيين، وزادت القيود على الوصول إلى الأماكن المقدّسة. بالنسبة للفلسطينيين، لم يُقوّض إعلان ترامب حلّ الدولتين فحسب، بل قضى عليه تماماً.
فسّرت “إسرائيل” مباركة واشنطن على أنها ترخيص لترسيخ السيادة على القدس على حساب الوجود الفلسطيني وحقوقه. ولم تُسرّع خطوة ترامب سوى عملية كانت جارية بالفعل. فقد فرضت “إسرائيل” تدابير تهدف إلى تفتيت المجتمع الفلسطيني في القدس وفرض سيطرتها الحصرية على أماكنه المقدّسة.
في عام 2015م، أشعلت القيود المفروضة على الوصول إلى المسجد الأقصى واقتحامات المستوطنين شرارة انتفاضة القدس، التي خلّفت آلاف الجرحى والمعتقلين والشهداء. بعد عامين، أثار تركيب البوابات الإلكترونية على مداخل الأقصى احتجاجات فلسطينية حاشدة، مما أجبر “إسرائيل” على التراجع المُحرج.
ومع ذلك، لم يتغيّر المسار الأوسع: فقد تصاعدت عمليات هدم المنازل، واستمرت عمليات الطرد، واقتحمت جماعات المستوطنين المسجد الأقصى بوتيرة متزايدة، غالباً تحت الحماية المباشرة لقوات الأمن الإسرائيلية.
قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه، إلى جانب شخصيات من اليمين المتطرّف مثل إيتمار بن غفير، بزيارات رفيعة المستوى إلى سلوان، وهو حيّ فلسطيني في القدس الشرقية المحتلة، وإلى المسجد الأقصى لإرسال رسالة مفادها: ستُعاد صياغة القدس وفقاً لشروط “إسرائيل”، بغضّ النظر عن القانون الدولي أو قرون من الوصاية الدينية.
E1 والضفة الغربية المحتلة
امتدّت هذه الاستراتيجية منذ ذلك الحين إلى الضفة الغربية المحتلة بطرق تكشف عن غايتها الكاملة. في أغسطس 2025م، أحيت “إسرائيل” خطة E1 الاستيطانية المتوقّفة منذ فترة طويلة، وسمحت ببناء نحو 3500 وحدة سكنية شرق القدس.
للوهلة الأولى، قد يبدو هذا بمثابة توسّع آخر للمشروع الاستيطاني الإسرائيلي غير القانوني واسع النطاق، لكنّ آثاره أكثر تدميراً بكثير. منطقة E1 هي قطعة أرض تمتدّ على طول الضفة الغربية المحتلة، تربط القدس بمعاليه أدوميم، إحدى أكبر المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية، وتقسمها في الوقت نفسه.
وبفصل القدس الشرقية المحتلة عن باقي الأراضي، وفصل تجمّعات شمال وجنوب الضفة الغربية عن بعضها البعض، ستجعل E1 إقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافياً أمراً شبه مستحيل. ولم يتردّد المسؤولون الإسرائيليون في إعلان نواياهم. فقد صرّح وزير المالية بتسلئيل سموتريتش صراحةً بأنّ الموافقة على البناء في E1 «تدفن فكرة الدولة الفلسطينية”.
وهذه الصراحة تكشف ما يعرفه الفلسطينيون منذ زمن: المستوطنات غير الشرعية لا تهدف إلى نقص المساكن أو الأمن؛ بل هي أدوات ضمّ. ومن خلال E1 ومشاريع مماثلة، تُضفي “إسرائيل” طابعاً رسمياً على ما تسمّيه “السيادة الفعلية”، موسّعةً بذلك سيطرتها على الأراضي المحتلة، منتهكة اتفاقية جنيف الرابعة وقرارات الأمم المتحدة المتكرّرة.
إذا كانت المنطقة E1 تُمثّل استراتيجية “إسرائيل” لتقسيم الضفة الغربية المحتلة، فإنّ غزة تكشف عن الوجه الآخر للعملة: الهيمنة العسكرية المباشرة والتهجير القسري.
في أغسطس2025م، وافقت “إسرائيل” على خطة للسيطرة على مدينة غزة، مما قد يؤدّي إلى تهجير أكثر من مليون من سكانها تحت ستار “الأمن”. أُمرت العائلات بالإخلاء، وأُجبرت على اللجوء إلى ملاجئ غير آمنة ومكتظة في جنوب غزة، بينما تُحذّر تقارير المنظّمات الإنسانية من وفيات ناجمة عن الجوع وكارثة إنسانية متفاقمة.
وباحتلالها مدينة غزة، تُنفّذ “إسرائيل” خطة لإعادة تشكيل هذا الجيب بشكل دائم، كما فعلت في القدس الشرقية المحتلة والضفة الغربية المحتلة. وبالنظر إلى هذه التطورات مجتمعةً، فإنها تكشف عن استراتيجية توسّع مُنسّقة.
وفي القدس، تسعى الإجراءات التقييدية والاستفزازات في الأقصى إلى تقليص الوجود الفلسطيني وتعزيز سيادة المستوطنين. أما في الضفة الغربية المحتلة، فتهدف المنطقة E1 إلى تجزئة الأرض الفلسطينية إلى الحدّ الذي تصبح فيه الدولة الفلسطينية ضرباً من الخيال. في غزة، يُشير النزوح الجماعي والاحتلال العسكري إلى نية “إسرائيل” إعادة تشكيل المنطقة بالكامل. هذا محوٌ للوجود الفلسطيني، ولطالما كان كذلك.
صمت عالمي، مقاومة محلية
العواقب وخيمة وفورية. ستقاوم المجتمعات الفلسطينية المجزّأة، المجرّدة من السيادة والمعرّضة للعنف المستمر، كما كانت دائماً. ستُقابل هذه المقاومة، سواء في شوارع القدس أو قرى الضفة الغربية المحتلة أو مخيمات اللاجئين في غزة، حتماً بمزيد من القوة الإسرائيلية، مما يُؤجّج دوامة لا نهاية لها من سفك الدماء.
وخارج فلسطين، تُهدّد هذه الاستفزازات بجذب قوى إقليمية، مما يُزعزع استقرار الأردن ولبنان وغيرهما.
ويرى الأردن، الوصي على المسجد الأقصى، أنّ كلّ اعتداء إسرائيلي على القدس يُمثّل تهديداً مباشراً لسيادته واستقراره الداخلي، ولا سيما بالنظر إلى العدد الكبير من السكان الفلسطينيين داخل حدوده. لبنان، الذي يعاني أصلاً من شلل سياسي وانهيار اقتصادي، يواجه توتراً مستمراً على طول حدوده الجنوبية مع تصاعد التوغّلات العسكرية والغارات الجوية الإسرائيلية.
وفي الوقت نفسه، وسّعت “إسرائيل” نطاق وجودها العسكري في المنطقة، حيث ضربت أهدافاً في سوريا ولبنان واليمن، وكان أبرزها هجوم غير مبرّر على قطر. هذه الإجراءات، وإن لم تكن مرتبطة مباشرة بمشروع “إسرائيل” التوسّعي في فلسطين، تُظهر كيف يُزعزع عدوانها العسكري استقرار الشرق الأوسط بشكل متزايد.
لا يمكن للمجتمع الدولي أن يبقى مكتوف الأيدي. فالإدانات الصادرة عن بروكسل أو بيانات الأمم المتحدة لا قيمة لها إن لم تُقابل بإجراءات ملموسة. فلطالما أظهرت “إسرائيل” أنها ستتجاهل الرأي العامّ الدولي ما لم تُواجه عواقب. المطلوب هو المساءلة: الضغط من خلال العزلة الدبلوماسية، وفرض قيود على مبيعات الأسلحة، وفرض عقوبات تستهدف مؤسسات المستوطنات. في الوقت نفسه، يجب التمسّك بحقوق الفلسطينيين كمبدأ مُلزم في القانون الدولي.
الرأي العامّ العالمي آخذ في التغيّر. ومع ذلك، يجب ترجمة هذه الموجة إلى سياسات لمنع المأساة التي تنتظرنا. البديل واضح: الصمت سيشجّع “إسرائيل” على المضي قدماً في ضمّ الضفة الغربية المحتلة، وتهجير سكان غزة، وإلغاء الوضع الراهن للقدس.
القدس ليست مجرّد نزاع محلي؛ إنها مقياس لالتزام العالم بالعدالة. غزة ليست ساحة معركة فحسب؛ إنها اختبار للإنسانية. وخطة E1 ليست مسألة تقنية لتقسيم مناطق؛ إنها مخطط لإنكار دائم للدولة الفلسطينية.
إنها مجتمعة تُشكّل مشروعاً توسّعياً لا يهدّد الفلسطينيين فحسب، بل استقرار المنطقة بأسرها. ما لم يتحرّك العالم بحزم، فإنّ سعي “إسرائيل” للسيطرة الكاملة سيقودنا جميعاً إلى صراع لا نهاية له.
صحفي فلسطيني.

مقالات مشابهة

  • الجيش الاسرائيلي: إحدى الجثث التي سلمتها حماس ليست لمحتجز
  • إخماد 18 حريقا خلال 24 ساعة
  • حلول فعّالة للتخلص من رائحة الفم الكريهة.. خطوات بسيطة تنقذك من الإحراج اليومي
  • تنبيه عاجل من شركة غاز مصر لأهالي مدينتي قويسنا وتلا.. اعرف السبب
  • اندلاع 27 حريقا خلال 24 ساعة
  • اندلاع حريق غابة بتيبازة
  • القدس.. الحرب التي لا تنتهي!
  • تعرفوا على قلادة النيل التي منحها السيسي لترمب
  • إندلاع 7 حرائق عبر هذه الولايات
  • من هي المرأة الحديدية التي غيرت بريطانيا؟