مغردون: هل يعرقل هجوم تدمر التقارب السوري الأميركي؟
تاريخ النشر: 14th, December 2025 GMT
شهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعلا واسعا مع الهجوم الذي تعرضت له القوات السورية والأميركية أثناء تنفيذ مهمة مشتركة في مدينة تدمر بريف حمص أمس السبت، والذي أسفر عن مقتل جنديين أميركيين ومترجم أميركي وإصابة ثلاثة آخرين بجروح.
وقالت وزارة الداخلية السورية إن قوات التحالف الدولي لم تأخذ في الاعتبار التحذيرات التي صدرت بشأن هجمات محتملة من جانب تنظيم الدولة الإسلامية.
الرواية الصحيحة بخصوص حادثة إطلاق النار في تدمر التي أدت لمقتل جنديين أمريكيين ومترجم وإصابة عناصر من القوى الأمنية.#نور_الدين_البابا #المتحدث_باسم_وزارة_الداخلية_السورية pic.twitter.com/zOvopI0Zfc
— نور الدين البابا (@SyrianMoiSpokes) December 13, 2025
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"متنا من البرد".. مشاهد غرق الخيام في غزة تشعل منصات التواصلlist 2 of 2الفنان محمد صبحي يثير جدلا واسعا بعد طرده لسائقه أمام الجمهورend of listالهجوم أثار العديد من التساؤلات لدى رواد العالم الافتراضي حول خلفياته، والأطراف التي قد يزعجها التنسيق السوري الأميركي، وتأثيره على التعاون الميداني المتصاعد بين دمشق وواشنطن.
ويرى بعض المدونين أن هذا التنسيق لا يزعج سوى الأطراف التي تعتبره نهاية لدورها أو تراجعا في أوراقها التفاوضية، خاصة تلك التي بنت نفوذها على القطيعة والصدام، وتجد نفسها اليوم أمام اتفاقات لا تخدم مصالحها، في ظل الحديث عن إعادة تموضع أميركي وتراجع في مستويات الدعم.
ويعتقد هؤلاء أن الهجوم لا يمكن فصله عن محاولات خلط الأوراق، وعرقلة مسار يتقدم رغم الاعتراضات عبر وسائل غير مباشرة وبصمات خفية.
في المقابل، شدد آخرون على أن الهجوم في تدمر يجب ألّا يمر مرور الكرام، داعين الرئيس أحمد الشرع إلى ضرورة إحداث نقلة نوعية في تاريخ الجيش السوري، محذرين مما وصفوه بـ"الاختراق" من بعض العناصر التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، الذي اعتبروا أنه نتيجة لسياسات العفو والصفح التي تجاوزت حدود المنطق.
أما ناشطون آخرون ففسروا توقيت الهجوم بأنه جاء نتيجة عملية مشتركة بين تنظيم الدولة وجهات أخرى داخل الأراضي السورية، وذلك بهدف وحيد هو شق الصف وإفشال التقارب السوري الأميركي الجديد.
إعلانوأشاروا إلى أن الاعتداء -الذي وصفه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه موجه ضد "الولايات المتحدة وسوريا معا"- لم يكن مجرد هجوم عشوائي من فلول الإرهاب، بل عملية محكمة التوقيت تحمل أهدافا سياسية واضحة.
ودعا مغردون الحكومة الأميركية إلى دعم حكومة الرئيس أحمد الشرع بما يمكّنها من بسط سيادتها على كامل الأراضي السورية، وتوجيه الجهود نحو القضاء على تنظيم الدولة.
ورأوا أن استقرار سوريا ودعم نظامها القائم يسهمان بشكل مباشر في تجفيف منابع الإرهاب وإغلاق هذا الملف بشكل أكثر فاعلية.
أبرز مشاهد اليوم عقب هجوم أسفر عن مقتل ثلاثة أمريكيين وإصابة عنصرَين من الجيش السوري في مدينة تدمر بريف حمص pic.twitter.com/escvP6sbUP
— سوريا الآن – أخبار (@AJSyriaNowN) December 13, 2025
وفي بيان على منصة "إكس" بتاريخ 13 ديسمبر/كانون الأول الجاري، قالت القيادة المركزية الأميركية إن "اثنين من أفراد الخدمة العسكرية الأميركية ومدنيا أميركيا قُتلوا، وأصيب ثلاثة آخرون، جراء كمين نصبه مسلح منفرد من تنظيم (الدولة) داعش في سوريا، حيث تم الاشتباك معه وقتله".
وأكد البيان أنه احتراما لعائلات الضحايا ووفقا لسياسة وزارة الدفاع، سيتم حجب هويات أفراد القوات المسلحة حتى مرور 24 ساعة على إبلاغ ذويهم، مع التعهد بتقديم مزيد من المعلومات عند توفرها.
نصب كمين مسلح من قبل تنظيم داعش ضدّ أفراد أمريكيين في سوريا
تامبا، فلوريدا – في 13 ديسمبر/كانون الأول، قُتل اثنان من أفراد الخدمة العسكرية الأمريكية ومدني أمريكي واحد، وأُصيب ثلاثة آخرون، جراء كمين نصبه مسلح منفرد من تنظيم داعش في سوريا. وقد تمّ الاشتباك مع المسلح وقتله.…
— U.S. Central Command – Arabic (@CENTCOMArabic) December 13, 2025
وحصلت منصة "سوريا الآن" على تسجيل مصور يظهر عربات الجيش الأميركي أثناء تجولها في مدينة تدمر قبل دقائق من استهدافها، مما أسفر عن إصابة عدد من عناصر القوات الأميركية والقوات السورية التي كانت ترافقهم.
سوريا الآن تحصل على تسجيل مصوّر يظهر عربات الجيش الأمريكي أثناء تجولها في مدينة تدمر قبل دقائق من استهدافها برصاص مجهولين، ما أسفر عن إصابة عدد من قواتهم ومن قوات الجيش السوري التي كانت برفقتهم pic.twitter.com/tvHlW0ZyqY
— سوريا الآن – أخبار (@AJSyriaNowN) December 13, 2025
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات وسم فی مدینة تدمر تنظیم الدولة سوریا الآن أسفر عن
إقرأ أيضاً:
سوريا.. تفاصيل تتكشف عن هجوم تدمر والقوات الأميركية تعزز انتشارها
تكشفت مزيد من التفاصيل بشأن الهجوم الذي وقع قرب مدينة تدمر وسط سوريا، السبت، وأدى لمقتل جنديين أميركيين ومترجم أميركي، في حين قالت الداخلية السورية إن قوات التحالف الدولي لم تأخذ بعين الاعتبار تحذيرات بشأن هجمات محتملة من جانب تنظيم الدولة الإسلامية.
وأعلنت وزارة الحرب الأميركية (البنتاغون) أن الهجوم -الذي خلف أيضا 3 إصابات- وقع أثناء لقاء عسكريين أميركيين بقيادات محلية.
وذكرت القيادة الوسطى الأميركية أن مسلحا وصفته بالمنفرد من تنظيم الدولة نصب كمينا لدورية أميركية اشتبكت معه وقتلته.
بدوره، قال مصدر أمني سوري للجزيرة إن شخصا من خلايا تنظيم الدولة استهدف الحراسة الخارجية لقيادات عسكرية أميركية، ثم تلا ذلك اشتباك بين عناصر الحراسة مع المهاجم وتم قتله.
وأضاف المصدر الأمني أن المهاجم لم يتمكن من الوصول إلى الغرفة التي ضمت القيادات الأميركية أثناء الاجتماع.
أبرز مشاهد اليوم عقب هجوم أسفر عن مقتل ثلاثة أمريكيين وإصابة عنصرَين من الجيش السوري في مدينة تدمر بريف حمص pic.twitter.com/escvP6sbUP
— سوريا الآن – أخبار (@AJSyriaNowN) December 13, 2025
في السياق نفسه، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤول أميركي قوله إن الهجوم وقع أثناء اجتماع بين ضابط أميركي ومسؤول بالداخلية السورية في تدمر.
وأضاف المسؤول نفسه أن "المسلح المنفرد ظهر من نافذة وفتح النار، وردّت القوات الأميركية والسورية وقتلته".
وقد كثفت القوات الأميركية من انتشارها في المنطقة عقب الهجوم.
تحذيرات مسبقةونقلت قناة الإخبارية السورية عن المتحدث باسم الداخلية السورية نور الدين البابا قوله إن قيادة الأمن الداخلي كانت قد وجهت تحذيرات مسبقة للقوات الشريكة في التحالف الدولي حول معلومات أولية تشير إلى احتمال وقوع خرق أو هجمات من قبل تنظيم الدولة، إلا إن هذه التحذيرات لم تؤخذ في الاعتبار، حسب قوله.
إعلانوأضاف المتحدث أن الهجوم وقع عند مدخل مقر محصن تابع لقيادة الأمن الداخلي بعد انتهاء جولة مشتركة بين الجانبين.
وأكد البابا أن منفذ الهجوم ليس له أي توصيف قيادي داخل الأمن الداخلي ولا يصنف على أنه مرافق لقائد الأمن الداخلي كما زعمت بعض الأخبار التي وصفها بغير الدقيقة.
وذكر المتحدث أن هناك أكثر من 5 آلاف عنصر منتسبون لقيادة الأمن الداخلي في البادية السورية، وهناك تقييمات للعناصر بشكل أسبوعي. وأضاف أن تقييما صدر في العاشر من الشهر الجاري بحق منفذ الهجوم أشار إلى أنه "قد يكون يملك أفكارا تكفيرية أو متطرفة"، وأنه كان هناك قرارا سيصدر بحقه الأحد (14 ديسمبر/كانون الأول الجاري).
وعيد أميركيوقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة سترد على تنظيم الدولة الإسلامية إذا تعرضت قواتها لهجوم آخر.
وأوضح ترامب، في تصريحات أدلى بها للصحفيين أمام البيت الأبيض، أن الأميركيين الثلاثة قتلوا في كمين، وأن ما حصل كان هجوما شنه تنظيم الدولة ضد كل من الولايات المتحدة وسوريا.
وأشار إلى أن الهجوم نفذه التنظيم "في منطقة شديدة الخطورة في سوريا، لا تسيطر عليها تماما" الحكومة السورية.
كذلك، قال ترامب عبر منصته تروث سوشيال إن "الرئيس السوري أحمد الشرع غاضب ومستاء للغاية من هذا الهجوم".
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعلن مقتل ثلاثة أمريكيين في هجوم تدمر، بينهم جنديان ومترجم مدني، ويقول إن الهجوم نفّذه تنظيم داعش في منطقة وصفها بالخطرة pic.twitter.com/h2EaWF6wEj
— سوريا الآن – أخبار (@AJSyriaNowN) December 13, 2025
من جانبه، قال المبعوث الأميركي إلى سوريا توم براك إن أي هجوم على الأميركيين سيُقابل بعقاب سريع وحامس حسب تعبيره.
وأضاف "إلى جانب الحكومة السورية، سنلاحق بلا هوادة كل فرد وميسّر وممول ومتواطئ متورط في هذا العمل الشنيع".
ورحب براك "بالتزام الرئيس السوري أحمد الشرع القوي الذي يشاركنا عزمنا الراسخ على تحديد هوية مرتكبي هذا الهجوم وملاحقتهم ومحاسبتهم".
وأشار المبعوث الأميركي إلى أن أعدادا محدودة من القوات الأميركية ما زالت منتشرة في سوريا لدحر تنظيم الدولة وحماية أميركا من الإرهاب، حسب قوله.
إداناتوقال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في منشور على موقع إكس إن بلاده تدين بشدة "الهجوم الإرهابي الذي استهدف دورية لمكافحة الإرهاب مشتركة بين سوريا والولايات المتحدة بالقرب من تدمر".
وأضاف "نتقدم بتعازينا إلى عائلات الضحايا وإلى الحكومة والشعب الأمريكيين، ونتمنى للجرحى الشفاء العاجل".
وكذلك، أعرب الأردن عن إدانته بأشد العبارات لهذا الهجوم، مؤكدا تضامنه الكامل مع سوريا والولايات المتحدة.
وجددت الخارجية الأردنية التأكيد على "دعم المملكة للشقيقة سوريا في إعادة البناء على الأسس التي تضمن وحدة أراضيها وسيادتها وأمنها واستقرارها، وتخلصها من الإرهاب، وتحفظ حقوق السوريين كافة".
كما أدانت دولة قطر هذا الهجوم، وجددت موقفها "الثابت من رفض العنف والإرهاب والأعمال الإجرامية، مهما كانت الدوافع والأسباب".
وأعربت الخارجية القطرية، في بيان، عن تعازيها "لذوي الضحايا ولحكومتي وشعبي الولايات المتحدة الأميركية والجمهورية العربية السورية".
إعلانوكذلك، أعربت الخارجية التركية عن إدانتها للهجوم، وأكدت أن أنقرة ستواصل دعمها جهود الحكومة السورية في "تعزيز الاستقرار والأمن في البلاد ومكافحة الإرهاب".