فرنسا – وجدت دراسة أن دواء السكري قد يكون قادرا على إبطاء تطور مرض باركنسون، وهو ما يمثل “خطوة مهمة إلى الأمام” لعلاج المرض.

وكشفت الدراسة أن تطور الأعراض الحركية، مثل الرعشات وبطء الحركة، تباطأ لدى المرضى الذين تناولوا العلاج المسمى ليكسسيناتيد (lixisenatide).

وينتمي الدواء إلى مجموعة من الأدوية تسمى منبهات مستقبلات الببتيد 1 الشبيهة بالجلوكاجون (أو منبهات GLP-1R) والتي تعمل عن طريق محاكاة عمل هرمون الأمعاء الطبيعي الذي يتم إنتاجه بعد تناول الطعام.

ويحفز هذا الهرمون إطلاق الإنسولين من البنكرياس، ما يساعد خلايا الجسم على امتصاص الجلوكوز الذي يتحول في النهاية إلى طاقة.

وهناك صلة معروفة بين مرض باركنسون والسكري من النوع الثاني، حيث تشير الأبحاث إلى أن المصابين بداء السكري لديهم خطر أكبر للإصابة بمرض باركنسون.

وبحسب الأبحاث السابقة فإن المصابين بمرض باركنسون والذين يعانون من مرض السكري من النوع الثاني غالبا ما يعانون من تطور أسرع في أعراضهم.

كما تم الإبلاغ عن أن المصابين بداء السكري الذين يعالجون بالأدوية لديهم خطر أقل للإصابة بمرض باركنسون.

وقال الدكتور ريتشارد وايز، مدير التطوير السريري في علاج باركنسون: “يسعدني أن أرى النتيجة السريرية الإيجابية للغاية والرائدة لتجربة ليكسسيناتيد، والتي يمكن أن يكون لها معنى حقيقي للأشخاص الذين يعيشون مع مرض باركنسون”.

وشملت دراسة LixiPark نحو 21 مركزا بحثيا مختلفا تابعا لشبكة NS-Park في جميع أنحاء فرنسا، وتضمنت نحو 156 مشاركا تم تشخيص إصابتهم بمرض باركنسون مؤخرا. وقد عولجوا إما باستخدام دواء ليكسسيناتيد، المرخص لعلاج مرض السكري، أو دواء وهمي مع دواء باركنسون المعتاد.

وتباطأ تطور الأعراض الحركية لدى أولئك الذين يتلقون علاج الليكسيسيناتيد، في حين استمرت الأعراض الحركية لدى المشاركين في مجموعة الدواء الوهمي في التقدم.

وكانت النتائج متسقة في نهاية الدراسة التي استمرت 12 شهرا وبعد شهرين من توقف العلاج. ويقول الباحثون إن هناك حاجة الآن إلى دراسات أعمق.

وقال البروفيسوران فاسيليوس مايسنر وأوليفييه راسكول، الباحثان الرئيسيان في الدراسة: “على مدى 30 عاما، كنا نحاول فهم كيفية إبطاء التدهور المرتبط بمرض باركنسون بمرور الوقت. وفي هذا السياق، فإن النتائج الإيجابية لتجربة المرحلة الثانية من Lixipark التي أظهرت تقدما أقل في الأعراض الحركية لمرض باركنسون على مدار عام تشكل خطوة مهمة إلى الأمام في الإدارة المستقبلية للمرض. ونحن نتطلع إلى تأكيد هذه النتائج المشجعة في المستقبل، من أجل ترجمة هذه النتائج إلى الممارسة السريرية”.

وقال مسعود حسين، أستاذ علم الأعصاب بجامعة أكسفورد: “نتائج هذه التجربة مشجعة حقا للمصابين بمرض باركنسون. وبعد عام، كان المرضى الذين كانوا يتناولون الدواء أفضل حالا في تحركاتهم بشكل ملحوظ من أولئك الذين لم يتناولوا الدواء. ومع ذلك، فإن النتائج لا تقدم دليلا قاطعا على أن الدواء له تأثير وقائي على الدماغ لإبطاء تطور المرض بشكل فعال”.

وأشار إلى أنه من الضروري الأخذ في الاعتبار الآثار الجانبية، حيث حدث الغثيان لدى 46% من الذين يتلقون ليكسسيناتيد، وحدث التقيؤ لدى 13%.

المصدر: إندبندنت

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: بمرض بارکنسون مرض بارکنسون

إقرأ أيضاً:

صحيفة: إغلاق مطار صنعاء يدفع اليمن إلى أزمة دواء قاتلة

أفادت صحيفة "العربي الجديد" أن استمرار إغلاق مطار صنعاء الدولي الخاضع لسيطرة جماعة الحوثي يدفع اليمن إلى أزمة دواء قاتلة.

 

وذكرت الصحيفة أن صنعاء ومدن يمنية عدة تعاني من نقص حاد في الأدوية، قد يلقي بتبعات كارثية بسبب العدوان الإسرائيلي الذي استهدف مطار صنعاء الدولي طوال الشهرين الماضين بعشرات الغارات، وأدت إلى تدمير جميع الطائرات التابعة للخطوط الجوية اليمنية.

 

وقالت إن توقفت الرحلات عبر مطار صنعاء الدولي، الذي كان يخدم كتلة سكانية كبيرة في اليمن تستخدم المطار للسفر بغرض العلاج بدرجة رئيسية عبر وجهة واحدة بين صنعاء ومطار الملكة علياء في عمّان.

 

وتتركز الأزمة الكبرى التي بدأت بالظهور في سوق الأدوية، حيث يلاحظ انخفاض حاد واختفاء لعديد الأصناف الدوائية المنقذة للحياة، والتي كان يتم توريدها عبر مطار صنعاء، إضافة إلى قفزة كبيرة في أسعار معظم الأصناف في الأسواق المحلية.

 

ونقلت الصحيفة عن مدير مطار صنعاء الدولي، خالد شايف، قوله إن إغلاق مطار صنعاء تسبب بكارثة إنسانية كبيرة، خاصة في القطاع الصحي والأدوية بالذات المتعلقة بالأمراض المستعصية التي لا يمكن نقلها عبر المنافذ الأخرى لأنها تحتاج إلى تغليف وتبريد ونقل سريع، مشيراً إلى أن إغلاق مطار صنعاء الدولي تسبب في عدم وصول هذه الأدوية.

 

ويقدر عدد هذه الأصناف الدوائية، التي بدأت الأسواق تعاني انخفاض المعروض منها ونفاده، بأكثر من 500 صنف، معظمها تحتاج لظروف خاصة جداً للنقل كالتبريد وسرعة التوصيل التي لا تتوفر إلا عبر مطار صنعاء، ومنها أدوية مشتقات الدم والأدوية الهرمونية والمناعية والأمصال ومخثرات الدم وأدوية الإنعاش والتخدير وبعض المحاليل المخبرية والتشخيصية.

 

ويوضح شايف أن تأثير إغلاق مطار صنعاء يشمل الحالات المرضية التي لا يمكن علاجها في الداخل لعدم توفر الأدوية والمحاليل والمعدات الطبية، مع تدهور القطاع الصحي بسبب الحصار، وهناك وفيات بحسب حديث شايف نتيجة لنقص الأدوية والعلاجات التي كان يتم جلبها عبر مطار صنعاء الدولي، إضافة إلى ضحايا ووفيات لمرضى بسبب عدم القدرة على سفرهم للعلاج في ظل إغلاق مطار صنعاء وعدم قدرتهم على التنقل للسفر من منافذ أخرى.

 

ويكشف شايف أن عدد المرضى الذين كانوا يسافرون للعلاج خارج اليمن عبر مطار صنعاء يصل إلى ثلاثة آلاف مريض شهرياً، إضافة إلى مستفيدين آخرين مثل الطلاب والتجار وغيرهم.

 

 وكان العدو الإسرائيلي قد قصف مطار صنعاء الدولي مطلع مايو/ أيار الماضي، حيث أدى ذلك إلى تدمير مبنى المسافرين في مطار صنعاء الدولي بالكامل، بما في ذلك صالات المغادرة والوصول، إضافة إلى ثلاث طائرات تابعة للخطوط اليمنية كانت رابضة في مدرج المطار، قبل أن يعود ويقصف الطائرة الرابعة بعد وصولها من رحلة مباشرة من مطار الملكة علياء الدولي في العاصمة الأردنية عمّان.

 

ويعتبر كثيرون أن استهداف مطار صنعاء وتعطيله وتعليق الرحلات جريمة بحق أكثر المرافق التي تستفيد منها شريحة واسعة من اليمنيين، إذ يخدم موقع مطار صنعاء الجغرافي أكثر من 11 محافظة يمنية، ويستفيد منه حوالي 80% من سكان اليمن.

 

كما نقلت "العربي الجديد" عن رئيس بنك الدواء إبراهيم الشعبي، قوله إن التأخير في جلب الأدوية يؤثر على الأسواق والمرضى والمحتاجين للأدوية بشكل مستمر، إذ أثر كثيراً إغلاق مطار صنعاء على أسواق الدواء وعلى مؤسسات وجمعيات خدمية مثل بنك الدواء، فالمريض الذي كان يستفيد من عشرة أصناف دوائية أصبح بالكاد يحصل على صنفين فقط، حيث يرجع ذلك لعدم توفر الأدوية والنقص الحاد في كثير من الأصناف.

 

وكانت الخطوط الجوية اليمنية تقوم منذ نحو ثلاثة أعوام بتشغيل رحلات أسبوعية عبر مطار صنعاء تقتصر على العاصمة الأردنية عمّان، فيما تزداد التعقيدات المتعلقة بتوسيع وجهات الخطوط الجوية اليمنية عبر مطار صنعاء. بالمقابل، ساهمت الحرب والصراع في تضخم فاتورة استيراد الأدوية في اليمن والتي تصل إلى نحو 100 مليار ريال سنوياً، تمثل الصناعة المحلية منها 20%، وهو مبلغ كبير كبد خزينة الدولة لصالح تجار ومهربين ومزورين تعج بهم أسواق الدواء في اليمن.

 

ويكشف تقرير سابق صادر في العام 2021، عن الهيئة العليا للأدوية في صنعاء عن اختفاء نحو 240 صنفاً معظمها علامات تجارية معروفة، ونفاد 362 اسماً تجارياً من مخازن وزارة الصحة العامة والسكان والسوق التجارية، حيث ساهمت إعادة تشغيل مطار صنعاء الدولي عقب اتفاق الهدنة في إبريل/ نيسان 2022، بتوفير جزء كبير من بعض هذه الأصناف التي بدأت بالتناقص والنفاد والاختفاء مع إغلاق المطار مرة أخرى.

 


مقالات مشابهة

  • إيران تتحدث عن إنجاز نووي: دواء يكشف مرض الزهايمر قبل 20 عاماً
  • دواء إشعاعي إيراني يكشف عن مرض الزهايمر قبل 20 عاما
  • خاص.. دواء المرض الخبيث متوفر في العراق
  • صحيفة: إغلاق مطار صنعاء يدفع اليمن إلى أزمة دواء قاتلة
  • دراسة: علاج تجريبي جديد لمرضى النوع الأول للسكري يعيد إنتاج الأنسولين
  • مشروب يساعد على خفض ضغط الدم و يحمي من جلطات القلب
  • «اللوز المنقوع» كنز غذائي قد يساعد على تحسين الهضم والمذاق
  • يعيد إنتاج الإنسولين.. علاج جديد للسكري يظهر نتائج واعدة
  • يحمي من أمراض القلب.. احرص على تناول هذه الفاكهة
  • نجاح العملية.. «أنغام» تكشف تفاصيل حالتها الصحية لأول مرة