بوابة الوفد:
2025-06-01@09:54:17 GMT

التيك توك.. آلة تدمير المجتمع

تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT

«هبة» استغلت أبناءها لكسب التريند.. و«حنين ومودة» حرضتا على الفسق والفجور

عضو المجلس القومى للأمومة والطفولة: تطبيق دخيل على مجتمعنا

خبراء: يعرض الأطفال لخطر الاستغلال الجنسى والتشويه النفسى

 

انهيار القيم والأخلاق وانتشار الرذائل انتهاك حقوق الطفل وحرمه البيوت، خدش الحياء العام.. كلها جرائم ارتكبت بواسطة آفة العصر «التيك توك»، فالاستخدام الخاطئ وعدم الوعى وانعدام القيم والأخلاق والوازع الدينى لدى الكثيرين جعلهم يلهثون وراء الشهرة والثراء السريع، حتى لو كان الثمن نشر الفسق والفجور، وهدم قيم وعادات المجتمع، وكانت النتيجة انهيار براءة الأطفال، وتفرغ الكبار لتوافه الأمور، حتى وصل الأمر لقيام بعض الأمهات بتحريض أبنائهن على ممارسة الأعمال المنافية للآداب لتحقيق أرباح مادية.

هذا الأمر ناقشه أحد المسلسلات الرمضانية وهو «أعلى نسبة مشاهدة» فمن أجل تحقيق هذا الغرض دفع المجتمع المصرى الكثير من قيمه وقواعده وأسسه التى كانت أحد أهم مميزاته قبل ظهور التيك توك.

فمن فترة ليست قصيرة اهتز المجتمع لواحدة من أخطر قضايا التيك توك والتى اتهمت فيها سيدة تدعى هبة السيد والتى انساقت وراء الشيطان وتاجرت بأطفالها من أجل المال ونشرت مقاطع فيديو فاضحة عن أبنائها، حيث كشفت عن وجود علاقة محرمة بين ابنها البالغ من العمر 18 عاما وابنتها 16 عاما، ضاربة بالقيم والأخلاق عرض الحائط، فعاقبتها المحكمة بالسجن لمدة 7 سنوات.

وقالت المتهمة «هبة» إنها تزوجت أول مرة فى عمر الـ15 عامًا، وأنجبت 5 أطفال، وبعد زواج دام 18 عامًا تم الطلاق، ثم تزوجت من آخر، وفى عام 2018، أنشأت وزوجها ونجلها قناة على اليوتيوب بدأت بتصوير مقاطع فيديو عن الروتين اليومى ووصفات الطعام، واستمرت فى نشر فيديوهات عن العناية النسائية، وبدأت تتحدث عن المشاكل الأسرية، وبين الحين والآخر كانت تظهر برفقة أبنائها، وفى شهر إبريل 2023 نشرت الفيديو الذى أثار غضب الرأى العام، بعدما تحدثت عن ضبط نجلها ونجلتها فى وضع مخل، وقالت إنها سمعت نجلها يخبر صديقه بما حدث بينه وبين شقيقته.

وبعد انتشار هذا الفيديو تقدم المجلس القومى للطفولة والأمومة ببلاغ للنيابة العامة عن الفيديو المنشور برفقة أطفالها الصغار الذين استشهدت بهم فى الواقعة.

وتم القبض عليها بتهمة الاتجار بالبشر واستغلال أطفالها ونشر الفسق والفجور، وحكمت عليها المحكمة بالسجن 7 سنوات.

سلمى الشيمى: من سقارة للسجن

قبلها بفترة كان المجتمع قد فزع لقضية سلمى الشيمى التى تخرجت فى كلية التمريض، ثم انطلقت لعالم الأزياء، وفى 2020 اشتهرت بـ«فتاة سقارة» بعد جلسة تصوير أمام هرم سقارة بالبدرشين، ورصدت الإدارة العامة لحماية الآداب، حسابا الكترونيا باسمها على مواقع التواصل الاجتماعى، بثت من خلاله فيديوهات خادشة للحياء العام مقابل مبالغ مالية، وتم القبض عليها حال عودتها من إحدى الدول العربية بعد إجراء عملية تجميل، والمثير للدهشة هو اعترفاتها أمام النيابة بأن ما تقدمه لم يكن خادشًا للحياء وأنها عارضة أزياء ولا ترى ثمة مشكلة فيما تقدمه.

ثم قالت إنها اتجهت للعمل كبلوجر أزياء عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وقامت بتصوير مقاطع فيديو وصور تستعرض فيها جسدها بالملابس العارية تتضمن إيحاءات خادشة وأفعالا منافية للآداب، بعد زيادة أعداد المتابعين ونسب المشاهدة، وأصبحت هذه هى مهنتها التى تتكسب منها بعد أن تركت منزل والدها وشقيقها لرفضهما مقاطع الفيديو التى تقدمها، وأقامت رفقة والدتها، وبسبب هذه الفيديوهات حُكم عليها بالسجن لمدة عامين وغرامة 100 ألف جنيه.

«مودة الأدهم» 

ولا ننسى مودة الأدهم فتاة التيك توك، التى اعتادت الظهور بملابس جريئة وخليعة، ونشرت فيديوهات خادشة للحياء، واتهمت بنشر الفسق والفجور، والتعدى على المبادئ والقيم الأسرية فى المجتمع، وأنشات حسابات خاصة عبر الإنترنت لارتكاب جرائمها، وعاقبتها المحكمة بالسجن 6 سنوات وغرامة 200 ألف جنيه. 

وهناك أيضا البلوجر حنين حسام التى نشرت مقطع فيديو على تطبيق «تيك توك» تطالب فيها فتيات تتراوح أعمارهن بين 18 و19 سنة، بإنشاء حسابات على التطبيق وفتح الكاميرا للدردشة مع بعض المستخدمين، مقابل الحصول على مبالغ مالية تتراوح بين 36 وحتى 3 آلاف دولار، وذلك حسب حجم التفاعل مع فيديوهاتهن، وبعد البلاغات التى قدمت ضدها تم القبض عليها وتقديمها للمحاكمة وعوقبت بالحبس لمدة عامين وغرامة 300 ألف جنيه.

منار سامى.. فتاة كفر الشيخ

قدمت منار سامى فتاة كفر الشيخ، فيديوهات رقص وعرى على تطبيقى «تيك توك» و«انستجرام» وتم القبض عليها بتهمة التحريض على الفسق وصناعة فيديوهات خادشة للحياء، وذلك أثناء وجودها مع صديق لها فى القليوبية، ووجهت لها النيابة تهمة تقديم فيديوهات خادشة للحياء تتضمن مواد إباحية بهدف ممارسة الدعارة.

كما نشرت المتهمة شريفة الشهيرة بـ«شرى هانم» ونجلتها «زمردة» فيديوهات تحرض على الفسق والفجور وممارسة الدعارة وتسهيلها، وتم القبض عليهما واتهامها بخدش الحياء العام وانتهاك حرمة الحياة الخاصة.

وباء

لقد انتشر التيك توك كالوباء فى أغلب البيوت، وانتهك خصوصيتها وحرمتها، وسعى الكثيرون لنشر أسرار بيوتهم وتفاصيل حياتهم وحياة أبنائهم سعيًا وراء الشهرة والمال واعتلاء الترند، وفى هذا الشأن قالت دكتورة داليا نعمان المحامية بالنقض وعضو المجلس القومى للأمومة والطفولة: هذا التطبيق الدخيل أخلاقيا على مجتمعنا أصبح خطرا كبيرا، فقد رأينا وسمعنا كثيرا من الحالات لشابات شبه عاريات يتلفظن بألفاظ بعيدة عن الأدب والحياء، ويقمن بالتلميح بإيحاءات جنسية فى العلن دون الخوف من أى عقوبة جنائية أو أدبية، وكانت النتيجة وجود بعضهن داخل أروقه السجون الآن.

وأضافت أن مجتمعنا كان يتحلى بالخُلق والتدين، ولكن التيك توك كان سببا فى نشر انحلال للقيم فأصبحا نرى أمهات يرقصن ويتمايلن على أنغام الأغانى الهابطة، ويتفاخرن بذلك وبعدد المشاهدات، بل الأكثر رعبا أنها قد تتشارك هذه الفيديوهات مع أبنائها كدليل على الانفتاح والتقدم، ونسيت وتناست تعاليم دينها وأصول التربية الفاضلة وأنها تربى جيلا فاسدا لن يتحمل المسئولية، فإذن السؤال المطروح هو: من نعاقب وكيف نجد الحلول لهذه الظاهرة المتفشية التى أخدت فى طريقها الصالح من المجتمع، وطفا معها الطالح منه؟

وأكدت داليا نعمان أنه لابد من التوعية من الناحية الاجتماعية والقانونية بخطورة مثل هذه التطبيقات، وتشديد العقوبات على هذه النماذج اللا أخلاقية والبعيدة كل البعد عن أصول الدين والتقاليد لهذا المجتمع الذى اضمحلت فيه الكثير من القيم والتى لا أريد أن أبالغ وأقول كل القيم الأخلاقية التى نشأنا عليها وتربينا ما عاد لها وجود، ولكن أرى أن الخير لابد أن يبقى، ولكن علينا تحمل صعوبة التوعية والصبر على محاولة تعديل السلوك الإنسانى الذى قد ساد فى المجتمع، وأخيرا لابد أن يكون للمؤسسات الدينية دور أكبر سواء فى المدرسة أو فى دور العبادة، لأنه ومما لا شك فيه سيكون له عظيم الأثر فى التوعية. 

إيجابيات

ومن جانبها قالت القانونية دكتورة إلهام المهدى إن التيك توك آفة جديدة على منصات التواصل الاجتماعى.

وأوضحت أنه من الإيجابيات أن الشارع المصرى تفاعل بشكل كبير مع وحدة الرصد التابعة لمكتب النائب العام، حيث تتلقى الوحدة آلاف الشكاوى والبلاغات ضد شباب وفتيات التيك توك وتفاعلت جهات التحقيق مع هذه البلاغات.

وأشارت إلى دور المجلس القومى للأمومة والطفولة الذى تقدم ببلاغ للنائب العام ضد إحدى السيدات بتهمة استغلال الأطفال ما يعرضهم لخطر الاستغلال الجنسى والتشويه النفسى، وانتهاك حرمة القاصرين من خلال فيديوهات تنشرها بمواقع التواصل بغيه الربح وزيادة المشاهدات، وهذه الجرائم تتعلق باستغلال الأطفال وانتهاك حرمتهم ومن هنا لابد أن يكون للقانون يد صارمة تضرب بسيف بتّار على من ينتهك الآداب العامة وقيم المجتمع.

كما أن قانون العقوبات رغم قدمه إلا أنه حوى النصوص التى يمكن أن تلاحق تلك الظاهرة وعلى الرغم من أن الشركات التى ترعى هذا البث وتقوم بتمويله من الصعب ملاحقتها جنائيا، إلا أن الفتيات اللاتى يقدمن تلك العروض المثيرة سيقعن تحت طائلة العقاب، كما أن من يقوم بعمل مشاركة لهذا البث المباشر يعتبر كمن بث تماما، وبذلك تنطبق المسؤولية القانونية على كل القائمين على هذا البث. 

وأضافت أن المادة 269 مكرر من قانون العقوبات تعاقب كل من حرض على الفسق بإشارات أو بأقوال فى أى مكان مطروق وهو ما ينطبق على البث المشار باعتبار أن المارين على شبكة التواصل الاجتماعى مكان مطروق، كما تعاقب المادة 278 من ذات القانون كل من يرتكب فعلا مخلا بالحياء علنا بأحد طرق العلانية المنصوص عليها فى المادة 171 ومن ضمنها الإذاعة، وهو ما ينطبق على البث من خلال مواقع التواصل الاجتماعى العامة.

وأيضا قانون مكافحة الدعارة رقم 10 لسنة 1961 نص فى الفقرة الأولى من المادة الأولى على أن كل من حرض شخصا ذكرا كان أو أنثى على ارتكاب الفجور أو الدعارة أو ساعده على ذلك أو سهلها له، وكذلك كل من استخدمه أو استدرجه أو أغواه بقصد ارتكاب الفجور والدعارة يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على ثلاث سنوات وبغرامة من 100 إلى 300 جنيه.

وقد نصت المادة 25 من قانون جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018 على أن يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وبغرامة لا تقل عن 50 ألف جنيه ولا تجاوز 100 ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من اعتدى على أى من المبادئ أو القيم الأسرية فى المجتمع المصرى أو انتهك حرمة الحياة الخاصة أو أرسل بكثافة العديد من الرسائل الإلكترونية لشخص معين دون موافقته أو منح بياناته إلى نظام أو موقع الكترونى لترويج السلع أو الخدمات دون موافقته، أو القيام بالنشر عن طريق الشبكة المعلوماتية أو بإحدى وسائل تقنية المعلومات أو أخبار أو صور وما فى حكمها تنتهك خصوصية أى شخص دون رضاه سواء كانت المعلومات المنشورة صحيحة أم غير صحيحة. 

وتطالب الدكتور إلهام المهدى بضرورة وجود إجراءات صارمة من قبل منصات التواصل الاجتماعى للحد من هذا النوع من المحتوى، والعمل على تعزيز السلامة والحماية وخصوصا للأطفال حيث يجب أن يلتزم المسئولون بمراقبة المحتوى المنشور واتخاذ إجراءات فورية ضد أولئك الذين يقومون بانتهاكات خصوصية الأشخاص أو الأطفال، كما يجب أن تلعب الأسرة والمجتمع دورا هامًا فى التوعية حول مخاطر هذا النوع من السلوكيات وضرورة حماية الأطفال، وعلى المدارس والجهات الدينية والمنظمات الاجتماعية المشاركة فى هذه الجهود لتعزيز الوعى. 

برنامج مدمر

من ناحية أخرى أكدت الدكتورة نادية جمال استشارى العلاقات الأسرية والصحة النفسية، أن التيك توك برنامج مدمر، بسبب سهولة استخدامه وعدم وجود شروط وضوابط له لذلك تفاعل معه الكثيرون خصوصا الأطفال، كما أن محتواه جاذب للكثير من فاقدى الوعى، ومن المفترض أن المشاهد الناضج يختار المحتوى المناسب ويبتعد عن الهابط. ولكن هذا لا يحدث دائما.

وأضافت أنه عند مشاهدة فتيات يكسبن أموالا طائلة مقابل العرى المقدم فى هذا البرنامج، تبدأ المراهقات فى تقليد ذلك لكسب المال، وتنساق الفتيات إلى طريق غير أخلاقى وغير آمن فيضيع مستقبلهن وهناك الكثير من النماذج اللائى انتهت حياتهن خلف السجون.

وأكدت الدكتورة نادية ضرورة التوعية والترابط الأسرى لأهميتهما فى علاج جميع المشاكل، ولكن مع الأسف نشاهد بعض الأمهات تحرض أبناءهن على الفسق والفساد من أجل المقابل المادى، وهؤلاء يجب توعيتهن ليكن قدوة لأبنائهن، كما يجب الاهتمام بالخطاب الدينى لرفع الوازع الدينى لدى الأسر، وزرع تعاليم الدين داخل الأبناء، بذلك يكونوا حرصين بأنفسهم على عدم الانسياق وراء الخطأ، ويجب أن نكون قدوة أمامهم قدر المستطاع، فلا يجب أن نعطى النصيحة ونفعل عكسها، وعلينا أن نتحلى بالأخلاق والانضباط حتى نكون قدوة حسنة لأبنائنا. 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الجنسى فیدیوهات خادشة للحیاء التواصل الاجتماعى الفسق والفجور المجلس القومى القبض علیها التیک توک وتم القبض على الفسق ألف جنیه یجب أن

إقرأ أيضاً:

خبراء أميركيون: ترامب يحاول تدمير التعليم وجمع كل السلطات في يده

 

لكن هذه الجامعات تعيش لحظة خطر غير مسبوقة بسبب توجهات الرئيس دونالد ترامب التي تستهدف تغيير شكل مؤسسة الجامعة وأنشطتها وبنيتها الطلابية على نحو يبعث على القلق، حسب ما نقلته حلقة 2025/5/29 من برنامج "من واشنطن".

فقد طلبت إدارة ترامب من جامعات على رأسها هارفارد التدخل في المناهج العملية والتوظيف، وتزويدها بسجلات الطلبة الأجانب وأنشطتهم وما يقومون بنشره على مواقع التواصل.

وعندما رفضت هذه الجامعات مطالب الإدارة الأميركية، سارع ترامب لوقف تمويل الأبحاث العملية، ومنع هارفارد مثلا من الحصول على أي عقود حكومية، وهو ما اعتبره البعض نوعا من الانتقام.

لكن هذه المؤسسات لم تقف صامتة إزاء هذه الإجراءات، وتوجهت إلى القضاء بما في ذلك جامعة هارفارد التي قال رئيسها إنها تبنت قيما لم تكن محل ترحيب من الإدارات الأميركية المتعاقبة.

استغلال معاداة السامية سياسيا

ولم يكتف ترامب بوقف تمويل هذه الجامعات، لكنه كتب العديد من المنشورات وأدلى بتصريحات اتهم فيها هارفارد العريقة بمعاداة السامية، وأنها تستقبل طلابا يعادون الولايات المتحدة أو أنها تمثل فوضى الليبراليين.

ومن بين الإجراءات التي اتخذها الرئيس الأميركي لإخضاع الجامعات، وقف حصول آلاف الطلبة والباحثين والأساتذة الأجانب على تأشيرات الدراسة أو القدوم للولايات المتحدة.

إعلان

هذه الخطوات تعتبر سابقة في التاريخ الأميركي، وتهدد سمعة المؤسسة التعليمية وقدرتها على المنافسة عالميا وهي التي كانت سباقة في العديد من الابتكارات، حتى أصبحت الولايات المتحدة تمتلك 70% من كبريات الجامعات العالمية المرموقة.

ما يسعى إليه ترامب، برأي البعض، سيدمر نموذج هذه الجامعات الناجح حتى الآن، والذي كان وراء العديد من الاكتشافات العلمية والطبية التي تفيد أميركا وتدعم اقتصادها بشكل مباشر، وهو ما دفع منتقدي هذه القرارات للقول إن الرئيس الأميركي يهاجم العلم والمعرفة وحرية الرأي.

لكن الداعمين لترامب يدافعون عن مواقفه التي لا يرونها استهدافا للجامعات بقدر ما هي محاولة لإعادة توزيع النفقات بما يخدم مصالح البلاد، ومن هؤلاء الكاتب الصحفي الجمهوري، تيم كونستنتاين، الذي يقول إن هذه الجامعات غنية جدا ولا يمثل وقف التمويل الحكومي خطرا عليها.

كما أن ترامب لا يعادي الطلاب الأجانب -وفق كونستنتاين- ولكنه يحاول توفير فرص أكبر للطلاب الأميركيين الذين لا يحظون بفرص في جامعات عريقة، لأن ثلث طلابها من الأجانب، أي يتعلمون على حساب دافعي الضرائب الأميركيين.

لذلك، فإن ترامب عندما يقدم على هذه الخطوات فهو يحاول تنفيذ شعار "أميركا أولا"، ولكنه ينظر للمصلحة الأميركية، خصوصا أن جامعة مثل هارفارد لديها ميزانية تقدر بـ35 مليار دولار لكنها تريد المزيد، بينما بعض الأميركيين يخشون العجز عن دفع فواتيرهم الشهرية، كما يقول كونستنتاين.

جانب من احتجاجات الطلاب الأميركيين المناهضة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة (رويترز) سعي لتدمير التعليم

في المقابل، أبدى أستاذ القانون بجامعة كولورادو الدكتور وديع سعيد ذهوله مما اعتبره تبريرا من كونستنتاين لسلوك ترامب، إذ يرى أن ترامب يستهدف التعليم العالمي عموما، ويسعى لعدم تعليم الطلاب بعض الأمور كما فعله الأميركيون في السكان الأصليين للبلاد، أو انتهاك للأقليات على سبيل المثال.

إعلان

وعلى هذا الأساس، فإن المسألة لا تتعلق بجامعة معينة، ولكنها جزء من هجوم على التعليم العالي عموما في الولايات المتحدة، وفق سعيد الذي يعتقد أن الإدارة الأميركية تستهدف السيطرة على التعليم عموما، وأن سقوط هارفارد في هذه المعركة يعني أن أميركا ستتعلم ما يريده ترامب فقط.

ولم ينكر سعيد وجود مشاكل في الجامعات الأميركية وتمويلها ومانحيها، لكنه قال إن هذه المشكلات لا يمكن حلها بهذه الطريقة التي يتبناها ترامب.

محاولة لتكريس الاستبداد

بيد أن مديرة السياسات والشؤون الحكومية في منظمة "جي ستريت"، ديبرا شوشان، لها موقف أكثر حدة من سلوك الرئيس الأميركي، إذ قالت إن ما يقوم به "هو هجوم مستبد على موارد مستقلة للفكر والمنح والمعلومات".

وترى شوشان -وهي يهودية وخريجة هارفارد- أن هجوم هذه الإدارة على التعليم العالي "لا بد أن يؤخذ في سياق أوسع، لأنه متزامن مع هجوم على الإعلام والمؤسسات القضائية والحكومات الفدرالية"، متهمة ترامب بالسعي "لتجميع السطلة في يده على حساب كل المؤسسات بما فيها الكونغرس".

وحتى حديث ترامب عن معاداة هارفارد للسامية، ردت عليه شوشان بقولها إن أحدث الإحصاءات تشير إلى أن 26% من اليهود الأميركيين فقط يؤيدون ترامب حاليا بينما 72% يرونه خطرا، وحوالي 69% يرونه عنصريا ومعاديا للسامية.

أما الناشط السياسي الأميركي الفلسطيني خالد الترعاني، فرد على حديث كونستنتاين، بأن التعليم العالي كله وحرية الرأي والحرية الأكاديمية والديمقراطية بل أميركا كلها في خطر، وليست هارفارد وحدها.

وفيما يتعلق بالحديث عن سعي ترامب لإعادة الاستفادة من أموال دافعي الضرائب لتوفير فرص أكبر لتعليم الأميركيين، قال الترعاني إن 3 مليارات دولار تحصل عليها هارفارد أو غيرها من الجامعات لا تعادل أكثر من 50 مليار دولار منحتها واشنطن لدولة الاحتلال حتى تقتل بها الفلسطينيين وتحرقهم في خيامهم.

إعلان

ليس هذا وحسب، فقد أشار الترعاني إلى أن التعليم في إسرائيل "يكاد يكون مجانيا تماما بفضل الدعم الأميركي الذي كان أولى بترامب أن يوجهه للمواطنين الأميركيين، كما كان أولى بكونستنتاين أن يطالب بتوجيه هذه المليارات التي ذهبت لتسليح إسرائيل إلى تعليم الأميركيين".

كما أن الطلاب الأجانب لا يتعلمون على حساب المواطن الأميركي كما يحاول ترامب وداعموه القول، ولكنهم يدفعون أموالا طائلة للجامعات التي تضع برامج لجذبهم كنوع من الاستثمار، كما يقول الترعاني.

وهؤلاء الطلاب الأجانب "ليسوا معادين للسامية ولا لليهود ولكنهم يرفضون إبادة الفلسطينيين وحرق النساء والأطفال في الخيام برعاية أميركية"، حسب الترعاني، الذي قال إن كثيرين من الطلاب المناهضين للحرب على غزة كانوا من اليهود.

29/5/2025

مقالات مشابهة

  • الجراح ترعى احتفال جمعية سيدات أربيلا بعيد الاستقلال بمشاركة قرى الأطفال SOS
  • “الطفولة والأمومة” يتدخل لإنقاذ الطفلة المعتدى عليها بالمهندسين
  • ضبط سيدتين لتصوير هما فيديوهات منافية للآداب
  • المركز المثالي للتأهيل يحتفل بالأطفال ذوي الإعاقة
  • الحكم على التيك توكر «زين الزين» وصديقه بالسجن 3 سنوات
  • إعلان بلدية خزاعة جنوبي غزة «منطقة منكوبة» بعد تدمير الاحتلال لجميع المباني
  • للتشبه بالنساء.. الحكم على التيك توكر زين الزين وصديقه في خدش الحياء
  • معجزة التيك توك.. صحفية ليبية تلاقي أهلها بعد 44 سنة ضياع
  • خبراء أميركيون: ترامب يحاول تدمير التعليم وجمع كل السلطات في يده
  • كيف علّق يمنيون على تدمير الطائرة الوحيدة في صنعاء؟