لوموند تكشف زيف رواية قطع رؤوس 40 طفلا إسرائيليا
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
سرايا - تحت عنوان: “قطع رؤوس 40 طفلا.. شائعة في منتصف المعركة الإعلامية بين إسرائيل وحماس”، قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية إن الحسابات الإسرائيلية الرسمية مازالت تنقل منذ العاشر من أكتوبر الماضي ادعاءات قذرة ولكن لا أساس لها من الصحة، مما أثار اتهامات لإسرائيل بالتضليل. ولكن في ظل هذا الطوفان من الشهادات عن جرائم القتل والنهب والتشويه، اتخذت شائعة أبعاداً غير عادية: يُزعم أنه تم العثور على أربعين طفلاً مقطوعي الرأس في (كيبوتس) مستوطنة “كفار عزة” بعد هجوم 7 أكتوبر (عملية طوفان الأقصى).
شهدت هذه القصة، ومتغيراتها، انتشارا غير مسبوق، حتى أنه تم ذكرها في البيت الأبيض. غير أن الحقيقة هي أنه لم يتم قطع رؤوس أربعين طفلاً على الإطلاق، كما لم يحدث ذلك في كفار عزة ولا في أي كيبوتس آخر، حسبما أكد المكتب الصحافي للحكومة الإسرائيلية لـ “لوموند”.
وتساءلت الصحيفة الفرنسية عن كيف أتت هذه المعلومات الكاذبة؟، موضحة أن تحقيقها يسلط الضوء على شائعة ولدت عضويا، من مزيج من المشاعر والارتباك والمبالغة المروعة. لكن إسرائيل لم تفعل شيئاً لمحاربتها، وحاولت في كثير من الأحيان استغلالها بدلاً من إنكارها، الأمر الذي أدى إلى تأجيج الاتهامات بالتلاعب بوسائل الإعلام.
وبعد ثلاثة أيام من هجوم حماس، دعا الجيش العشرات من الصحافيين والمراسلين الأجانب، بما في ذلك صحيفة “لوموند”، إلى كيبوتس كفار عزة، حيث قتل رجال حماس أكثر من ستين مدنيا، حيث أراد ريتشارد هيشت، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي والمنظم المشارك لهذه الزيارة، أن “يُظهر للصحافة الدولية أن ما حدث غير مسبوق”. ونظراً لخطر الأفخاخ المتفجرة، لا يستطيع الصحافيون دخول سوى عدد قليل من المنازل، ولكن الجثث الإسرائيلية التي رأوها كانت جميعها موجودة في أكياس بحجم أكياس البالغين، حسبما لاحظت “لوموند”.
وأشارت “لوموند” إلى أن رجال إنقاذ تابعين لجمعية “زاكا” غير الحكومية اليهودية المتطرفة المسؤولة عن انتشال الجثث كانوا في مكان الحادث، وقد اكتشفوا جثثا لم يعد من الممكن التعرف عليها، بسبب المقذوفات و الانفجارات والحرائق. وبسبب الافتقار إلى التدريب الطبي، يسيء البعض فهم هوية الضحايا أو أعمارهم. وذُكِرت معلومات عارية من الصحة (…) وصرح مؤسس “زاكا” يوسي لانداو إنه “رأى بأم عينيه أطفالا ورضعا مقطوعي الرؤوس”، فيما كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية في وقت لاحق أن الجمعية، التي كانت في وضع مالي غير مستقر، حاولت الاستفادة من المأساة لجذب التبرعات.
وأكد صحافي إسرائيلي لـ“لوموند” أن رقم أربعين طفلا الذين قتلوا في مستوطنة كفار عزة أتى من الطبيب الاحتياطي مايكل ليفي، والذي أنكر الترويج لذلك الرقم بشكل قاطع. غير أن هذا الأخير أكد لـ “لوموند” أنه رأى طفلاً صغيراً مقطوع الرأس في كفار عزة، وهو ادعاء غائب عن شهادته أمام الكاميرا، ويتناقض مع التقارير الرسمية التي تفيد بأن أصغرَ ضحايا الكيبوتس يبلغ من العمر 14 عاما، تُذكِّر “لوموند”.
وتوضح الصحيفة الفرنسية أن الجنود الموجودين في الموقع غالبا ما يكونون جنود احتياط، وجودة المعلومات التي يقدمونها موضع تساؤل، وفق الصحيفة الفرنسية، ومعتبرة أن الجيش الإسرائيلي نفسه يناقض أحياناً بالقول إنه ليست لديه معلومات تؤكد هذه الادعاءات، ثم يقوم المتحدثون باسمه الناطقون بالفرنسية والإنكليزية بنقلها …، ولم تصحح قناة “آي 24 نيوز” قصة قطع الرؤوس التي أطلقتها إلا يوم الثلاثين من نوفمبر الماضي قائلة : “بينما أصبحت الأرقام الرسمية أكثر وضوحا، نقوم بتصحيح تقريرنا الأولي”. لكنها حذفت عبارة “40 طفلا”.
وتبنت الصحافة الغربية عموما الرواية، تتابع “لوموند”، معتبرة أن استغلال إسرائيل للشائعات أصبح سلاحا يستخدمه خصومها، حيث سعى بعض مستخدمي الإنترنت إلى تسليط الضوء على مزاعم “40 طفلا” (…) واعتبرت “لوموند” أنه رغم نفي الإشاعة في الخارج، فإنها ما تزال حية داخل إسرائيل وما يزال الشارع الإسرائيلي يتحدث عنها وكأنها حقيقية، والتشكيك فيها يعني بالنسبة للعديد من الإسرائيليين التشكيك في هجوم السابع من أكتوبر.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: کفار عزة
إقرأ أيضاً:
كالكاليست: تقلبات الدولار تكشف اختلالات أعمق باقتصاد إسرائيل
تراجع الدولار الأميركي بحدة على خلفية قيام وكالة "موديز" بخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة، ما انعكس فورا على الأسواق الإسرائيلية.
فقد انخفض الدولار بنسبة 0.3% إلى 3.54 شيكلات في بداية تعاملات الأسبوع، فيما صعد اليورو بنسبة 0.7% متجاوزا حاجز 3.99 شيكلات، وهو ما يعكس ضعف الثقة في استقرار السياسة النقدية الأميركية، ولكن في السياق المحلي الإسرائيلي، فإن هذه التقلبات كشفت عن اختلالات أعمق في الاقتصاد.
ضغوط على بنك إسرائيل وسط تسارع التضخمورغم إعلان نمو الناتج المحلي الإسرائيلي بنسبة 3.4% سنويا في الربع الأول من عام 2025، وارتفاع الناتج للفرد بنسبة 2.2% بعد عامين من الجمود والانكماش، إلا أن معدل التضخم لأبريل/نيسان فاجأ الأسواق -بحسب صحيفة كالكاليست الإسرائيلية- مسجلا ارتفاعا شهريا بنسبة 1.1% مقابل توقعات عند 0.6%.
وبلغ التضخم السنوي 3.6%، ما وضع بنك إسرائيل في زاوية ضيقة، إذ إن خفض سعر الفائدة لم يعد مطروحا للنقاش، بل بات تجميدها عند مستوى 4.5% هو الخيار المرجح في الاجتماع المقبل.
وبحسب كبير الاقتصاديين في "ميطاف"، ألكس زبجينسكي، فإن بيئة التضخم الحالية "لا تسمح بخفض سعر الفائدة"، إلا في حال حدوث تباطؤ حاد في الاستهلاك، مؤكدا أن التوقعات تشير إلى أن سعر الفائدة خلال الـ12 شهرا المقبلة سيبلغ 4.0%. أما التقديرات المستقبلية للأسواق فتشير إلى فائدة متوقعة عند 3.9%، مع محو تدريجي لتوقعات الخفض التي سادت مطلع الشهر.
إعلان اضطراب داخلي رغم نمو اقتصادي على الورقورغم أن الحكومة الإسرائيلية سارعت إلى التباهي بنمو الناتج المحلي، فإن واقع السوق يُظهر تناقضا صارخا، خاصة بعد الزيادة الحادة في أسعار الإيجارات بنسبة 4.2%، مقارنة بـ3.9% في الشهر السابق و3.1% في يناير/كانون الثاني، وفق قول الصحيفة.
هذا التسارع في الإيجارات دفع محللي "ليدر" إلى رفع توقعاتهم لارتفاع أسعار العقارات إلى 4.0%، بعد أن كانت 3.3% في الشهر الماضي.
وتشير بيانات "ليدر" إلى أن التغيرات في منهجية احتساب أسعار تذاكر الطيران، منذ سبتمبر/أيلول 2023، زادت من حدة التقلبات في هذا القطاع، وهو ما يخلق صورة زائفة حول تضخم السفر.
ووفق تقديراتهم، فإن مايو/أيار سيشهد انخفاضا بنسبة 12% في أسعار الرحلات الخارجية، ما سيدفع مؤشر الأسعار للارتفاع بنسبة طفيفة تبلغ 0.1% فقط، في حين يُتوقع أن يظل مؤشر يونيو/حزيران مستقرا، ويصعد مؤشر يوليو/تموز بنسبة 0.5% لأسباب موسمية، تضيف الصحيفة.
في هذا السياق، تقول "ليدر" إن السياسة النقدية لبنك إسرائيل باتت مقيدة بشكل كبير، مشيرة إلى أن أي خفض للفائدة "لن يحدث قبل أغسطس/آب"، ما يعكس تخوفا ضمنيا من اتساع الفجوة بين التضخم الجامح والأدوات المحدودة المتاحة للسيطرة عليه.
إسرائيل تدفع ثمن اضطراب واشنطنالتقرير يشير أيضا إلى أن خفض تصنيف الولايات المتحدة فاقم الضغط على الدولار عالميا، حيث انخفض "مؤشر الدولار" بنسبة 0.9% إلى 100.2 نقطة، بينما قفز اليورو بنسبة 1% إلى 1.128 دولارا، وارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.9% إلى 1.339 دولار.
هذا الضعف في العملة الأميركية -تتابع الصحيفة- ترافق مع تعميق أزمة الثقة في أدوات الدين الأميركية، حيث يعتقد خبراء، مثل جورج سارافيلوس من "دويتشه بنك"، أن الأسواق بدأت تعيد التفكير في "مدى استعدادها لتمويل العجز الأميركي".
وتجد إسرائيل، التي ترتبط ماليا واقتصاديا ارتباطا وثيقا بالسوق الأميركي نفسها الآن عُرضة لموجة مزدوجة من عدم اليقين، الخارجي بسبب ارتباك السياسة المالية في واشنطن، والداخلي بفعل اختلالات التضخم وتجميد الفائدة وارتفاع كلفة المعيشة بحسب كالكاليست.
إعلانوبينما تحاول الحكومة تسويق أرقام النمو على أنها إنجاز، فإن البيانات الأخرى تؤكد أن الاقتصاد الحقيقي يعيش حالة من الضغط المتزايد قد تنفجر في أي لحظة.