الإفتاء: يجوز للمسلم أن ينوي نية صوم النافلة مع نية صوم الفرض
تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إنه يجوز للمسلم أن ينوي نية صوم النافلة مع نية صوم الفرض، فيقضي ما فاته من رمضان في شهر شوال ويكتفي بكل يوم يقضيه عن صيام يوم من الست من شوال، ويحصل بذلك على الأجرين، والأكمل والأفضل أن يصوم كلًّا منهما على حدة.
الأزهر للفتوى يوضح موعد بداية صيام السِّت من شوالقال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إنه يجوز صيام السِّت من شوال بداية من ثاني أيام عيد الفطر، 2 شوال، وحتى نهاية الشهر.
أوضح الأزهر للفتوى، أنه يجوز صيام الست من شوال بعد انقضاء أيام العيد التي يتزاور الناسُ فيها، ويجوز صيامها متتابعة، أو متفرقة على مدار الشهر.
ملتقى باب الريان بالجامع الأزهر يوضح آداب العيدقال الشيخ أحمد عبدالله، الباحث بالجامع الأزهر الشريف، إن العيد يومٌ عظيمٌ جليلٌ، جَعَلَهُ اللهُ -تعالى- فرحةً لأمةِ الإسلامِ يستبشرونِ بها بعدَ طولِ صيامٍ وقيامٍ، وبذلٍ وإحسانٍ، فَأَدْخَلَ عليهم بفضلهِ السرورَ، وبشَّرهم بالنعيمِ والحبورِ، وينبغي علينا في العيدِ أن نحرصَ على صفاءِ قلوبِنا، وسلامةِ صدورِنا، ودوامِ الألفةِ والمحبةِ بيننا، وأن نتناسى الضغائنَ والأحقادَ فيما بيننا، وأن نعمل على لمِّ الشَّملِ، ونشرِ الخيرِ، وبذلِ المعروفِ، والسعي في صلةِ الأرحامِ.
وأضاف أن على المسلمين، استغلال تلكَ الأيامِ الجميلةِ في التقرّبِ إلى أقاربِنا وتفقّد أحوالِهم، وزيارتِهم، والسؤال عن أخبارِهم، والإحسانِ إليهم، ومنحِ فقرائهِم من أموالِ الزكاةِ والصدقاتِ، والاجتهادِ في إيصالِ الخيرِ لهم، وتبادلِ الزياراتِ معهم، ودفعِ الشرِّ عنهم، وتجنّبِ أذاهم، وإعلاءِ شأنهِم، وزيارةِ مريضهِم، وتلبيةِ دعوتهِم، ومشاركتِهم أفراَحَهم وأتراحَهم، والدعاءِ لهم، وأمرهمِ بالمعروفِ ونهيِهم عن المنكر.
وقال الدكتور، عبد العظيم عبد الحميد خير الله، الأستاذ بجامعة الأزهر، وعضو لجنة الفتوي الرئيسية بالجامع الأزهر الشريف: ثبت في الصحيحين أن النبي ﷺ لما قدم المدينة وجدهم يخصصون يومين يلعبون فيهما، فقال ﷺ قد أبدلكم الله بهما يومان خيراً منهما، يوم الفطر ويوم الأضحي، موضحا أهم الآداب التي ينبغي للمسلمين جميعاً أن يتأدبوا بها وهي باختصار: التطيب، ولبس أجمل الثياب، لحديث أنس ( أمرنا رسول الله ﷺ في العيدين، أن نلبس أجود ما نجد، وأن نتطيب بأجود ما نجد) الحديث أخرجه الحاكم وصححه، ومن الآداب أيضاً في عيد الفطر: الأكل قبل الخروج إلي الصلاة لقول بريدة رضي اللّه عنه: (أن النبي ﷺ كان لا يغدو يوم الفطر حتي يأكل).
من آداب العيدوبين أن منها أيضاً التكبير لقوله تبارك وتعالي: ﴿ولتكملوا العدة﴾، الخروج إلي المصلي من طريق والرجوع من أخري، لحديث جابر عند البخاري: (كان النبي ﷺ إذا كان يوم عيد خالف الطريق)، ومنها أيضاً أن تصلي في الساحات والخلاء لإظهار شعار هذا الدين العظيم، وإظهار الفرحة والسرور لدى المسلمين والتهنئة ومن الآداب أيضاً: عدم الحرج في التوسع على الأهل والولد في الأكل والشرب واللهو المباح لحديث الجاريتين عند البخاري: (دعهما يا أبا بكر فإن لكل قوم عيد وهذا عيدنا).
الغسل لعيد الفطر أو الأضحى سنة مؤكدةوأكد الشيخ هاني محمد بدوي، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن الغسل لعيد الفطر أو الأضحى سنة مؤكدة، لافتا أن مِنْ أحبِّ الأعمالِ إلى الله سرورٌ تُدخِله على مسلم، وهو باب من أبواب الخير، والأجر العظيم، فاحتسِبوا في إدخال السرور على أهليكم، وذوي أرحامكم، وتفقَّدوا أحوال اليتامى، والفقراء والمساكين، ينبغي في العيد أن تسود مظاهر الفرح والسرور، والغبطة والحبور، فاهنؤوا وابتهِجوا بعيدكم، وتذكروا بأن العطاء بأشكاله وصوره، يعود على صاحبه بالفرح والسرور والسعادة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: شهر شوال الإفتاء ايام عيد الفطر عید الفطر من شوال نیة صوم
إقرأ أيضاً:
هل يجوز الاستغفار بنية طلب قضاء حاجة معينة؟ .. أمين الفتوى يحسم الجدل
يتساءل الكثير من الناس عن مدى جواز الاستغفار بنية تحقيق أمر معين، كقضاء حاجة أو الشفاء أو توسعة الرزق، وهو تساؤل مشروع في ظل ما ورد من فضل عظيم للاستغفار في السنة النبوية والقرآن الكريم.
وورد عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجًا، ومن كل هم فرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب»، ما يؤكد أن للاستغفار أثرًا كبيرًا في تفريج الكربات وجلب الأرزاق وتيسير الأمور.
الاستغفار هو من الأذكار التي يجب على المسلم أن يداوم عليها في جميع الأحوال، لما فيه من فضل عظيم وسعة في الرزق، كما أنه باب لتحقيق الأمنيات وتفريج الهموم، وله صيغ متعددة مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، منها ما يُعرف بدعاء "سيد الاستغفار".
حكم الاستغفار بنية قضاء حاجة معينة
وفي هذا السياق، أوضح الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الاستغفار جائز بنية تحقيق أمر دنيوي، كقضاء حاجة أو التوبة أو الرغبة في الشفاء أو الرزق، وأن جميع صيغ الاستغفار مقبولة، سواء قال المسلم: "أستغفر الله العظيم" أو "أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه"، وغيرها من الصيغ، مؤكدًا أن الأمر يتوقف على نية العبد، فإن كانت النية مرتبطة برغبة معينة مع الذكر، فإن الأمر بيد الله وقد يُستجاب له بفضله.
كما أكد شلبي أن المطلوب من المسلم هو السعي والعمل بالأسباب والاجتهاد، ثم ترك النتائج لله سبحانه وتعالى، فالأخذ بالأسباب لا يتعارض مع التوكل على الله والدعاء والاستغفار بنية تحقيق أمنية.
أما في القرآن الكريم، فقد جاء في سورة نوح:
﴿فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا • يرسل السماء عليكم مدرارا • ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا﴾ [نوح: 10-12]، وهو دليل واضح على أن الاستغفار من أسباب جلب الرزق والخير والبركة.
ومن جانبه، قال الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الأعمال كلما كانت خالصة لوجه الله تعالى كانت أفضل وأعظم أجرًا، وأنه لا حرج في الاستغفار بنية التيسير أو جلب الرزق أو تحقيق مطلب دنيوي، لكنه كلما ارتقى العبد بنيته إلى الإخلاص الكامل لله، نال من رضا الله وفضله ما لا يُقاس.
وأشار وسام إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "من قال حين يصبح وحين يمسي: حسبي الله لا إله إلا هو، عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ،سبع مرات، كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة".
فضل دعاء سيد الاستغفار
وفي فضل سيد الاستغفار، قال وسام إن النبي صلى الله عليه وسلم أرشدنا إلى دعاء عظيم ينبغي قوله صباحًا ومساءً، وهو دعاء سيد الاستغفار الذي رواه البخاري عن شداد بن أوس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم:
"اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ، وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت".
ثم قال: "من قالها من النهار موقنًا بها فمات من يومه قبل أن يمسي، فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح، فهو من أهل الجنة".