هل سيقضي الذكاء الاصطناعي الأمريكي على الثقافة واللغات الأوروبية؟
تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT
يتسابق الأوروبيون بإنشاء روبوتات محادثة باللغات الأوروبية لكبح التكنولوجيا الأمريكية من إقصاء الثقافة واللغات الأوروبية.
تعتمد أحدث أدوات تشغيل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، مثل تشات بوت الشهير، على "نماذج اللغات الكبيرة" وهي (أنظمة قادرة على إجراء حوارات معقدة ومحادثات متعددة الأدوار) على اللغة بشكل أساسي والتي تعتبر جوهر هذه الابتكارات.
وتحاول دول التكتل ولغاتها 24 اللحاق باللغة الإنجليزية المهيمنة على أغلب برامج الذكاء الاصطناعي. وقال برونو لومير، وزير الاقتصاد الفرنسي في مؤتمر للتكنولوجيا في مدينة كان في فبراير/شباط الماضي: "لا نريد أن نكتفي باللغة الإنجليزية فقط... لا نريد أن تضعف لغتنا بسبب الخوارزميات وأنظمة الذكاء الاصطناعي."
تقود الولايات المتحدة أهم مشاريع الذكاء الاصطناعي مثل جيمناي لميكروسوفت وغوغل وأنتروبك وميتا وإكس أي وغيرها.
وأعلنت 13 دولة أوروبية تطويرها لنماذج محلية تركز على لغاتها، في عام 2023 وفقا لموقع بوليتيكو. وشكلت فرنسا اتحاد (ألت إيديك)والذي يضم 12 دولة في الاتحاد لتطوير والتركيز على اللغات الأوروبية.
ويقول كارلوس روميرو دوبلا، مفاوض ملف الذكاء الاصطناعي في الاتحاد الأوروبي سابقا: "إن وجود نماذج باللغة المحلية يعني أيضًا تشجيع المزيد من الأشخاص في بلدك على برمجة وتطوير المزيد من منتجات الذكاء الاصطناعي".
وأثارت صفقات عقدتها أوبن آي لتطوير لغات أوروبية مثل ويلت بيلد للألمانية، وصحيفة اللومند الفرنسية للغة الفرنسية، مخاوف الدول الأوروبية من الهيمنة الأمريكية على لغات الذكاء الاصطناعي.
ووفقا لدراسة أعدتها W3Techs، تحتكر اللغة الإنجليزية أكثر من نصف الصفحات في العالم.
شاهد: الذكاء الاصطناعي نجم المؤتمر العالمي للهواتف المحمولة في برشلونةأدوات الذكاء الاصطناعي تُحدث ثورة في التواصل بين الأطباء والمرضىلماذا لن يَفتَكَّ الذكاء الاصطناعي منك عملك..على الأقل في الوقت الراهن؟ويوضح سيباستيان رودر، عالم الأبحاث في شركة كوهير للذكاء الاصطناعي متعددة اللغات ومقرها كندا: "هناك اختلال في توازن القوى من حيث كمية ونوعية البيانات انظر فقط إلى حجم ويكيبيديا الإنجليزية مقارنة بإصداراتها باللغات الأخرى".
المصادر الإضافية • موقع بوليتكو
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ثورة الذكاء الاصطناعي: كيف سيؤثر الذكاء الاصطناعي على عالم الأعمال؟ مايكروسوفت تحذر.. الصين قد تستخدم الذكاء الاصطناعي للتلاعب بالانتخابات الأمريكية الأمم المتحدة تصوت على أول مشروع قرار حول الذكاء الاصطناعي الاتحاد الأوروبي الولايات المتحدة الأمريكية تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تحديات ثقافيةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: السياسة الأوروبية السياسة الأوروبية السياسة الأوروبية الاتحاد الأوروبي الولايات المتحدة الأمريكية تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي إسرائيل حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة الشرق الأوسط روسيا إيطاليا إيران مظاهرات مجاعة الاتحاد الأوروبي السياسة الأوروبية إسرائيل حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة الشرق الأوسط روسيا السياسة الأوروبية الذکاء الاصطناعی الاتحاد الأوروبی یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يعزز دقة التنبؤ بهياكل الأجسام المضادة
طوّر باحثون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) نموذجًا حسابيًا جديدًا قادرًا على التنبؤ بهياكل الأجسام المضادة بدقة غير مسبوقة، مما قد يُحدث تحولًا كبيرًا في تصميم أدوية فعالة ضد أمراض معدية مثل كوفيد-19 وHIV.
الذكاء الاصطناعي يتجاوز التحديات السابقة
رغم التقدم الكبير الذي حققته نماذج الذكاء الاصطناعي المعتمدة على "نماذج اللغة الكبيرة" (LLMs) في التنبؤ بهياكل البروتينات، إلا أنها واجهت صعوبات عند التعامل مع الأجسام المضادة، خاصة بسبب المناطق شديدة التغير فيها والمعروفة بـ"المناطق مفرطة التغير". للتغلب على هذه العقبة، ابتكر فريق (MIT) تقنية جديدة تحسّن أداء هذه النماذج وتمنحها القدرة على فهم تعقيدات هذه البروتينات المناعية.
تقول بوني بيرغر، أستاذة الرياضيات في (MIT) ورئيسة مجموعة الحوسبة والبيولوجيا في مختبر علوم الحاسوب والذكاء الاصطناعي (CSAIL): «طريقتنا تسمح بالوصول إلى نطاق واسع من الاحتمالات، مما يتيح لنا إيجاد إبر حقيقية في كومة قش. وهذا قد يوفر على شركات الأدوية ملايين الدولارات بتجنب التجارب السريرية غير المجدية».
نموذج AbMap: أداة ذكية للتنقيب في بحر الأجسام المضادة
النموذج الجديد، الذي يحمل اسم (AbMap)، يعتمد على وحدتين مدربتين بشكل دقيق: الأولى تتعلم من بنى ثلاثية الأبعاد لحوالي 3000 جسم مضاد موجودة في قاعدة بيانات البروتينات (PDB)، والثانية تعتمد على بيانات تقيس مدى ارتباط أكثر من 3700 جسم مضاد بثلاثة أنواع مختلفة من المستضدات.
باستخدام (AbMap)، يمكن التنبؤ بهيكل الجسم المضاد وقوة ارتباطه بالمستضد، فقط من خلال تسلسل الأحماض الأمينية. وفي تجربة واقعية، استخدم الباحثون النموذج لتوليد ملايين التعديلات على أجسام مضادة تستهدف بروتين «سبايك» لفيروس SARS-CoV-2، وتمكّن النموذج من تحديد أكثرها فعالية.
وقد أظهرت التجارب بالتعاون مع شركة Sanofi أن 82 % من الأجسام المضادة المختارة باستخدام النموذج أظهرت أداءً أفضل من النسخ الأصلية.
اختصار الطريق نحو العلاجات الفعالة
يُعد هذا التقدم فرصة ذهبية لشركات الأدوية لتقليص الوقت والتكاليف اللازمة في مراحل البحث والتطوير. ووفقًا للبروفيسور روهيت سينغ، المؤلف المشارك للدراسة: «الشركات لا تريد المخاطرة بكل شيء في جسم مضاد واحد قد يفشل لاحقًا. النموذج يمنحها مجموعة من الخيارات القوية للمضي قدمًا بثقة».
تحليل الاستجابات المناعية على مستوى الأفراد
بعيدًا عن التطبيقات الدوائية، يُمكن للنموذج أن يُحدث نقلة في فهم التباين في الاستجابات المناعية بين الأفراد. فعلى سبيل المثال، لماذا يُصاب البعض بكوفيد-19 بشكل حاد، بينما ينجو آخرون دون أعراض؟ أو لماذا يبقى بعض الأشخاص غير مصابين بـHIV رغم تعرضهم للفيروس؟
الدراسة أظهرت أنه عند مقارنة البنية الثلاثية للأجسام المضادة بين الأفراد، فإن نسبة التشابه قد تكون أعلى بكثير من النسبة التي تُظهرها المقارنة الجينية التقليدية (10%). وهذا قد يفتح الباب لفهم أعمق لكيفية عمل جهاز المناعة وتفاعله مع مسببات الأمراض المختلفة.
يقول سينغ: «هنا يتجلى دور نماذج اللغة الكبيرة بوضوح، فهي تجمع بين نطاق التحليل الواسع القائم على التسلسل الجيني ودقة التحليل البنيوي».
دعم وتمويل دولي
حظي البحث بدعم من شركة Sanofi وعيادة عبد اللطيف جميل لتعلم الآلة في مجال الصحة، مما يعكس تزايد اهتمام المؤسسات العالمية بالذكاء الاصطناعي كأداة استراتيجية في الطب الحيوي.
بهذا الإنجاز، يُبرهن الذكاء الاصطناعي مجددًا على قدرته في إحداث ثورة صامتة في المختبرات الطبية، حيث لا تقتصر فوائده على التسريع والتحليل، بل تمتد لتوجيه القرارات الحاسمة التي قد تُنقذ أرواح الملايين.
أسامة عثمان (أبوظبي)