على مدار السنوات الماضية، اجتهد الباحثون في محاولة العثور على تفسير لغرق سفينة تيتانيك التي أطلق عليها البعض «غير القابلة للغرق»، وهي الحادثة البحرية الأشهر في التاريخ، وراح ضحيتها أكثر من 1500 شخص، وبين الاصطدام بالجبل الجليدي وتقاعس قبطان السفينة عن أداء مهام عمله، نشرت صحيفة بريطانية نتائج دراسة، أوضحت أنّ القدر قال كلمته في الكارثة الإنسانية بالمحيط الأطلسي.

30 ثانية فارقة في كارثة غرق تيتانيك

30 ثانية كانت من الممكن أن تنقذ سفينة تيتانيك التي راح ضحيتها المئات، فبحسب صحيفة «تليجراف» البريطانية، خلصت دراسة جديدة إلى أنّه عندما تم تحذير الضابط المسؤول عن السفينة من رصد جبل جليدي في طريقها، انتظر نحو نصف دقيقة حاسمة قبل تغيير مساره، ولو كان ويليام مردوخ اتخذ الإجراءات اللازمة على الفور، لكان من الممكن إنقاذ السفينة وحياة أكثر من 1500 شخصًا. 

وتأتي هذه النتيجة من دراسة جديدة تتزامن مع ذكرى كارثة تيتانيك، إذ أعاد المحققون تقييم التحقيق الأصلي الذي أجرته لجنة الحطام عام 1912 في ضوء جميع الأبحاث والأدلة التي ظهرت منذ ذلك الحين، ويعتقد الباحثون أنّ السبب وراء تردد «مردوخ» قبل إعطاء الأمر باليمين، هو اعتقاده بأنّ تيتانيك قد تكون قادرة على المرور بأمان بالقرب من منطقة الخطر، وأنه من خلال تغيير الاتجاه قد يزيد من الخطر على السفينة من خلال تأرجح مؤخرتها نحو العائق. 

ماذا حدث قبل ثواني من الاصطدام؟

بخلاف نتيجة التحقيقات الأولية، التي على أساسها جرى تصوير الفيلم الشهير «تيتانيك» من بطولة ليوناردو دي كابريو، فإن أحدث الأبحاث قد حددت جدولًا زمنيًا دقيقًا للثواني التي سبقت الاصطدام، مما يكشف أنه تم رصد الجبل الجليدي على ارتفاع 2000 قدم -قبل دقيقة واحدة تقريبًا من الاصطدام- وأن السفينة حافظت على مسارها لنحو نصف ذلك الوقت. 

ويقول صامويل هالبيرن، خبير تيتانيك الأمريكي الذي قاد البحث: «لو كان رد فعل مساعد القبطان أسرع، ولو بنحو 15 ثانية، فلربما لم تحدث الكارثة».

ويرجع الباحث هذا التأخير لضرورة اتخاذ الضباط قرارًا حول حتمية سير السفينة في الاتجاه نفسه أم تغير الاتجاه تجنبًا للاصطدام بالكتلة الجليدية، وأضاف هالبيرن أن هذا كان خياره هو، وقد أثبتت الكارثة أنه كان قرارًا خاطئًا.

هذه النتائج للبحث الأمريكي الجديد، تدحض استنتاجات التحقيق الرسمي الذي أجراه الجانب الأمريكي عام 1912، إذ تشير إلى «أن وليام ميردوخ مساعد القبطان أمر بالانحراف عن اتجاه السير فورًا، إلا أن ذلك لم يمنع السفينة من الاصطدام بالكتلة الجليدية، نظرًا لوجودها قريبة جدًا من السفينة عند رؤيتها».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: تيتانيك سفينة تيتانيك تايتانيك

إقرأ أيضاً:

والمخفي أعظم

و #المخفي_أعظم

د. #هاشم_غرايبه

لعل حادثة التخلي الطوعي عن محور فيلادلفيا لصالح الكيان اللقيط، كانت الأكثر إيلاما، إذ أكدت حقيقة ولاء النظام الحاكم في مصر لعدو الأمة الأول المتمثل في الغرب المستعمر ومخلبه (الكيان اللقيط)، والذي سأبين من خلال تسلسل الأحداث تاريخيا، كيف حقق النظام القطري في هذه المنطقة الأهم في الأمة، استجابة للدور الأساسي لمنظومة أنظمة (سايكس بيكو)، في منع عودة الأمة الى الدولة الإسلامية الجامعة، وإدارة الظهر لواجب أرض الكنانة القيادي في الأمة.
فلم يعد ممكنا إخفاء اتباع هذا النظام كباقي الأنظمة العربية، سواء الرجعية منها أو التقدمية، منهج المنافقين التاريخي، المتمثل بالعداء لمنهج الله عن قناعة، والولاء لمنهج الغرب المعادي، ابتغاء العزة لديه جراء تنفيذه تلك القناعة عمليا.
وهو مصريا استمرار متوارث لمنهج العسكر منذ انقلابهم على نظام الخديوية الخانعين للاستعمار البريطاني، والتزموا بتطبيقه في كل ألأنظمة الأربعة التي توارث العسكر فيها الحكم طيلة الإثنين والسبعين عاما الماضية، فلم يكن التغير الى النظام الجمهوري بدل الملكي تحررا وتحولا ديموقراطيا، بل تحولا من الولاء لبريطانيا الى الولاء لأمريكا.
كشف ذلك بداية اعتراف عبد الناصر أن السفارة الأمريكية هي الجهة الوحيدة التي كانت تعلم بموعد الانقلاب عام 1952، ثم أكده الانذار الأمريكي لدول العدوان الثلاثي عام 1956 الذي جرى لاستعادة مصر للاستعمار الأوروبي، وكان ذلك الإنذار حاسما في رد المعتدين وليس هزيمتهم من الجيش المصري.
الشعارات القومية والاشتراكية التي استخدمها نظام العسكر بعدها كانت حردا على رفض أمريكا لمشروع السد العالي مما اضطرهم لمغازلة المعسكر الشرقي مؤقتا، لكن ترتيبات هزيمة 67 كشفت حجم الاختراق للجيش المصري.
الصدمة التي أصابت عبد الناصر جراء اكتشافه ذلك أذهلته، فلم يعد الاصلاح ممكنا بعد إذ تبين جسامة أخطائه باتباع استشارات من اكتشف أنهم عملاء الغرب، فقد كان يعتقد أن مبالغتهم بالبطش بمعارضيه كانت دعما له، لكنها كانت تنفيذا لإملاءات المخابرات الأمريكية، بهدف قطع دابر طرفين تخشاهما: الشيوعيين العرب لأنهم مناصرون لعدوها المعسكر الشرقي، فمنذ حقبة المكارثية، اعتبرتهم عدوها الأول (مرحليا الى أن يتم القضاء عليهم)، والإسلاميين الذين هم العدو التاريخي الدائم، الذين رغم قبضة الأنظمة العربية الصارمة، فهي لا تركن لذلك فلو أفلتوا سيعيدون الأمة موحدة من جديد.
منح عبد الناصر “صلاح نصر” صلاحية تأسيس جهاز المخابرات المصري الذي تولى قمع هؤلاء، ووككل المستبدين العرب، ترتقي البطانة لديهم بناء على مدى التزلف والتملق، وليس الكفاءة والانجاز، فلم يعرف حقيقة أنه عميل للمخابرات الأمريكية، وأن بطشه بالمعارضين ليس إخلاصا له بل اتباعه الأوامر، إلا بعد هزيمة 67، ولات حين مندم، إذ لم يتح له الغرب الفرصة للتصحيح، فجاءوا بمن دربوه ضمن المدرسة ذاتها (السادات)، والذي أبلى لهم بأكثر منه تحت شعار (العلم والإيمان)، لتبرير الانفكاك عن المعسكر الشرقي، لكن أهم أنجازاته للغرب كانت تبديد انتصار عام 73، وهدم الحاجز النفسي أمام تقبل الكيان اللقيط، وعندما انتقم منه أحرار الجيش، جاءوا بفارسهم الثالث (مبارك)، الذي فاق من سبقوه في تحقيق منجزات للمخابرات الأمريكية، فأخرج الجيش المصري من العداء للكيان، وألحقه بأمن النظام لمحاربة الإسلاميين.
ونقم الشعب عليه لعمالته المكشوفة ولفشله الإداري ولنيته توريث الحكم، مثلما نقم على سلفه، فقامت الثورة عليه عام 2011 ، وعندما وجدت المخابرات الأمريكية أنه أصبح مستهلكا غير قابل للتدوير، أوعزوا للعسكر بإقالته وتشكيل مجلس عسكري الى حين اجراء انتخابات، لانتخاب أحدهم رئيسا، كانت صدمة الراعي الأمريكي أنهم لم يتمكنوا من تزوير الانتخابات كالعادة، فنجح إسلامي، فأسقط في أيديهم ولم يبق لهم من سيلة غير رشوة العسكر بمال عملائهم الخليجيين لتدبير انقلاب، فجاءوا بفارسهم الرابع، والذي يفترض أن يتفوق في إخلاصه عن كل الثلاثة الذين سبقوه.
من هذا الاستعراض المقتضب، يتبين لنا أنه كان من الغباء أن تنتظر الأمة خيرا من أنظمة مرتهنة بالقرار الأمريكي، وتسعى جهدها لتحقيق إملاءاته.
لذلك لأجل الإيهام بالحفاظ على سيادة البلد الذي تحكمه، كان إعلان النظام المصري أن احتلال محور فيلادلفيا خط أحمر، لكن على الواقع فقد وجدت قوات العدو المتقدمة لاحتلاله الإشارة خضراء، ولم يجرؤ حتى على مساءلة العدو عن إطلاقه النار على جنوده.

مقالات ذات صلة تأملات قرآنية 2024/05/30

مقالات مشابهة

  • تغدات بيه قبل مايتعشا بيها.. تفاصيل حرب بين بنعلي والحافيظي انتهت بإعفاء الأخير
  • في ذكرى ميلادها.. محطات فنية في حياة زيزي مصطفى
  • التاريخ في حياة الشعوب
  • القومي في ذكرى رشيد كرامي: نفتقد لمن واجه الإنعزال والفدرلة
  • والمخفي أعظم
  • ذكرى الليلة المشؤومة في نيبال .. الابن قتل والده الملك و10 من أسرته بسبب امرأة
  • أسرار جديدة في حياة يونس شلبي بذكرى ميلاده
  • على حافة الغابة البدائية: الحلقة (11)
  • صيغة الكارثة
  • «تحويل الكارثة إلى مشروع».. ناسا تخطط للاستفادة من البركان الأخطر في العالم