أدت "الضغائن والخلافات المستمرة" منذ فترة طويلة بشأن أفضل السبل لمحاربة حماس إلى توتر العلاقات بين صناع القرار بإسرائيل" في زمن الحرب، حسبما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال.

وفي تقرير بعنوان "قادة الحرب في إسرائيل لا يثقون ببعضهم البعض"، ذكرت الصحيفة أن  رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، ووزير الدفاع، يوآف غالانت، والوزير في حكومة الحرب، بيني غانتس، يختلفون بشأن أكبر القرارات التي يتعين عليهم اتخاذها: كيفية شن حملة عسكرية حاسمة، وتحرير الرهائن الإسرائيليين، وحكم قطاع غزة ما بعد الحرب.

ويتعين على القادة الثلاثة أيضا اتخاذ أحد أكبر القرارات التي واجهتها البلاد على الإطلاق، وهو كيفية الرد على أول هجوم مباشر لإيران على الأراضي الإسرائيلية. 

وبحسب وول ستريت جورنال، فإن صراعهم على السلطة قد يؤثر على ما إذا كان الصراع في غزة سيتحول إلى معركة إقليمية أكبر مع إيران من شأنها أن تغير النظام الجيوسياسي في الشرق الأوسط وتشكل علاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة لعقود من الزمن.

وقال غيورا إيلاند، الجنرال الإسرائيلي السابق الذي سبق له أن شغل منصب مستشار الأمن القومي في البلاد "إن انعدام الثقة بين هؤلاء الأشخاص الثلاثة واضح للغاية وبالغ الأهمية".

ويحاول نتانياهو، رئيس الوزراء الأطول توليا للمنصب في البلاد، بشكل متزايد توجيه حرب غزة بنفسه، في حين يُنظر إلى غالانت وغانتس، وزير الدفاع السابق، على نطاق واسع على أنهما يحاولان استبعاد نتانياهو من اتخاذ القرارات، بحسب الصحيفة.

وكان غانتس، الجنرال الذي قاد حرب إسرائيل الكبرى الأخيرة ضد حماس قبل عقد من الزمن، قد أعرب في السابق عن رغبته في إطاحة نتانياهو من منصب رئيس الوزراء. 

بعد هجوم إيران على إسرائيل.. مخاوف من "صرف الانتباه" عن غزة "أخيرا بعض الهدوء بعد ستة أشهر من الأزيز والضوضاء" هكذا عبر الناشط من غزة يوسف ميمه، على حسابه في إنستغرام عن الوضع في القطاع الفلسطيني بينما كانت الطائرات بدون طيار والصواريخ الإيرانية تشق طريقها إلى الأراضي الإسرائيلية، مساء السبت

ودعا غانتس في وقت سابق من هذا الشهر إلى إجراء انتخابات مبكرة في سبتمبر بعد أن تظاهر عشرات الآلاف ضد طريقة تعامله مع الحرب في غزة.

واجتمع القادة الثلاثة يوميا منذ الهجوم الذي شنته إيران، ليل السبت الأحد، وتعهدوا بالرد لكنهم تركوا توقيت وحجم وموقع الرد أمرا غامضا.

وتقول الصحيفة إنهم يواجهون تحديا في تصميم رد يوازن بين أهدافهم المتمثلة في ردع إيران، وتجنب حرب إقليمية وعدم تنفير الولايات المتحدة والدول العربية المشاركة في التصدي للضربة الإيرانية.

وقال الباحث البارز بمعهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، راز زيمت، "إن خطر سوء التقدير مرتفع للغاية". وأضاف: "نحن في بداية مرحلة خطيرة للغاية في الصراع الإيراني الإسرائيلي".

ويعتبر غالانت الأكثر تشددا بين القادة الثلاثة. وفي بداية الحرب، دعا إلى توجيه ضربة وقائية ضد حزب الله، لكنه أيضا حريص على التحالف مع الولايات المتحدة.

وظل نتانياهو يبقي غالانت وغانتس خلف الكواليس بشأن القرارات الرئيسية، وفقا لمسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين. 

وفي محاولة للسيطرة على المواد الغذائية والإمدادات التي تدخل غزة، فكر نتانياهو في تعيين مسؤول عن المساعدات الإنسانية يقدم تقاريره مباشرة إلى مكتبه ويتجاوز وزير الدفاع، حسبما قال مسؤولون إسرائيليون مطلعون على الأمر.

وقال أمير أفيفي، مؤسس منتدى الدفاع والأمن الإسرائيلي، وهو مركز أبحاث: "من الصعب جدا على رئيس الوزراء أن يجعل الجيش يفعل ما يريد إذا لم يكن وزير الدفاع متحالفا معه". 

وتابع: "هذا الافتقار إلى التوافق يجعل الأمور بالنسبة لنتانياهو صعبة للغاية".

اختلافات جوهرية

وفي 8 أبريل، أعلن نتانياهو أنه حدد موعدا للتوغل بمدينة مدينة رفح في غزة، آخر معقل لحماس حيث يلجأ أكثر من مليون فلسطيني. 

ومع ذلك، فقد واجه معارضة من غالانت، الذي يريد معرفة كيفية إدارة التوقعات الأميركية قبل المضي قدما، حسبما قال أشخاص مطلعون على الخلافات لصحيفة "وول ستريت جورنال".

وقال هؤلاء الأشخاص إن الولايات المتحدة حذرت إسرائيل من شن عملية رفح، ويخشى غالانت من الإضرار بعلاقة إسرائيل مع واشنطن وفقدان الدعم المالي والعسكري الأميركي. 

وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن، لنتانياهو في مكالمة هاتفية أجريت في 4 أبريل إن الدعم الأميركي المستقبلي سيكون مشروطا بمعاملة إسرائيل للمدنيين في غزة.

كذلك، يختلف القادة الإسرائيليون الثلاثة حول مستقبل حكم قطاع غزة ما بعد الحرب. 

وقال رئيس الوزراء إن السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية بشكلها الحالي يجب ألا تلعب أي دور، ويركز على عمل الجيش الإسرائيلي مع القادة المحليين. 

ويرى وزير الدفاع أن الفلسطينيين المرتبطين بقيادة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية هم الخيار الأفضل. 

انقسامات داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن الرد على الهجوم الإيراني تبيانت المواقف داخل حكومة الحرب التي يرأسها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، حيال التعامل مع الهجوم الإيراني على إسرائيل. 

وقال أشخاص مقربون من غالانت إنه تحدث في الاجتماعات عن تفضيله الفوضى في غزة على تواجد الجنود الإسرائيليين في إدارة القطاع. كما أن القادة الثلاثة لا يتفقون على كيفية تحرير الرهائن الذين تحتجزهم حماس. 

ودعا غانتس علنا إلى التوصل إلى اتفاق لتأمين إطلاق سراحهم، قائلا إن حياتهم معرضة للخطر. 

من جانبه، شدد نتانياهو وغالانت على أن الضغط العسكري إلى جانب المفاوضات هو وحده الذي سيؤدي إلى إطلاق سراحهما.

لكن نتانياهو يسيطر على فريق التفاوض الإسرائيلي بشأن الرهائن، بقيادة رئيس الموساد. وبينما تحدث رئيس الوزراء علنا عن صفقة، فإنه اتخذ في بعض الأحيان موقفا متشددا بشأن الشروط.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة القادة الثلاثة رئیس الوزراء وزیر الدفاع فی غزة

إقرأ أيضاً:

وزير دفاع صنعاء: المرحلة الخامسة من التصعيد مليئة بالمفاجآت وستفتح باب الجحيم على “إسرائيل” وتدشن مرحلة جديدة من الحرب البرية

الجديد برس:

أكد وزير الدفاع في حكومة صنعاء، اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، أن العملية الصاروخية اليمنية الأخيرة على “تل أبيب” تحمل رسالة واضحة وقوية لكيان الاحتلال الإسرائيلي، مشدداً على أن اليمن لن يتراجع عن موقفه الثابت من القضية الفلسطينية.

وقال العاطفي، خلال كلمة له في حفل تخرج دفعة من الأكاديمية العسكرية العليا في صنعاء: “إننا في الجيش اليمني نمتلك بإذن الله وتوفيقه مفاتيح النصر وأعددنا العدة وهيأنا الإرادات لخوض مواجهة طويلة الأمد ضد الكيان الصهيوني الغاصب ومن يواليه أو يدعمه، وكما حاصرناه بحرياً بالحديد والنار في البحر الأحمر والعربي والبحر المتوسط والمحيط الهندي، فإن الجهود متواصلة لوضع استراتيجية البر وإنجازها على أكمل وجه مثلما نجحنا في إنجاز استراتيجية الجو والبحر وليكونوا على ثقة بأن الثمن الذي سيدفعونه سيكون فوق طاقاتهم وأكبر من حساباتهم”.

وأضاف أن “مواجهة اليمن وقواته المسلحة ضد النازية الصهيونية هي استراتيجية لن نحيد عنها، ومبدأ مغروس في أعماقنا، لأننا ندرك أن هذا واجب ديني مقدس، كُتب علينا مهما كانت التضحيات ومهما استأسد العدو الصهيوني وحاول إبراز عضلاته، فإنه سيجد فينا قوة وشدة بأس قد ذاق جزء منها في الميادين”.

كما أكد العاطفي أن “استهداف القوة الصاروخية لعمق العدو بصاروخ فرط صوتي متجاوزاً الجغرافية بمسافاتها البعيدة، يشكل رسالة تأكيدية بأن اليمن وقواته المسلحة إذا وعدت بالرد، فإنها قادرة، وهذا العمل العسكري مدروس في إطار المرحلة الخامسة من التصعيد، التي ستكون مليئة بالمفاجآت وإيذاناً بفتح باب الجحيم على العدو ومرحلة جديدة من الحرب البرية”.

وذكر أن “استهداف القوة الصاروخية لمدينة (يافا) المحتلة، يمثل رسالة أوصلها اليمن وقواته المسلحة وذراعها الطولى، بأن زمن العربدة الصهيونية قد ولّى، وعليهم أن يتخلصوا من وهم القوة المفرطة، وإلا فإننا سنلحق بهم وجعاً لا تستوعبه عقولهم”.

وخاطب العاطفي النظام العالمي والقوى الإقليمية والدولية، قائلاً: “يجب أن يكونوا مدركين أن مرحلة جديدة من القوة والردع والتأثير وواقعاً جيوستراتيجياً بدأ اليمن يؤسس له في المنطقة، ولن نسمح لأي كان بالانتقاص من دورنا وقرارنا الإقليمي، وعليهم أن يعتادوا على هذه المعطيات وألا ينساقوا خلف المفاهيم السابقة التي لم يعد لها قبول في الاستراتيجية اليمنية الجديدة”.

كما خاطب التحالف السعودي الإماراتي، قائلاً: “على دول عواصم العدوان على اليمن ومن يدور في فلكها أن تعي بأن صمتنا عن بعض تجاوزاتهم وتصرفاتهم الرعناء وإعراضنا عن حربهم الاقتصادية والأمنية والمخابراتية، جاء نتيجة لانشغالنا في إسناد أهلنا بغزة والوقوف مع محور القدس والجهاد والمقاومة ضد عدو صهيوني أمريكي نازي. ولا نريد أن تنحرف الأنظار والاهتمامات عما يدور من حرب عدوانية متوحشة في غزة. لكن إذا اضطررنا للدفاع عن أنفسنا ولحماية اقتصادنا، فإننا نمتلك الجاهزية والمعنوية القتالية العالية لخوض مواجهات قوية، ونمتلك الإرادة والقرار في خوض حرب لا هوادة فيها ولا نهاية لها، ستحرق الأخضر واليابس وسنكسر كل الخطوط”.

وتابع في رسالته للتحالف: “كونوا على يقين أننا ندرك تفاصيلكم ونعرف جيداً أين ومتى وكيف نوّجه ضرباتنا الموجعة، ونعي كل خاصرة رخوة في نظامكم، وقادرين على استهدافها بكل سهولة. احذروا إذا استمررتم في إثارة غضب وصبر الحليم”.

وحذر اللواء العاطفي فصائل التحالف في اليمن “من مغبة السير الأعمى خلف حسابات الأمريكي، البريطاني، الصهيوني الذين يسعون لإثارة الفتن والفوضى”، متابعاً: “نقول لقوى وجماعات الارتزاق: كونوا على ثقة أن أيدينا ستطالكم أينما كنتم، ولن تجدوا منا إلا ما تكرهون. ولا نقول ذلك من باب التفاخر، فالمفاجآت القادمة ستكون شاهدة على حقائق الإنجازات النوعية”.

ونصح العاطفي الأمريكان والبريطانيين، قائلاً: “السعي لإشعال الفتن وإثارة الفوضى وتسعير نيران الحروب الظالمة في المنطقة سيتحول إلى كارثة ستكتوي بنيرانها واشنطن ولندن ودول أوروبا، وهو بمثابة انتحار عسكري وجيوسياسي لهذه العواصم العدائية”.

وأشار إلى أن “قد أعدينا العدة والحسابات العسكرية القادرة على التعامل بقوة مع أي مواقف متهورة، وقد أعذر من أنذر. ومنظومة الصناعة العسكرية والتقنية للجمهورية اليمنية تشهد تطوراً كبيراً في مختلف صنوف وتشكيلات قواتنا المسلحة”.

وشدد على أن “القوات المسلحة تقف اليوم أكثر من أي وقت مضى في جهوزية عالية، وتمتلك كل عوامل القوة والاقتدار لمواجهة كافة التحديات والأزمات والمواقف الطارئة، والتصدي للتهديدات التي يكيدها الأعداء لليمن وشعبه العظيم”.

وأكد العاطفي أن “الجهود لم تتوقف يوماً، وميادين الإعداد والتدريب والتأهيل العلمي العسكري المواكب لمسارات التطوير والتحديث التي تشهدها مختلف صنوف وتشكيلات القوات المسلحة البرية والبحرية والجوية مستمرة، لتصل اليوم وخلال عقد من عمر ثورة الـ21 من سبتمبر إلى مستويات متقدمة من المهارة والكفاءة والاقتدار القتالي”.

كما أكد اللواء العاطفي أن “القوات المسلحة اليمنية غدت قوة مهابة ليس على المستوى الوطني فحسب، وإنما على المستويين الإقليمي والدولي، لا سيما بعد انتصاراتها الكبرى في معركة (الفتح الموعود والجهاد المقدس) في إطار محور القدس والجهاد والمقاومة دعماً وإسناداً للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع جرائم الإبادة الجماعية الصهيونية الأمريكية البريطانية الغربية الفاشية غير المسبوقة في تاريخ الحروب”.

مقالات مشابهة

  • نتانياهو عرضه علي.. ساعر يضع حدا للتكهنات ويعلن رفضه منصب وزير الدفاع
  • ساعر يرفض عرض نتانياهو بعد ضجة سياسية وشعبية
  • إسرائيل تغتال كبار قادة حزب الله.. الهجوم يثير مخاوف من اندلاع حرب شاملة
  • هل تدخل حرب لبنان مرحلة جديدة؟.. تقرير يكشف
  • تقرير لـWashington Post: الحرب بين لبنان وإسرائيل أصبحت حتمية الآن
  • بعد اغتيال عقيل.. غالانت يتوعد حزب الله بالمزيد
  • وزير دفاع صنعاء: المرحلة الخامسة من التصعيد مليئة بالمفاجآت وستفتح باب الجحيم على “إسرائيل” وتدشن مرحلة جديدة من الحرب البرية
  • وزير الدفاع الإسرائيلي يتحدث عن الانتقال إلى مرحلة جديدة من الحرب مع “حزب الله”
  • أوستن يؤجل زيارته إلى إسرائيل وسط مخاوف من اندلاع حرب مع لبنان
  • إسرائيل: حالة استنفار قصوى متواصلة لدى أجهزة الأمن