صحيفة البلاد:
2024-06-11@22:56:51 GMT

علمنة التدين

تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT

علمنة التدين

من المفارقات الساخرة التي تظهر بين الفينة والأخرى في الانتخابات الأمريكية القادمة ما أعلنه المرشّح الرئاسي القادم للولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب في منصات التواصل الاجتماعي عن بيع نسخ من الكتاب المقدّس، الإنجيل، لكن مع تغييرات على نسخة الملك جيمس الشعبية في غلافها الخارجي الذي وُضع تحت عبارة “بارك الله أمريكا” تيمّناً بالأغنية الوطنية الشهيرة للمغني الأمريكي الريفي الشهير لي جرينوود الذي شارك ترامب في الترويج لهذه النسخة “الوطنية” من الإنجيل؛ أما الغلاف الداخلي للكتاب المقدّس فقد ضم كلمات الأغنية الشهيرة وإعلان الاستقلال والدستور الأمريكي ووثائق تاريخية أمريكية أخرى لاعلاقة لها بالإنجيل.

وصف رجال الدين في أمريكا ردة فعلهم إزاء هذه الخطوة المجنونة بأنها “تدنيس” للكتاب المقدس و”هرطقة” وخطوة تعكس مسيحية مفلسة، كما قال القس بينيامين كريمر في تغريدة له، عندما ترى ديماغوجياً غوغائياً يستغل ديننا، كما يقول، وكتبنا المقدّسة من أجل الوصول إلى السلطة، وهذا ما يشغل الصحافة الأمريكية التي أبرزت الأزمة المالية التي يعيشها ترامب بسبب القضايا الكثيرة التي تلاحقه في المحكمة وحاجته الماسة إلى المال في حملته الانتخابية التي يواجه فيها العجوز بايدن، وهذه مفارقة ساخرة أخرى لديموقراطية الولايات المتحدة التي تجعل المواطن الأمريكي أمام خيارين أحلاهما مر.

يقول ترامب أن الانجيل كتابه المفضّل لكنّه، عندما سأله أحدهم، لم يكن قادراً على ذكر آية واحدة مفضّلة لديه من كتابه المفضّل هذا؛ إذ يبدو والله أعلم أنه لم يقرأه أبداً، لكنها الحاجة التي دعته إلى هذا الأمر.

هذه الخطوة التي قام بها ترامب تكشف عن الكيفية التي يمكن أن يكون فيها الدين علمانياً، وهي شبيهة لظاهرة كانت منتشرة في السابق لدى رجال الدين الذين كانوا يستخدمون أرقاما مختصرة عند شركات الاتصالات ويخصصون فيها قنوات للفتوى والأدعية وتفسير الرؤى لكنك إن أردت استخدامها فعليك أن تشترك بقنوات الشيخ المذكور وتدفع مبلغاً رمزياً كل أسبوع. هذا المبلغ الذي يبدو زهيداً هو في الواقع مبلغ ضخم إذا أخذت بعين الاعتبار ملايين المشتركين الذين يشجعون هذا الشيخ كما يشجّع الرياضيون ميسي ورونالدو، بغض النظر عن القيمة الأخلاقية التي ينتظرونها من هذا الشيخ أو من هذا اللاعب. أقل ما يمكن أن يوصف به هذا الشيخ هو أنه علماني مع سبق الإصرار والترصّد لأن له مآرب مادية أخرى لا علاقة لها بالدين من قريب أو بعيد. هذه المآرب تنتهي عادة بنوع السيارة التي يقودها أو المسكن الذي يقطنه أو المنصب الذي ينتظره، كما في حالة صاحبنا رجل الأعمال ترامب الذي يعتقد أنه رجل دين قلبه عامر بالإيمان والتقوى، كما يقول عادل إمام، وأنه قادر على أن يجعل الأمريكيين يصلّون خمس مرات في اليوم كما يفعل المسلمون.

ترامب شخصية كاريكاتورية عندما تراه يلبس عباءة الدين ويمكنك أن تضحك ملء فيك عندما ترى الإعلان الذي يحمل فيه الإنجيل المقدّس الذي طاله التحريف قبل أن تطاله يد ترامب.

khaledalawadh @

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

رسام يلتقي مدير عام فرع الهيئة العامة لشؤون القبائل بمحافظة صنعاء

الثورة نت|

استقبل رئيس الهيئة العامة لشؤون القبائل الشيخ عبدالغني رسام بمكتبه صباح اليوم, مدير عام فرع الهيئة بمحافظة صنعاء الشيخ وليد حميد قمبور.

و خلال اللقاء الذي استعرض أهم القضايا القبلية وسبل معالجتها, استمع الشيخ رسام إلى الصعوبات والمعوقات التي تواجه سير وأنشطة أداء أعمال الفرع, والإنجازات التي تحققت خلال الفترة الماضية, مؤكدا استعداد الهيئة على تذليل كافة الصعوبات.

وشدد رئيس الهيئة على أهمية دور المشايخ في الحفاظ على الجبهة الداخلية وتوحيد الصف الوطني وتحقيق الأمن والاستقرار والسلم المجتمعي, والاضطلاع بمسؤولياتهم الدينية والوطنية تجاه قضايا شعبنا وأمتنا الإسلامية على رأسها مظلومية غزة.

كما بارك اللقاء الإنجاز الأمني النوعي الاستراتيجي الذي أعلنت عنه الأجهزة الأمنية وثمن جهود العيون الساهرة في الضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه العبث بأمن وسكينة واستقرار المجتمع.

مقالات مشابهة

  • «تنفيذي الشارقة» يناقش سياسات العمل الحكومي
  • شهود عيان يروون لـإنترسبت تفاصيل مجزرة الاحتلال في مخيم النصيرات
  • شهود عيان يروون لـإنترسبت تفاصيل لمجزرة الاحتلال في مخيم النصيرات
  • أول تعليق من ترامب على محاكمة ابن بايدن
  • رسام يلتقي مدير عام فرع الهيئة العامة لشؤون القبائل بمحافظة صنعاء
  • إدانة نجل الرئيس الأميركي بالتهم الموجهة له في قضية حيازة سلاح ناري
  • كميت.. مسقط الرأس، وموطن القلب، وعاصمة ( البو دراج) ..!!
  • 50 متسابقا في مسابقة حفظ القرآن الكريم بالوادي الجديد
  • هل ينبغي الحديث عن إستقبال السفير السعودي من قبل مرجعيات؟
  • ترامب يطالب بايدن بإجراء اختبار لقدراته العقلية والكشف عن وجود مواد مخدرة في جسمه!