ستظل إسرائيل هى الطفل المدلل الذى يحظى بعناية ورعاية العالم الغربى المريض الذى تغيب عنه معادلة الإنصاف والعدل فى التعامل مع دول المنطقة. وظهر هذا بجلاء عندما قامت إسرائيل فى الأول من أبريل الجاري بقصف القنصلية الإيرانية فى دمشق، وهو الحادث الذى أسفر عن مقتل سبعة إيرانيين. ورغم أن مهاجمة المناطق الدبلوماسية يعد من الكبائر، فإن الغرب لم يحرك ساكنا.
كان لا بد من أن تتحرك إيران إزاء ما حدث فما كان لها أن تلتزم الصمت ولا تبادر بالرد، وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسى: "إنه إذا أظهرت إسرائيل وداعموها سلوكا متهورا ردا على عملية "الوعد الصادق" التي قامت بها إيران فسوف يتلقون ردا أكثر عنفا، وإن أى مغامرة جديدة ستقابل برد فعل أثقل". فى سياق متصل توالت ردود الفعل الغربية التى سارعت بإدانة العملية التى قامت بها إيران ضد إسرائيل، وجرى هذا وفق بند المعايير المزدوجة الذى بمقتضاه تمنح الحرية لإسرائيل كى تقوم بكل الآثام ضد إيران بينما حرام على طهران القيام بأى عملية ضد إسرائيل حتى لو كانت فى معرض الرد على جرائم إسرائيل، وفي معرض الدفاع عن نفسها.
ولا غرابة، فهذه هى طبائع الأمور التى يجرى التعامل وفقا لها مع الكيان الصهيوني، فازدواجية المعايير تعد دوما نصيرا دائما لإسرائيل ورعاية لمصالحها حتى لو أدى هذا إلى الافتئات على الأطراف الأخرى كالعرب أو إيران، فمصالح هؤلاء لا أهمية لها عند البيت الأبيض. أكثر من هذا وامتدادا لالتصاق الغرب بإسرائيل ورعاية لها ولأمنها بحثت أمريكا والاتحاد الأوروبى إمكانية فرض المزيد من العقوبات على إيران. وقالت وزيرة الخزانة الأمريكية بأنه بات من المقرر اتخاذ إجراء فى هذا الصدد خلال الأيام المقبلة. فى حين قال "جوزيب بوريل" مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى: " إن الاتحاد يعمل على تنفيذ ذلك". وجاء هذا بعد أن قامت إسرائيل بحثّ حلفائها على فرض عقوبات على برنامج إيران الصاروخي، لا سيما أن العقوبات التى فرضتها الأمم المتحدة على البرنامج المذكور ستنتهى فى أكتوبر المقبل.
الجدير بالذكر أن تلك العقوبات التى فرضت على إيران كانت مرتبطة باتفاق أوسع للحد من برنامج إيران النووى، وعلى الرغم من ذلك أبقى عدد من الدول ـــ بما فى ذلك الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبى والمملكة المتحدة ــ على العقوبات، بل وأضافوا لها عقوبات جديدة. وكان وزير خارجية إسرائيل قد حث أكثر من ثلاثين دولة على فرض عقوبات على برنامج إيران الصاروخي. كما دعت إسرائيل إلى تصنيف الحرس الثورى الإسلامى ــ وهو قوة عسكرية وسياسية واقتصادية رئيسية فى إيران ــ كمنظمة إرهابية، وهو ما نفذته الولايات المتحدة بالفعل، وتبحث المملكة المتحدة فى إمكانية تنفيذه. وهكذا تظل إسرائيل دوما هى الطفل المدلل لدى الغرب.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
ترامب: أمريكا تقترب من التوصل لاتفاق نووي مع إيران
يمن مونيتور/ (رويترز- أ ف ب)
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس إن الولايات المتحدة تقترب جدا من التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، وإن طهران وافقت “إلى حد ما” على الشروط.
ونقل تقرير لوكالة فرانس برس (أ.ف.ب) بوصفها ممثلا لوكالات أنباء عن ترامب قوله أثناء جولته الحالية في منطقة الخليج “نجري مفاوضات جادة جدا مع إيران من أجل سلام طويل الأمد”.
وأضاف “نقترب من التوصل إلى اتفاق ربما دون حاجة لفعل ذلك… هناك خطوتان للقيام بذلك، هناك خطوة لطيفة جدا، وهناك خطوة عنيفة، لكنني لا أريد القيام بذلك بالطريقة الثانية”.
وقال مصدر إيراني مطلع على المفاوضات إنه لا تزال هناك فجوات يتعين سدها في المحادثات مع الولايات المتحدة.
وانخفضت أسعار النفط بنحو دولارين يوم الخميس وسط توقعات بالتوصل إلى اتفاق بين البلدين حول البرنامج النووي الإيراني ربما يؤدي إلى تخفيف العقوبات على طهران.
وقال مسؤولون إن الجولة الأحدث بين المفاوضين الإيرانيين والأمريكيين لحل الخلافات حول برنامج طهران النووي انتهت في سلطنة عمان يوم الأحد مع توقع إجراء مفاوضات أخرى مع إعلان طهران الإصرار على مواصلة تخصيب اليورانيوم.
ونقل موقع أكسيوس عن مسؤول أمريكي ومصدرين آخرين مطلعين قولهم إن إدارة ترامب قدمت لإيران مقترحا للتوصل إلى اتفاق نووي في الجولة الرابعة من المفاوضات يوم الأحد.
لكن مسؤولا إيرانيا كبيرا قال إن طهران لم تتلق أي اقتراح جديد من الولايات المتحدة لحل النزاع النووي المستمر منذ عقود وإن إيران لن تتنازل أبدا عن حقها في تخصيب اليورانيوم على أراضيها.
ورغم حديث إيران والولايات المتحدة عن تفضيلهما للدبلوماسية لحل النزاع النووي المستمر منذ عقود، فهما لا تزالان منقسمتين بشدة بشأن عدة قضايا سيتعين على المفاوضين تجاوزها للتوصل إلى اتفاق نووي جديد وتجنب أي عمل عسكري في المستقبل.
وقال مسؤول إيراني في مقابلة مع شبكة (إن.بي.سي نيوز) بُثت يوم الأربعاء إن إيران مستعدة لقبول اتفاق مع الولايات المتحدة مقابل رفع العقوبات الاقتصادية.
ونقلت الشبكة عن علي شمخاني، مستشار الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي، قوله إن إيران ستلتزم بعدم صنع أسلحة نووية أبدا والتخلص من مخزوناتها من اليورانيوم عالي التخصيب، وتوافق على تخصيب اليورانيوم فقط إلى المستويات الأدنى اللازمة للاستخدام المدني، والسماح للمفتشين الدوليين بالإشراف على العملية.
وقال المسؤول الإيراني الكبير لوكالة رويترز إن “فكرة إرسال اليورانيوم المخصب بأكثر من خمسة بالمئة ليست جديدة ولطالما كانت جزءا من المفاوضات مع الولايات المتحدة”.
وأضاف “إنها مسألة معقدة وفنية وتعتمد على استعداد الطرف الآخر لرفع العقوبات المفروضة على إيران بشكل فعال وقابل للتحقق منه”.
ودأبت السلطات الإيرانية على تأكيد أن من بين الخطوط الحمراء لطهران خفض كمية مخزون اليورانيوم عالي التخصيب إلى مستوى أقل من المتفق عليه في الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 الذي انسحب منه ترامب في عام 2018.