بعد عام من الخدمة في سلاح الفرسان، تخلى مانفرد فون ريشتهوفن عن ركوب صهوات الجياد، وتحول إلى ركوب الطيور الحديدية، وأصبح أسطورة في فنون الانقضاض على الطائرات المعادية وإسقاطها.

إقرأ المزيد رحلة الموت استغرقت 3 دقائق فقط.. قصة "مدفع باريس"!

حدث ذلك أثناء الحرب العالمية الأولى. حينها كانت الطائرات اختراعا جديدا نسبيا، إلا أن السباق على التفوق الجوي بدأ منذ ذلك الحين يراود عديدين من بينهم الألماني مانفرد فون ريشتهوفن.

في فترة هيمنة حرب الخنادق على القتال في الحرب العالمية الأولى، انتقل مانفرد فون ريشتهوفن من سلاح الفرسان إلى المشاة، وفي عام 1915 تحول على الخدمة في سلاح الجو التابع للإمبراطورية الألمانية، وبدأ نجمه يسطع.

مانفريد ألبريشت فرايهر فون ريشتهوفن كان ولد عام 1892، لعائلة بروسية أرستقراطية في بريسلاو، الواقعة الآن في بولندا وتسمى "فروك إرماو".

تلقى تعليمه في سلسلة من المدارس والأكاديميات العسكرية، وكان رياضيا وفارسا متميزا وقد خدم برتبة ضابط في سلاح الفرسان في عام 1914 على الجبهتين الغربية والشرقية.

بعد التحاقه بالخدمة الجوية للجيش الإمبراطوري الألماني، درس التكتيكات الجوية تحت إشراف الخبير الاستراتيجي الألماني الرئيسي، هاوبتمان أوزوالد بويلك، وتذكر تقارير أنه نفذ أول مهمة قتالية له بعد أقل من ثلاثين ساعة من التدريبات على الطيران.

بدايته توصف بأنها لم تكن قوية، لكنه سرعان ما برع في القتال الجوي، وخاصة من خلال تمتيك هجومي يتضمن الاقتراب من الخصم من أعلى والشمس من الوراء، وإطلاق النار فقط من مسافة قريبة، مع إبقاء العينين مفتوحتين على الهدف، والهجوم في سرب ما بين أربع إلى ست طائرات.

كان لقاء الطيار مانفرد فون ريشتهوفن بالطيار المقاتل الألماني الشهير أوزوالد بويلك، لحظة هامة في حياته، حيث ضمه إلى سرب مقاتل جديد أطلق عليه اسم "جاستا 2"، وتحت إشراف بويلك، طوّر ريشتهوفن مهاراته ليصبح طيارا مقاتلا متمرسا.

مانفرد فون ريشتهوفن كان سجل أول انتصار جوي له في 17 سبتمبر 1916، بإسقاط طائرة بريطانية فوق فرنسا، وسرعان ما نجح في أربع عمليات قتل جوي أخرى ليحصل على لقب "الطائر الآس".

ترقى بسرعة في سلاح الجو، وأصبح في عام 1917 قائدا لجناح مقاتل، وهو تشكيل مكون من أربعة أسراب. هذه الوحدة الجوية الألمانية التي قادها ريشتهوفن، أصبحت تعرف في الصحافة باسم "السيرك الطائر"، بسبب طائراتها ذات اللون الأحمر الزاهي، وحركاتها البهلوانية فوق جبهات القتال.

في وقت لاحق من صيف ذلك العام، زود بطائرة من طراز ثلاثية الأجنحة. هذه الطائرة أصبحت لاحقا أشهر الطائرات التي قادها  ريشتهوفن، الذي ذاع صيته واشتهر بلقب "البارون الأحمر".

البارون الأحمر تعرض لعدة حوادث خطيرة خلال مسيرته كطيار حربي مقاتل، وقد أصيب بأول جرح خطير في 6 يوليو عام 1917 خلال مواجهة مع طيار بريطاني يدعى دونالد كونيل. تعرض لكسر في الجمجمة زاغ بصره، وكان يفقد وعيه، إلا أن البارون الأحمر تمكن من الهبوط  بطائرته.

أجريت له عدة عمليات جراحية لإزالة شظايا انغرست في رأسه، وفي تلك الفترة كان يطير بين الحين والآخر. كان يوصف بأنه شجاع إلى حد التهور.

في أكتوبر وخلافا لنصائح الأطباء، عاد إلى التشكيل الجوي الذي يقوده، ونفذ عمليات اعتراض جوي تمكن خلالها في بقية عام 1917 من إسقاط 18 طائرة معادية. مجموع الطائرات التي أسقطها في تلك الحرب المدمرة والوحشية بلغ 80 طائرة. وهو رقم قياسي لم ستمكن من تحطيمه أي طيار في تلك الحقبة.

مصرع البارون الأحمر:

الطلعة القتالية الأخيرة للبارون الأحمر جرت في 21 ابريل عام 1918. اشتبك مع مجموعة من الطائرات البريطانية في أجواء منطقة سوم في فرنسا. كان يطارد خصومه على ارتفاع منخفض في منطقة يتمركز فيها جنود استراليون. أطلق الجنود نيران مدافعهم على الطائرة الحمراء، وفي نفس الوقت هاجمه طيار كندي يدعى آرثر روي براون.

أصيب ريشتهوفن برصاصة في جذعه وتوفى بعد هبوطه قاس في أحد الحقول. هرع الجنود الأستراليون إلى الطائرة. نقل الطيار وكان جثة هامدة، فيما انهمك الجنود في فك أجزاء الطائرة للاحتفاظ بها للذكرى.

قوات الحلفاء استعادت جثة البارون الأحمر، ودفن مع مرتبة الشرف العسكرية الكاملة. لم يتجاوز عمره حينها 26 عاما، وقد حقق 80 انتصارا جويا في فترة عامين، فيما تنازع الجنود الأستراليون والطيار الكندي شرف القضاء على البارون الأحمر.

حياته القصيرة المليئة بالانتصارات الجوية ومقتله الغامض، جعل من البارون الأحمر أسطورة في الثقافة الشعبية الألمانية بعد الحرب. الفت عنه كتب كثيرة، وجرى استعادة حياته في عدة أفلام وبرامج وثائقية، ورددت اسمه الأغاني والأناشيد.

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أرشيف الحرب العالمية الأولى فی سلاح

إقرأ أيضاً:

قواعد استخدام صناديق الأمتعة العلوية في الطائرات

مع الارتفاع المتواصل في رسوم شحن الأمتعة، بات العديد من المسافرين يفضلون الاكتفاء بحقائب اليد، الأمر الذي يزيد الضغط على صناديق الأمتعة العلوية داخل الطائرة. وتُعد هذه الصناديق من أكثر المساحات تنافسا، خصوصا في الرحلات المزدحمة أو على متن شركات الطيران منخفضة التكلفة. ورغم سعي شركات الطيران إلى زيادة عدد المقاعد لرفع القدرة الاستيعابية، فإنها لا توسّع بالمقابل مساحات التخزين، مما يؤدي إلى فوضى واحتكاكات متكررة بين الركاب. من هنا، يُصبح الالتزام بقواعد وآداب استخدام هذه الصناديق أمرًا ضروريًا لتجنّب التأخير وضمان تجربة سفر أكثر سلاسة واحتراما للجميع.

اختيار الحقيبة بعناية

لنبدأ بالقاعدة الأساسية: إذا كنت تخطط للسفر بحقيبة يد، فتأكد من أنها تناسب الطائرة.

عند السفر بحقيبة يد، احرص على أن تكون متوافقة مع مقاسات صناديق الأمتعة لشركة الطيران (غالبا لا تتجاوز 56 × 36 × 23 سنتيمترا)، ويستحسن زيارة موقع الشركة للتحقق من القواعد المحددة بحسب نوع التذكرة. التزم بعدد الحقائب المسموح به – عادة حقيبتين – وتجنب عرقلة عملية الصعود بمحاولات تنظيم الأمتعة في اللحظة الأخيرة. كما ينصح باختيار حقيبة مرنة أو قابلة للضغط مثل حقيبة ظهر أو رياضية لتسهيل التخزين وتفادي المواقف المزعجة.

شركات الطيران تزيد عدد المقاعد دون توسيع مساحات التخزين (غيتي إيميجز)لا ضمان لمساحة فوق المقعد

يظن العديد من المسافرين خطأ أن استخدام الصندوق العلوي فوق مقاعدهم هو حق مضمون، في حين أن معظم شركات الطيران تطبق قاعدة "الأولوية لمن يصل أولا"، مما يجعل هذه المساحة غير مضمونة. وعند امتلاء الصناديق، قد يُطلب من الركاب تسليم حقائبهم عند بوابة الصعود، حتى لو بدت بعض الأماكن شاغرة، بهدف تسريع الإقلاع وتنظيم الحركة داخل المقصورة. لذلك، من المهم الاحتفاظ بالأغراض الثمينة أو الضرورية في حقيبة صغيرة تبقى معك طوال الرحلة، لتجنب فقدها أو تلفها عند تسليم الأمتعة يدويا.

لا تتوقع المساعدة من مضيفة الطيران

يعتمد مضيفو الطيران مبدأ "أنت تحزمها، أنت ترفعها"، أي أن مسؤولية رفع حقيبة اليد إلى صندوق الأمتعة العلوي تقع على عاتقك، وليس من واجبهم مساعدتك في ذلك. ورغم أنهم قد يبدون تعاونا مع المسنين أو ذوي الاحتياجات الخاصة، فإن سياسات معظم شركات الطيران لا تلزمهم بالمساعدة، تفاديا لخطر الإصابات. وإذا كانت حقيبتك ثقيلة بدرجة لا يمكنك أنت أو من حولك رفعها بأمان، فستجبر على وضعها في مخزن الأمتعة.

مضيفو الطيران غير ملزمين بمساعدتك في رفع الحقائب إلا في حالات استثنائية (غيتي إيميجز)استخدم الصندوق الأقرب إليك

لتسهيل رحلتك على متن الطائرة، ضع حقيبتك في الصندوق العلوي فوق مقعدك أو بالقرب منه إن أمكن، حتى لا تعيق حركة الركاب عند النزول. إذا لم تجد مساحة قريبة، انتظر حتى يفسح المجال بعد صعود الركاب من الصفوف الأمامية لتضع حقيبتك. ركاب الدرجة الأولى ورجال الأعمال يحصلون عادة على أولوية استخدام الصناديق العلوية القريبة، لكن لا توجد قاعدة تمنع ركاب الدرجة الاقتصادية من استخدام أي مساحة متاحة بعد صعود الفئات العليا. مع ذلك، تجنب وضع حقيبتك في أماكن مخصصة لفئات أعلى خلال الصعود، ما لم تكن خالية ومتاحة لاحقا دون إزعاج للآخرين.

اسأل قبل نقل أغراض شخص ما

يتعامل الناس مع ضغوط السفر بطرق متفاوتة، لذا من الأفضل توخي الحذر واحترام خصوصية الآخرين، خاصة عند التعامل مع الأمتعة. لا يجوز بأي حال من الأحوال تحريك أو إعادة ترتيب حقائب الآخرين دون إذن صريح، فذلك يعد تصرفا غير لائق وقد يثير توترا أو خلافات لا داعي لها. وإذا وجدت نفسك بحاجة إلى تعديل موضع حقيبة لتوفير مساحة أو تنظيم الصندوق العلوي، فمن الأفضل أن تطلب إذن صاحب الحقيبة أو تستعين بمضيفة الطيران لتجنب الإحراج أو سوء الفهم.

احترام خصوصية الركاب أمر أساسي، ولا يجوز تحريك أمتعة الآخرين دون إذن (غيتي إيميجز)تأكد من إغلاق صندوق الأمتعة العلوي

قبل أن تجلس في مقعدك، خذ لحظة لتتأكد أن الحقيبة التي وضعتها في الصندوق العلوي تسمح بإغلاقه بإحكام. اسأل نفسك: "هل يمكن إغلاق الصندوق بسهولة على حقيبتي؟"، أو الأفضل من ذلك، تحقق بنفسك سريعا.

إعلان

في بعض الأحيان، قد تضع الحقيبة بطريقة غير مناسبة دون قصد، أو قد تكون حقيبتك أكبر من المسموح به في المقصورة. التأكد من الإغلاق يتيح لك تعديل الوضع فورًا، دون الحاجة لتدخل طاقم الطائرة أو لنقل الحقيبة إلى منطقة التخزين الخلفية، مما قد يؤدي إلى تأخير أو فقدان الوصول السهل إلى أغراضك أثناء الرحلة.

ليست للاستخدام الدائم

من الضروري الالتزام بتعليمات الطاقم وإشارات "ربط الأحزمة"، وعدم فتح الصناديق العلوية أثناء الإقلاع أو الهبوط، لتفادي خطر سقوط الأمتعة وإصابة الركاب. وبمجرد تخزين حقيبتك في الصندوق العلوي، اعتبر أنها خارج متناولك حتى نهاية الرحلة، خاصة إذا لم تكن تجلس في مقعد الممر. لا أحد يرغب في مشاهدة ركاب يتنقلون بين المقاعد أو يتسلقون للوصول إلى أغراضهم. لذا، كن مستعدا من البداية: ضع احتياجاتك الأساسية – مثل سماعات الأذن، وسادة الرقبة، أو قناع العين – في الحقيبة الشخصية الصغيرة أسفل المقعد أمامك لتبقى في متناول يدك طوال الرحلة.

حقيبة اليد يجب أن تكون مطابقة لمقاسات التخزين الخاصة بشركة الطيران (غيتي إيميجز)احتفظ بالسترات للنهاية

رغم أن معطفا واحدا قد لا يشغل حيزا كبيرا، فإن تكدس معاطف الركاب في الصناديق العلوية يسرع من امتلائها ويعيق تخزين الأمتعة الأساسية. لذا، يفضل حمل المعطف أو وضعه تحت المقعد، حيث يمكن استخدامه أيضا كبطانية إذا شعرت بالبرد. تجنب استخدام الصناديق العلوية لتخزين السترات الشتوية المنفوخة، أو الأغراض الشخصية كحقائب الحاسوب والتسوق، إلا إذا توفرت مساحة كافية بعد ترتيب الحقائب. فالأولوية دائمًا لتخزين الأمتعة الأساسية.

انتظر دورك لتفريغ أمتعتك

عند هبوط الطائرة وسماع جرس فك حزام الأمان، لا داعي للعجلة. ما لم تكن تواجه وقتا ضيقا بين رحلات الربط، فابق في مقعدك بهدوء. قاوم الرغبة التلقائية في الوقوف فورا والاندفاع نحو الصندوق العلوي، وانتظر حتى يحين دورك.

القاعدة بسيطة: تحرك فقط بعد أن يغادر الركاب في الصفوف التي أمامك، فهذا يسهم في خروج منظم ويجنب الفوضى والإزعاج للآخرين.

إدارة حقيبتك في الحاويات العلوية تعد فنا يتطلب الإدراك والتنظيم والتعاون، من خلال فهم القواعد، واحترام الآخرين، واختيار الأمتعة المناسبة، يمكن للمسافرين تقليل التوتر وتحقيق تجربة سفر أكثر راحة وسلاسة.

مقالات مشابهة

  • القوات المسلحة الأردنية تنفذ 5 إنزالات جوية على غزة
  • بصالون جواها.. أغرب سيارة رياضية بقوة 456 حصانا
  • استطلاع يكشف عن تغيير كبير في خارطة الأحزاب الإسرائيلية
  • قواعد استخدام صناديق الأمتعة العلوية في الطائرات
  • تعرف على طرق حجز تذاكر قطارات السكك الحديدية ووسائل الدفع المختلفة
  • اتصلت به لتهنئته... هذا ما دار بين وزيرة التربية وأحد الطلاب الأوائل (فيديو)
  • الطيور تمتلك “ثقافة” و”تراثا” تتناقله الأجيال
  • كيف تحرك أشباه البشر الأوائل بين الأشجار؟.. دروس من شمبانزي تنزانيا
  • التربية تعلن قوائم التلاميذ الأوائل في شهادة إتمام التعليم الأساسي والديني
  • الطيور تمتلك ثقافة وتراثا تتناقله الأجيال