دمشق-سانا

لا مكان آمنا في قطاع غزة.. أن تكون في أي شبر منه يعني أنك قد تستشهد أو تصاب في أي لحظة جراء حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي لكن هذا الاحتمال يتضاعف إن كان لديك حساب على تطبيق التواصل الاجتماعي (واتس أب)، حيث تتحول إلى هدف يلاحقه الاحتلال بدقة وقد تتعرض أنت وعائلتك لغارة جوية تحولك إلى أشلاء تحت أنقاض منزلك بناء على بيانات مجموعات تطبيق واتس أب التي تشترك بها، حيث تزود شركة ميتا التي تملك التطبيق جيش الاحتلال بها لتغذية نظام الذكاء الاصطناعي الإسرائيلي “لافندر” الذي يستخدمه الاحتلال لقتل الفلسطينيين في القطاع.

مهندس البرمجيات ورائد الأعمال الأميركي بول بيغار مؤسس مبادرة (التكنولوجيا من أجل فلسطين) كشف ذلك في مقال نشره بمدونته على موقع غوغل بلوغر، أوضح فيه أن هناك تفصيلاً مهماً لا تتم مناقشته عند الحديث عن نظام لافندر وهو أن “إسرائيل ” وخلال المذبحة التي ترتكبها في غزة تقتل أشخاصاً على أساس وجودهم في نفس مجموعة الـ واتس أب التي تضم أي شخص تعتبره هدفاً من أهدافها، وتتعمد استهدافهم عندما يكونون مع أسرهم في منازلهم، مشيراً إلى أن شركة ميتا متواطئة في ذلك في انتهاك للقانون الإنساني الدولي والتزاماتها تجاه حقوق الإنسان ما يثير الكثير من التساؤلات حول ادعاءات الخصوصية والتشفير الخاصة التي تدعي ميتا توافرها بخدمة الرسائل الخاصة في تطبيق واتس أب.

وكان تحقيق صحفي نشرته الوسيلتان الإعلاميتان الإسرائيليتان “+927 ماغازين” و”لوكال كول” مطلع الشهر الجاري كشف أن نظام لافندر يقوم بتحليل المعلومات التي تم جمعها عن معظم سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة من خلال نظام مراقبة جماعي، وأنه سجل نحو 37 ألف فلسطيني ومنازلهم في القطاع كأهداف محتملة خلال الأسابيع الأولى من الحرب، فيما نقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن مصادر استخبارية إسرائيلية أن “لافندر” الذي طورته الوحدة 8200 في قسم استخبارات النخبة بجيش الاحتلال ساعد في قتل أعداد كبيرة من الفلسطينيين، مبينة أن الشهادات التي حصلت عليها تشير إلى أنه تم استخدام ذخائر غير موجهة تعرف باسم “القنابل الغبية” في الهجمات التي نفذت بعد تحديد الأهداف من طرف “لافندر” ما أدى إلى تدمير منازل بأكملها وقتل جميع ساكنيها.

إثر هذه التسريبات أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه البالغ إزاء التقارير التي تفيد بأن حملة القصف التي يشنها الجيش الإسرائيلي تشمل الذكاء الاصطناعي كأداة لتحديد الأهداف، ولا سيما في المناطق السكنية المكتظة بالسكان ما أدى إلى ارتفاع مستوى الخسائر في صفوف المدنيين، وقال: “لا ينبغي تفويض أي جزء من القرارات المصيرية المتعلقة بالحياة أو الموت والتي تؤثر على عائلات بأكملها إلى حسابات تجريها الخوارزميات بدم بارد”.

المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان دعا إلى تحقيق على مختلف المستويات المحلية والدولية في انخراط كبرى شركات التكنولوجيا وشركات مواقع التواصل الاجتماعي العالمية في التسبب بمقتل مدنيين فلسطينيين في حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من تشرين الأول الماضي، بما يفضي إلى مساءلة ومحاسبة تلك الشركات بحال ثبت تواطؤها أو عدم بذلها للعناية الواجبة لمنع الوصول إلى المعلومات الخاصة بمستخدميها وإلزامها بضمان تجنب إساءة توظيف خدماتها في مناطق الحرب وانتهاك خصوصية مستخدميها.

ونبه الأورومتوسطي إلى تواتر التقارير بأن “إسرائيل” تستخدم عدة أنظمة تكنولوجية مدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل “غوسبل” و”فاير فاكتوري” و”لافندر” و”وير ايز دادي”، وجميعها تعمل ضمن منظومة تهدف إلى رقابة الفلسطينيين وتتبعهم ورصد تحركاتهم بشكل غير قانوني، وتعمل على تعريف الأماكن والأشخاص وتحديدهم كأهداف للقصف بناء على معلومات محتملة لا تتعلق بالموقع أو الشخص ذاته في غالبية الحالات، بل من خلال البحث عن القواسم والأنماط المشتركة بين عموم الأشخاص في قطاع غزة.

سياسات وممارسات كبرى شركات التكنولوجيا وشركات مواقع التواصل الاجتماعي العالمية وفي مقدمتها ميتا المتواطئة مع الاحتلال ليست جديدة ولا تثير أي استغراب إذ طالما عملت هذه الشركات على التعمية عن جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني والترويج لادعاءاته وأكاذيبه بمقابل إسكات أصوات الفلسطينيين وجميع الأصوات الداعمة لهم ولحقوقهم، وبدأ هذا التواطؤ واضحا وضوح الشمس خلال حرب الإبادة على القطاع من خلال حجب أو حذف المنشورات الداعمة لفلسطين وإغلاق الصفحات التي تفضح جرائم الاحتلال ورغم ذلك تتعالى الأصوات في جميع أنحاء العالم بمظاهرات حاشدة لم يستطع أحد أن يمنع خروجها مطالبة بضرورة وقف حرب الإبادة وإنهاء الاحتلال ودعم الشعب الفلسطيني لاستعادة جميع حقوقه الوطنية.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: حرب الإبادة قطاع غزة واتس أب

إقرأ أيضاً:

وصفها مراقبون بأنها “كارثة إنسانية مكتملة الأركان”.. مجاعة في قطاع غزة

البلاد – غزة
في تصعيد جديد يعكس تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، فتحت القوات الإسرائيلية النار أمس (السبت)، على مدنيين فلسطينيين تجمعوا قرب مركز توزيع مساعدات في منطقة مواصي رفح جنوب القطاع، ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص على الأقل.
كما أسفر قصف آخر استهدف خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس عن مقتل أربعة فلسطينيين وإصابة آخرين، لترتفع بذلك حصيلة القتلى منذ فجر اليوم إلى 45 شخصاً، وفق مصادر طبية محلية، في ظل استمرار الغارات على مناطق متفرقة شمالاً وجنوباً، لاسيما جباليا وخان يونس.
تأتي هذه الهجمات في وقت حذّرت فيه وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من أن نموذج توزيع المساعدات المعتمد حالياً في القطاع المحاصر “غير فعال” ويعرض المدنيين للخطر. وقالت المتحدثة باسم الوكالة، جولييت توما، إن النموذج القائم “دعوة للناس إلى موتهم”، مشددة على أن توزيع المساعدات لا يجب أن يتم إلا تحت إشراف الأمم المتحدة.
وتابعت توما أن الوكالة أثبتت خلال فترات وقف إطلاق النار السابقة قدرتها على إيصال المساعدات بشكل آمن وفعّال، لكن استمرار العمليات العسكرية يعوق العمل الإنساني ويهدد أرواح العاملين والنازحين.
بالتزامن، أعلنت “مؤسسة غزة الإنسانية”، المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، عن إغلاق جميع مراكز توزيع المساعدات التابعة لها في القطاع مؤقتاً، معلّلة ذلك بـ”دواعٍ أمنية”، وسط تحذيرات من تفاقم الوضع الإنساني خاصة مع اقتراب عيد الأضحى.
وكانت المؤسسة قد بدأت عملياتها في 26 مايو، لكنها سرعان ما واجهت فوضى في مواقع التوزيع، تخللتها حوادث إطلاق نار سقط خلالها عشرات القتلى من المدنيين. وتعرضت المؤسسة لانتقادات شديدة من منظمات إنسانية دولية، بعد أن تبين أن توزيع المساعدات يتم بإشراف الجيش الإسرائيلي وضمن مناطق محدودة في جنوب غزة.
في تطور ميداني آخر، شنّ الجيش الإسرائيلي غارات وصفت بأنها “الأعنف” منذ استئناف العمليات في مايو الماضي، مستهدفاً منازل وبنايات سكنية في خان يونس، بالتزامن مع إعلان حركة حماس عن تنفيذ كمين شرق المدينة أسفر عن مقتل 4 جنود إسرائيليين وجرح آخرين.
وفي شمال غزة، واصلت القوات الإسرائيلية قصف منازل تؤوي نازحين في جباليا البلد، ما أوقع أكثر من 20 قتيلاً، ضمن حملة عسكرية برية موسعة أعلن الجيش الإسرائيلي استمرارها مساء الجمعة.
إلى ذلك، أثار اعتراف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدعم جماعة مسلحة مناهضة لحماس تعمل في غزة، جدلاً واسعاً. وأكدت تقارير إسرائيلية وفلسطينية أن الجماعة، بقيادة ياسر أبو شباب المنتمي لقبيلة الترابين، تلقت دعماً عسكرياً ولوجستياً من الحكومة الإسرائيلية. وقد وصف “المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية” هذه الجماعة بأنها “عصابة إجرامية” متورطة في نهب شاحنات المساعدات.
تتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني تحت حصار مشدد منذ مارس الماضي، إثر انهيار الهدنة مع حماس. ومنذ مايو، توغلت القوات الإسرائيلية في مناطق جديدة، معلنة نيتها البقاء في المواقع التي سيطرت عليها، في وقت تتعثر فيه جهود الأمم المتحدة لإيجاد ممرات إنسانية آمنة ومستقرة.
ومع انهيار البنية التحتية ونقص الغذاء والماء والدواء، بات سكان غزة يواجهون ظروفاً وصفها مراقبون بأنها “كارثة إنسانية مكتملة الأركان”، في ظل صمت دولي وتباطؤ في تحرك المجتمع الدولي لفرض هدنة إنسانية حقيقية.

مقالات مشابهة

  • وصفها مراقبون بأنها “كارثة إنسانية مكتملة الأركان”.. مجاعة في قطاع غزة
  • مظاهرات في مدن وعواصم أوروبية تنديداً بجرائم “إسرائيل” في غزة
  • الأونروا تحذر: نظام توزيع المساعدات الحالي في غزة “دعوة للموت”
  • مفوض عام “الأونروا”: منع إسرائيل دخول الصحفيين الدوليين إلى قطاع غزة “حظر على نقل الحقيقة”
  • مقرر أممي معني بالحق في الغذاء: إسرائيل تستدرج الفلسطينيين للمساعدات في غزة ثم تقتلهم
  • المقرر الأممي المعني بالحق في الغذاء: إسرائيل تشن حملة لتجويع الفلسطينيين في غزة
  • داخلية غزة تعلق على إعلان إسرائيل تشكيل عصابات داخل القطاع
  • نقابة الصحفيين: 225 صحفيا وصحفية استشهدوا خلال حرب الإبادة
  • عمال ميناء “مرسيليا” يرفضون تحميل أسلحة إلى “إسرائيل”
  • عمال في فرنسا يرفضون تحميل مكونات عسكرية على سفينة متجهة إلى “إسرائيل”