دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تواجه السوق المصرية، أزمة نقص في حجم المعروض من لبن الأطفال بنسبة تتراوح بين 25-30%، وذلك نتيجة تغيير الشركة الأجنبية المستحوذة على الحصة السوقية الأكبر من لبن الأطفال لوكيلها في مصر-وفق مسؤولين مصريين.

وأكد المسؤولون أن الأزمة مؤقتة، وسيتم زيادة حجم المعروض خلال الفترة القريبة المقبلة، مستبعدين افتعال الأزمة لصالح الشركة المصرية المنتجة للبن الأطفال.

وسبق أن واجهت مصر منذ 7 سنوات أزمة نقص في لبن الأطفال وزيادة أسعاره، وتدخل الجيش وقتها لاستيراد كميات من الخارج وطرحه في السوق بنسبة خصم تصل إلى 50%، كما استحوذ جهاز الخدمة الوطنية التابع للجيش على شركة لاكتو مصر المنتجة الوحيدة للبن الأطفال، وعمل على مضاعفة حجم إنتاجها لتوريد كامل احتياجات وزارة الصحة من لبن الأطفال.

وقال رئيس شعبة الأدوية بالاتحاد العام للغرف التجارية، علي عوف، إن هناك نقصا في حجم المعروض من لبن الأطفال في السوق المصرية، مرجعًا السبب إلى تغيير الشركة الأجنبية الموردة للبن الأطفال الأكثر مبيعًا والمعروف باسم "بيبيلاك" لموزعها في مصر بعد التعثر المالي للوكيل الحالي، مما أدى إلى فجوة في حجم المعروض.

وتوقع عوف، توافر لبن الأطفال خلال الأيام القليلة المقبلة بعد بدء استيراد الوكيل الجديد شحنات جديدة من الخارج، ومحاولة الشركات المنافسة زيادة حجم وارداتها لتغطية الفجوة الحالية، مضيفًا أن هناك إحدى الشركات الخاصة طرحت بالفعل لبن أطفال، الثلاثاء، في السوق من أول شحنات استوردتها خلال الفترة الماضية.

وأوضح رئيس شعبة الأدوية بالاتحاد العام للغرف التجارية، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن متوسط الاستهلاك من ألبان الأطفال في مصر يصل إلى 50 مليون علبة سنويًا، وهو من أعلى معدلات الاستهلاك في العالم، نظرًا لحجم التعداد السكاني والذي يتجاوز أكثر من 105 ملايين نسمة.

وأضاف عوف أن سوق ألبان الأطفال في مصر ينقسم بالتساوي ما بين وزارة الصحة والتي توزع 25 مليون علبة سنويًا على الأسر المستحقة بسعر 5 جنيهات (0.10 دولار) للعلبة الواحدة، في حين تصل تكلفة إنتاجه إلى أكثر من 150 جنيهًا (3.12 دولار) بعد ارتفاع التكلفة، وتوفر الوزارة هذه الكميات من خلال مصنع محلي، فيما تستورد 4 شركات كبرى 25 مليون علبة من لبن الأطفال من الخارج، تبيعه بالسعر الحر يصل إلى أكثر من 300 جنيه (6.24 دولار) للعلبة.

وتوفر وزارة الصحة، خدمات للأطفال الرضع بالمجان منها، توفير ألبان شبيهة للبن الأم في حال إصابة الأم ببعض المشاكل الصحية كالأمراض المزمنة، وألبان للأطفال الذين لديهم نقص شديد في النمو، وأيضًا ألبان للأطفال المصابين بحساسية ضد مكونات ألبان البقر، وفق بيان رسمي سابق.

وأشار رئيس شعبة الأدوية بالاتحاد العام للغرف التجارية، إلى أن الدولة وجهت "لاكتو مصر" وهي الشركة المصرية الوحيدة المصنعة للبن الأطفال عام 2017 بزيادة حجم إنتاجها لتلبية احتياجات وزارة الصحة من لبن الأطفال بدلًا من استيراده من الخارج، وبالفعل ضاعفت حجم إنتاجها لتكفي حصة وزارة الصحة، كما وجهت الدولة منذ عامين ذات الشركة لزيادة إنتاجها لخفض فاتورة الواردات من لبن الأطفال، وطرحه بسعر يصل إلى نصف السعر الحالي للبن الأطفال الموزع من قبل شركات القطاع الخاص.

ووفقًا لبيان رسمي صادر عن رئاسة الجمهورية في أبريل/نيسان عام 2022، وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، شركة لاكتو مصر، والتي تمتلك أكبر مصنع لإنتاج لبن الأطفال محليًا، بتطوير طاقتها الإنتاجية المحلية من لبن الأطفال، لتغطية الاحتياجات المحلية وسد فجوة الاستيراد.

واستبعد رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية، أن تكون أزمة نقص لبن الأطفال في مصر لإفساح المجال للشركة المصنعة لطرح منتجاتها في السوق المصرية، مشيرًا إلى اتصالات عديدة أجراها مع كل العاملين بملف ألبان الأطفال، نظرًا لأهمية المنتج عند الآباء، وأكدوا أن النقص مؤقت وسببه تعثر الشركة الموزعة للبن المستورد، والتي كانت تستحوذ على الحصة السوقية الأكبر في مصر.

وأكد رئيس غرفة صناعة الدواء باتحاد الصناعات المصرية، جمال الليثي، أن سبب أزمة نقص لبن الأطفال في مصر يعود للخلاف بين الشركة الأجنبية التي تسيطر على حصة سوقية تصل إلى 40% من لبن الأطفال في مصر مع الوكيل المحلي وتغييره بموزع آخر، مما أدى إلى نقص مؤقت في حجم المعروض، وسيتم تداركه خلال الأيام القليلة المقبلة.

وأضاف الليثي، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن الشركة المصرية المصنعة للألبان الأطفال تغطي حوالي 15-20% من حجم الاستهلاك المحلي والذي يصل إلى 50 مليون عبوة، في حين تُستورد الكمية المتبقية من الخارج، متوقعًا حل الأزمة وزيادة الحجم المعروض خلال شهرين أو ثلاثة أشهر على حد أقصى، كما توقع أن تتدخل الدولة لاستيراد المزيد من الشحنات، لتغطية حجم النقص والذي يتراوح بين 25-30%.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: أطفال الحكومة المصرية عبدالفتاح السيسي رئیس شعبة الأدویة الأطفال فی مصر لبن الأطفال فی من لبن الأطفال ألبان الأطفال وزارة الصحة من الخارج أزمة نقص فی السوق یصل إلى

إقرأ أيضاً:

دعوى 20 مليون دولار كتعويض وما مر به.. الناشط الفلسطيني محمود خليل يكشف لـCNN كواليس أشهر احتجازه بأمريكا

(CNN)-- بعد احتجازه لأكثر من 100 يوم دون تهمة، ومع تهديد الترحيل الذي يلوح في الأفق، كان الناشط الفلسطيني، محمود خليل، على يقين بأنه سينتصر في النهاية.

ففي مقابلة مع الزميلة كريستيان أمانبور من شبكة CNN، يصف خليل، الذي عاد الآن إلى عائلته الصغيرة، الأشهر التي قضاها في مركز احتجاز تابع لهيئة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الأمريكية أو ما يُعرف بـ"ICE"، وألم حرمانه من حضور ولادة ابنه.

وقال خليل، وهو حامل للبطاقة الخضراء ولم تُوجَّه إليه أي تهم جنائية أو مدنية رسمية: "لقد كانت تجربة مهينة للغاية، لشخص لم يُتَّهم بأي جريمة على الإطلاق".

وأثار احتجازه غضبًا في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

ورفع محامو خليل، الخميس، دعوى قضائية ضد إدارة ترامب للمطالبة بتعويضات قدرها 20 مليون دولار، زاعمين أنه سُجن ظلماً وحوكم ووُصف بأنه معادٍ للسامية، في الوقت الذي سعت فيه الحكومة إلى ترحيله بسبب دوره في الاحتجاجات الجامعية ضد حرب إسرائيل على غزة، في حين وصف متحدث باسم وزارة الأمن الداخلي، في بيان، ادعاء خليل بأنه "سخيف".

وقال خليل لأمانبور إن اعتقاله خارج شقته في حرم جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك في مارس/ آذار، أثناء عودته من عشاء مع زوجته، كان أشبه بـ"عملية اختطاف"، موضحا أن عملاء بملابس مدنية تعقبوه إلى ردهة المبنى، وهددوا زوجته بالاعتقال إذا لم تبتعد عنه، وكانت شبكة CNN قد ذكرت سابقًا أن عملاء دائرة الهجرة والجمارك لم يكن لديهم مذكرة توقيف أثناء اعتقال خليل.

وكان خليل من أوائل حالات الاعتقال في سلسلة الاعتقالات البارزة لطلاب مؤيدين لفلسطين، في إطار حملة إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على معاداة السامية في الجامعات، وقد لعب الشاب البالغ من العمر 30 عامًا، والذي وُلد في مخيم للاجئين في سوريا قبل تخرجه من جامعة كولومبيا، دورًا بارزًا في التفاوض نيابةً عن المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في الجامعة.

وقال: "منذ لحظة احتجازي، كنت أعلم أنني سأنتصر في النهاية.. ما فعلته ببساطة هو الاحتجاج على إبادة جماعية"، وهي مزاعم رفضتها إسرائيل مرارًا وتكرارًا بأن حربها على غزة إبادة جماعية.

وأضاف أن الطعام في مركز إدارة الهجرة والجمارك في لويزيانا كان "غير صالح للأكل تقريبًا"، وأضاف أنه بعد أن قُدِّم له لحمٌ جعله يتقيأ، انتقل إلى خيارات نباتية، وقال إن المركز كان قارس البرودة، وطلباته المتكررة للبطانيات قوبلت بالتجاهل، حيث قال: "في اللحظة التي تدخل فيها مثل هذه المرافق التابعة لإدارة الهجرة والجمارك، تبقى حقوقك حرفيًا في الخارج".

وسبق أن تواصلت شبكة CNN مع إدارة الهجرة والجمارك للتعليق على الظروف في مرافقها في لويزيانا، حيث تشير سياساتها إلى أن الاحتجاز غير عقابي، ونفت مجموعة GEO، الشركة التي تدير المنشأة التي احتُجز فيها خليل، مزاعم الإساءة.

وجادلت إدارة ترامب بأن تصرفات خليل تُشكل تهديدًا لهدف سياستها الخارجية المتمثل في مكافحة معاداة السامية، ونفى محاموه بشدة هذا الادعاء.

وبعد اتهامه - دون دليل - بالتعاطف مع حماس، قالت إدارة ترامب، التي سعت لترحيل خليل، إن ذلك مبرر لأنه لم يكشف عن صلاته بمنظمتين في طلبه للحصول على الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة، ووصف محاموه هذه الحجة بأنها واهية.

وبعد اعتقاله، نُقل أولًا إلى نيوجيرسي، ثم إلى تكساس، وأخيرًا إلى مركز احتجاز تابع لدائرة الهجرة والجمارك في لويزيانا، على بُعد أكثر من ألف ميل من زوجته، وهي مواطنة أمريكية، كانت حاملًا في شهرها الثامن آنذاك، ويتذكر قائلاً: "كنتُ أنقل من مكان إلى آخر، وكأنني شيءٌ ما.. كنتُ مُكبّلًا طوال الوقت"، لكنه قال إن أيامه في مركز الاحتجاز لم تُحطم روحه أبدًا.

وقال خليل لأمانبور إن مزاعم إدارة ترامب ضده "سخيفة. يريدون الخلط بين أي خطاب يدافع عن حقوق الفلسطينيين وخطاب يدعم الإرهاب، وهو أمر خاطئ تمامًا.. إنها رسالة مفادها أنهم يريدون جعلي عبرة، حتى لو كنت مقيمًا قانونيًا.. وأننا سنجد طريقة لملاحقتك ومعاقبتك إذا تكلمت بما يخالف ما نريد".

وصرح خليل لوكالة أسوشيتد برس أنه في حال قبول دعواه ضد إدارة ترامب، فإنه يعتزم تقاسم أي أموال تسوية مع آخرين مستهدفين في جهود ترامب "الفاشلة" لقمع الخطاب المؤيد للفلسطينيين، وبدلًا من التسوية، سيقبل أيضًا اعتذارًا رسميًا وتغييرات في سياسات الإدارة المتعلقة بالترحيل.

لم أستطع حمله.

وسط الطعام غير الصالح للأكل، والبرد، والخوف من ترحيله، برزت لحظةٌ واحدةٌ كأصعب لحظةٍ للاحتمال، إذ رفض مسؤولو الهجرة السماح له بحضور ولادة طفله البكر، حيث قال: "فوات ولادة طفلي، أعتقد أنها كانت أصعب لحظةٍ في حياتي... لقد تقدمنا ​​​​بكثيرٍ من الطلبات لحضور تلك اللحظة.. لا أعتقد أنني سأتمكن من مسامحتهم على حرمانهم من تلك اللحظة".

وأول مرة رأيت فيها طفلي كانت من خلال زجاج سميك، كان أمامي تمامًا، على بُعد خمسة سنتيمترات تقريبًا مني... لم أستطع حمله.

وعندما حانت لحظة حمله، كان ذلك بأمر من المحكمة، لقضاء ساعة معه.

مقالات مشابهة

  • مسؤولان في حماس يكشفان لـCNN سبب تعثر محادثات غزة والعقبة الحقيقية أمام وقف إطلاق النار
  • يونيسف تحذر من كارثة غذائية في السودان
  • تحليل لـCNN: ماذا سيحدث بعدما انقلب ترامب على بوتين؟
  • كانوا راجعين من المصيف.. حادث مروري يتسبب في إصابة 13 شخصا بدمياط
  • دعوى 20 مليون دولار كتعويض وما مر به.. الناشط الفلسطيني محمود خليل يكشف لـCNN كواليس أشهر احتجازه بأمريكا
  • تحذير للمزارعين.. هذا الأمر قد يتسبب بتسمم حاد
  • الجديد: يجب أن تبدأ مراجعة الاعتمادات على يد الشركة الدولية المكلفة
  • حديث إسرائيلي عن خلاف على بند واحد قد يؤخر الصفقة في غزة لـ20 يوما
  • محادثات روسية أمريكية في كوالالمبور.. التركيز على تسوية الأزمة الأوكرانية وتعزيز التعاون
  • "الفن الجميل" يصطحب الأطفال في جولة بدار الأوبرا المصرية