المنطقة علي صفيح ساخن.. التصعيد الإسرائيلي الإيراني واحتمالات الحرب| تحليل
تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT
في الساعات الأولى من يوم 13 أبريل الجاري، نجحت قوات الاحتلال الإسرائيلي، بمساعدة بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، في اعتراض وابل من الصواريخ والطائرات بدون طيار انطلقت من داخل الأراضي الإيرانية، واستهدفت إسرائيل في المقام الأول.
وأحبطت المنظومة الدفاعية نحو 170 طائرة مسيرة و120 صاروخا باليستيا و30 صاروخا كروز بنسبة نجاح 99 بالمئة.
وأدى ذلك إلى قيام الرئيس الأمريكي جو بايدن بتقديم المشورة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "لأخذ النصر" وتجنب المزيد من التصعيد. ومع ذلك، بدت إسرائيل مصممة على الرد، وشنت هجومًا مضادًا على نظام دفاع جوي في قاعدة جوية إيرانية في أصفهان.
أثارت الضربة المضادة، على الرغم من كونها رمزية إلى حد كبير، تساؤلات حول دوافع إسرائيل، لا سيما في ضوء نصيحة الولايات المتحدة وحلفائها الآخرين بوقف التصعيد. ووعد وزير الدفاع يوآف جالانت، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، وعضو مجلس الوزراء الحربي بيني جانتس، ونتنياهو، بالانتقام، مما يشير إلى موقف أكثر عدوانية من جانب إسرائيل.
ويعتقد الكثيرون أن طموحات نتنياهو السياسية هي التي تدفع باتجاه الانتقام. ومع انخفاض شعبيته إلى 15%، فقد فقد شعبيته بشدة، بعد أن تشوهت صورته كضامن أمني بعد السابع من أكتوبر الماضي. والحجة هي أن نتنياهو يسعى إلى استعادة شرعيته أو تأخير الحساب السياسي من خلال الدخول في حرب مع إيران.
ومع ذلك، فإن الضغط من أجل الانتقام لا ينبع فقط من دوافع نتنياهو السياسية. وكان بعض منافسيه السياسيين، مثل جانتس وجالانت، من بين أعلى الأصوات التي دعت إلى شن هجوم مضاد.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أنه إذا أجريت الانتخابات اليوم، فمن المرجح أن يصبح جانتس رئيسا للوزراء.
بالإضافة إلى ذلك، كشف استطلاع للرأي أجرته الجامعة العبرية أن 74% من الإسرائيليين يعارضون شن هجوم مضاد إذا كان من شأنه الإضرار بالتحالف الأمني الإسرائيلي مع حلفائها، وقال 56% إن إسرائيل يجب أن تستجيب بشكل إيجابي للمطالب السياسية والعسكرية من حلفائها.
الأسباب وراء الانتقام
وكانت الأسباب الرسمية التي دفعت إسرائيل للانتقام هي "إرسال رسالة" إلى طهران و"تلقينهم درساً". ومع ذلك، يشير التاريخ إلى أن العنف المتبادل غالبًا ما يفشل في تحقيق الغرض المقصود منه.
وهذا يثير التساؤل حول ما إذا كان رد إسرائيل على إيران مدفوعاً بالانتقام أم بضرورات استراتيجية أعمق.
كان الهجوم الإيراني الأخير على إسرائيل كبيراً، حيث تم إطلاق حوالي 60 طناً من المتفجرات، مما يشكل انتهاكاً للقواعد غير المكتوبة لحرب الظل بين إسرائيل وإيران وتسبب في توتر كبير في إسرائيل.
وعلى الرغم من هذه الاستفزازات، بدا أن الرد الإسرائيلي كان محسوباً لتجنب أي تصعيد كبير.
حرب الظل والتهديد النووي
إن حرب الظل المستمرة بين إسرائيل وإيران تشمل في المقام الأول حزب الله وحماس والحوثيين. ومن المرجح أن ترى إسرائيل حاجة إلى مواصلة استهداف هذة الجماعات لعرقلة تدفق الموارد إليهم من جانب إيران. فضلاً عن ذلك فإن مخاوف إسرائيل بشأن البرنامج النووي الإيراني تساهم في موقفها الدفاعي.
أدى انهيار خطة العمل الشاملة المشتركة، المعروفة أيضًا باسم الاتفاق النووي الإيراني، إلى زيادة مخاوف إسرائيل بشأن طموحات إيران النووية. ويشعر القادة الإسرائيليون بالقلق من أن إيران المسلحة نووياً ستزيد من جرأة دعمها لوكلائها أو تهدد إسرائيل بشكل مباشر. وتدفع هذه المخاوف إلى الحاجة إلى اتخاذ إجراءات وقائية، حتى لو كان ذلك يهدد بتصعيد الصراع.
التداعيات المستقبلية
تسلط الأحداث الأخيرة بين إسرائيل وإيران الضوء على الديناميكيات المعقدة بين البلدين واحتمال نشوب صراع أوسع نطاقا. وتشير الضربة المضادة في أصفهان إلى اتباع نهج حذر في الانتقام، لكن التوترات الأساسية بين إسرائيل وإيران لا تزال دون حل.
ولمنع نشوب حرب إقليمية في الشرق الأوسط، يجب على الولايات المتحدة وحلفائها التعامل مع إيران لاحتواء طموحاتها النووية. وبدون هذه الجهود، فإن خطر المزيد من التصعيد والصراع سيكون مرتفعا، مع ما يترتب على ذلك من عواقب على استقرار المنطقة بشكل عام.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الإسرائيلي الإيراني الحرب ايران حماس غزة بین إسرائیل وإیران
إقرأ أيضاً:
ميدفيديف لترامب: لسنا إسرائيل ولا إيران والإنذارات خطوة نحو حرب بيننا
وجه الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف انتقادا لاذعا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعدما هدد الأخير بتعجيل الموعد النهائي الذي منحه لروسيا للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع أوكرانيا.
وقال ميدفيديف الذي يشغل منصب نائب رئيس مجلس الأمن القومي إن "كل إنذار نهائي جديد هو تهديد وخطوة نحو الحرب. ليس بين روسيا وأوكرانيا، بل مع أمريكا".
وأضاف في منشور على منصة "إكس"، أن "روسيا ليست إسرائيل أو حتى إيران"، في إشارة إلى الحرب القصيرة التي اندلعت بين البلدين الشهر الماضي، التي شنت خلالها الولايات المتحدة ضربات على إيران لدعم إسرائيل.
Trump's playing the ultimatum game with Russia: 50 days or 10… He should remember 2 things:
1. Russia isn't Israel or even Iran.
2. Each new ultimatum is a threat and a step towards war. Not between Russia and Ukraine, but with his own country. Don't go down the Sleepy Joe road! — Dmitry Medvedev (@MedvedevRussiaE) July 28, 2025
وجاءت تصريحاته ردا على تصعيد ترامب لهجته ضد روسيا في ظل عدم إحراز تقدم لوقف الحرب في أوكرانيا.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، هدد ترامب بفرض رسوم جمركية قاسية على شركاء روسيا التجاريين إذا لم توافق موسكو على وقف إطلاق النار خلال 50 يوما، وأعطى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مهلة نهائية حتى الثاني من أيلول/ سبتمبر المقبل.
ولكن خلال اجتماع مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أمس الاثنين، قال ترامب إنه "سيقلل الـ50 يوما التي حددها إلى عدد أقل من الأيام"، قائلا إن هذا يمكن أن يكون "10 أيام أو 12 يوما".
وأشار ترامب إلى أنه يشعر "بخيبة أمل كبيرة" من بوتين بسبب مواصلة ضرب روسيا أهدافا مدنية في أوكرانيا، ولفت إلى أنه ليس مهتما بالحديث مع بوتين.
وأضاف "شعرتُ حقا أن الأمر سينتهي. لكن في كل مرة أظن فيها أنه سينتهي، يقتل مزيدا من الناس.. لم أعد مهتما بالتحدث معه".
وفي سياق ذي صلة أعلنت الرئاسة الروسية "الكرملين" أنه لا يستبعد عقد لقاء محتمل بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الصين في أيلول/ سبتمبر المقبل.
ومن المقرر أن يزور بوتين الصين مطلع أيلول/ سبتمبر للمشاركة في احتفالات الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية.
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف: "إذا قرر الرئيس الأمريكي زيارة الصين خلال تلك الأيام، فبالطبع لا يمكن نظريا استبعاد انعقاد اجتماع من هذا النوع".