أكد سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، مكانة الشعر في تاريخ الأدب العربي، ودوره الكبير في تجسيد مظاهر الحياة التي عاشها الإنسان في شبه الجزيرة العربية ورصد تحولاتها عبر العصور.

جاء ذلك خلال حضور سموه مساء أمس، الأمسية الشعرية الافتتاحية لدارة الشعر العربي في الفجيرة، بحضور سعادة الدكتور سلطان العميمي رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات.

وأشار سموه، إلى دعم وتوجيهات صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، للمشاريع الثقافية التي ترتقي بقطاع الأدب والثقافة في الإمارة، وتعزز جهود دولة الإمارات في العمل الثقافي والإبداعي، وتحتفي بأصحاب المواهب في المساهمة ببناء الوطن، وتطوير دعائم نهضته الحضارية على جميع الأصعدة.

وتضمن برنامج الأمسية الافتتاحية الأولى لدارة الشعر العربي، عرضاً لفيلم قصير عن الدارة، وكلمة افتتاحية قدمتها سليمة المزروعي مدير الدارة، وأمسية شعرية بمشاركة الشاعرة روضة الحاج من جمهورية السودان، والشاعر حيدر العبد الله من المملكة العربية السعودية، والشاعرة أمل السهلاوي من دولة الإمارات.

ولفت سموه، إلى أهمية إبراز مختلف المدارس الشعرية في تاريخ الأدب العربي، والاهتمام بتقديمها والاحتفاء بها في المجتمع، ودعم الموهوبين على تعزيز قطاع الصناعات الإبداعية والمساهمة في دعمه وتطويره.

وكرم سمو ولي عهد الفجيرة، الشعراء الثلاثة المشاركين في الأمسية، مشيداً بأدائهم ومستوى مشاركاتهم في الأمسية.

وتأتي الأمسية الافتتاحية باكورة فعاليات دارة الشعر العربي في الفجيرة، التي تم إطلاقها بتوجيهات سمو ولي عهد الفجيرة مطلع فبراير الماضي، بهدف إحياء مكانة الشعر العربي كديوان العرب، وتسليط الضوء على كافة الأساليب الشعرية في تاريخ الشعر عبر العصور، والاحتفاء بالمواهب والشعراء التي تستهدف مختلف الفئات التي تستقطبها الدارة.

حضر الأمسية، سعادة الدكتور أحمد حمدان الزيودي مدير مكتب سمو ولي عهد الفجيرة، وصالحة غابش رئيس المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، وجمع من الشعراء والمثقفين.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

علي الحكماني: الشعر ليس القراءة فقط.. إنه فن الاستماع للآخر

الشاعر علي بن سعود الحكماني، أحد من الشعراء الشباب الذين يحملون همّ الكلمة، ويحاولون أن يرسلوا رسائلهم الاجتماعية، وسط ضجيج الكتابات المعلبة، والمختلفة، أصدر عدة "دواوين إلكترونية"، ونشر نصوصه في جريدة عمان، وهو من الشعراء ذي الطريقة الجادة في الكتابة، ويحمل شهادة البكالوريوس في العلوم الشرعية، وهو مدرب معتمد في مجال التنمية البشرية، كان لنا معه اللقاء التالي، لنتعرّف عليه من كثب..

* في البداية نستهل اللقاء بالسؤال عن البدايات المبكرة للشعر؟

ـ كانت البداية في سن مبكرة، وبشكل بسيط كحال أغلب البدايات في مشوار الشعراء، حيث كانت مجرد محاولات متواضعة تعكس مشاعر طفولية، لكنها كانت البذرة الأولى التي نمت مع الوقت، واكتسبت نضجها بالتجربة والقراءة والمخالطة.

* تكتب النص الشعري المنتمي إلى "اللغة البيضاء" أو كما تسمى لغة المثقفين، إلا أنك تهتم بتوظيف مفردات ضاربة في المحلية فكيف توفّق بين الاثنين؟

ـ الكتابة باللغة البيضاء أو ما يُعرف بلغة المثقفين، تمنح النص عمقًا واتساعًا في الفهم، وتُيسّر تداوله بين جمهور واسع، لكنني أؤمن في الوقت نفسه أن المفردة المحلية تحمل طاقة شعورية وذاكرة ثقافية لا يمكن تجاهلها، توظيفها في النص يعطيه نكهة خاصة، ويُضفي عليه صدقًا ودفئًا متصلاً بالبيئة والموروث، أنا لا أراها تناقضًا، بل تكاملًا؛ إذ يمكن للمفردة المحلية أن تُغني النص دون أن تُفقده رقّته أو عمقه الفكري، فالتوازن بين لغة المثقفين والمفردة الشعبية يُنتج نصًّا أصيلاً، قريبًا من الناس، وعميقًا في معناه.

* هل تتابع الساحة الشعرية المحلية أو الخليجية؟

ـ للأسف، أنا متابع غير جيد في الوقت الحالي.

* ما رأيك بمواقع التواصل الاجتماعي وعلاقتها بالشعر؟

ـ مواقع التواصل الاجتماعي أحدثت نقلة كبيرة في علاقة الناس بالشعر، وغيّرت طريقة تداوله وتلقّيه، فمن جهة، سهّلت هذه المواقع وصول الشاعر إلى جمهور واسع في وقت قصير، وأتاحت له نشر نصوصه دون حواجز، كما منحت الشعر مساحة يومية في حياة الناس، وأعادت له حضوره بعد أن كان مقتصرًا على دواوين شعرية تُقرأ من قبل النخبة، لكن من جهة أخرى، جعلت هذه المنصات بعض النصوص تميل إلى الاستهلاك السريع والمباشر، وأثّرت أحيانًا على العمق الفني على حساب الانتشار والقبول الجماهيري.

مستمع جيد شاعر جيد

* أنت قارئ جيد، فهل القراءة برأيك ضرورة للشاعر أم أنها مجرد إضافة؟

ـ صحيح أن القراءة تُعدّ ركيزة أساسية في تطوّر الشاعر، فهي توسّع أفقه، وتغذي مفرداته، وتمنحه فهمًا أعمق لتقنيات الكتابة. لكنها ليست الطريق الوحيد.

الاستماع الجيد، خاصة للشعراء الكبار، يثري الأذن الموسيقية ويصقل الذائقة، أما التجارب الشخصية، فهي منجم الإلهام الأصدق، وهي التي تمنح النص حرارة الصدق وفرادته، ومع أن بعض الشعراء قد يعتمدون على التجربة والسمع أكثر من القراءة، إلا أن القراءة تظل أداة لا غنى عنها لمن أراد بناء رصيد معرفي ولغوي متين، فالشاعر المتكامل هو من يجمع بين التجربة، والقراءة، والاستماع.

حداثة الشعر

* ما رأيك في الحداثة في الشعر الشعبي؟

ـ الحداثة في الشعر الشعبي أمرٌ طبيعي ومتوقع، فالشعر كائن حي يتطور بتطور الوعي والذائقة واللغة، وأنا أرى أن الحداثة لا تعني القطيعة مع التراث، بل تعني تجديد الأدوات والتصوير والمعاني بما يليق بروح العصر، دون أن نفرّط في أصالة الشعر الشعبي وجذوره، فالرفض المطلق للحداثة يعني الجمود، والاندفاع الكامل دون وعي يعني الذوبان، والحكمة تكمن في الموازنة.

* لماذا لا نراك شاعرا فصيحا رغم أنك قارئ جيد، علما بأن الكثير من شعراء الشعبي يكتبون الفصيح خصوصا من تميزوا بالقراءة والاطلاع؟

ـ الوقت لا يتّسع لكليهما حاليا، ولعلّ الأيام القادمة تمنحني الفرصة للجمع بينهما.

الشاعر والتوثيق

* لك إصدارات شعرية إلكترونية، هل تعتقد أن التوثيق مهم للتجربة الشعرية؟ وهل الكتاب الإلكتروني يغني عن الورقي؟

ـ التوثيق أمر مهم جدًا لأي شاعر أو كاتب؛ لأنه يحفظ منجزه من الضياع، ويمنح أعماله حضورًا رسميًّا يمكن الرجوع إليه لاحقًا، أما عن الكتاب الإلكتروني، فرغم سهولة الوصول إليه وسرعة انتشاره، فإنه لا يغني عن الكتاب الورقي، خاصة عند عشاق القراءة التقليدية، من وجهة نظري، الأفضل هو الجمع بينهما: إصدار ورقي للتوثيق والحضور، وإلكتروني للانتشار والتواصل مع جمهور أوسع.

* نعود إلى مجالك الآخر المساير للشعر وهو التدريب في التنمية البشرية، ألا تخشى أن يسرقك هذا المجال من الشعر؟ وكيف توازن ما بين المجالين؟

ـ في الحقيقة، التدريب في مجال التنمية البشرية لا يسرقني من الشعر، بل يعزّزه، كلا المجالين يخدم الآخر؛ فالشعر يمنحني الحسّ والتعبير المؤثر، والتدريب يمنحني الحضور وفن إيصال الرسالة، وأوازن بين المجالين من خلال تنظيم وقتي وتحديد أولوياتي، هناك أوقات أكون فيها أقرب للشعر، وأوقات أخرى أكرّسها للتدريب، لكن الرابط بينهما هو الشغف بالتأثير الإيجابي في الآخرين، فالشاعر ينقل فكرة، والمدرب يغيّر قناعة، وكلاهما يسعى لملامسة الإنسان من الداخل.

* ما النص الذي يرضي ذائقتك كتابة وقراءة؟

ـ النص الذي يرضي ذائقتي كتابة وقراءة هو النص الصادق، الذي ينبع من عمق التجربة ويُلامس وجدان القارئ. أحب النص الذي يحمل فكرة واضحة، ووجعًا إنسانيًّا، ويُقال بلغة جميلة دون تكلّف، سواء كان شعبيًّا أو فصيحًا، لا يهم الشكل بقدر ما تهمني الروح التي تسكنه، النص الذي يُدهشك ببساطته، ويستفزّ فيك شعورًا أو ذكرى، هو النص الذي أراه مكتملًا، ويستحق أن يُقال ويُقرأ.

مقالات مشابهة

  • 52.5 ألف تبرع إلكتروني لجمعية الفجيرة الخيرية في النصف الأول
  • علي الحكماني: الشعر ليس القراءة فقط.. إنه فن الاستماع للآخر
  • مواعيد قص الشعر في شهر يوليو 2025
  • «الفجيرة للفنون القتالية» يطلق برنامج «أجيال المستقبل»
  • هل وضع جل الصبار على الشعر آمن؟
  • مدبولي يشارك ممثلاً عن الرئيس السيسي في الجلسة الافتتاحية لقمة بريكس
  • رئيس الوزراء يشارك في الجلسة الافتتاحية للنسخة 17 لقمة مجموعة بريكس
  • قناع يسرع من نمو الشعر
  • رابطة الليجا تعلن مواعيد الجولة الافتتاحية من الدوري الإسباني 2024-2025
  • باحث: مبادرة «وثائق الدارة» تهدف لإتاحة الوثائق التاريخية عالية القيمة والأثر