كتب- نشأت علي:

تقدم النائب خالد أبو نحول، عضو مجلس النواب، باقتراح برغبة موجه إلى وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات؛ بشأن إنشاء كليات الذكاء الاصطناعي بالجامعات الحكومية وليس الخاصة فقط، بحيث لا يقتصر الالتحاق على الأغنياء.

وأوضح أبو نحول في المذكرة الإيضاحية للاقتراح برغبة أن الدولة تحاول مواكبة التطور التكنولوجي الهائل الخاص بالذكاء الاصطناعي الذي بدأت دول العالم المتقدم الاعتماد عليه في كل الأمور والخدمات، والدليل هو إطلاق الرئيس السيسي مركز البيانات والحوسبة السحابية، وهو كيان معمول به في دول العالم المتقدم، في استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي.

وأشار عضو مجلس النواب إلى أنه رغم أن دول العالم الكبرى تستقبل مئات الآلاف من الشباب الخريجين للعمل في هذا المجال؛ فإن مصر لم يعمل بها في مجال الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات والحاسبات والبرمجة إلا 150 ألف شاب فقط، رغم أن الشباب في مصر يشكلون 65% من سكانها.

ونوه أبو نحول بأن هذا يجعلنا نضع علامات استفهام حول آلية تأهيل الشباب من خلال مرحلة التعليم الجامعي لدراسة هذا التخصص والعمل بهذا المركز الذي يشكل طفرة تكنولوجية في مصر؛ لكنه يحتاج إلى شباب دارس جيدًا وواعٍ للتطور، ونشير هُنا إلى بعض الصعاب التي ستواجه الطلاب حال رغبتهم في دراسة الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات؛ لأن هذه التخصصات تتوافر حديثًا في الجامعات الخاصة والأهلية، نظير مبالغ مالية كبيرة لا يقدر على تحملها الطبقة المتوسطة أو محدودو الدخل.

وأضاف عضو مجلس النواب خالد أبو نحول أنه نظرًا لعدم توافر هذه التخصصات المهمة في الجامعات الحكومية، نطالب بإقامة كليات ذكاء اصطناعي قائمة بذاتها في الجامعات الحكومية، مع ندب مدرسين ودكاترة أجانب متخصصين في مجالات التكنولوجيا؛ لتدريب الطلبة في الجامعات الحكومية ووضع ضوابط للقبول؛ بحيث نسجل رقمًا محددًا ومعروفًا سنويًّا من خريجي هذه الكليات؛ بحيث يتخرَّج الطالب ويعمل في خدمة بلده، مؤكدًا عدم اقتصار تلك التخصصات على الأغنياء فقط؛ لأن مصر مليئة بالعقول النابغة الذكية، ولا بد من منح الفرص لجميع الشباب، بحيث تتوافر تلك الكليات في كل جامعات الدولة، مع دعم حكومي لها.

واقترح أبو نحول أن يتم ضم هذه الكليات إلى قائمة الكليات التي تشترط عمل اختبارات قدرات للالتحاق بها؛ لانتقاء الطالب الأصلح للالتحاق بها وليس الأغنى.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: مقاطعة الأسماك الطقس أسعار الذهب التصالح في مخالفات البناء سعر الدولار سعر الفائدة رد إسرائيل على إيران الهجوم الإيراني رأس الحكمة فانتازي طوفان الأقصى الحرب في السودان مجلس النواب كليات الذكاء الاصطناعي الجامعات الحكومية الجامعات الحکومیة الذکاء الاصطناعی فی الجامعات أبو نحول

إقرأ أيضاً:

النموذج اللغوي العماني

يشكل الذكاء الاصطناعي اليوم عالما من التطورات غير المسبوقة، القادرة على فهم اللغة البشرية وتوليدها، حيث يعد ذلك ثورة لغوية رائدة في مجال الابتكار التقني وتطبيقاته، ولأن النماذج اللغوية التي بدأت ضمن تلك التطبيقات اعتمدت اللغة الإنجليزية بشكل واسع من خلال البيانات المفتوحة الضخمة، التي عزَّزت تداول هذه اللغة وارتباطها بالاقتصاد والاستدامة البيئية وغير ذلك من القطاعات التنموية المرتبطة بانفتاح البيانات وتوفر المعلومات على نطاق واسع، فإن العالم التفت إلى أهمية النماذج اللغوية الداعمة للغات الأخرى، والتي تشكِّل أهمية على المستويات الوطنية والإقليمية.

وكغيره من المحتويات اللغوية ظل المحتوى العربي يعاني تراجعا كبيرا خلال العقود السابقة، على الرغم من تنامي المواقع الإلكترونية والتطبيقات الذكية، والنمذجة وغيرها، إلاَّ أن ازدهار النماذج اللغوية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الأخيرة، جعلت من إمكانية تعزيز ذلك المحتوى، وزيادة فاعليته في التنمية أمر قابل للتحقُّق، خاصة وأن الكثير من الدول العربية جعلت من إيجاد نموذج لغوي عربي هدف من أهدافها الوطنية، لما يمثله ذلك من أهمية سيما في دعم الاقتصاد القائم على التكنولوجيا أو ما يُسمى بـ (الاقتصاد الرقمي).

إن النماذج اللغوية بحسب معجم البيانات والذكاء الاصطناعي، الصادر عن الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي بالتعاون مع مجمع سلمان العالمي للغة العربية، هو (نموذج يحدِّد احتمالية وجود سلسلة معينة من الكلمات في جملة)؛ فهو نموذج إحصائي، يقوم على التوزيع الاحتمالي ضمن نموذج لغوي معيَّن أو مجموعة من النماذج لاستخدامها في (معالجة اللغة الطبيعية) مثل طرائق التعبير والكلام، والترجمات الآلية، وتحليل المعلومات واسترجاعها عبر مجموعة من التوزيعات والاحتمالات.

ولذلك فقد شهد العامان 2023، و 2024 انطلاقا لافتا للنماذج اللغوية المعتمدة على اللغة العربية، والتي تهدف إلى تعزيز المحتوى العربي، ودعم التوجهات اللغوية للمجتمعات العربية، وتحسين دورها في النمو الاقتصادي باعتبارها استثمارا ثقافيا قائما على الاقتصاد الرقمي الموجَّه نحو فتح آفاق الابتكارات التقنية وفرص عمل جديدة للشباب المبدعين، والمؤسسات العاملة في هذا القطاع، فمنذ العام 2023 أعلن مركز الذكاء الاصطناعي (إنسبشن) التابع لمجموعة (جي 42) بالتعاون مع جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، عن إطلاق النموذج اللغوي (جيس)؛ الذي يستند إلى (13 مليار مؤشر، وتم تدريبه على مجموعة بيانات جرى تطويرها حديثا، وتضم 395 مليار رمز باللغتين العربية والإنجليزية) - حسب صحيفة البيان.

وهكذا أيضا أعلن مركز المعلومات الوطني في الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، عن النموذج اللغوي العربي (علاَّم)؛ الذي (تم تدريبه على أكثر من 500 مليار وحدة لغوية) - بحسب صحيفة الشرق الأوسط -، وقد تم تزويد هذا النموذج ببيانات عن التاريخ السعودي، والرياضة والصحة والتعليم وغير ذلك، حيث يُعد - بحسب الصحيفة - (أهم مصادر المعرفة الموثوقة في السعودية...)، لذا فإن العالم شهد منذ 2023 تدشين مجموعة من النماذج اللغوية الداعمة للمحتوى العربي، والذي يحمل خصوصية المجتمعات العربية سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي.

ولأن عُمان واحدة من تلك الدول التي تشهد حِراكا واسعا وتنمية رقمية متسارعة، وطموحا نحو الاستثمار في الاقتصاد الرقمي ودعم كل ما من شأنه أن يُعزِّز ذلك الاستثمار، ويمكِّن قدرته على التنامي، فإنها أطلقت خلال معرض كومكس العالمي للتكنولوجيا في نسخته الـ 33 للعام 2024، مجموعة من البرامج والمبادرات والشراكات الخاصة بتنمية البنية التقنية من ناحية، وتوسعة المشروعات المتخصصة من ناحية ثانية، وتدشين مشروعات متنوعة تكشف التطورات والخبرات الواسعة للمؤسسات العمانية والشركات العاملة في هذا القطاع.

ومن بين تلك المبادرات والبرامج الواعدة والمهمة جاء إطلاق مشروع النموذج اللغوي للمحتوى العماني (شات جي بي تي) (المرحلة الأولى)، وهو نموذج لغوي (يتم تدريبه على المحتوى العُماني الثقافي والتاريخي والفني والعلمي والحضاري والسياسي بالذكاء الاصطناعي) - بحسب نشرة وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات -، إذ يهدف هذا النموذج إلى إحداث (تأثير إيجابي) على قطاعات التنمية في عُمان، إضافة إلى ما يقدمه من تعزيز للثقافة الوطنية ومفهوم المواطنة الإيجابية، والتواصل الفاعل في الحِراك المجتمعي ومواصلة العطاء الحضاري والفكري.

إن مشروع النموذج اللغوي للمحتوى العماني، يُعد أحد أهم المشروعات الثقافية التي تدعم دور القوة الناعمة ويسهم في تحقيق أهدافها، من خلال التعريف بالثقافة العمانية والتاريخ والحضارة عبر التاريخ الممتد والضارب في القدم، وكذلك الكشف عن الممكنات الحديثة والفُرص التي تتميَّز بها عُمان في تنوعها الجغرافي والجيولوجي والبيولوجي وغير ذلك، مما يجعلها بيئة خصبة للاستثمار، إضافة إلى إبراز آفاق التطورات الحضارية التي تشهدها البلاد في كافة المجالات منذ بداية عصر النهضة الحديثة، وهي في تنمية متواصلة وسريعة، الأمر الذي يجعلها متطلِّعة نحو الاقتصادات الحديثة والاستفادة منها.

لذا فإن هذا المشروع الثقافي المهم يقدِّم الثقافة العمانية بمفهومها الواسع أمام الجمهور العربي والعالمي لتكون نافذة يطلُّون منها على الفكر العماني الباني للحضارة عبر تاريخه الممتد في مجالاتها الواسعة، ليكون قوة ناعمة ترتكز على السلام والتفاهم، لتعرِّف بتلك الثقافة وتبني جسور التواصل والمعرفة بين عُمان وشعوب العالم. إنه نموذج عربي عماني يفتح الفرص التقنية والابتكارية والاقتصادية الواسعة، ضمن مفاهيم تنطلق من الحاضر إلى المستقبل، وتدعم تطلعات الثقافة الوطنية.

إن اهتمام الدولة باقتصاديات الذكاء الاصطناعي عموما يكشف الطموح والتطلعات الحثيثة نحو الاستثمار في الاقتصادات التقنية الواعدة، التي تشكِّل اليوم أحد أهم الأهداف التي تطمح إليها دول العالم، والتي تؤثِّر على مسار سوق الأعمال الذي يشهد تحولات عدة خاصة في ظل تنامي التطورات في القطاع التقني وشيوع تطبيقاته المعتمدة على معالجة النصوص والصور والأصوات، ونماذج اللغة الكبرى (LLMs)، والتي تتميَّز بشبهها بالإنسان من حيث قدرتها على إنشاء اللغة وفهمها، الأمر الذي يدعم زيادة إنتاج الصناعات ويفتح فرص جديدة في سوق العمل والوظائف الإبداعية والتقنية عموما.

ولهذا فإن الأهداف التي قامت عليها مشروعات اقتصادات الذكاء الاصطناعي التي تم إطلاقها خلال المعرض، تنطلق من (تحقيق مستهدفات قطاعات التنويع الاقتصادي في خطة التنمية الخمسية العاشرة 2021-2025)، اعتمادًا على اقتصاد قائم على التقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، ومن هنا تم تخصيص ما قيمته 10 ملايين ريال عماني لدعم تلك المشروعات، في مبادرة طموحة غايتها فتح الفرص الاستثمارية، ورفد الاقتصاد، والمعرفة، وتطوير خدمات الحكومة الذكية.

فمشروعات اقتصادات الذكاء الاصطناعي عموما، ومشروع النموذج اللغوي العماني بشكل خاص، تعد مرحلة مهمة في التنمية التقنية في عُمان باعتبارها تنطلق من التحوُّل الرقمي إلى الاقتصاد الرقمي، الذي يفتح أمام الدولة آفاق واسعة على مستوى الاستثمار المعرفي وتطوير جودة الخدمات، ويقدِّم للمؤسسات والشركات الصغيرة والمتوسطة العاملة في القطاع آفاق رحبة للابتكار وتطوير المعارف. ولعلنا قريبا سنشهد تدشين تلك التطبيقات والبرامج، وسيكون لها دور أساسي في تنويع الاقتصاد الوطني، ورفد سوق العمل المحلي، وتوسيع فرص الابتكار وإنتاج الصناعات الإبداعية المختلفة القائمة على المعارف والثقافة بتنوعها.

إن مشروع النموذج اللغوي العماني يشكِّل استثمار معرفيا ورقميا رائدا سيفتح المجالات واسعة أمام الشباب العماني المبدع وسيفتح مجالات الاستثمار في القطاعات المختلفة، ولهذا فإن العمل على تسريع تدشينه، والتسويق له بما يستحق، سيكون له أثر فاعل لتحقيق الأهداف التي أنشئ من أجلها.

عائشة الدرمكية باحثة متخصصة في مجال السيميائيات وعضوة مجلس الدولة

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي يهزم «الشلل النصفي»
  • وزير الاتصالات: الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في تطوير الخدمات الحكومية
  • خبراء تعليم: التطور في التخصصات التكنولوجية يتماشى مع متطلبات الثورة الصناعية
  • مقترح برلماني لإلغاء درجات "الحافز الرياضي" لطلاب الثانوية
  • الذكاء الاصطناعي يقلد أعمال الدماغ
  • النموذج اللغوي العماني
  • رئيس جامعة المنيا يتفقد أعمال العملية الامتحانية بعدد من الكليات
  • هل تستخدم ميتا بياناتك لتدريب الذكاء الاصطناعي؟ تفاصيل
  • نميرة نجم: يجب التعامل مع تعقيدات الذكاء الاصطناعي لضمان بقائه
  • كيف يواجه الذكاء الاصطناعي مشكلة ارتفاع مستوى سطح البحر؟