تسلم نقيب الصحفيين الفلسطينيي ناصر أبو بكر، جائزة حرية الصحافة التي قررت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، منحها هذا العام للصحفيين الفلسطينيين الذين غطوا العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة.

 

وتسلم أبو بكر الجائزة، من مساعد مدير عام "اليونسكو" توفيق جلاصي وأعضاء لجنة جائزة اليونسكو، خلال مهرجان أقامته المنظمة في العاصمة التشيلية "سانتياغو"، لمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف في 3  مايو من كل عام.

 

وفي كلمته، قال أبو بكر إن هذا الحدث تاريخي وعظيم، أن تمنح اليونسكو جائزة حرية الصحافة للصحفيين الفلسطينيين، الذين غطوا العدوان الإسرائيلي على غزه، مضيفا أن شعور الفرح والفخر ممزوج بالحزن على فراق شهداء الصحافة الفلسطينية، وأيضا بالتصميم والإرادة على محاسبة ومحاكمة القتلة المجرمين الذين قتلوا هذه الكوكبة التي كانت تكشف للعالم حقيقة الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه بحق شعبنا في غزة.

 

وأضاف "إنه لشرف عظيم أن أتحدث باسم صحفيي فلسطين في غزة، فهم صوت الحقيقة الذي سيظل يصدح في أرجاء المعمورة، وهم شهود الحقيقة والشهود على أبشع وأكبر مجزرة شهدها الإعلام في تاريخه، والتي راح ضحيتها أكتر من 135 صحفيا وصحفية حتى الآن".

 

ولفت أبو بكر إلى أن سبعة أشهر مرت على العدوان وحرب الإبادة بكل تفاصيلها وفصولها المرعبة، والتي قتل بها الاحتلال الإسرائيلي خيرة الصحفيين، ودمر أكتر من 80 مؤسسة إعلامية، وشرد الصحفيين في الخيام، وساحات المستشفيات، وأصاب بجروح العشرات منهم، وقتلوا المئات من عائلاتهم، ودمر بيوتهم ويتم أطفالهم.

 

وتطرق إلى منع الصحفيين الأجانب حتى هذه اللحظة من دخول قطاع غزه للتغطية الإعلامية، وهو ما لم يحصل في العالم أجمع إلا من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ومع ذلك ظل صحفيو غزه ينقلون ما يتعرض له القطاع من عدوان هو الأبشع في تاريخ الإنسانية جمعاء.

 

وشدد أبو بكر على أن قرار "اليونسكو" بمنح جائزة حرية الصحافة للعام 2024، لكافة الصحفيين الفلسطينيين الذين غطوا العدوان على غزه، هو بحد ذاته رسالة قوية من المنظمة مفادها أن العدالة للصحفيين سوف تتحقق، وأن منظمات الأمم المتحدة بدأت تأخذ دورها في إنصافنا كصحفيين، وعلى رأسها اليونسكو المنظمة المختصة في الأمم المتحدة، بحماية الصحفيين وحرية الإعلام، وفي تحقيق وتطبيق القانون الدولي، بما يخص حماية حرية الإعلام وحماية الصحفيين.

 

ولفت إلى أنه "بعد مرور سبعة أشهر على العدوان، لا أستطيع أن أصدق عدد الزملاء الذين فقدناهم، ومع ذلك، فإن ما لا يقل أهمية هو صمودهم وصمود أولئك الذين بقوا في غزة، كل يوم يخبرونني عن تصميمهم على توثيق المأساة التي حلت بشعبنا هناك".

 

وأكد أن نقابة الصحفيين، ومعها الاتحاد الدولي للصحفيين، وكافة نقابات الصحفيين في العالم، ماضون في إجراءات مقاضاة مرتكبي الجرائم بحق الصحفيين، مطالبا النائب العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان بسرعة بدء إجراءات التحقيق في هذه الجرائم، من أجل تطبيق قرارات الأمم المتحدة، بعدم افلات مرتكبيها من العقاب.

 

وتابع "يشاء القدر أن يتم تكريم الصحفيين الفلسطينيين الذين غطوا العدوان على غزة، وكافتهم أعضاء في نقابة الصحفيين، بأهم جائزة لحرية الصحافة في العالم تمنحها اليونسكو، في وقت يتزامن مع الذكرى المئوية لتأسيس أول نقابة للصحفيين الفلسطينيين في فلسطين، وهي أول نقابة في الوطن العربي، ونقولها بمرارة كنا نخطط ليكون هذا العام سلسلة من الفعاليات لإحياء هذه المناسبة التاريخية، لكن الاحتلال عدو للإنسانية والحرية والإنجاز".

 

وثمن أبو بكر، دور الاتحاد الدولي وإدارة وطواقم اليونسكو في باريس ورام الله، وفي كل أنحاء العالم على وقوفهم مع العدالة، واحترامهم وتقديرهم لضحايا العدوان على غزه من الصحفيين، وتكريمهم لصمودهم ولنقلهم حقيقة المأساة، برغم التحديات الجمة، والظروف اللاإنسانية التي يمرون بها.

 

واختتم كلمته بالتأكيد على أن منح جائزة حرية الصحافة من اليونسكو الى الصحفيين الفلسطينيين الذين غطوا العدوان على غزة أعادت لنا الأمل بأن العالم مع العدالة، وأن فتح التحقيق الدولي في مقتل الصحفيين في غزة هو فرصة للعالم لإظهار التزامه بمبادئ الدفاع عن حرية الصحافة، وعدم إفلات قتلة الصحفيين من العقاب.

 

من ناحيتها، قالت رئيس لجنة التحكيم الدولية ماوريسيو ويبل "نود أن نشارك رسالة قوية من التضامن والاعتراف للصحفيين الفلسطينيين الذين يغطون هذه الحرب، في مثل هذه الظروف المأساوية، نحن نشيد بشدة لشجاعتهم والتزامهم بحرية التعبير".

 

واعتبر الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين أنطوني بيلانجي، ان منح اليونسكو جائزة "غييرمو-كانو" العالمية لحرية الصحافة لعام 2024 للصحفيين في غزة، يشكل تشجيعا عظيما يستحقونه عن جدارة.

 

وأضاف أن هذه الجائزة هي تقدير حقيقي لالتزام الصحفيين في غزة تجاه الإعلام، وعلى مدى سبعة أشهر، قام الاتحاد بدعمهم من خلال نقابة الصحفيين الفلسطينيين، ومن خلال توفير أدوات الإسعافات الأولية وبطاريات شحن الهواتف، والخيام، والملابس، والطعام.

 

وتابع "الصحفيون في غزة يعانون من الجوع والتشرد، ويتعرضون لخطر الموت، وإن اعتراف اليونسكو بمعاناتهم يشكل تشجيعا عظيما يستحقونه عن جدارة".

 

وأردف بيلانجي: "خلال زيارتي الأخيرة لفلسطين في نوفمبر 2023، تأثرت بشدة بكلمات ونظرات زميلاتي وزملائي الصحفيين، وإصرارهم المذهل الذي لن أنساه أبدا".

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نيابة صحفيي غزة النقيب يتسلم جائزة اليونسكو لحرية الصحافة ناصر ابو بكر جائزة حرية الصحافة قطاع غزة للصحفیین الفلسطینیین الصحفیین الفلسطینیین جائزة حریة الصحافة الأمم المتحدة لحریة الصحافة العدوان على الصحفیین فی أبو بکر فی غزة

إقرأ أيضاً:

ختام دورة حازم عبد الوهاب للصحفيين والإعلاميين الافارقة

اختتمت أمس الثلاثاء، فعاليات الدورة التدريبية للإعلاميين والصحفيين الأفارقة، بعنوان  "صوت مصر صوت أفريقيا" والتي نظمتها مبادرة أفروميديا، تحت رعاية مكتب الاتحاد الافريقي بالقاهرة، حيث امتدت على مدار ثلاث أيام في الفترة ما بين ٢٦ حتي ٢٨ مايو الجاري ٢٠٢٤ بنقابة الصحفيين المصريين.

مبادرة أفروميديا 

هذا وقد جاءت الدورة التدريبية بهدف تطوير قدرات الصحفيين والإعلاميين الأفارقة غير المصريين المقيمين في مصر من خلال تدريبهم وتأهيلهم لسوق العمل، وتضمنت نحو سبعة ورش تدريبية حول أساسيات الصحافة الاستقصائية، صحافة الموبايل، تدقيق المعلومات، الذكاء الاصطناعي، صحافة البيانات، صورة أفريقيا في الإعلام الدولي، بالإضافة إلى تناول الدور النقابي في تحقيق مصالح الصحفيين.

كما استهدفت الدورة التدريبية عدد كبير من الصحفيين الأفارقة المقيمين بمصر، وخاصة السودانيين، حيث وصل عددهم إلى ٦٠صحفي، ظهرت احترافيتهم ووعيهم خلال تفاعلهم في  المحاضرات والحلقات النقاشية وورش العمل علي مدار الدورة التدريبية.

وقدّم الدورة نخبة من أبرز المحاضرين في مجال الصحافة والإعلام من بينهم الكاتب الصحفي هشام يونس وكيل نقابة الصحفيين المصريين، والدكتور رمضان قرني خبير الشؤون الأفريقية بالهيئة العامة للاستعلامات، والصحفي محمد زيدان والصحفي أسامة الديب والصحفي أحمد عاشور، فضلا عن الصحفية إيمان الوراقي، والصحفية مها صلاح الدين.

وفي سياق متصل خرجت الدورة بالعديد من التوصيات القيمة، من أبرزها تعزيز التواصل الوثيق مع نقابة الصحافيين المصريين من خلال مبادرة أفروميديا، مواصلة دعمها في  تخصيص منح تدريبية للإعلاميين والصحافيين الأفارقة لتطوير مهاراتهم المهنية. كما تضمنت التوصيات تفعيل الاتفاقيات الإقليمية والثنائية، وإنشاء شبكة تواصل بين الإعلاميين الأفارقة في مصر لتبادل الخبرات، وعقد لقاءات دورية بينهم، بالاضافة إلي التوصية بتنظيم زيارات ميدانية لتعريفهم بالمؤسسات الإعلامية والسياحية والأثرية المصرية.

وفي هذا السياق كرّمت مبادرة أفروميديا عدد من الشخصيات البارزة في العمل الأفريقي على رأسهم اسم الإذاعي الراحل حازم عبدالوهاب مدير عام الإذاعات الأفريقية الموجهة وتسلّمتها أسرته، بالاضافة إلي تكريم الدكتور محمد عبدالكريم الكاتب الصحفي والباحث في الشؤون الأفريقية، والصحفية رندا خالد مسؤول الملف الأفريقي ببوابة الوفد.

ومن جانبه أشار حسن غزالي الناشط الدولي ومؤسس مبادرة أفروميديا، أن الدورة التدريبية انطلقت تزامناً مع ذكرى تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية واحتفالات اليوم العالمي للصحافة، لافتاً إلي أنها تحمل اسم الإذاعي الكبير الراحل حازم عبد الوهاب مدير عام الإذاعات الأفريقية الموجهة عرفاناً لنزاهته المهنية ودماثة خلقه ودعمه اللامحدود ليس فقط لدراسي اللغة السواحيلية بل والافارقة الدارسين بمصر.

وأضاف غزالي أن الفقيد حازم عبد الوهاب استطاع فهم واستيعاب المنهج والميراث التاريخي التحرري التوعوي لدور اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري في تشكيل صورة الدولة المصرية في المخيلة الأفريقية، فضلاً عن اتقانه للغة السواحيلية واستثمر علمه بها في ترجمة تفسير القرآن الكريم كاملاً فكان هذا هو آخر أعماله ومسك ختام رحلته في الإذاعات الموجهة.

وفي سياق متصل أكد الكاتب الصحفي هشام يونس على متانة العلاقة بين الاعلاميين المصريين وباقي الاعلاميين والصحفيين الأفارقة وبالاخص السودانيين ووجه الشكر الي مبادرة أفروميديا لمساهمتها في دعم وتأهيل وبناء قدرات الصحفيين الأفارقة واستعدادها لتقديم العون للصحفيين السودانيين المتأثرين بالحرب في عدد من القضايا، كما شارك في تكريم أسرة الراحل الاعلامي حازم عبد الوهاب، وتسليم الشهادات للجنة الأكاديمية لافروميديا والقائمين على التدريب، والمتدربين.

وأشاد الصحفي عبود عبد الرحيم ممثل الوفد السوداني بجهود مبادرة آفروميديا في تنظيم الدورة وثمّن دعم نقابة الصحفيين المصريين لاستضافتها، وقدم جزيل الشكر لمكتب القاهرة للاتحاد الأفريقي على رعايته الكريمة، مؤكداً أن الاساتذة والخبراء قدموا خلاصة أفكارهم لتطوير مهارات الزملاء الصحفيين في مجالات الاعلام والصحافة المختلفة وأضافوا لهم معرفة كبيرة تساعدهم في تجويد أداء المهنة، وطالب آفروميديا بالمزيد من الدورات التدريبية بالتعاون مع الشركاء لتطوير القدرات للصحفيين الافارقة المقيمين بمصر، وفي ختام حديثه أثنى على فريق عمل مبادرة آفروميديا.

وتجدر الإشارة أن مبادرة أفروميديا هي إحدى مبادرات شبكة التضامن العالمي، أسسها الباحث الأنثروبولوجي حسن غزالي في فبراير ٢٠٢١، وصل عدد مستفيدي برامجها وفعالياتها حتى الآن نحو ٥٦٠ ، من نحو ٣٧ دولة أفريقية، بجهود ذاتية، وتقدم فرص مجانية تماماً، وتسعى أن تكون جسراً إعلامياً بين الشعب المصري وباقي الشعوب الافريقية الشقيقة.

مقالات مشابهة

  • اللجنة الوطنية لليونسكو تدين الغارات الأمريكية البريطانية على اليمن
  • نقيب الصحفيين يحذر: نحن أمام جريمة استهداف الحقيقة
  • “اكسبوجر” يفتح باب المنافسة على “جائزة المصور الصحفي المستقل”
  • رونالدو يتسلم جائزة هداف الدوري السعودي
  • مبادرة أفروميديا.. ختام دورة حازم عبد الوهاب للصحفيين والإعلاميين الافارقة
  • نقيب الصحفيين: ما يحدث بفلسطين أبشع جريمة في حق الصحافة على مر التاريخ
  • رونالدو يتسلم جائزة هداف دوري روشن
  • ختام دورة حازم عبد الوهاب للصحفيين والإعلاميين الافارقة
  • «شيحة»: امتداد بروتوكول تعاون النقابة المصرية للصحفيين الفلسطينيين.. وتقديم الخدمات بالمجان
  • تفاصيل اليوم التضامني مع فلسطين في «الصحفيين».. معرض لتوثيق انتهاكات الاحتلال