قال تعالى {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} صدق الله العلي العظيم
من هذا المنطلق البعض يقول ماذا يعني عيد العمال وماذا تعني الإجازة في هذه الأوضاع المتردية!.
نقول أن الذي شرع الإجازة كان يقصد عمال المصانع والشركات وعمال الملاحة البحرية وغيرها من القطاعات العمالية الوظيفية.
لكن عمال الأيادي العاملة التي تعمل بالأجر اليومي كالعامل والبناء والمرنج والسباك والخياط والنجار والميكانيكي وغيرهم من عمال الأعمال الحرة.
وهنا نجد أن الإجازة لا تعني لهم في شئ بل العكس قد يتوقف البعض عن العمل ويتعطل عن العمل ويفقد الأجر أو (المشقاية) التي كان سيحصل عليها من اجر جراء أعمال يقوم بها . وهذا حال البعض من الواقع للأسف الشديد.
عندما سألت احد عمال البناء، هل أنت سعيد بمناسبة عيد العمال قال: يا استاذ أصلا ايش اللي بيفعل لنا حقكم العيد وأوضاعنا لا تسر عدو أو صديق عاد الإجازة بننقطع عن العمل ونجلس في البيت ناكل أحنا وعيالنا زبادي .. لقد قالها بحسرة فعلا .
عموماً نحن لا ننسى أن العمال هم الدعامة والرافعة المتبقية التي تحمل ما تبقى من الوطن والشعب، وهم الآلة التي ثبتت ولم تترك مواقعها داخل الوطن، في الوقت الذي غادره البعض لسوء الأوضاع .
من هؤلاء الأشاوس كالمزارع والمصانع والمطاعم والأسواق والبنائين والعمال والمهندسين الميكانيكيين وبقيت الحصن الحارس لهذا الوطن والإنسان.
فبغير هؤلاء كان الناس أكلوا بعضهم بعضا، وفقدنا الأمن والأمان، وتحققت طموحات الشيطان وأهله والتي غايتها إبادة وتدمير الوطن طيلة سنوات العدوان حتى اليوم.
فالعمال هم الجنود المجهولون، من يعملون دون أن ينتظروا كلمة شكر أو تحية أو إجازة .
لذلك أقل واجب يقدمه الشرفاء للعمال في هذا اليوم هو التحية والتقدير لكل القوى العاملة رجالاً ونساءً تحية الشرفاء للشرفاء ونشد على أياديهم ونرفع معنوياتهم
واذا استطعنا مد يد المساعدة والعون لمن هم في الطرقات وعلى جنبات الأرصفة بأدواتهم ينتظرون من يدعوهم للعمل بكل أنفة إن استطعنا تقديم ما بوسعنا لهم دون أن نجرح شعورهم وهناك طرق كثيرة.
كأن يدعوه للعمل لأي عمل ولو كان مجرد عمل بسيط في منزله
وكذا أن ندعوهم لتناول وجبة الغداء لهم وأبنائهم وهكذا .
فالمحبة والتعاون والإحسان في المجتمع من أهم ما أوصانا بها الله ورسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه .
ولتبقي جسور النجاة متصلة بين فئات الشعب بالكامل، وأنا هنا وكل الأحرار في يمننا الحبيب وفي عيد العمال العالمي لا يسعني إلا أن أقول إن العمال هم ركيزة من ركائز المجتمع المهمة وسواعدهم هي سواعد البناء والإعمار وأينما حطوا رحالهم حطت معهم ملامح العمران والتشييد والحياة والازدهار لهذا الوطن ولكل الأوطان .
هنيئاً لهم هذا العيد، وأتمنى لكل العمال التوفيق والنجاح أذنه تعالى، قال تعالى {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}
وكل عام وكل العمال والعاملات في خير وثبات نصر.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
ابتكار طبي وتدابير وقائية.. الإمارات والسعودية تصنعان نموذجاً رائداً في صحة الإنسان وبيئة العمل
لا تزال دول الخليج تسابق التطور والابتكار لتعزيز صحة الإنسان وجودة الحياة، حيث سجلت الإمارات إنجازًا طبيًا فريدًا في عالم الجراحة الحديثة، بينما اتخذت السعودية خطوة حاسمة لحماية آلاف العمال من مخاطر الصيف الحار، عبر قرار تاريخي يحظر العمل تحت أشعة الشمس خلال ساعات الذروة.
ففي أبوظبي، نجح فريق طبي متخصص في مستشفى كليفلاند أبوظبي بقيادة الدكتور ياسر أكمل، أخصائي جراحة الأورام، في إجراء أول عملية جراحية روبوتية لاستئصال ورم مخاطي نادر في الزائدة الدودية لمريضة تبلغ من العمر 48 عامًا، وتم اكتشاف الورم الذي يصيب أقل من 1% من مرضى الأورام صدفة خلال جراحة عادية لإزالة الزائدة، مما استلزم تدخلاً جراحيًا دقيقًا وابتكارياً.
وبحسب وسائل إعلام سعودية, تميزت العملية باستخدام أحدث تقنيات الجراحة الروبوتية التي أتاحت دقة غير مسبوقة، إلى جانب إزالة عدة أعضاء داخلية للحد من انتشار الورم في التجويف البطني، مصحوبة بجلسة علاج كيميائي بفرط الحرارة داخل البطن، لتدمير أي خلايا سرطانية متبقية وتعزيز فرص الشفاء التام.
في الجانب الآخر من الخليج، أعلنت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السعودية، بالتعاون مع المجلس الوطني للسلامة والصحة المهنية، عن تطبيق قرار حظر العمل تحت أشعة الشمس المباشرة في القطاع الخاص اعتبارًا من 15 يونيو وحتى 15 سبتمبر 2025، من الساعة 12 ظهرًا وحتى 3 مساءً، ويهدف القرار إلى حماية العمال من مخاطر الإجهاد الحراري، والأمراض المهنية المرتبطة بالتعرض المباشر لأشعة الشمس الحارقة.
ويشمل الحظر تنظيم ساعات العمل وتوفير بيئة عمل آمنة وفق أعلى معايير الصحة والسلامة العالمية، مع نشر دليل إجرائي واستشاري يساعد أصحاب العمل والعمال على اتباع الإجراءات الوقائية اللازمة، ما يعزز من سلامة العمال ويزيد من إنتاجيتهم عبر بيئة صحية وآمنة.
ويجمع هذان الحدثان بين ابتكار طبي مذهل ورؤية وقائية شاملة، ليشكلا معا نموذجًا رائدًا للتطور الصحي والاجتماعي في الخليج، يؤكدان حرص الدولتين على الاستثمار في صحة الإنسان وحماية العاملين في كافة القطاعات.