تصريحات من وراء ساتر .. نتنياهو يختبئ خلف مسؤول دبلوماسي
تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT
سرايا - كشف صحفيان إسرائيليان أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أصدر تصريحات حول صفقة وقف حرب غزة التي يتم التفاوض عليها في القاهرة، السبت، لكنه نسبها إلى "مسؤول دبلوماسي"، بهدف إفشال المفاوضات.
وأكد الصحفي يارون أبراهام من القناة 12 أنه "لن يشارك في هذه اللعبة"، مشيرا إلى أن "نتنياهو هو المسؤول الذي أصدر تلك التصريحات".
وأضاف أبراهام: "هذه التصريحات لا تعبر عن وجهة نظر مجلس الحرب بأكمله".
كما أكد أن المسؤول الذي قال في الأيام الأخيرة أن الجيش الإسرائيلي سيجتاح رفح بريا هو أيضا نتنياهو.
وقال أبراهام إن نتنياهو لم يدعُ الوزير بيني غانتس والمراقب غادي أيزنكوت لمكالمة هاتفية، السبت، لاتخاذ قرار بعدم إرسال وفد إلى القاهرة.
وشارك في المكالمة وزير الدفاع يوآف غالانت ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ومستشار الأمن القومي تساتشي هانغبي.
كما أشار إلى نفس الأمر المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هاريل.
وقال هاريل إن رئيس الوزراء الإسرائيلي هو من أصدر البيانات، مشيرا إلى أنها تعيق فرص التوصل إلى صفقة في مرحلة حرجة للمفاوضات حول اتفاق الرهائن.
وتستمر المفاوضات في القاهرة، وسط آمال بالتوصل إلى اتفاق طال انتظاره لوقف الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ نحو 7 أشهر.
لكن تبقى نقطة الخلاف الرئيسية هي رغبة حركة حماس في إنهاء الحرب بشكل كامل، بينما تصر إسرائيل على استئنافها لاجتياح مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، والقضاء على ما تبقى من كتائب حماس هناك.
إقرأ أيضاً : حماس: لا تقدم في المفاوضات .. ولن نقبل بهدنة لا تتضمن «وقفاً دائماً للحرب»إقرأ أيضاً : وزارة الصحة الفلسطينية: غزة تعيش كارثة صحية غير مسبوقة عالمياإقرأ أيضاً : حماس: أي اتفاق يمكن الوصول إليه يجب أن يتضمن وقف تام للعدوان
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
مسؤول عسكري بريطاني: موقف بريطانيا الداعم لمغربية الصحراء تحول دبلوماسي جريئ
زنقة 20 | علي التومي
نشرت صحيفة تيليغراف البريطانية مقالا تحليليا للفريق أول السير سيمون مايال، المستشار العسكري السابق لشؤون الشرق الأوسط في وزارة الدفاع البريطانية، تناول فيه التحوّل اللافت في موقف المملكة المتحدة من قضية الصحراء، معتبرا أن زيارة وزير الخارجية البريطاني الأخيرة إلى المغرب أعادت هذه القضية المهملة دوليًا إلى صدارة الاهتمام الدبلوماسي.
ويشير المقال إلى أن النزاع حول الصحراء ،الممتد منذ عام 1975 بين المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، أدى إلى حالة من الجمود الإقليمي تسببت في تعطيل التنمية وخلق أزمات إنسانية، خاصة في مخيمات تندوف. ورغم الجهود التنموية الكبيرة التي بذلها المغرب في الإقليم، لا تزال العوائق السياسية تحول دون استغلال كامل الإمكانيات الاقتصادية والبشرية للمنطقة.
في هذا السياق، يشيد الكاتب باعتماد بريطانيا لأول مرة خطة الحكم الذاتي المغربية كحل وحيد واقعي ومستدام للنزاع، معتبرا أن هذا الموقف ينسجم مع التوجهات الجديدة للدبلوماسية البريطانية، المبنية على “الواقعية التقدمية”.
واوضح ان هذه الخطة، التي طُرحت على الأمم المتحدة عام 2007، تتيح للأقاليم الصحراوية حُكمًا ذاتيًا موسّعًا تحت السيادة المغربية، مع إحتفاظ الرباط بملفات الدفاع والسياسة الخارجية، وتفويض السلطات المحلية بإدارة شؤونها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
ويرى كاتب المقال أن تأييد بريطانيا لهذا المقترح يشكّل خطوة منسجمة مع مواقف قوى غربية كبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا، ويُمهّد لتحوّل محتمل في مواقف المنتظم الدولي، خصوصًا داخل أروقة مجلس الأمن.
كما يسلّط الضوء على الأهمية الجيوسياسية لهذا الدعم، في ظل الدور المحوري الذي يلعبه المغرب في مكافحة الإرهاب والتطرف، وكبح النفوذ الروسي والإيراني المتنامي في أفريقيا جنوب الصحراء.
ومن جانب آخر، يتطرق المقال إلى الإمكانات الإقتصادية الكبيرة التي تتيحها الشراكة البريطانية المغربية، مشيرا إلى أن المبادلات التجارية بين البلدين بلغت أكثر من 4.2 مليار جنيه إسترليني في 2024، في نمو مضطرد منذ عام 2018،كما تشمل الشراكة تمويلًا بريطانيًا بقيمة 5 مليارات جنيه لتسهيل الصادرات، واستثمارات واعدة في قطاعات الطاقة المتجددة والصحة والتكنولوجيا.
ويربط الكاتب بين الإستقرار السياسي والتقدم الإقتصادي، مؤكدًا أن نجاح نموذج الحكم الذاتي في الصحراء الغربية لن يخدم فقط مصالح الأمن والتنمية، بل سيحد من الهجرة غير النظامية، ويقلّص من جاذبية التطرف، ويمنح الأمل لسكان المنطقة، خاصة في ظل التدهور المزمن للأوضاع الإنسانية في المخيمات.
ويختم المقال بالتأكيد على عمق العلاقات التاريخية بين بريطانيا والمغرب، التي تعود إلى أكثر من ثمانية قرون، مشيرا إلى أن الشراكة الحالية تمثل امتدادًا لتاريخ طويل من التعاون، وتفتح الباب لعصر جديد من التفاهم الاستراتيجي، القائم على المصالح المشتركة والرؤية الواقعية للمستقبل.