أطلقت الصين، الجمعة، مركبة فضائية غير مأهولة في مهمة مدتها شهرين تقريبا لجلب صخور وتربة من الجانب البعيد للقمر، لتصبح أول دولة تقوم بمثل هذه المحاولة الطموحة.

وانطلق الصاروخ "لونج مارش-5"، وهو أكبر صاروخ صيني، الجمعة، من مركز ونتشانغ للإطلاق الفضائي في جزيرة هاينان الجنوبية وعلى متنه المسبار "تشانغ آه-6" الذي يزن أكثر من 8 أطنان مترية.



ومهمة المسبار هي الهبوط في حوض أيتكين في القطب الجنوبي على الجانب المظلم من القمر، وجمع العينات وإحضارها للأرض، مما قد يجعل الصين أول دولة تحصل على عينات من الجانب المظلم للقمر.

وقال بيير إيف ميسلين، الباحث الفرنسي الذي يعمل على أحد الأهداف العلمية لبرنامج "تشانغ": "إنه أمر غامض بالنسبة لنا كيف تمكنت الصين من تطوير مثل هذا البرنامج الطموح والناجح في مثل هذا الوقت القصير".

وفي عام 2018، منحت " تشانغ آه-4" الصين أول هبوط بدون طيار على سطح القمر، على الجانب المظلم أيضًا. وفي عام 2020، كانت " تشانغ آه-5" هي المرة الأولى التي يجلب فيها البشر عينات من القمر منذ 44 عامًا، ويمكن أن تجعل " تشانغ آه-6" الصين أول دولة تجلب عينات من الجانب "المخفي" للقمر.


وحضر الإطلاق علماء ودبلوماسيون ومسؤولون في وكالة الفضاء من فرنسا وإيطاليا وباكستان ووكالة الفضاء الأوروبية، وجميعها لديها حمولات لدراسة القمر على متن تشانغ آه-6.

لكن لم تتقدم أي منظمة أمريكية بطلب للحصول على مكان للحمولة، وفقًا لجي بينغ، نائب مدير برنامج استكشاف القمر والفضاء التابع لإدارة الفضاء الوطنية الصينية.

ويحظر القانون الأمريكي على الصين التعاون مع وكالة الفضاء الأمريكية ناسا.

وقال نيل ملفيل: "يتمتع الجانب المخفي من القمر بالغموض، ربما لأننا لا نستطيع رؤيته حرفيًا، ولم نره أبدًا باستثناء المجسات الآلية أو العدد القليل جدًا من البشر الذين كانوا حول الجانب الآخر".

وبعد انفصال المسبار عن الصاروخ، سيستغرق الأمر من أربعة إلى خمسة أيام للوصول إلى مدار القمر. وفي أوائل حزيران/ يونيو سوف يهبط.

وبمجرد وصوله إلى القمر، سيقضي المسبار يومين في التنقيب عن 2 كيلوغرام (4.4 رطل) من العينات قبل العودة إلى الأرض، حيث من المتوقع أن يهبط في منغوليا الداخلية.

وتبلغ الفترة المتاحة للمسبار لجمع العينات على الجانب المخفي 14 ساعة، مقارنة بـ 21 ساعة على الجانب القريب.

وسمحت العينات التي أعادتها المركبة " تشانغ آه-5" للعلماء الصينيين بالكشف عن تفاصيل جديدة حول القمر، بما في ذلك التأريخ الدقيق للمدة الزمنية للنشاط البركاني على القمر، بالإضافة إلى معدن جديد.

كما أنّ من المعروف أنّ ثمّة اختلافات على صعيد التضاريس والتركيب الكيميائي وحقل الجاذبية بين كلا جانبي القمر، وعليه سيسعى العلماء لمحاولة الكشف عن أحد ألغاز العلم الكبرى اليوم.

وقال بينغ، إنّ القيمة العلمية التي سيجلبها مسبار "تشانغ آه-6" تكمن في التحقق من عمر حوض القطب الجنوبي الذي يقدّره العلماء بنحو 4 مليارات سنة، وهي أقدم بكثير من عمر العينات التي جلبتها كلٌّ من مسابير الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة في تاريخ استكشافهم السابق للقمر.

القاعدة القمرية
إلى جانب الكشف عن معلومات جديدة حول الجرم السماوي الأقرب إلى الأرض، يعد "تشانغ آه-6" جزءًا من مشروع طويل المدى لبناء محطة أبحاث دائمة على القمر: محطة الأبحاث القمرية الدولية بقيادة الصين وروسيا (ILRS).

إن بناء مثل هذه المحطة من شأنه أن يوفر موقعًا متقدمًا للصين وشركائها لمواصلة استكشاف الفضاء السحيق.


وقال جيمس كاربنتر، رئيس قسم علوم القمر في وكالة الفضاء الأوروبية: "نحن نعلم أن القمر قد يكون لديه موارد يمكن أن تصبح مفيدة في المستقبل، لذا فإن وكالة الفضاء الأوروبية وناسا والوكالة الصينية وآخرون حول العالم يتوجهون إلى القمر".

وأضاف: "جزء من الأساس المنطقي هو فهم تلك الموارد".

وقال وو وي رين، كبير مصممي مشروع استكشاف القمر الصيني، متحدثًا في مؤتمر الفضاء الصيني لعام 2024 الشهر الماضي، إنه سيتم بناء "نموذج أساسي لـ( ILRS) بحلول عام 2035".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا الصين القمر الفضاء الصين فضاء القمر المزيد في تكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا سياسة سياسة تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجانب المظلم وکالة الفضاء على الجانب من الجانب عینات من

إقرأ أيضاً:

طاقم جديد ينضم إلى محطة الفضاء الدولية عبر «سبيس إكس»

نجحت شركة «سبيس إكس»، اليوم السبت، في إيصال طاقم دولي جديد مكون من أربعة رواد فضاء إلى محطة الفضاء الدولية، بعد رحلة سريعة استغرقت 15 ساعة فقط منذ انطلاقهم من مركز كينيدي للفضاء التابع لوكالة الطيران والفضاء الأميركية «ناسا».
ووصل الطاقم، الذي يضم رائدي الفضاء من وكالة «ناسا» زينا كاردمان ومايك فينكي، والياباني كيميا يوي، والروسي أوليج بلاتونوف، على متن كبسولة «دراجون» الخاصة بالشركة.
ومن المقرر أن يقضي الرواد الجدد فترة لا تقل عن ستة أشهر في المختبر المداري، حيث سيقومون بمهام علمية متعددة، ليحلوا محل الطاقم السابق الذي يتأهب للعودة إلى الأرض يوم الأربعاء المقبل على متن مركبة «سبيس إكس» أيضاً.
وبوصول الطاقم الجديد، يرتفع عدد رواد الفضاء على متن المحطة مؤقتا إلى 11 رائد فضاء.

 

أخبار ذات صلة ترامب: نعمل على توفير الغذاء لأهالي غزة «تعريفات ترامب» تعيد ترتيب المشهد الاقتصادي العالمي

مقالات مشابهة

  • كبسولة تلتحم بمحطة الفضاء حاملة 4 أشخاص
  • في خطوة تاريخية.. بدء ضخ الغاز من تركيا إلى سوريا لأول مرة بدعم أذربيجاني وقطري
  • طاقم جديد ينضم إلى محطة الفضاء الدولية عبر «سبيس إكس»
  • قمر التربيع الأول.. توصيات مهمة للحصول على أفضل مشاهدة
  • سبيس إكس تطلق 19 قمرًا صناعيًا جديدًا
  • فريق بحثي مغربي يكشف معطيات تاريخية "غير مسبوقة" حول موقع سجلماسة
  • بسمة وهبة: مجلس الشيوخ يشهد مراحل تاريخية هامة تعكس إرادة الشعب
  • ابي رميا: كلمة الرئيس عون تاريخية وتجديد لخطاب القسم
  • أكثر من 4000 وثيقة تاريخية بالمعرض الوثائقي ذاكرة وطن في أرض اللُبان بصلالة
  • الهند تطلق قمرًا صناعيًا بالتعاون مع "ناسا" لمراقبة التغيرات المناخية