الأسبوع:
2025-06-26@19:44:54 GMT

في رحيل «الأستاذ»

تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT

في رحيل «الأستاذ»

في حياة الأمم وتاريخ الرجال يذهب البعض دون أثر أو ذكرى، ويبقى بعضهم حاضرًا في القلوبِ والعقول مهما طال رحيلهم، في النهاية تفنى الأجساد ولكن يبقى الأثر والسيرة. في مثل هذه الأيام من العام الماضي رحل عن عالمنا الدكتور محمود بكري الكاتب الصحفي الكبير وعضو مجلس الشيوخ بعد سبعين يومًا قضاها في مواجهة المرض الشديد الذي أصابه فجأة وبدون مقدمات، رحل الأستاذ وترك خلفه ميراثًا عظيمًا من الفكر والكلمات والمبادئ التي لا تموت، رحل الرجل وترك في قلوب كلِّ مَن عرفوه حزنًا عظيمًا لرحيله بقدر ما أحبوه وتعلَّقوا بشخصه المتواضع الخدوم، وبقدر ما كان داعمًا ومؤازرًا لرجاله ومَن يعملون معه.

على مدار سبع سنوات تشرفت بالتعامل مع الرجل عن قرب بعد أن تبنَّى قلمي المتواضع ومنحني فرصةَ نشر كتاباتي البسيطة في جريدة «الأسبوع» العريقة، كان التواصل بيننا لا ينقطع أسبوعيًّا، وكان الرجل عظيمًا دائمًا حتى وهو في قمة انشغاله بهموم الناس ومشكلاتهم، خاصة بعد أن صار نائبًا عنهم في مجلس الشيوخ، لا أذكر له موقفًا واحدًا طوال تلك السنوات تخلى فيه عن مبادئه وخُلقه الدمث أو رفض أن ينشر لنا مقالًا حتى وإن لم يتفق معه في الرؤية، كان عاشقًا للناس فعشقته قلوبهم، كان كبيرًا فاحترمته عقولهم حتى وإن رحل عنهم أو غاب. في ذكرى رحيل الأستاذ نذكِّر أنفسنا بما تعلَّمناه منه، كان يوصينا باحترام عقل القارئ وألا نكتب أداءً للواجب، وإنما نكتب ما تقتنع به عقولُنا وضمائرُنا مرتكزين على ثوابت لا تهتز، أهمها: تقديم مصلحة الوطن، الحفاظ على القيم الراسخة لهذا المجتمع، حمل رسالة التنوير، وخوض معركة نشر الوعي دون هوادة أو خوف.. علَّمنا محمود بكرى الكثيرَ ومنحنا من وقته وحبه ما لا يُنسى فاستحق أن نذكره في يوم ذكراه بل وفي كل يوم بالخير جزاءً وفاقًا لما قدمت يداه من معروف. وداعًا أستاذنا الجليل ولك في القلب مكانةٌ لا تهتز مهما مرَّتِ الأيام، فمثلُك لا نحظى بوجوده في حياتنا كثيرًا ولا يتكرر إلا نادرًا، وليباركِ الله في ذريتك الصالحة وتلاميذك في مدرسة الصحافة والحياة ليكملوا مسيرتَك الطيبة وتبقى ذكراكَ حاضرةً دائمًا، فالرجال يرحلون بأجسادهِم، ولكن يبقى ما قدموا من أثر.. ما أعظم الأثر أستاذي!! وما أعظم اشتياقنا إليكَ أبا خالد!!

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

اليمن يدعو إلى إلغاء وجود القواعد الأمريكية في المنطقة

وقالت الحكومة اليوم الثلاثاء، على لسان ناطقها وزير الإعلام هاشم شرف الدين، إن الأحرى بالدول العربية والإسلامية السعي لوقف العدوان الإسرائيلي، الأمريكي على فلسطين ولبنان وإيران واليمن وإلغاء وجود القواعد الأمريكية على أراضيها.

وأضاف شرف الدين: "وبينما يستمر تجاهلها لجريمة الإبادة التي يرتكبها العدو الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في غزة، يجب أن تحذر الدول والشعوب العربية والإسلامية من الوقوع في خطأ استراتيجي يحقق ما يريده العدو الإسرائيلي والأمريكي، وهو مشاركتها لعدوانهما على إيران".

وطالب شعوب الأمة العربية والإسلامية، بتجنب الدخول في حالة تزيد من الفرقة فيما بين أمتهم الواحدة، وأن يتذكروا دائمًا، أن بوصلة العداء يجب أن تتوجه دائمًا إلى الأعداء الحقيقيين، "أمريكا وإسرائيل"، وألا تنحرف نحو إيران.

مقالات مشابهة

  • صعب يخلف وتعبان دائما الأبرز.. تأثير نقص حمض الفوليك على صحة الرجل
  • ترامب يدخل على خط محاكمة نتنياهو: رجل عظيم ويجب منحه عفواً
  • دول الناتو ترفع إنفاقها العسكري إلى 5%..وترامب يشيد بـانتصار عظيم
  • قراءة في مجموعة «الرجل النائم إلى جوارك» شفافية الفكرة بين الانتصار للذوات ومسؤوليّة اختيارها
  • بزشكيان يعلن انتهاء الحرب بـنصر عظيم واستعداده لحل الخلافات مع أميركا
  • فالفيردي: تخلصت من مرارة مباراة الهلال.. ولدينا ميزة أمام سالزبورج
  • أمين الإفتاء يكشف أعظم حقوق الزوجة على الرجل
  • مشهد قاسٍ في شارع تركي يشعل الغضب
  • ترامب: شرف عظيم لي أن أدمر جميع المنشآت والقدرات النووية الإيرانية
  • اليمن يدعو إلى إلغاء وجود القواعد الأمريكية في المنطقة