أكاد أجزم أنه لم يكن يدور في خلد نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا للحظة واحدة، عندما استدعت الشرطة الأميركية لتفريق تظاهرة طلبة الجامعة ضد الحرب على غزة، أنها تشعل بيدها انتفاضةً عاتيةً ستمتدّ على طول الجامعات الأميركية الكبرى وعرضها، وتتجاوز الولايات المتحدة لتنتشر في جامعات دولية عريقة في مختلف دول العالم ولا سيما في القارة الأوروبية.

ولعل من المفارقات اللافتة أن تكون بداية هذه الأحداث قد جرت على يد أستاذةٍ من أصل مصري وُلدت في الإسكندرية قبل أن تهاجر عائلتها خارج مصر إلى بريطانيا، فالولايات المتحدة وتحملَ جنسيتهما. فمصر هي الجارة الأقرب لقطاع غزة المحاصر، وهي بوابة غزة الوحيدة إلى العالم، والأستاذة المصرية كانت من حيث لا تدري البوابةَ الكبرى التي أوصلت صوت غزة للمجتمع الطلابي الأميركي، وتسببت في انتفاضةٍ حقيقيةٍ في الجامعات قد يدفع الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن وإدارته ثمنها غاليًا في الانتخابات القادمة بعد ستة أشهر.

انتفاضة الجامعات الأميركية التي انطلقت من جامعة كولومبيا لم تكن الوحيدة في التاريخ الأميركي، فقد عرفت الولايات المتحدة انتفاضتين مشابهتين لهذه الحالة في ستينيات القرن الماضي ضد الحرب في فيتنام – وللمفارقة فقد انطلقت تلك الانتفاضة أيضًا من جامعة كولومبيا – وفي الثمانينيات ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.

وكانت الحركة الطلابية في الجامعات الأميركية قد نجحت في هاتين الحالتين في تشكيل حالةٍ عارمةٍ تسببت لاحقًا بشكل غير مباشر في تغيير مسار السياسة الأميركية تجاه فيتنام بالانسحاب منها، وفي فرض العزلة على نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا – الذي كانت الولايات المتحدة من أشد الداعمين له – بما ساهم في سقوطه وتفكيكه لاحقًا.

ولعل هذا ما أصاب اللوبي المتحالف مع إسرائيل في الولايات المتحدة بالرعب من الحركة الطلابية الحالية ودفعه لرفع كافة البطاقات الحمراء التي يملكها في وجه طلبة الجامعات؛ ابتداءً بورقة معاداة السامية، وليس انتهاءً بالاتهامات بدعم الإرهاب، وقد أثبت الطلاب في هذه المرة أن هذه الاتهامات المعلبة التي كانت تنجح في لجم أي حراكٍ معادٍ لإسرائيل على مدى سبعين عامًا لم تفلح هذه المرة في ترهيب الطلبة وإرغامهم على التراجع عن مواقفهم.

إسرائيل نفسها أصيبت بالرعب، ووصل الأمر بنتنياهو شخصيًا للتدخل السافر في شأنٍ يعتبر أميركيًا داخليًا، فحرّض علنًا على ضرورة قمع حركة طلبة الجامعات، الأمر الذي حدا ببعض الصحفيين الأميركيين لاعتبار ذلك تدخلًا في الشؤون الأميركية الداخلية بشكل فجّ ووقح.

ثم أتى جلعاد أردان مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة ليعلن أمام أمم العالم كافةً إعلانًا سرياليًا يدعي فيه أن إسرائيل "اكتشفت" أن حماس "تختبئ" في جامعتَي هارفارد وكولومبيا! بل من الطريف أن نجد أن بعض الساسة الأميركيين اضطروا للاستعانة بالأفكار التي استعملتها بعض الأنظمة القمعية فيما يسمونه: "العالم الثالث" عبر استئجار بعض البلطجية للاعتداء على المتظاهرين في جامعة كاليفورنيا، بما يذكرنا بالأسلوب المسمى إعلاميًا: "المواطنون الشرفاء" الذي اتبعته بعض الأنظمة في سنواتٍ ماضيةٍ لقمع التظاهرات.

هذه الحركة الطلابية التي تزداد قوتها يوميًا في الجامعات الأميركية وتنتقل فكرتها إلى الخارج جعلت بعض الأصوات تتعالى في العالم العربي والإسلامي متسائلةً عن دور الجامعات العربية والإسلامية فيما يحدث في قطاع غزة، وعن سبب الهدوء النسبي في الجامعات العربية والإسلامية مقابل ما يحدث في الجامعات الأميركية والأوروبية.

وفي رأيي فإن هذه المفارقة ليست عادلة من عدة وجوه، حيث إن الواجب فهم طبيعة الاختلافات الجوهرية في الحياة الجامعية والعامة بين الولايات المتحدة والبلدان الغربية من ناحية، والبلدان العربية والإسلامية من ناحية أخرى. لا أعني هنا الممارسات الديمقراطية والحرية النسبية الأوسع في العالم الغربي بشكل مختلف كثيرًا عن العالم العربي، بل إن طبيعة وشكل الحراك الاجتماعي الطلابي في هذه المناطق يختلف باختلاف طبيعة المجتمع نفسه.

ففي العالم العربي، لابد من الاعتراف بأن طلبة الجامعات كانوا على الدوام القوة الأسرع تحركًا والأقوى حضورًا في الشارع خارج حدود الجامعات، ولعل حراك طلبة الأردن الذين حاصروا السفارة الإسرائيلية على مدى أكثر من أسبوعين في شهر رمضان المبارك مجرد مثال واحد على طبيعة الحراكات الطلابية في العالم العربي والميدان الذي تتحرك فيه.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الجامعات التركية لا تترك أسبوعًا دون تظاهرات في مختلف الجامعات، بحيث تشكل حالةً عامةً للطلبة تعبر عن غضب الشارع مما يجري وترد على بعض الساسة الأتراك الذين هاجموا المقاومة الفلسطينية، كما فعل بعض طلبة الجامعات قبل أيامٍ حين نشروا لوحاتٍ في خطوط المترو في إسطنبول ترد على رئيس بلدية المدينة المنتمي للمعارضة التركية أكرم إمام أوغلو، الذي وصف حركة حماس بالإرهاب. وهذا ما نراه كذلك لدى طلبة الجامعات في دول أخرى مثل المغرب ومصر وغيرهما عبر حراكات في الشوارع، وليس بالضرورة بأسلوب الاعتصامات في الجامعات كما يجري في الولايات المتحدة.

إن الفارق الأساسي بين هذه التحركات وحركة الجامعات الأميركية هي أنها تعمل في بلدان يعتبر الجو الشعبي العام فيها متعاطفًا بشكل كامل وطبيعي مع الشعب الفلسطيني، بعكس الحالة لدى الولايات المتحدة والدول الأوروبية المختلفة، وهذا فارق جوهري يضاف إلى فارق الحقوق المدنية وحقوق التعبير التي يتمتع بها العالم الغربي بشكل أعلى نسبيًا من المنطقة العربية.

لابد هنا من الإشارة إلى أنني أرى أن التقصير حاصلٌ بالفعل في الحالة العربية الشعبية والرسمية العامة تجاه ما يجري في غزة في مقابل حجم المعاناة غير المعهودة في القطاع الذي يتعرض لحملة إبادةٍ حقيقية، الأمر الذي يجعل أي حراك مجتمعي أو سياسي في المنطقة المحيطة بالأراضي الفلسطينية يبدو غير ذي قيمة كبيرة، إذا ما قُورن بحجم الوحشية الإسرائيلية في غزة، والتي تجعل أي تحرك تقل نتائجه عن وقف هذه المجازر الوحشية يبدو أقل من المطلوب.

لكن من ناحية أخرى، لابد من القول إن تراكم هذه الأعمال بشكلٍ متتالٍ ومتنوع حسب طبيعة البلد وثقافته وهويته، وتصاعُدَ الغضب العالمي بشكل تدريجي، هي مسألة يجب البناء عليها، بل إنها تعتبر الاتجاه الطبيعي لدى الشعوب بشكل عام، لأنَّ حركة الشعوب تعتبر في العادة بطيئة مقارنة بحجم الأحداث، ولكن في مقابل هذا البطء فإن التحرك الشعبي غالبًا ما يكون – عندما يحصل – فعالًا وقويًا وصادمًا، لأنه يكون مبنيًا على تراكم الانفعالات، حتى تتحول إلى تيارٍ جارفٍ لا يمكن الوقوف في وجهه.

وهذا ما يمكن القول إنه يحدث في العالم العربي والغربي على حد سواء اليوم، فالغضب يتصاعد ويتراكم شيئًا فشيئًا، وفي لحظةٍ فارقةٍ لا أحد يستطيع أن يحددها يمكن أن يتحول هذا الغضب إلى حراكٍ عارمٍ. ولعل هذا ما يمكن فهم الحراك الطلابي الأميركي أيضًا في إطاره.

فالطلبة الأميركيّون كانوا يرون ضرائبهم تذهب منذ سنواتٍ لدعم ومساندة إسرائيل بمباركة منظمات اللوبي الصهيوني كالأيباك وغيرها. ولعل من أبرز إشارات هذا التململ الطلابي الشبابي خلال السنوات الماضية كان الدعم الكبير الذي حظي به السيناتور الديمقراطي اليهودي بيرني ساندرز المنتقد علانيةً لإسرائيل لدى طلبة الجامعات الأميركية عام 2016، للفوز ببطاقة الترشح في الانتخابات الرئاسية في وجه هيلاري كلينتون، حيث كانت تلك إشارةً كان على الساسة الأميركيين أن يلتقطوها ليفهموا طبيعة التحولات في المجتمع الطلابي الأميركي الذي يشكل مستقبل التوجه العام للمجتمع الأميركي.

لكن كما يبدو لم يفهم الساسة الديمقراطيون تلك الرسالة، واستمروا في تجاهل التحولات في المجتمع الطلابي الأميركي، لتأتي أحداث حرب غزة الحالية وتطلق العنان للحراك الطلابي بشكل غير مسبوق بعد تراكماتٍ استمرت سنواتٍ طويلة.

ولا أرى ما يشير إلى أنّ مثل هذه الحالة لا تنطبق أيضًا على العالم العربي، وقد رأينا مسبقًا تراكماتٍ أدت إلى انفجار ثوراتٍ كان عمودها الفقري من طلبة الجامعات، وبرأيي فإن على ساسة العالم كله عمومًا، والعالم العربي خصوصًا، أن يلتفتوا إلى شكل وطبيعة حراك الطلبة ويستجيبوا له ولا يحاولوا معاندته أو قمعه، لأنه المظهر الأبرز لطبيعة تحولات الشارع، فمن لم يفطن لهذه المعادلة المتكررة تاريخيًا فسيجد نفسه خارجها.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات الجامعات الأمیرکیة الولایات المتحدة فی العالم العربی طلبة الجامعات فی الجامعات هذا ما

إقرأ أيضاً:

منظمات إسرائيلية تقمع داعمي فلسطين في الجامعات الأمريكية.. تعرف على أبرزها

يستمر الحراك الطلابي في الجامعات العالمية عامة، وفي الأمريكية خاصة، من أجل دعم القضية الفلسطينية ومطالبة إدارات الجامعات بمقاطعة الاحتلال أكاديميا وسحب الاستثمارات من الشركات الضالعة في جرائم الجيش الإسرائيلي.

ورغم أن العديد من إدارات الجامعات الأمريكية عملت بنفسها على قمع هذا الحراك أو الحد من تأثيره من خليها نظامها الداخلي أو بتدخل واضح من الشرطة لفض الاعتصامات وفضها، إلا أنها حظيت بدعم ومساعدة كبيرة من منظمات يهودية وإسرائيلية عملت منذ سنوات على مواجهة أي حراك ينتقد "إسرائيل" وجرائمها.

وفي ذات سياق موقع "كناري ميشن"، الذي يقوم بالتشهير بمنتقدي الممارسات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، ومن بينهم يهود، لتمنع بذلك تطور حياتهم المهنية وحصولهم على فرص عمل جيدة، تنتشر منظمات أخرى تعمل بطرق مشابهة أو مختلفة، ومنها:
"أمخا" 
كلمة عبرية تعني "شعبك" وتشير أيضا بشكل ضمني إلى "القاعدة الشعبية" أو"الجماهير"، وتعد مبادرة "أمخا - AMCHA" منظمة غير ربحية مكرسة لـ "التحقيق والتوثيق والتثقيف حول معاداة السامية ومكافحتها في مؤسسات التعليم العالي في أمريكا"، باعتبار أن تركيزها الأساسي ينصب على "الحد من السلوك المعادي للسامية".


وتؤكد المبادرة أن ذراعها البحثية تقوم بإجراء "بحث وتحليل منهجي ومتعمق للنشاط المعادي للسامية، وقد طورت طريقة شاملة لتحديد وتوثيق وتحليل مظاهر هذا السلوك في الحرم الجامعي، بالإضافة إلى الهياكل المؤسسية التي تضفي الشرعية عليه وتسمح له بالازدهار".

Radicalized faculty are the greater danger lurking behind campus protests - opinion https://t.co/OKLUfcprua — The AMCHA Initiative (@AMCHAInitiative) May 28, 2024

وتكشف بحسب موقعها الإلكرتوني أنها تستخدم نتائج أبحاثها وتحليلاتها لإبلاغ مديري الجامعات بالحوادث المعادية للسامية والأفراد والجماعات التي ترتكبها، وللضغط على قادة الجامعات للتحرك.

وتحث المبادرة الطلاب على التبليغ ضد أي نشاط داعم للقضية الفلسطينية أو مناهض لـ "إسرائيل"، مخصصة في موقعها مساحة لذلك، قائلة: "إذا كنت ترغب في الإبلاغ عن حادثة معادية للسامية وقعت في إحدى الكليات أو الحرم الجامعي بالولايات المتحدة، فيمكنك القيام بذلك، تواصل معنا".

وتتيح "خاصية التبليغ" لدى المبادرة الداعمة لـ "إسرائيل" إمكانية الحفاظ على سرية هوية من قام بالبلاغ على النشاط الداعم لفلسطين أو المناهض للاحتلال، وذلك سواء إن كان "حادث أو تنمر عبر الإنترنت معاد للسامية أو مناهض للصهيونية في كلية أو حرم جامعي أمريكي أو داخل فصل دراسي رقمي؟".

ويخلط تعريف IHRA، الصادر عن  منظمة "التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست، بين معاداة السامية التي تعني كراهية اليهود وعدائهم مثلما حدث في المحرقة النازية، وبين معاداة الصهيونية، باعتبار أن المصطلحين بمعنى واحد.

ويعني ذلك أنه لا يجوز انتقاد الصهيونية أو حتى السياسية الإسرائيلية على اعتبار أن ذلك سيكون معاداة للسامية في جرم يشبه ما فعله الشرطة العسكرية النازية.

وفي عام 2014، كشف موقع "فورورد" الداعم لـ "إسرائيل" أن "أمخا" جمعت 200 ألف دولار في عامها الأول فقط، وفي عام 2018، قامت الصحفية الإسرائيلية الأمريكية ميراف زونسزين، بمراجعة الإقرارات الضريبية للاتحاد اليهودي في سان فرانسيسكو. 


وفقًا لمراجعتها، قدم الاتحاد ومؤسسة عائلة هيلين ديلر مئات الآلاف من الدولارات إلى "أمخا" في السنوات الأخيرة. 

وأكدت مجلة "+972" أن مبادرة "أمخا" متطرفة ويمينية ومعادية للمسلمين، وتتلقة تمويلا كبيرا من اتحاد سان فرانسيسكو ومؤسسة ديلر في السنوات الأخيرة، بشكل مشابه لمبادرة كناري ميشون، باستثناء أنها تستهدف أعضاء هيئة التدريس في المقام الأول، وليس الطلاب".

يعود تأسيس موقع "كناري ميشن" الأمريكي لعام 2015، ولم يفصح عن هوية القائمين عليه وعلى عمليات رصد نشاطات الأكاديميين الداعمين للقضية الفلسطينية .

"[T]he vast majority of incidents involving the anti-Zionist motivated harassment of Jewish students were consistent with actions prescribed by the guidelines of the Palestinian Campaign for the Academic and Cultural Boycott of Israel (PACBI)." https://t.co/WpPER9U9As — The AMCHA Initiative (@AMCHAInitiative) May 16, 2024

ونشر "كناري ميشن" خلال أول ثلاث سنوات أكثر من ألف ملف شخصي عن طلاب ومحاضرين متضامنين مع الفلسطينيين، وشهّر بهم؛ بادعاء أنهم "ينشرون الكراهية ومعاداة السامية". كما رصد صفحات الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، وراقب كتاباتهم، ونشاطاتهم ومشاركاتهم، وندد بها.

وفي أحدث نشاطاتها، أدانت المبادرة ما اسمته "استسلام جامعة ولاية سونوما لمطالب الطلاب من أجل العدالة في فلسطين (SJP)، بما في ذلك إلزام الجهة الحكومية بنظام أكاديمي كامل لمقاطعة إسرائيل".

وقالت في بيان لها "إننا نشعر بالفزع إزاء استسلام جامعة ولاية سونوما المستهجن أخلاقيا لحملة المقاطعة الأكاديمية المعادية للسامية لإسرائيل والتي نظمتها حملة المقاطعة الأكاديمية والثقافية الفلسطينية لإسرائيل (PACBI)، وهذا ليس جهدا طلابيا بل هذا مباشرة من حملة المقاطعة، وهو ما يتضمن تعليمات لاستهداف مؤيدي إسرائيل داخل الحرم الجامعي".

وأضافت أن "استسلام ولاية سونوما يضر بشكل مباشر بطلابها وأعضاء هيئة التدريس. والآن بعد أن تبنت الجامعة حركة مقاطعة إسرائيل يجب أن يتحول شعارها من: نور العقل.. نور العالم، إلى: "ظلام العقل.. ظلام العالم".

AMCHA Initiative Director Tammi Rossman-Benjamin issued the following statement today blasting Sonoma State University’s capitulation to the encampment demands of Students for Justice in Palestine (SJP), including committing the state school to a full academic boycott of Israel: pic.twitter.com/50YUSjWBdW — The AMCHA Initiative (@AMCHAInitiative) May 15, 2024

"هليل"
مؤسسة الحياة اليهودية في الحرم الجامعي، والمعروفة أيضًا باسم "هليل الدولية - Hillel International"، هي أكبر منظمة للحرم الجامعي اليهودي في العالم، وتعمل مع الآلاف من طلاب الجامعات على مستوى العالم. 

يتم تمثيل "هيليل" في أكثر من 850 كلية ومجتمعا في جميع أنحاء أمريكا الشمالية والعالم، بما في ذلك 30 مجتمعا في الاتحاد السوفيتي السابق، وتسعة في "إسرائيل"، وخمسة في أمريكا الجنوبية.

وتقدم المنظمة نفسها على أنها "كانت وستظل دائما مكانا لجميع أنواع الطلاب اليهود، لتكون مكانا يشعرون فيه بالترحيب والاندماج، قائلة إن مهمتها هي إثراء حياة الطلاب اليهود حتى يتمكنوا من إثراء الشعب اليهودي والعالم".

وتعد هليل حاليا أكبر منظمة جامعية يهودية وأكثرها شمولا في العالم، حيث تخدم أكثر من 160 ألف طالب يهودي كل عام في 850 كلية وجامعة حول العالم. 


وتأسست المنظمة عام 1923، وبعدها بعامين تعهدت منظمة "بناي بريث" برعاية أنشطتها بميزانية تبلغ حوالي 12 ألف دولار دولار في ذلك الوقت، وكانت تضم 120 مؤسسة وفروعًا تابعة لها في 400 حرم جامعي.

وتعد  "بناي بريث" أقدم وأكبر منظمة خدمات صهيونية بفروع في أكثر من 45 بلدا، واسمها يعني "أبناء العهد"، تأسست عام 1843 في نيويورك، وأهدافها "توحيد اليهود قلبا وقالبا ونشر التراث والتقاليد اليهودية على أرض إسرائيل، وتقديم العون والمساعدة لليهود في شتى أنحاء العالم".

قدمت المنظمة خدمات كبيرة للحركة الصهيونية وأسهمت في المؤتمر الصهيوني عام 1935 وفي التأثير على السياسة الأمريكية لصالح الصهيونية، وخاصة في عهد الرئيس ترومان، وقدمت الدعم المالي لـ "كيرين كايمييت"، وهو الصندوق القومي اليهودي والممول الرئيسي للاستيطان.

“Jewish students, and all students, deserve to pursue their education and celebrate their graduations free from disruption, antisemitism, and hate.”
This reality is heartbreaking, but we’re doing everything we can to fight rising antisemitism. ⬇️https://t.co/3wxqtnWwzp — Hillel (@HillelIntl) May 21, 2024

وتتخذ بناي بريث واشنطن مقرا لها، وأعلى سلطة فيها هي المكتب الأعلى، الذي تتفرع عنه ثلاث مؤسسات هي: رابطة مكافحة التشهير (ADL)، مؤسسة هيلل لمساعدة الطلبة (Hillel)، ومنظمة شباب بناي بريث (BBYO).

وقال الرئيس والمدير التنفيذي لمظمة "هيليل" الدولية، آدم ليمان: إنه "يستطيع تقدير التعقيد الذي يواجهه مديرو الجامعات الذين يعملون على تهدئة الصراع الناجم عن الاحتجاجات"، بحسب صحيفة "واشنطن بوست".


وأضاف  ليمان "في الوقت نفسه، كان من الإهانة حقا أن تستسلم مؤسسات التعليم العالي حرفيا لمطالب الطلاب وغير الطلاب الذين انتهكوا بوقاحة كل قاعدة في الكتاب - وبطريقة وجهت على وجه التحديد المضايقات والترهيب وإسكات الكثير من الطلاب الآخرين".

Tabby Refael wrote in the @JewishJournal about the impact of her Hillel experience and why our work is so important for Jewish students everywhere.
We got emotional reading it...want to be in your feels? ⬇️https://t.co/cqw8W3BmGs — Hillel (@HillelIntl) May 10, 2024

وأشاد بتصريحات الرئيس الأمريكي التي قال فيها إن "معاداة السامية لا مكان لها في أمريكا"، على خلفية انتقاده لحراك الجامعات، قائلا: إن هذه التصرحات “تأتي في لحظة مهمة، حيث تواصل الجماعات المناهضة لإسرائيل والمعادية لليهود اتباع أعمال الكراهية والانقسام والمدمرة التي تنتهك ميثاق الأمم المتحدة، والحقوق المدنية للطلاب اليهود وتقويض سلامة الحرم الجامعي لجميع الطلاب".

وعملت "هليل" على مواجهة حراك الجامعات من خلال استطلاع رأي قالت إنها أجرته 310 طلاب في جميع أنحاء البلاد ووجدت أن 4 من كل 10 اعترفوا بـ "إخفاء هوياتهم اليهودية في الحرم الجامعي، وأن 32 بالمئة  كانوا خائفين جدًا من حضور المناسبات الدينية".

وأضافت "الاستطلاع أكد أن 6 من كل 10 يقولون إن المعسكرات، التي بدأت بجامعة كولومبيا الشهر الماضي، جعلت التعلم أو الدراسة أو التركيز أكثر صعوبة".

مقالات مشابهة

  • منظمات إسرائيلية تقمع داعمي فلسطين في الجامعات الأمريكية.. تعرف على أبرزها
  • منظمات إسرائيلية تقمع داعمي فلسطين في الجامعات الأميركية.. تعرف على أبرزها
  • بايدن وترامب والهجرة.. سياسات مختلفة قد تؤثر على الأسواق
  • اتحاد الجامعات العربية ينظم برنامج إعداد القادة بمشاركة 14 دولة
  • مجدي طلبة: حسام حسن سيقود المنتخب إلى كأس العالم
  • وفد مكتب البعثات الدراسية يتفقد طلبة الإمارات في الجامعات الصينية
  • الكشف عن أفضل دول العالم للسياحة لعام 2024 بحسب المنتدى الاقتصادي العالمي
  • وفد مكتب البعثات الدراسية يتفقد طلبة الإمارات المبتعثين في الجامعات الصينية
  • “جائزة المستثمر الذكي الخليجي” تكرّم 36 فائزاً في الرياض بجوائز تتجاوز مليون ريال
  • جائزة "المستثمر الذكي الخليجي" تكرّم 36 فائزاً في الرياض بجوائز تتجاوز مليون ريال