صفا

حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من تداعيات إصدار جيش الاحتلال الإسرائيلي، أوامر تهجير للنازحين الفلسطينيين في رفح جنوب قطاع غزة، كتمهيد على ما يبدو لبدء عملية عسكرية تمثل إعلانًا بإعدام أكثر من 1.2 مليون فلسطيني في المدينة، وتصعيدًا لجريمة الإبادة الجماعية المستمرة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وقال الأورومتوسطي في بيان صحفي يوم الإثنين، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدأ إنذار السكان المدنيين بـ"الإخلاء المؤقت" من الأحياء الشرقية لمدينة رفح لا سيما منطقة (الشوكة) وأحياء (السلام) و(الجنينة) و(البيوك)، من خلال المناشير المكتوبة والرسائل النصية والاتصالات الهاتفية باتجاه منطقة المواصي غرب مدينة خانيونس المجاورة، وذلك من دون أي توضيح لكيفية نقل المدنيين بأمان إلى المنطقة المذكورة، أو كيفية تنظيمهم فور وصولهم.

وتشمل المناطق التي طالتها أوامر الإخلاء، مستشفى أبو يوسف النجار، وهو المستشفى المركزي في رفح، وكذلك معبري رفح البري وكرم أبو سالم التجاري، علمًا بأن إدخال شاحنات المساعدات متوقف عبرهما منذ ظهر أمس.

وأضاف المرصد أن أوامر الإخلاء الجديدة من جيش الاحتلال رافقها التحذير من أن مدينة غزة وشمالها "ما زالت منطقة قتال خطيرة"، ومنع السكان الفلسطينيين من العودة شمالاً، وفي وقت تكثفت الغارات الجوية في الساعات الأخيرة على منازل سكنية في رفح ما خلف 26 شهيدًا أغلبهم أطفال ونساء وعشرات المصابين إضافة إلى فقدان آخرين تحت الأنقاض. 

وقبل أوامر الإخلاء الجديدة في رفح، وضع جيش الاحتلال أكثر من 246 كيلومترًا مربعًا، أي ما يعادل نحو 67%من مساحة قطاع غزة، تحت أوامر الإخلاء غير القانونية بما يشمل ذلك جميع المناطق الواقعة شمال وادي غزة، والتي صدرت أوامر لسكانها بالإخلاء في أواخر تشرين أول/أكتوبر، بالإضافة إلى مناطق محددة جنوب وادي غزة أمر الجيش الإسرائيلي بإخلائها تباعا منذ 1 كانون أول/ديسمبر الماضي.

وأكد المرصد الأورومتوسطي أن أوامر الإخلاء التي يصدرها جيش الاحتلال قبل شن عمليات برية تحتوي على مجموعة من الأخطاء الجسيمة بما في ذلك تقديم معلومات متناقضة وتسمية مناطق بشكل خاطئ بما لا يوفر أي ملاذ آمن للمدنيين النازحين وقد ينتهك التزام إسرائيل بموجب القانون الإنساني الدولي بتقديم "تحذيرات متقدمة فعالة".

وأبرز المرصد الحقوقي أن أي عملية عسكرية برية لجيش الاحتلال في رفح تهدد على نحو بالغ الخطورة بارتكاب مجازر مروعة ومذبحة لمئات آلاف المدنيين لاسيما الأطفال والنساء، ووقف عمليات الإغاثة الإنسانية المنقذة للحياة في جميع قطاع غزة.

ونبه الأورومتوسطي أنه بعد مرور 213 يوماً على جريمة الإبادة الجماعية المستمرة، تريد "إسرائيل" تنفيذ هجوم آخر واسع في مدينة رفح دون إيلاء اهتمام لمصير مئات آلاف السكان والنازحين الذين لجؤوا إليها منذ إعلانها منطقة آمنة من جيش الاحتلال، فيما ينذر اقتحام المدينة بالنظر لأعداد النازحين بمذبحة كبرى، وتثير مخاوف جدية من سيناريو النزوح القسري والتهجير إلى خارج القطاع.

ولا تزال "إسرائيل" تنفذ أكبر وأوسع عملية تهجير قسري في التاريخ الحديث، حين أجبرت بأوامر إخلاء عسكرية وتحت وطأة القصف والاستهداف، مليوني فلسطيني على النزوح والعيش في مراكز إيواء وخيام، حيث يتركز أكثر من نصفهم في مدينة رفح الحدودية.

فضلاً عن ذلك، فإن رفح تعد مركز عمليات الإغاثة الإنسانية ونقطة دخول الإمدادات الإنسانية، وتخزن فيها العشرات من منظمات الإغاثة العاملة الإمدادات التي تقدمها للمدنيين في جميع أنحاء قطاع غزة، بما في ذلك الغذاء والمياه ومستلزمات الصحة والصرف الصحي والنظافة، وهو ما ينذر بتصعيد نهج التجويع بحق سكان القطاع وتفاقم انتشار الأمراض المتوقعة الناجمة عن العملية العسكرية.

وشدد الأورومتوسطي على أن الهجوم البري الإسرائيلي الوشيك على رفح قد يمثل نقطة التصعيد الأكثر دموية بحق المدنيين الفلسطينيين، وسيؤدي إلى موجة أكبر من النزوح والمزيد من الاكتظاظ وقتل فرص الحصول على الغذاء الأساسي والمياه في وقت قد ينهار تمام النظام الصحي شبه المدمر أصلاً.

إذ يقع مستشفى (أبو يوسف النجار) في رفح ضمن مناطق أوامر الإخلاء الإسرائيلية، علماً أنه أحد 12 من أصل 36 مستشفى في قطاع غزة لا تعمل بشكل جزئي، بما يشمل 2 في شمال غزة، و3 في غزة، و2 في دير البلح و2 في خان يونس وسط وجنوب القطاع، و3 في رفح، فيما تعمل هذه المرافق بقدرات محدودة، وتكتظ بالمرضى وتواجه نقصًا حادًا في الوقود والأدوية والإمدادات والموظفين، بحسب منظمة الصحة العالمية.

كما تعمل ستة مستشفيات ميدانية بكامل طاقتها، وتقع جميعها في جنوب قطاع غزة، ولا يزال 70 بالمائة من مراكز الرعاية الصحية الأولية في جميع أنحاء غزة غير صالحة للخدمة. 

وأبرز المرصد الحقوقي أن التقديرات تفيد بوجود حوالي 600 ألف طفل في مدينة رفح جميعهم إما جرحى أو مرضى أو يعانون من سوء التغذية وسيكون مصيرهم مجهولاً ضمن مئات آلاف النازحين الذين فروا إلى أقصى نقطة في جنوب قطاع غزة، هربًا من الاستهداف المباشر والجوع والعطش، ما يستدعى تدخلاً حاسمًا لوقف التوغل الإسرائيلي في الإبادة الجماعية والتهجير القسري بحقهم.

وجدد الأورومتوسطي مطالبة المجتمع الدولي بوجوب الاضطلاع بالتزاماته القانونية الدولية بوقف جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل" في قطاع غزة، وتفعيل أدوات الضغط الحقيقية لإجبارها على وقف هجومها العسكري وللامتثال لقواعد القانون الدولي ولقرارات محكمة العدل الدولية لحماية المدنيين الفلسطينيين.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: الأورومتوسطي اجتياح رفح نزوح رفح اعدام فلسطين عملية عسكرية عملية رفح الإبادة الجماعیة أوامر الإخلاء جیش الاحتلال مدینة رفح قطاع غزة فی رفح

إقرأ أيضاً:

كتائب القسام تؤكد مقتل وإصابة قوة إسرائيلية في عملية نوعية

 

أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، عن تنفيذ عملية نوعية استهدفت قوة راجلة من **جيش الاحتلال الإسرائيلي شمال مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، فجر يوم الجمعة الماضي، أول أيام عيد الأضحى.

وذكرت الكتائب، في بيان نشرته عبر قناتها على تلغرام، أن مقاتليها فجّروا بعدة عبوات ناسفة منزلاً تحصنت فيه قوة من جنود الاحتلال في منطقة السطر، شرقي مدينة حمد، مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الجيش.

وأكدت القسام أن مقاتليها رصدوا هبوط طائرة مروحية إسرائيلية في شارع الفلل شرق المدينة، استُخدمت في إجلاء المصابين من الموقع، واستمرت عملية الإخلاء عدة ساعات.

وفي السياق ذاته، واصلت المقاومة الفلسطينية في غزة تنفيذ عملياتها ضد قوات الاحتلال وآلياته العسكرية، خاصة في مناطق التوغل جنوب القطاع. وقالت كتائب القسام إنها تمكنت من قنص جندي إسرائيلي باستخدام بندقية "الغول" في منطقة السناطي شرق بلدة عبسان الكبيرة، شرق خان يونس.

وأقرت وسائل إعلام عبرية بوقوع إصابات في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث اعترف الجيش بإصابة جنديين بجروح متوسطة جراء إطلاق نار من قبل أحد المقاومين في خان يونس، وسط استمرار ما وصفته التقارير الإسرائيلية بـ"المعارك الضارية" داخل قطاع غزة.

وتأتي هذه التطورات في إطار التصعيد المستمر منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث يشن  جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً شاملة على قطاع غزة، أسفرت حتى الآن عن أكثر من 182 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ونزوح مئات الآلاف من سكان القطاع وسط دمار واسع النطاق وانهيار شبه كامل للمنظومة الإنسانية.


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

سيف الزعبي

قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.

الأحدثترند كتائب القسام تؤكد مقتل وإصابة قوة إسرائيلية في عملية نوعية موعد ناري يجمع ريال مدريد والهلال السعودي في كأس العالم للأندية 2025 ديكو يؤكد: برشلونة يبحث عن إضافة هجومية جديدة ريان شرقي يؤكد جاهزيته للتألق مع مانشستر سيتي في كأس العالم للأندية الاحتلال الإسرائيلي يواصل انتهاك السيادة السورية Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اقرأ ايضاًأسعار العملات المشفرة مقابل الدولار

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تكشف أهداف عملية «الأسد الصاعد» ضد أهداف عسكرية في إيران
  • استشهاد 15 فلسطينيًا في قصف للاحتلال الإسرائيلي على جباليا وغزة ورفح
  • كتائب القسام تؤكد مقتل وإصابة قوة إسرائيلية في عملية نوعية
  • إسرائيل تشن عملية عسكرية في سوريا وتعتقل فلسطينيين
  • أول رد إيراني على أوامر الإخلاء الأمريكية لبعض بعثاتها في المنطقة
  • نتنياهو يعلن استعادة جثتي أسيرين إسرائيليين من غزة خلال عملية عسكرية
  • استشهاد 80 فلسطينيًا في قصف الاحتلال الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة
  • استشهاد 25 فلسطينيًا برصاص الاحتلال قرب مركز توزيع مساعدات في غزة
  • الأورومتوسطي: “إسرائيل” تجند عصابات ومرتزقة لجعل نقاط توزيع المساعدات ساحات ذبح جماعي
  • أزمة عميقة داخل إسرائيل.. وزير فلسطيني سابق يكشف التفاصيل