معضلة ذا لاين السعودية.. تحد ضخم وخطط لم تنفذ وتكاليف بـالتريليونات
تاريخ النشر: 7th, May 2024 GMT
كشف تقرير جديد لصحيفة وول ستريت جورنال التحديات التي تواجه "نيوم"، المشروع الضخم الذي أطلقه ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في إطار خطة تنوع الاقتصاد بعيدا عن النفط، وقال التقرير، مستندا إلى وثائق داخلية لـ "نيوم" ومقابلات، إن المملكة "تهدر" الأموال على المشروع، كما كشف بعض العيوب الخطيرة في تصميم مدينة "ذا لاين".
وقالت الصحيفة إن المملكة لم تنفذ الكثير من خطط المرحلة الأولى "في مواجهة حقيقة التكاليف في وقت تنفق فيه البلاد أكثر بكثير مما تجنيه".
وكانت السعودية تخطط لأن يعيش في "ذا لاين"، المدينة المستقبلية التي تمتد على مسافة 170 كيلومترا بين التضاريس الجبلية والصحراوية، 9 ملايين شخص.
و"ذا لاين" واحدة من 4 مناطق تابعة للمشروع الأوسع "نيوم" والذي يتوقع أن تبلغ تكلفته نحو 500 مليار دولار أميركي.
لكن، وكما قالت تقارير سابقة، توقع مسؤولون تنفيذيون في "نيوم" أن يكون عدد السكان في المرحلة الأولى من "ذا لاين" أقل من 200 ألف نسمة، حسبما قال موظف حالي وسابق مطلع على الخطط، لـ "وول ستريت جورنال".
ومع ذلك، تنفق "نيوم" على بنية تحتية ضخمة مخصصة لملايين الأشخاص، ويشمل ذلك بناء مطار عملاق، وقطار فائق السرعة يمر عبر نفق جبلي يبلغ طوله 32 كيلومترا، ومحطات تحلية مياه ضخمة، وفق مسؤول سابق.
ورغم وصفها بأنها خالية من الانبعاثات، فقد سعت "نيوم" مؤخرا إلى الحصول على مقاولين لبناء محطتين لتوليد الطاقة بالغاز بإجمالي 800 ميغاوات لتزويد المنطقة بالطاقة، حتى يتم الحصول على مصادر طاقة صديقة للبيئة.
ولإظهار التقدم المحرز لولي العهد، بدأ المهندسون في وضع الأساسات لمدينة "ذا لاين" قبل عامين، حتى قبل أن يتوصل المهندسون المعماريون إلى خطة البناء.
وسرعان ما قرر المهندسون المعماريون أن المرحلة الأولى يجب أن يتم بناؤها في مكان آخر، تاركين الأساسات الأولية للخط كما هي، حسبما قال أشخاص مطلعون.
ويخطط المنظمون الآن لبناء حوالي 2.4 كيلومتر من "ذا لاين" في المرحلة الأولى بحلول عام 2030، بدلا من ما يقرب من 16 كيلومترا، كما أعلن من قبل.
وتقول الصحيفة إن محمد بن سلمان "يخاطر بإهدار قدر كبير من أموال البلاد على تجربة غير مسبوقة في بناء المدن، قد يكون من الصعب للغاية تنفيذها".
وقالت مضاوي الرشيد، الأستاذة الزائرة في مركز الشرق الأوسط بكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية وهي أيضا معارضة سعودية: "محمد بن سلمان يقامر. إن إنفاق الكثير من المال ينبغي نظريا أن يولد قفزة ملموسة في الاقتصاد السعودي، لكن الكثير من الأموال حتى الآن تم إنفاقها على المستشارين والمهندسين المعماريين الأجانب".
وردا على سؤال في مقابلة مع "سي أن بي سي" الشهر الماضي بشأن تقرير سابق لوكالة "بلومبرغ" توصل إلى أنه تم تقليص حجم البناء في المرحلة الأولى، أشار وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي، فيصل الإبراهيم، إلى أن الطموحات طويلة المدى لمدينة "ذا لاين" لاتزال كما هي.
وقال: "ليس هناك تغيير في حجم البناء.. الاقتصاد في المملكة اليوم ينمو بشكل أسرع، لكننا لا نريد أن نفرط في ذلك".
وذكرت "بلومبرغ" أن مشروع "نيوم" السعودي يخطط لبيع سنداته بالريال لأول مرة في وقت لاحق من العام الجاري، بهدف الحصول على المزيد من مصادر التمويل لمشاريع البناء المخطط لها للمدينة المستقبلية، وذلك وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر.
وأشارت الوكالة إلى أن معظم تمويل المشروع جاء حتى الآن في شكل ضخ أسهم من مالكه، صندوق الثروة السيادية السعودي، الذي يقوده محمد بن سلمان. لكن لإنجاز المشروع الطموح، كان مطورو "نيوم" يبحثون عن مصادر جديدة في الأشهر الأخيرة.
وحصلت"نيوم" مؤخرا على قرض بقيمة 10 مليارات ريال من مجموعة من البنوك السعودية، وفقا لما نقلته الوكالة عن شخصين آخرين مطلعين على الصفقة، كما حصل مطورو المشروع على قرض بقيمة 3 مليارات ريال لتمويل جزيرة "سندالة" السياحية الفاخرة في البحر الأحمر.
وتشير صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقريرها الجديد إلى بعض التحديات التي تواجه "نيوم"، من بينها معضلة إيواء أكثر من 100 ألف عامل بناء إضافي في منطقة قاحلة من الصحراء الشاسعة، تبعد ساعتين بالسيارة عن أي مدينة كبيرة.
وتبدو احتياجات "نيوم" من الفولاذ والزجاج الخارجي والمواد الأخرى ضخمة جدا لدرجة أنها قد تؤدي إلى ارتفاع الأسعار العالمية، ويكون من الصعب الحصول عليها.
كما أن أسعار البناء ترتفع، وقد بلغت التكلفة المتوقعة لمنتجع للتزلج في المنطقة يعرف باسم "تروجينا"، على مدار عامين وثلث العام، 38 مليار دولار، وفقا لوثائق لنيوم استعرضتها صحيفة "وول ستريت جورنال".
وحتى بالنسبة لدولة هي من أكبر مصدري النفط الخام في العالم، فإن مدينة "نيوم" ستكون باهظة الثمن. وتقدر تكاليفها الرسمية بنحو 500 مليار دولار.
لكن بعض المسؤولن التنفيذيين العاملين في المشروع يعتبرون أن هذا الرقم أقل من الرقم الحقيقي المتوقع. وقال شخصان مطلعان على الخطط إن أول 2.4 كيلومتر من "ذا لاين" ستتكلف أكثر من 100 مليار دولار، وإذا تم بناء المشروع بالكامل، يتوقعان أن تبلغ قميته أكثر من تريليوني دولار.
ويقولان إن هذا يجعل من غير المرجح أن تجتذب نيوم استثمارات خاصة كبيرة لتمويل المراحل المستقبلية من "ذا لاين".
وتشير الوثائق الداخلية، التي تعود إلى عام 2021، إلى أن مساحة "ذا لاين" تبلغ أكثر من 7 مليارات قدم مربع، وهو ما يعادل 29 في المئة من جميع المباني في مدينة نيويورك مجتمعة.
وفي وثيقة تحت عنوان "المخاوف الرئيسية"، قال موظف إنه من خلال التركيز على تشييد مبان مرتفعة بطول كيلومترات، قلبت نيوم عملية التصميم العادية رأسا على عقب.
ويشكك العديد من المديرين التنفيذيين العاملين في مشروع "نيوم" في الحاجة إلى مبان يبلغ ارتفاعها 500 متر، وهو ما ينطوي على تحديات هندسية إضافية وتكاليف أعلى ويجعل الإخلاء صعبا في حالات الطوارئ
ووصف المهندس المعماري البريطاني الشهير، بيتر كوك، المشارك في مشروع "ذا لاين"، ارتفاع المشروع بأنه "غبي بعض الشيء وغير معقول"، وفي فيلم وثائقي لاحق، وصف كوك، الذي أشاد بالمشروع بشكل عام، بأنه "محير حتى لأولئك الذين شاركوا في تصميمه".
وتقول الصحيفة إن إنشاء مدينة خطية تتعارض مع الطريقة التي طور بها البشر المدن منذ آلاف السنين، حيث يتم البناء بشكل طبيعي إلى الخارج بطريقة دائرية، وعادة ما تكون حول مركز.
وقال جون فرنانديز، الأستاذ في قسم الهندسة المعمارية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: "إنها تحارب التاريخ الكامل للطريقة التي تأسست بها المدن ونموها".
وحتى المؤيدين يقولون إنها تجربة يمكن أن تفشل بسهولة في الممارسة العملية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: وول ستریت جورنال المرحلة الأولى محمد بن سلمان ملیار دولار الحصول على ذا لاین أکثر من إلى أن
إقرأ أيضاً:
بغرف عمليات وخطط محكمة.. قنا تكثف استعداداتها لانتخابات مجلس الشيوخ
أكد الدكتور خالد عبدالحليم، محافظ قنا، أهمية الحياد التام لكافة الأجهزة التنفيذية والوقوف على مسافة واحدة من جميع المرشحين دون تمييز خلال انتخابات مجلس الشيوخ، مع التأكيد على مراجعة كافة المقار الانتخابية والتأكد من جاهزيتها، وإنشاء غرف عمليات فرعية بكافة الوحدات المحلية تتصل مباشرة بغرفة العمليات الرئيسية بديوان عام المحافظة، إلى جانب توفير أرقام تليفونية لتسهيل سرعة التواصل.
جاء ذلك خلال ترأس محافظ قنا، اجتماعًا موسعًا مع القيادات التنفيذية والأمنية بالمحافظة، لمناقشة الاستعدادات النهائية لتأمين وتنظيم العملية الانتخابية التي ستجرى جولتها الأولى يومي الاثنين والثلاثاء الموافقين 4 و5 أغسطس المقبل، فى إطار التحضيرات الجارية لانطلاق ماراثون انتخابات مجلس الشيوخ لعام 2025، بحضور الدكتور حازم عمر، نائب المحافظ، واللواء أيمن السعيد السكرتير العام المساعد، واللواء أحمد رفعت مساعد مدير الأمن، إلى جانب عدد من القيادات التنفيذية ومديري القطاعات الخدمية.
وأوضح محافظ قنا، بأن عدد السكان يبلغ قرابة 3 ملايين و674 ألف نسمة، منهم نحو 2 مليون و200 ألف و369 ناخبا وناخبة، مقيداً بقاعدة بيانات الناخبين، موزعين على لجنة عامة واحدة و301 مركز انتخابي، تضم 304 لجان فرعية، ويخوض الانتخابات 24 مرشحًا على المقاعد الفردية، بالإضافة إلى 3 مرشحين على "القائمة الوطنية من أجل مصر".
كما وجه محافظ قنا، بتوفير مظلات وأماكن انتظار مناسبة للناخبين، مع إتاحة كراسي متحركة لخدمة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، وتحسين الإضاءة العامة داخل المقار والشوارع المؤدية إليها، ورفع مستوى النظافة في محيط اللجان.
واستعرض الاجتماع أيضًا خطط الطوارئ القطاعية، حيث تم تكليف مديرية الصحة برفع درجة الاستعداد بالمستشفيات والوحدات الصحية، مع إعداد كشف بأسماء المسؤولين وأرقام هواتفهم، فضلًا عن خطة انتشار سيارات الإسعاف، وتخصيص سيارة بكل وحدة محلية، كما تم التنسيق مع قطاع الكهرباء لتوفير مولدات احتياطية وتشغيلها قبل بدء التصويت بـ48 ساعة، إلى جانب التنسيق مع شركة مياه الشرب لتوفير سيارات مياه متنقلة كخطة بديلة فى حالة الطوارئ.
وفي سياق تنظيم المرور، وجه المحافظ، إدارة المرور بتوزيع الأوناش على مختلف مراكز المحافظة لتسهيل الحركة وضمان وصول الناخبين بسهولة إلى لجان الاقتراع، كما تم التشديد على سرعة إخلاء وتجهيز المقار الانتخابية وتسليمها للجهات المعنية في الوقت المناسب، ومنع أي أعمال صيانة أو تغييرات قد تعوق انتظام العملية الانتخابية.
وأكد محافظ قنا، بأن جميع الأجهزة التنفيذية والخدمية تعمل بتناغم كامل وبروح الفريق الواحد، لضمان خروج الانتخابات بصورة مشرفة ومنظمة تليق بأبناء محافظة قنا، وتعكس الوعي الديمقراطي للمواطن القنائي.
جدير بالذكر بأن الجولة الأولى لانتخابات مجلس الشيوخ تنطلق يومي الاثنين والثلاثاء الموافقين 4 و5 أغسطس المقبل، فى إطار التحضيرات الجارية لانطلاق ماراثون انتخابات مجلس الشيوخ لعام 2025، على أن تعقد جولة الإعادة يومي 27 و28 من الشهر ذاته، وذلك تنفيذًا لقرار الهيئة الوطنية للانتخابات رقم 5 لسنة 2025.