“لا” إماراتية لأمريكا: معادلة النار اليمنية تُغيّر قواعد اللعبة في الشرق الأوسط!
تاريخ النشر: 9th, May 2024 GMT
الجديد برس:
ما زال انخراط حركة «أنصار الله» في معركة «طوفان الأقصى» نصرة لفلسطين، يخلط الأوراق في الشرق الأوسط، ويُجبر الدول على إعادة حساباتها وفقاً للمعادلات الجديدة التي تُرسم بالنار في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، فضلاً عن مرحلة التصعيد الرابعة والتي تشمل البحر الأبيض المتوسط.
وإذ دفع العجز الأمريكي أمام الجرأة اليمنية على استهداف حاملات الطائرات والبوارج الغربية، بعض الدول إلى مراجعة العلاقة مع واشنطن، والتمهّل في الالتحاق بها كيفما كان، من دون درس النتائج، فقد أدى صمود المقاومة في قطاع غزة وجبهات المساندة، إلى تقليص المساحة التي كان يشغلها ما يُسمى «محور الاعتدال»، أي الدول المطبّعة مع إسرائيل أو التي على وشك التطبيع، ووضعه أمام خيارات صعبة.
ذلك أن الدخول الكامل في المعترك إلى جانب واشنطن وتل أبيب، ستكون نتائجه وخيمة على تلك الدول، وهو ما يرجّح تخلّي الأخيرة عن بعض الأدوار التي كانت مسندة إليها في السابق من قِبل الولايات المتحدة.
وكمثال على ما تَقدّم، فإن الدول الخليجية زوّدت واشنطن وتل أبيب بما لديها من معلومات استخباراتية بشأن عملية «الوعد الصادق» الإيرانية، ليلة 13 – 14 نيسان الماضي، بدعوى أن إيران يمكن أن تتحمّل خرقاً كهذا في العلاقات وتتجاوزه لمصالح أهم، لكن الدول نفسها ترفض استخدام القواعد الأمريكية في أراضيها للعدوان على دول في «محور المقاومة» خصوصاً اليمن والعراق، خشية عدم قدرتها على تحمّل تداعياته الخطيرة على أمنها ونموّها الاقتصادي.
وهكذا، أحدث مجموع الأعمال العسكرية في ساحات «محور المقاومة»، تغييراً في الأفكار والصور النمطية التي كانت سائدة قبل عملية «طوفان الأقصى»، حيث لم تعد البلدان المطبّعة تصرّ على صعود المركب الأميركي بأي ثمن، خصوصاً أنها لا تدافع عن قيم أو هوية أو أرض، بل هدفها الأول والأخير تثبيت أنظمة الحكم فيها.
وبحسب مصادر إعلامية غربية، فإن دولة الإمارات أبلغت الولايات المتحدة بأنها لن تسمح بعد الآن للطائرات الحربية والطائرات من دون طيار الأمريكية المتمركزة في قاعدة «الظفرة» الجوية في أبو ظبي، بتنفيذ ضربات في اليمن والعراق.
وقال مسؤولون أمريكيون إن ذلك دفع بالقادة الأمريكيين إلى إرسال طائرات إضافية إلى قاعدة «العديد» الجوية في قطر، التي لم تفرض قيوداً مماثلة.
وأوضح مسؤول إماراتي، بدوره، لصحيفة «وول ستريت جورنال»، أن قرار منع الطائرات الأمريكية المتمركزة في أراضيها من شن غارات جوية، «ينطلق من فكرة الدفاع عن النفس»، مشيراً إلى أن «الولايات المتحدة كانت بطيئة في اتخاذ إجراءات للدفاع عن الإمارات بعد تعرّضها لهجوم بالمسيّرات» من قبل «أنصار الله» مطلع عام 2022.
وبناءً عليه، فإن التجربة علّمت الإماراتيين درساً مفاده أن التنفيذ الحرفي للتعليمات الأمريكية يجعلهم رأس حربة في وجه خصومهم، ويضرّ بطموحهم إلى تعزيز دور بلادهم الاقتصادي. وعليه، فهي مجبَرة، هذه المرّة، على أن تقول للأمريكيين «لا»، تحت وطأة معادلة النار اليمنية والعراقية، والتي تشمل وكلاء واشنطن في المنطقة أيضاً.
على أن تلك «اللا» الإماراتية، والتي تعزّزها حقيقة أن الأمريكي فشل في رفع الحصار الجزئي عن إسرائيل، غير منعزلة، وليست بداية مسار رافض للسياسات الأمريكية، بقدر ما هي عتب على واشنطن التي تخلّت عن أبو ظبي أيام محنتها أثناء استهداف منشآتها، رغم أن الأخيرة في صلب التحالف الأمريكي، وتقوم بالدور الكامل فيه، وشريك في رفع الحصار عن تل أبيب بواسطة الطريق البرّي عبر السعودية والأردن.
وفي أعقاب الهجوم اليمني الشهير على الإمارات، أرسلت الولايات المتحدة عدداً من المقاتلات من طراز «إف – 22» للدفاع عن الأجواء الإماراتية.
ولكن القادة الإماراتيين شعروا بالإهانة عندما زار الملحق العسكري الأمريكي في أبو ظبي، وزارة الدفاع الإماراتية، بعد أيام قليلة من وصول الصواريخ والمسيّرات اليمنية إلى أهدافها في الإمارات.
وتقول مصادر أمريكية إن المسؤولين الإماراتيين أخبروه أنهم اعتقدوا أنه آتٍ لمناقشة هجمات «أنصار الله»، ليكتشفوا أن الاجتماع كان لتسليمهم فاتورة الوقود الذي زوّدت به الولايات المتحدة الطائرات الإماراتية المقاتلة، حين كانت تنفّذ مهمة اكتشاف واعتراض أي هجمات يمنية جديدة محتملة.
وتضيف المصادر أن الإماراتيين اعتبروا أن هجوم اليمن على منشآت حيوية في البلد، شبيه بـ11 أيلول 2001، مع الفارق في الحجم بين البلدين، متابعة أن محمد بن زايد الذي كان يشغل حينها منصب ولي العهد، حرد بعد ذلك، معتبراً الحادثة دليلاً على أن الولايات المتحدة تخلّت عن الإمارات في وقت الحاجة.
من جهتها، أشارت مصادر تحدّثت إلى موقع «أكسيوس» الأمريكي، في وقت سابق، إلى أن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، اعتذر لابن زايد، في لقاء جمعهما في المغرب، لامتناع بلاده عن الرد على هجمات «أنصار الله» على الإمارات.
وكشف الموقع أن «الإماراتيين شعروا بخيبة أمل إزاء ما اعتبروه رد فعل أمريكياً ضعيفاً وبطيئاً على الهجمات، في حين أصيبت إدارة الرئيس جو بايدن بخيبة أمل لاحقاً بسبب الرد الإماراتي على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا»، مشيراً إلى أن «اعتذار بلينكن ساعد في تخفيف تلك التوترات».
*جريدة الأخبار اللبنانية
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: الولایات المتحدة أنصار الله التی ت
إقرأ أيضاً:
كأس العالم للأندية يشهد ثورة كروية.. تعديلات تحوّل قواعد اللعبة
في خطوة تُمهّد لعصر جديد في كرة القدم، أعلن مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (IFAB)، عن خمس تعديلات جوهرية على قوانين اللعبة، تدخل حيّز التنفيذ اعتباراً من كأس العالم للأندية 2025، التي تحتضنها الولايات المتحدة بين 14 يونيو و13 يوليو، بنظام موسع يشهد مشاركة 32 فريقاً لأول مرة في تاريخ البطولة.
التعديلات الجديدة.. مفاهيم مبتكرة وقوانين أكثر حسمًا
أولاً– حارس المرمى والكرة: بات يُمنع على حارس المرمى الاحتفاظ بالكرة لأكثر من 8 ثوان، ومع تجاوز هذا الزمن، لن تُمنح ركلة حرة غير مباشرة كما كان سابقاً، بل ركلة ركنية مباشرة للفريق الخصم، مما يضع حراس المرمى تحت ضغط جديد ويمنح الفرق المهاجمة أفضلية تكتيكية واضحة.
ثانياً– إسقاط الكرة: في حال تم إيقاف اللعب والكرة خارج منطقة الجزاء، سيقوم الحكم بإسقاطها للفريق الذي كان يحتفظ بها أو من المرجح أن يستحوذ عليها، أما إن لم يتضح ذلك، فتعاد للفريق الذي لمسها آخر مرة في موقع توقف اللعب، ما يعزز مبدأ العدالة في المواقف الجدلية.
ثالثاً– لمس الكرة من خارج الملعب: أصبح من الممكن احتساب ركلة حرة غير مباشرة دون إنذار أو طرد إذا لمس أحد أفراد الطاقم الفني أو اللاعبين البدلاء أو المطرودين الكرة أثناء خروجها من الملعب، شرط ألا يكون هناك تدخل غير عادل في سير اللعب.
رابعاً– حكم الفيديو المساعد (VAR): للمرة الأولى، تتيح القوانين للبطولات المختلفة خيار إعلان تفاصيل القرار التحكيمي للجمهور بعد مراجعة الفيديو، أو الاكتفاء بالقرار دون شرح، ما يمنح كل بطولة مرونة في إدارة استخدام التقنية.
خامساً– تموضع الحكم المساعد: مع دقة تكنولوجيا الفيديو في تحديد عبور الكرة خط المرمى، سيتمركز الحكم المساعد مستقبلاً على خط نقطة الجزاء، وهو ما يمثل خط التسلل، مما يعزز دقته في اتخاذ قرارات الأوف سايد.
الكابتن فقط يتحدث إلى الحكم… والكاميرا على صدر الحكم
وفي جانب آخر لافت، يواصل مجلس الاتحاد الدولي اختبار مبدأ حصر التواصل مع الحكم داخل الملعب في قائد الفريق فقط، بهدف تقليل التوترات ورفع مستوى الاحترام والانضباط، وهي تجربة لاقت نجاحاً أولياً في عدة بطولات خلال العام الماضي.
ولن تقتصر الابتكارات على قوانين اللعب فقط، إذ أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن تجهيز الحكام بكاميرات مثبتة على أجسامهم، تتيح للجماهير حول العالم مشاهدة لقطات حية من زوايا فريدة تُبث مباشرة، في تجربة بصرية غير مسبوقة تنقل تفاصيل اللعبة كما يراها الحكم نفسه.
الأهلي المصري في قلب التاريخ
وسيسجّل نادي الأهلي المصري اسمه في سجلات التاريخ، كأول فريق يخوض مباراة تُطبق فيها التعديلات الجديدة رسمياً، وذلك حين يواجه فريق إنتر ميامي الأمريكي في افتتاح بطولة كأس العالم للأندية 2025.
هذا وتعكس التعديلات الجديدة توجهاً جريئاً نحو تحديث اللعبة وضبط إيقاعها بما يتماشى مع التقنيات الحديثة وروح المنافسة، وسط ترقب عالمي لمشاهدة كيف سيؤثر هذا التحول القانوني والتقني على مجريات البطولات المقبلة.