سيطرت في الأيام القليلة الماضية، ردود أفعال واسعة ومتباينة على المستوى المحلى و الدولى معا ابان تدشين اتحاد القبائل العربية والعائلات المصرية بوسط سيناء بتشكيلة الجديد بين مؤيد و معارض.

ولقد سعدت على المستوى الشخصى وبصفتى عضوا بهذا الاتحاد بهذه الردود المعارضة قبل المؤيدة، حيث أنها قد أظهرت قوة و أهمية الحدث فى زمانه و مكانه.

فمن ناحية التوقيت، جاء في ظل المناورات الصهيونية الساعية لاجتياح رفح الفلسطينية ومحاولة تنفيذ مخطط التهجير القسرى للاخوة الفلسطينين إلى سيناء و تصفية القضية الفليسطينية.

ومن ناحية المكان هو سيناء الحبيبة و بالتحديد وسط سيناء جنوب رفح المصرية بمدينة السيسي الجديدة على بعد حوالى 4 كيلو مترا من الحدود و التى تم تدشينها مع تدشين الاتحاد.

فكان من الطبيعي أن يهاجم المتآمرين هذا الحدث المفاجئ لهم، والذى حمل رسالة لهم ولأمثالهم بأن جميع أطياف الشعب المصرى من الجنوب إلى الشمال، و من الغرب إلى الشرق.

جاء ليعلن من هناك اتحاده واصطفافه ضد هذا المخطط، وكان لهذه الرسالة دلالة واضحة عندما تم اختيار أحد مشايخ قبائل سيناء رئيسا لهذا الاتحاد ليعلن ممثلين جميع القبائل والعائلات المصرية أنهم مع قبائل سيناء ومع الدولة ومؤسساتها فى صد وإفشال هذا المخطط.

أما ردود الافعال الوطنية التى تولد لديها مخاوف و تساؤلات حول هذا الحدث فقد يظن البعض أن دور القبائل العربية مع الدولة حديث العهد، وأن ائتلافهم هذا يمثل خطرا على كيان دولتنا الوطنية.

ولكن التاريخ له رأى آخر فى هذا الشأن، وقد دلت الاحداث و المواقف التاريخية دائما على أن هذه القبائل وبالذات الحدودية منها كان لها دورا هاما و بارزا، ودائما يظهر فى وقت الازمات التى تمر بها الدولة وبالأخص ناحية الحدود.

وللقبائل العربية تاريخا مشرفا، و بطوليا بجانب قواته المسلحة و جيشه الوطنى، ومن أهم وأبرز هذه المواقف فى العصر الحديث:

اولا: فى عهد الوالى محمد على باشا:

أرسل الوالى حملة عسكرية بقيادة إبنه القائد إبراهيم إلى اثيوبيا للسيطرة على منابع النيل و لاخماد القلاقل هناك، و اخضاع هذا الاقليم له، فاستعان القائد إبراهيم فى حملته هذه بالقبائل العربية الموجود بجنوب مصر و بالتحديد بأسوان، و هم قبائل الجعافرة، و العبايدة، و البشارية لكى يقوموا بارشاد الحملة الوطنية الى الطريق السليم، و الاسرع للوصول الى اثيوبيا خلال الطرق الجبلية المجهولة للجيش، والمعلومة لهم فهم يدرون دراية تامة بالطرق الجبلية الوعرة، و كان نتيجة ذلك وصول القائد إبراهيم بجيشه إلى اثيوبيا بسلام، و لدى عودته قام بتكريم مشايخ هذه القبائل بالقعلة تقديرا لدورهم البارز الذى قاموا به.

ثانيا: و تكرر هذا المشهد أيضا فى عهد الخديوى اسماعيل عندما أرسل حملة أخرى لهذا الغرض لاثيوبيا مجددا و استعان بنفس القبائل الحدودية للدلالة، و الارشاد حتى لا يضل الجيش الطريق، و ما كان من الخديوى هذه المرة إلا أن قام بتكريم تلك القبائل و هى الجعافرة (الخبيرين) - العبايدة - البشارية باعفائهم و ذويهم حتى الذين كانوا يسكنوا وادى النيل من الجهادية، و فى نفس الوقت فتح لهم باب التطوع فى غفر الحدود و الهجانة لما لمسه منهم من خبرة، و إخلاص، و أمانة، و وطنية.. و مازالت تلك القبائل تحتكر حتى الآن التطوع بسلاح الحدود، و تجنيد أبنائها بهذا السلاح الذى يبرعون فيه.

ثالثا:و تتجلى الوطنية مرة اخرى و تصل ذروتها عام 1915 م و أثناء الحرب العالمية الأولى فى واحة الغروب بمطروح، فلقدسطر قبائل مطروح و الواحات ملحمة وطنية فى أول ثورة مسلحة ضد الاحتلال الانجليزى منذ احتلاله لمصر عام 1882 م، و التى سبقت ثورة 1919 م، حيث اصطفت قبائل مطروح و الواحات خلف الضابط المصرى و هو اليوزباشي محمد صالح حرب إبن أسوان، و كان وقتها الحاكم العسكرى لسيوة و الواحات، حيث قاد هذا الضابط المصرى ثورة مسلحة ضد الإنجليز لتعدى قائدهم على أحد نساء القبائل العربية بغرب مطروح، و شاركت معه و مع الجنود المصريين جموع من قبائل أولاد على، حيث واجه أبناء القبائل فى صحراء مصر الغربية قوات الجيش الانجليزى، و تمكنت هذه القبائل من قتل قائدهم ( اسناو ) فى معركة وادى ماجد على الرغم من كثرة عدد الجنود البريطانين و السلاح و العتاد الحديث، فى حين كانت هذه القبائل تقاتل باسلحة بدائية و على ظهور خيولهم، و ظل هذا اليوم و حتى الآن عيدا قوميا لمحافظة مطروح.

رابعا: أما قبائل شبه جزيرة سيناء فلست انا من يكتب عن بطولاتهم و وطنيتهم و دورهم البارز مع جيشهم الوطنى منذ عام 1948 م و حتى اليوم.. فهم دائما على خط المواجهة الأول مع العدو الصهيونى تارة، و مع أهل الشر و الجماعات الارهابية تارة اخرى.

فلا احد منا يستطيع أن ينكر وقوفهم مع الفدائيين فى حرب 1948م، و حرب 1956 م، و حرب الاستنزاف، و العبور فى عام 1973 م، وقد أبليت هذه القبائل بلاءا حسنا دون باقى القبائل الحدودية الحروب المتتالية، فلا يستطيع أحدا أن يزايد على دورهم الوطنى، و مساندتهم و معاونتهم لقواتهم المسلحة المصرية، و الذى تجلى هذا مؤخرا فى مساندة القوات المسلحة فى القضاء على الدواعش، و الجماعات الارهابية.. لذلك ليس كثيرا عليهم أن يتولى أحد أبنائهم رئاسة اتحاد القبائل العربية إن مصر ياسادة دولة مؤسسات، و ليست دولة مليشيات، تمتلك جيشا وطنيا من أبناء شعبها، و ليس جيش مرتزقة.

و مما سبق يتضح لنا جليا بأن دور القبائل العربية المصرية ينشط و يتجلى خلف القوات المسلحة المصرية و مساندة قرارات الدولة الوطنية و بهذا يكون اتحاد القبائل العربية و العائلات المصرية الذى تم تدشينه هو أحد مظاهر القوى الناعمة و الداعمة للدولة المصرية.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: اتحاد القبائل العربية اتحاد القبائل العربية والعائلات المصرية المستشار محمد إسماعيل مقالات اتحاد القبائل العربیة هذه القبائل

إقرأ أيضاً:

إنطلاق الدورة الثالثة من المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء والذكية بشمال سيناء

أعلن اللواء الدكتور محمد عبد الفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء، عن إنطلاق الدورة الثالثة من المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء والذكية، والتي تنفذها وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأشار المحافظ خلال مؤتمر إنطلاق الدورة الثالثة من المبادرة والذي عقد برئاسته وبحضور اللواء أسامه الغندور، سكرتير عام المحافظة، وحسن العلاقمي، مسؤول الاتصال والأمانة الفنية للمبادرة وعدد من الجهات المعنية، إلي أن المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية تعد أحد المبادرات الوطنية المهمة التي تأتي في إطار توطين أهداف التنمية المستدامة وتعزيز العمل المناخي ودعم المشروعات الخضراء في مصر.
وأكد المحافظ، أنه تم إنطلاق المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية في أغسطس 2022 بمحافظات جمهورية مصر العربية كمبادرة رائدة في مجال التنمية المستدامة والذكية والتعامل مع البعد البيئي وآثار التغيرات المناخية، وذلك من خلال وضع خريطة على مستوى المحافظات للمشروعات الخضراء الذكية وجذب الاستثمارات اللازمة لها.
وأضاف المحافظ أن المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية جاءت في إطار رئاسة مصر لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP27 ، والجهود الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة في سياق تنفيذ رؤية مصر 2030 من خلال الحفاظ على البيئة لتحسين نوعية الحياة ومراعاة حقوق الأجيال القادمة، وتنفيذ الإستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050.
ولفت المحافظ إلي أن المبادرة تُعد نموذجًا ملهمًا لأفضل الممارسات والتجارب الناجحة الرائدة التى تُقدمها مصر للعالم، وتم اطلاقها نظرًا لما تشهده مصر من تحديات وأزمات عالمية متلاحقة، حيث بادرت الدولة المصرية بتنفيذ العديد من المشروعات وإطلاق المبادرات الداعمة للتعامل مع تداعيات تلك القضية المحورية بأسلوب استباقى يستهدف تقديم حلول مبتكرة وفعالة وتشاركية لترجمة مستهدفات الدولة فى التحول إلى الاقتصاد الأخضر إلى واقع عملى، ومن هذا المنطلق تأتى المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية.
واستعرض المحافظ أهداف المبـــادرة وهي  تقديم مبادرة غير مسبوقة عالمياً تركز على التنفيذ والتطبيق على أرض الواقع، والتأكيد على جدية التعامل مع البعد البيئي وتغيرات المناخ في إطار تحقيق أهداف التنمية المستدامة والتحول الرقمي من خلال تقديم مشروعات محققة لهذه الأهداف ووضع خريطة على مستوى المحافظات للمشروعات الخضراء والذكية و ربطها بجهات التمويل وجذب الاستثمارات اللازمة لها، من الداخل والخارج، والتعامل مع التغير المناخي وتحديات البيئة من خلال مشروعات محققة على ارض الواقع، وتعظيم استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في إطار خطة الدولة للتحول الرقمي، وتمكين جميع محافظات مصر والوصول الى مختلف الفئات مجتمعياً وجغرافياً، و نشر الوعي المجتمعي حول تحديات التغير المناخي وقدرات التكنولوجيات الحديثة، و تمكين المرأة في مجال مواجهة تحديات التغير المناخي والبيئة، وادماج كافة أطياف المجتمع في إيجاد حلول لتحديات التغير المناخي والبيئي.


من جانبه قال اللواء أسامه الغندور، سكرتير عام المحافظة أن الفئات المستهدفة للمشروعات هي فئة المشروعات كبيرة الحجم، فئة المشروعات المتوسطة، فئة المشروعات المحلية الصغيرة (حياة كريمة )، فئة المشروعات المقدمة من الشركات الناشئة، المشروعات التنموية المتعلقة بالمرأة وتغيير المناخ والاستدامة، المبادارت والمشاركات المجتمعية غير الهادفة للربح.
وأكد الغندور علي أنه يجب أن تتوافق المشروعات المقدمة مع عدة معايير وهي التخفيف من اثار تغير المناخ، والتكيف مع تغير المناخ، والحفاظ على الموارد الطبيعية، وحفظ التنوع البيولوجي والحد من التلوث.
أشار الغندور، إلي أن عدد المشروعات المقدمة علي المنصة الالكترونية في الدورتين الاولي والثانية بلغت 132 مشروعا في الفئات الستة المستهدفة، مطالبا بمشاركة اعداد أكبر في الدورة الثالثة واختيار مشروعات غير نمطية.
بدوره استعرض حسن العلاقمي، مسؤول الاتصال والأمانة الفنية للمبادرة، شروط وآليات المشاركة في المباردة حيث يتم التقدم للمشاركة في المبادرة للشركات والأفراد والمؤسسات إلكترونياً من خلال رابط التسجيل على ان تستوفي المشروعات كافة الشروط التالية، علي أن يكون المشروع داخل النطاق الجغرافي للمحافظة، وأن يكون المشروع قد تم تنفيذه بالفعل وله نتائج مدعومة بأدلة والحد الأدنى للمشروعات التي مازالت قد التطوير هو وجود دراسة كاملة واثبات لصحة الفكرة وقابليتها للتنفيذ ، وأن يستوفي المشروع الحد الادنى من الاشتراطات وهي ان يتضمن مكون تكنولوجي ومكون يرتبط بالاستدامة البيئية (اخضر) وسيتم استبعاد اي مشروع لا يتضمن هذين المكونين، و أن يتقدم المشروع في الفئة الخاصة به ، حيث سيتم استبعاد المشروعات التي تتقدم في فئات غير ذات صلة.
أشار العلاقمي إلي أنه تم الإعلان عن بدء التقديم للدورة الثالثة للمبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية يوم 19/3/2024عن طريق البوابة الالكترونية لمحافظة شمال سيناء، وتم الإعلان عن فتح باب التسجيل للدورة الثالثة للمبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية يوم 22/5/2024عبر الرابط الالكتروني ((https://sgg.eg.

مقالات مشابهة

  • ثورة القبائل ...قبائل عنس تهز صنعاء باحتجاجات حاشدة تركب الحوثيين
  • اتحاد القبائل العربية ينفي أنباء تجميده.. نوقع اتفاقيات وسنطلق شركة مصر الصعيد
  • قناة إسرائيلية تستغل اسم "محمد صلاح" لإثارة الجدل بشأن حملة داعمة لرفح
  • نائب مصري يكشف حقيقة تجميد عمل اتحاد القبائل العربية
  • إطلاق الدورة الثالثة من المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء والذكية بشمال سيناء
  • إنطلاق الدورة الثالثة من المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء والذكية بشمال سيناء
  • فيديو.. بمبادرة من اتحاد القبائل.. شراكة بين رجال أعمال مصريين و«GMT القطرية»
  • شراكات استثمارية بين رجال أعمال مصريين ومجموعة GMT القطرية بمبادرة من اتحاد القبائل والعائلات المصرية
  • شراكات استثمارية استراتيجية بين رجال أعمال مصريين ومجموعة GMT القطرية (صور)
  • توقيع عقد اتفاقية مشتركة بين شركات اتحاد القبائل العربية وهولدن القابضة القطرية