عُمان والكويت.. علاقات راسخة فوق العادة
تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT
لا تحتاج العلاقات السياسية والاجتماعية بين سلطنة عمان ودولة الكويت إلى ما يؤكدها، فقد تجاوزت هذا المستوى منذ سنوات طويلة وتحولت في العصر الحديث إلى نموذج يحتذى في العلاقات الثنائية بين الأشقاء؛ ولذلك فإن زيارة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- إلى دولة الكويت بعد غدِ ولقاءه أخاه
صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تُرسخ العلاقة بين البلدين ولا تؤكدها؛ فالراسخ لا يحتاج إلى تأكيد أبدا، إنما يحتاج إلى مواكبة للتطورات التي يشهدها العالم وإلى تطلعات الشعبين الشقيقين.
وفي كل مرة يزور فيها جلالة السلطان المعظم دولة الكويت، أو يزور أمير الكويت سلطنة عمان تنتعش العلاقات الثنائية وتتفتح أفكار جديدة لمزيد من الترسيخ لها سواء في التفاهمات السياسية للأحداث الجارية أو في المشروعات الاستثمارية الكبرى التي تربط مصير البلدين الشقيقين وتلبي طموحات الشعبين الأخويين.
وتلتقي سلطنة عمان ودولة الكويت في سعيهما الدائم نحو تكريس خطاب السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والبعد بها عن أي صراعات إقليمية المنشأ أو ضمن التحولات الكبرى التي يشهدها العالم.
وإذا كان العالم قد عرف سلطنة عمان بقدرتها الفائقة في قراءة المشهد السياسي في المنطقة وفهم مساراته عبر القراءة التاريخية والواقعية لتطورات الأحداث الأمر الذي أسهم في تجنيب منطقتنا الكثير من الكوارث والحروب فإن دولة الكويت أثبتت عبر العقود الماضية رزانة دبلوماسيتها وانحيازها للقضايا العربية والإسلامية والإنسانية في كل مكان، وقادت عبر تبني هذه الدبلوماسية الكثير من الملفات الخليجية التي بدت للوهلة الأولى شائكة جدا، وساهمت في إطفاء الكثير من الصراعات في المحيط العربي. وعبر الكثير من التجارب عُرِفت سلطنة عُمان ودولة الكويت بأنهما دولتان محبتان للسلام وساعيتان إلى ترسيخه خاصة في الإقليم المحيط بمنطقة الخليج العربي. وتعيش دولة الكويت في منطقة بقيت الأحداث فيها ملتهبة جدا ولولا دبلوماسيتها المعتدلة ومحبتها للسلام وبعدها عن الأجندات السياسية ما كانت لتستطيع البقاء في مأمن عن الكثير من المتغيرات التي مست أمن الدول المجاورة وأقلقت استقرارها.
أمّا على المستوى الاجتماعي فإن العلاقات بين البلدين قديمة جدا وجذورها تمتد إلى جذور تاريخية ارتبطت كثيرا بخطوط التجارة البحرية بين عُمان وبين شمال الخليج العربي بما في ذلك الكويت.
وتكتسب زيارة عاهل البلاد المفدّى إلى دولة الكويت أهميتها كونها تأتي في ظل أوضاع عربية صعبة جدا وأحداث مؤسفة في فلسطين حيث دخلت حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي شهرها الثامن دون أي آفاق لوقف هذه الحرب.. كما أن الزيارة تأتي قبل يومين فقط من القمة العربية التي ستعقد في مملكة البحرين. ورغم أهمية ملفات ترسيخ العلاقات بين البلدين وبشكل خاص في الجوانب الاقتصادية والاستثمارية فإن الملفات العربية والتطورات التي تمر بها منطقة «الشرق الأوسط» ستكون حاضرة في أعمال القمة الثنائية بين جلالة السلطان المعظم وأخيه أمير الكويت.
ولأن البلدين يؤمنان بدبلوماسية السلام ومساراته فإن النتائج المنتظرة من هذه القمة ستتجاوز البعد الثنائي بين البلدين إلى السياق العربي والإقليمي.
حفظ الله جلالة السلطان المعظم في حله وترحاله ونفع بسياسته وحكمته الإنسانية جمعاء.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: دولة الکویت بین البلدین سلطنة عمان الکثیر من سلطنة ع
إقرأ أيضاً:
رئيس الدولة يمنح السفير الأردني وسام الاستقلال من الطبقة الأولى
منح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، وسام الاستقلال من الطبقة الأولى، لسعادة نصار إبراهيم الحباشنة سفير المملكة الأردنية الهاشمية لدى دولة الإمارات، تقديراً لجهوده في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين خلال فترة عمله سفيراً لدى الدولة.
وقام معالي خليفة شاهين المرر وزير دولة، بتسليم الوسام إلى سعادة السفير، خلال استقباله في مكتب وزارة الخارجية في دبي.
وأكد معاليه خلال اللقاء حرص دولة الإمارات على تعزيز العلاقات مع المملكة الأردنية الهاشمية في المجالات كافة، وتطوير آفاق التعاون بما يخدم المصالح والتطلعات المشتركة للدولتين والشعبين الشقيقين، مثمناً مساهمة سعادته في توطيد هذه العلاقات والدفع بالتعاون الثنائي قدماً خلال فترة عمله في الدولة، كما أعرب عن أمنياته لسعادته بالتوفيق والنجاح.
من جانبه، عبّر سعادة الحباشنة عن خالص امتنانه لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، مشيدا بالعلاقات الثنائية المتنامية بين البلدين على الصعد كافة، وبما حققته دولة الإمارات من تقدم وإنجازات تعكس رؤية القيادة وحرصها على تعزيز مكانة الدولة في الساحة الدولية.
كما أعرب سعادة السفير عن شكره وتقديره لجميع الجهات الحكومية في دولة الإمارات على ما وجده من تعاون كان له الأثر الإيجابي في نجاح مهمته في توطيد العلاقات بين البلدين.