أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم محمد البديوي على أن الرؤية الإستراتيجية الشاملة للتنوع الاقتصادي التي وضعها أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون تهدف إلى تقليل الاعتماد على عائدات النفط، إذ شملت على رؤى لمجموعة واسعة من المبادرات والإصلاحات في مختلف القطاعات، وهي مصممة ليس فقط لبناء هياكل اقتصادية مرنة ولكن لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر أيضاً.

جاء ذلك خلال مشاركة معاليه في مؤتمر "مبدعي الخليج 2024"، الذي أقيم بتنظيم من ملتقى الديوان، بجامعة هارفارد في مدينة كامبريدج بالولايات المتحدة الأمريكية، خلال الفترة من 10 - 12 مايو الجاري، بحضور عدد من القيادات الخليجية في القطاعين الحكومي والخاص.

 وقال البديوي في كلمته: إن دول مجلس التعاون تضع نفسها كمركز رقمي تنافسي على الخريطة العالمية، مدعومة بموقعها الجغرافي الملائم وسكانها الشباب، حيث إن الموقع الإستراتيجي الذي يُضاف إليه بنية تحتية صلبة، يُمهد الطريق لدول المجلس لجذب شراكات دولية تدعم أهدافنا التنموية طويلة المدى، وهذا النهج الحيوي هو لاستدامة النمو الاقتصادي وضمان بقاء اقتصادات دول المجلس قوية في مواجهة التقلبات الاقتصادية العالمية والتحديات الإقليمية.

 واستعرض بعض الحقائق والأرقام التي تدعم هذه المبادرات وتؤكد التقدم الذي أحرزته دول مجلس، ومنها الاتفاقية الاقتصادية الموحدة، وإنشاء السوق الخليجية المشتركة، والاتحاد الجمركي، كما تم تحقيق إلغاء الضرائب الجمركية بين الدول الأعضاء، والإنجازات الاقتصادية العديدة والمكانة العالمية، والشراكات الإستراتيجية وفرص الاستثمار، وتوسيع آفاق التجارة العالمية، والتحديات والاستقرار الإقليمي، بالإضافة إلى إنجازات الاقتصاد الرقمي لدول مجلس التعاون والجهود الجماعية.

 وأشار البديوي إلى مشاريع التنمية الحضرية في دول المجلس، مثل مشروع "نيوم" في المملكة، إذ تم تصميم هذه المدن الذكية لتحسين استخدام الطاقة، وتقليل النفايات، وتنفيذ الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء لتبسيط الإدارة الحضرية، مما يؤكد التزام دولنا بالتخطيط الحضري المستدام والمتقدم تقنيًا، بالإضافة إلى التركيز المتزايد على الأمن السيبراني للحماية من المخاطر المتزايدة والحفاظ على الثقة في الاقتصاد الرقمي، إذ يمهد هذا التحول الطريق لمستقبل يدفع الابتكار التكنولوجي والتكامل الرقمي نحو النمو الاقتصادي، لإيجاد فرص عمل مرتبطة بالتكنولوجيا، ويجذب شركات التكنولوجيا العالمية، مما يضع دول مجلس التعاون في موقع يؤهلها للاستقرار الاقتصادي على المدى الطويل والقدرة التنافسية العالمية.

 واختتم معاليه بالفخر بهذه الإنجازات الرائعة التي حققتها دول مجلس التعاون في مجال التنمية الاقتصادية والتكامل، التي توضح عملية التحول من اقتصادات معتمدة على النفط إلى اقتصادات متنوعة، كما أن دول المجلس تواصل تعزيز مساعيها وتقوية العلاقات الدولية، خاصة مع الشركاء المحوريين، والتطلع إلى استمرار التعاون والنمو المتبادل مع شركائنا في جميع أنحاء العالم.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: دول مجلس التعاون أهم الآخبار دول مجلس التعاون دول المجلس

إقرأ أيضاً:

صنعاء ستصب النار على النفط السعودي في حال تم اللعب بالورقة الاقتصادية

الجديد برس: بقلم/ عبدالله فرح

كالعادة، بين شدّ وجذب، تعود التوترات بين صنعاء والرياض بعد مرحلة متقدمة من المفاوضات توقفت بعد إسناد اليمن غزة واستهداف السفن المتجهة إلى كيان الاحتلال، وحظر منع الملاحة للشركات الإسرائيلية والتصعيد تدريجياً بمراحل أربع أعلنت بالحديد والنار.

ومع توسع دائرة الإسناد اليمنية، أُعلن تحالف دولي حمل اسم “تحالف حارس الازدهار”، وهو تحالف بحري متعدد الجنسيات تقوده الولايات المتحدة الأميركية يهدف إلى شن عمليات عسكرية على اليمن إسناداً لكيان الاحتلال، وهذا ما دفع بملف المفاوضات إلى التوقف كلياً بعد ضغوط واشنطن على الحليف الاستراتيجي في المنطقة.

التطورات المتسارعة في الجنوب الغربي من قارة آسيا أعادت رسم خريطة الطريق في المنطقة، فنحن أمام حرب مستعرة بين بريطانيا وأمريكا في مواجهة اليمن الذي فاجأ العالم خلال مرحلة الصراع بعد أن اشتدت وتيرته فعلياً فأغرق سفناً وأحرق أخرى وأسقط حتى اليوم ست طائرات من طراز MQ9 في غضون ستة أشهر من الحرب على اليمن، وهي المفاجأة المؤلمة للبيت الأبيض، كما أعلن معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس وحشد لها الشعب للخروج في تظاهرات مليونية والالتحاق بمعسكرات التدريب ليصل إجمالي المجندين الجدد إلى أكثر من ثلاثمئة وثلاثين ألف جندي استعداداً لأي تصعيد على الأرض.

لم تستطع المملكة السعودية النأي بنفسها كلياً فاستمرت وسائل إعلامها بالهجوم وفقاً لتصريحات نائب وزير الخارجية الذي دعا سابقاً السعودية إلى البدء في تنفيذ إجراءات بناء الثقة مع اليمن، والمضي نحو السلام وعدم الإصغاء للأطراف المعيقة والمعرقلة من المندفعين والمنتفعين.

وكان رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن، مهدي المشاط، قد أكد أنّ على خصوم اليمن التخلي عن الممارسات العدائية والانتقال إلى أجواء السلام والحوار.

كما شدد المشاط على سرعة الإنهاء الفوري للحصار والانخراط بسرعة في إجراءات بناء الثقة في الجانبين الإنساني والاقتصادي.

هذه المواقف أتت بعد رسائل من جانب قائد أنصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي الذي دعا تحالف العدوان على اليمن إلى إنهاء عدوانه وإنهاء الحصار، وأوضح أنّ الاستمرار في الحرب والاحتلال والحصار سيرتدّ على تحالف العدوان، وعليه الاستجابة لمساعي السلام التي تقوم بها سلطنة عُمان.

وفي خطابه الأخير في الثلاثين من أيار/ مايو 2024 أكد السيد عبد الملك الحوثي أن أي استهداف للبنوك في صنعاء يعدّ عدواناً في المجال الاقتصادي.

بعد سد اليمن الثغرات السياسية والعسكرية، لجأت الرياض إلى تحريك أدواتها في الداخل للتدخل بورقة بالغة الحساسية وهي ورقة الاقتصاد، فتنبّه البنك المركزي في صنعاء لذلك، وأصدر بياناً حذر فيه من استمرار التصعيد الذي يستهدف القطاع المصرفي.

وأكد البنك المركزي أنه كما واجه المؤامرات على مدى السنوات الماضية، فإنه سيواصل اتخاذ إجراءاته التي تُفشِل كل تلك المؤامرات مستعيناً بالله وبوعي الشعب اليمني، وأنه في حالة مواجهة مستمرة لكل المؤامرات التي تسعى للإضرار بالقطاع المصرفي.

وبعد مراقبة خطوات السعودية التي أوعزت لحلفائها في بنك عدن بحظر التعامل مع ستة بنوك في صنعاء، اتخذ البنك المركزي في صنعاء مبدأ التعامل بالمثل ليقوم بحظر ثلاثة عشر بنكاً في عدن والمحافظات التي تقع تحت حكم الرياض.

هذه اللهجة والخطوات من المؤسسات الرسمية في صنعاء والتي تلتها تحذيرات من رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبد السلام وتحذيرات شديدة اللهجة من جانب قائد أنصار الله تدل على وصول السخط اليمني إلى مراحله الأخيرة إزاء تصرفات السعودية المعادية وأساليبها، والتي قد تمهد لمعركة قادمة في حال استمرت الرياض في الانصياع وراء التحركات الأميركية التي فشلت عسكرياً في اليمن وتتجه إلى تحريك الداخل عبر أساليب متعددة ومتنوعة.

ويبقى السؤال الذي ستطرحه صنعاء في كل مناسبة ومحفل متى ستحسم الرياض ملف الحرب على اليمن، وهل ستخضع كلياً للضغوط الأميركية والبريطانية أم أنها ستحافظ على ضبط النفس وترمم الأخطاء التاريخية والعميقة التي أحدثتها في اليمن، وتذهب إلى حل سريع، خاصة إذا ما قرأت فشل السلاح الأميركي والبريطاني في حسم المعركة وتعاظم القوة اليمنية جواً وبراً وبحراً، والأيام القليلة المقبلة ستكشف مآلات الأحداث والأمور، فربما تزيد صنعاء اللهب اشتعالاً في البحر الأحمر وتصب النار على النفط السعودي، وقد تخفت آلة الحرب مجدداً، إذ تعقلت المملكة العربية السعودية وأوقفت حلفاءها عن اللعب بورقة الاقتصاد التي تعدّ خطاً أحمر لدى بلد جريء ويملك النفس الطويل والسلاح العابر.

مقالات مشابهة

  • مشاركون في المنتدى الفرنسي الخليجي يشيدون بالبيئة التشريعية الاقتصادية للإمارات
  • أمين عام مجلس التعاون: دول المجلس تتطلع لإنجاز مشروع السكة الحديدية المشتركة
  • الأمين العام لمجلس التعاون يؤكد على أهمية مشروع سكة الحديد الخليجية
  • أمين مجلس التعاون الخليجي يرحب بقرار سلوفينيا الاعتراف بدولة فلسطين
  • أمين عام مجلس الدولة :توافق مجلسي الدولة والشورى في 14 مادة في مشروع قانون الإعلام و 62 مادة محل خلاف
  • صنعاء ستصب النار على النفط السعودي في حال تم اللعب بالورقة الاقتصادية
  • عمان تشارك في اجتماع لجنة وزراء التعليم العالي العلمي بدول المجلس
  • الشورى يطالب التعليم التنسيق مع مجلس الجامعات لدراسة قبول التحاق الطلاب للدراسة عن بُعد
  • البديوي يؤكد اهتمام دول الخليج بمسيرة العمل المشترك في مجال التعليم
  • بعد عودته لعمله.. مجلس الدولة يبحث مع وزير النفط سُبل النهوض بالقطاع