الخبير العسكري أبو نوار لسرايا: إسرائيل تحاول زحزحة السلام في المنطقة .. ومصر لن تقبل أي إهانة عسكرية
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
سرايا - مهند الجوابرة - قال الخبير العسكري واللواء المتقاعد مأمون أبو نوار بأن إسرائيل تحاول بكل قوتها زحزحة حجر السلام ما بينها وبين مصر ، وذلك ما تجلى للعالم حين أقدمت قوات الاحتلال بمداهمة معبر رفح بالدبابات والاقتراب من الجانب المصري بهذا الحشد العسكري الكبير ، في إطار عملية رفح التي حضرت لها إدارة الجيش الصهيوني كثيراً .
وأضاف لسرايا بأن إسرائيل تتذرع بين الحين والآخر بتحرير الأسرى والقضاء على حماس في كل مرة تُسأل عن أسباب التحرك العسكري نحو رفح ، لكنها وعلى الرغم من معارضة العالم أجمع بما فيه أمريكا للتحرك العسكري نحو رفح "ظاهريا" إلا أنها أقدمت على هذه الحركة التي من شأنها أن تعبث بأمن منطقة الشرق الأوسط ككل ، وذلك عائد لكون مصر لن تسمح بأن يتم إهانتها والتعدي على أراضيها أو أن تصبح المنطقة الحدودية الفاصلة بينها وبين الكيان منطقة عمل عسكري .
وبين بأن إسرائيل لم توافق على أي مقترح لوقف إطلاق النار يتماشى مع مطالب حركة حماس ، لاسيما وأن هذه الحركة بالعرف العسكري والاستراتيجي يعتبر انتصاراً كبيراً لحركة حماس أمام رابع أقوى جيش في العالم من حيث التسليح ، وهو ما لم ترغب به إسرائيل لكونه يمثل انكساراً كبيراً لها أمام المستوطنين الثائرين ضد سياسة الحكومة الحالية برئاسة نتنياهو .
ولفت أبو نوار إلى أن ما لم تحسب إسرائيل حسابه هو شراسة لواء رفح العسكرية ، وحجم التحضير الكبير الذي أعدته لهذه المواجهة الخاصة ، مشيراً إلى أن الكيان الصهيوني يواجه مقاومة مرعبة واشتباكات عنيفة للغاية على تخوم رفح ، وهو الأمر الذي يؤدي إلى سقوط أعداد كبيرة من جنود الاحتلال بين قتيل وجريح في كل مرة تضرب بها المقاومة بيد من حديد في هذه المواجهة المصيرية .
ونوه إلى أن إسرائيل أثبتت عبر الدهر عدم التزامها بأي اتفاقية تبرمها مع أي طرف آخر ، وهو ما جعل حماس حذرة جداً في نصوص الأطروحات الخاصة بالهدنة أو ووقف إطلاق النار ، حتى تتأكد من أن الاحتلال سينفذ هذه البنود ، وفي كل مرة كان يقترب بصيص نور من آخر نفق المفاوضات كانت إسرائيل تعمد إلى ردم كافة أشكال المفاوضات بشروط تعجيزية لا تتماشى مع مطالب المقاومة التي تصر على انسحاب الجيش الصهيوني من غزة بشكل كامل .
كما أشار أبو نوار إلى أن أمريكا بدأت بالممل من سياسة حكومة نتنياهو ، إذ أوقفت أمريكا شحنة الأسلحة الثانية نحو إسرائيل المكونة من قنابل بالمئات ، وذلك لعلمها المسبق بأن إسرائيل حالياً لا تفكر فقط في القضاء على حماس كما هو معلن ، لكنها تفكر في السيطرة على كافة القطاع وإجلاء أهله ، والضغط باستمرار على أهالي وسكان القطاع لتحقيق هذه الغاية ، حيث أقدمت طائرات الاحتلال على ضرب محطة غاز في رفح لزيادة مأساة الناس والضغط عليهم نحو التهجير القسري من رفح ، وهي تنجح في ذلك بعد قيام أكثر من 300 ألف مواطن في رفح بالنزوح من المنطقة هرباً من االقصف العنيف والمكثف .
وأضاف بأن إسرائيل قادرة على استمرار الحرب حتى لو أوقفت أمريكا العدم اللوجستيي كاملاً ، وهو ما يؤشر إلى أن هذه الحرب ليست حرباً بأهداف واضحة ، وإنما حرب إبادة شاملة مقامة ضد أهالي قطاع غزة فقط .
وأوضح بأن إسرائيل حشدت لهذه العملية العسكرية 50 ألف جندي وأدخلت لوائين ، حيث قام اللواء 401 بالسيطرة على بوابات معبر رفح ، فيما قام اللواء 84 مشاة سيطر على الطريق المؤدي إلى معبر رفح ، إذا قوم اللواءان الآن بطرد قيسري للمواطنين الغزيين من منازلهم تجاه وسط وشمال غزة .
وأكد أبو نوار بأن الخطوة القادمة لإسرائيل ستكون بتطوير التوغل والهجوم من معبر رفح إلى خط فيلادلفيا وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط ، وذلك لمحاولة القضاء على الأنفاق في هذه المنطقة ورفض السيطرة عليها ، مشيراً إلى أن هذه الحرب بلا نهاية وأي توقف فيها لوقف إطلاق النار ما هو إلا مرحلة تمهيد للمواجهة القادمة ، حيث لن يقبل أي طرف منهما بتواجد الآخر على هذه الأرض حتى فناء آخر رجل في الطرف المعتدي .
إقرأ أيضاً : مسؤولون سابقون: أستشهاد 34 ألف فلسطيني بينهم 14 ألف طفل معظمهم بذخائر أميركية إقرأ أيضاً : 9 شهداء غالبيتهم أطفال إثر قصف الاحتلال لمنزل في رفحإقرأ أيضاً : اشتباكات في مخيم بلاطة ومستوطنون يهاجمون فلسطينيين
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: بأن إسرائیل أن إسرائیل أبو نوار معبر رفح إلى أن
إقرأ أيضاً:
غارديان: استهداف إسرائيل للمدارس بغزة جزء من إستراتيجية عسكرية
نقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن مصادر مطلعة على الخطط العسكرية الإسرائيلية أن سلسلة الغارات الإسرائيلية على مدارس في قطاع غزة تستخدم كملاجئ للنازحين المدنيين تعد جزءا من إستراتيجية عسكرية متعمدة، حددت بموجبها مدارس عديدة كأهداف.
وأضافت المصادر أن إسرائيل خففت القيود المفروضة على العمليات التي تستهدف عناصر من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في مواقع تضم أعدادا كبيرة من المدنيين.
كما نقلت الغارديان عن مصادر عسكرية أن مدرسة العائشية التي تؤوي نازحين في دير البلح وسط قطاع غزة، كانت من بين سلسلة من المباني التي حددها الجيش الإسرائيلي كأهداف في الأسابيع الأخيرة.
وقالت مصادر للصحيفة إن الجيش الإسرائيلي حدد 4 مدارس أخرى كأهداف محتملة للقصف، وهي مدرسة حلاوة، والرفاعي، ونسيبة، وحليمة السعدية، وجميعها تقع في جباليا شمالي غزة أو بالقرب منها. وأشارت المصادر إلى أن اثنتين من هذه المدارس قد لحقت بها أضرار جراء غارات إسرائيلية في مراحل سابقة من الحرب.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل قصفت خلال الأشهر الأخيرة 6 مدارس على الأقل، مما أسفر عن مقتل أكثر من 120 شخصا، وذلك ضمن حملة الاستهداف التي يشنها الجيش الإسرائيلي.
إعلان مجزرة حي الدرجوقالت الغارديان إن إسرائيل شنت غارة في 25 مايو/أيار الماضي على مدرسة فهمي الجرجاوي بحي الدرج وسط قطاع غزة، مما أدى لمقتل 54 فلسطينيا على الأقل كانوا نائمين في المدرسة، وتم انتشال جثث الضحايا المحترقة، بما في ذلك جثث أطفال، من الفصول الدراسية التي اشتعلت فيها النيران جراء الغارة.
وأوضحت الغارديان أن الجيش الإسرائيلي ادعى أنه "ضرب إرهابيين رئيسيين كانوا يعملون داخل مركز قيادة وسيطرة لحماس والجهاد الإسلامي متمركز في منطقة كانت تُستخدم سابقا" كمدرسة.
وقالت الصحيفة إنه على مدار الشهرين الماضيين، صنف الجيش الإسرائيلي المباني المدرسية والمستشفيات والمباني البلدية ضمن مراكز الاستهداف، مدعيا أن مسلحي حماس يستخدمونها إلى جانب المدنيين، وفقا لـ3 مصادر عسكرية.
وأضافت المصادر أنه تم التصريح بشن غارات جوية على مثل هذه المواقع في ظروف لم يكن فيها سوى مسلحين من رتب منخفضة على الرغم من علمهم بإمكانية قتل المدنيين.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي مجازره بحق الشعب الفلسطيني، وكانت مجزرة مدرسة الجورجاني في حي الدرج ضمن الجرائم التي يصرّ الاحتلال على ارتكابها ضد أطفال ونساء نزحوا من منازلهم هربا من القصف، ليلقوا حتفهم في مكان يُفترض أنه آمن.
وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في قطاع غزة، خلّفت أكثر من 175 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 11 ألف مفقود، إلى جانب مئات آلاف النازحين.