مرت بالأغلبية قصة الشابين اللذين اصطدمت سيارتهما ببعضهما بعضاً،وفيما هما ينتظران وصول “نجم”، قاما بشرب القهوة لتمضية الوقت، ثم أصبحا صديقين مقربين، وذات مره في طريقي لمقر عملي، مررت بمقهى لأخذ قهوتي المعتادة ،فصار الكوب كوبين، ثم استمرت صداقتنا منذ عام حتى اليوم، حين أصبحت المقالات التي أكتبها، سببًا لحواراتنا كل يوم إثنين، وأحيانًا تستحيل نقاشاً حاداً، يصمت للأسبوع الذي يليه بحوار أو نقاش آخر، و استمرت إلى هذا الوقت الذي أمضيه برفقة صديقتي المقربة جدًا وأخبرها بفكرة هذا المقال.
في قانون الصدقات ، نؤمن بأن صداقات الطفولة والمراحل الدراسية ،هي أعمق العلاقات الاجتماعية، لكن في الحقيقة ،ومع تقدمنا بالعمر، في كل مرة يتحول غريب إلى صديق يكون أقرب من أصدقاء الأعوام، للحدّ الذي قد يحضر فيها أفراحنا، ونجده بالقرب منا نتوكأ عليه في أيام الحزن، وفي حالات أروع يصبح ضمن عائلاتنا، لأننا حين نقرر أن يكون كذلك، نكون قد وصلنا مرحلة من النضج، ما يبعدنا عن الشعور بالندم على معرفته لأن الخيار كان جيدًا، وحتى لم يكن كذلك فإن حدث وعاد غريباً ،نبقى نحمل له المودة والتقدير، لذلك في كل مرة نفكر بقضاء الوقت بعيدًا عن التوتر وبمزاج سعيد، برسالة نحدِّد موعدًا أو دون تخطيط ، فإن الجلوس على كرسيين متقابلين وكوب قهوة ،كفيلين بإزاحة جهد أسبوع مملوء بالتعب، أو حل مشكلة كان تؤرقنا بمجرد الحديث عنها ،حتى نصل لحلول تساعدنا على حلها، وهذا ما أصبحت أفعله مع صديقتي -سابقة الذكر- نتحدث يوميًا في ساعات الفراغ، ثم نلتقي في نهاية اليوم على كرسيين نشرب القهوة ،نشتكي من تعب اليوم ،ونرمي أحمالنا من الحزن على الطاولة ، ونتشارك الخطط ،ونرتِّب الفوضى ،ثم ننفض الهواء بالضحك ،لينتهي كل ذلك ونحن في أحسن حال ، وبمزاج رائق ،مستعدين ليوم آخر بأهدافه الخاصة، التي وجدنا من يشجعنا على تحقيقها.
في المقابل والمؤكد ،أن معظمنا إن لم نكن جميعًا، مررنا بتحول صديق إلى غريب، بعد أن ظننا ألا يفرقنا شيء لقوة ما كان بيننا حين نتشارك الوقت وأكواب القهوة، لكنه أمر يحدث أن ننتقل لمرحلة أخرى من حياتنا تصبح فارغة دونهم، فيغلبنا الحنين بمجرد تذكُّرهم بأبسط الأشياء ندعوا لهم، أو نتناسى أن كانوا يومًا أصدقاءنا، لسوء ما فعلوا ممّا جعلهم غرباء، لكنها الحياة وطريقها الخاصة التي لا تبقى على وتيرة واحدة، لذلك في كل مرة ،يخرج صديق من حياتنا، يرزقنا الله بصديق آخر يكون أقرب من غيره، ولذلك ربّ كوب قهوة أو حديث عابر في الطريق، هو بمثابة دعوة خفية لصداقة قد تغيِّر حياتك للأبد.
@i1_nuha
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
جرعة من مشروب شائع تخفف الإمساك.. لكن الإفراط يقلب المفعول!
صراحة نيوز- أكدت دراسة صينية حديثة ما يشعر به كثيرون بعد شرب القهوة: فنجان واحد يمكن أن يساهم في تخفيف الإمساك. لكن الباحثين قدّموا بيانات أكثر دقة حول الجرعة المناسبة من الكافيين وتأثيرها، محذرين في الوقت نفسه من تجاوزها.
وبحسب الدراسة التي أجريت على أكثر من 12 ألف مشارك، فإن تناول 100 ملغ من الكافيين يوميًا – ما يعادل تقريبًا كوب قهوة واحد – يقلل خطر الإمساك بنسبة 20%. لكن تخطي حاجز 204 ملغ يوميًا (أي نحو كوبين) قد يؤدي إلى نتيجة معاكسة.
ووجد الباحثون أن كل كوب إضافي فوق عتبة الـ100 ملغ يزيد خطر الإمساك بنسبة 6%، مرجعين ذلك إلى تأثير الكافيين المدرّ للبول، والذي يمكن أن يؤدي إلى الجفاف، وهو أحد مسببات الإمساك.
رغم ذلك، أشار الفريق إلى أن هذا التأثير لا ينطبق على من تزيد أعمارهم عن 60 عامًا، حيث أظهرت النتائج أن تناول الكافيين بكميات أكبر في هذه الفئة يرتبط بانخفاض خطر الإمساك.
كما أشارت الدراسة إلى أن من لا يحبون القهوة يمكنهم الحصول على تأثير مشابه من الشاي أو مشروبات الطاقة، مثل علبة ريد بول التي تحتوي على 80 ملغ من الكافيين. لكن الباحثين نبهوا إلى ضرورة الحذر في تفسير النتائج، إذ إن العينة لم تشمل عددًا كافيًا من مرضى القولون العصبي.