قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الغرب في الوقت الراهن يفتقر لوجود ساسة قادرين على الحديث على أساس الحقائق، فهم لا يعترفون بها ويشوهونها.

وجاء تعليق لافروف ردا على ما قاله رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بأن روسيا قطعت إمدادات الغاز عن بريطانيا.

وقال الوزير الروسي خلال مشاركته في برنامج تلفزيوني بثته قناة “روسيا ــ 1: "هذا لم يصدر عن رئيس الوزراء البريطاني سوناك فحسب، بل صدر  أيضا عن المستشار الألماني أولاف شولتس.

. إن خروج هذا الكلام من فم شولتس شيء فظيع ولا يمكن تخيله. لقد فجر الأمريكيون خطوط أنابيب غاز "السيل الشمالي"، التي كان يراد منها أن تضمن المزيد من الرخاء والازدهار لألمانيا، والآن ما هي حال الاقتصاد الألماني؟.. لا بد أنكم تعرفون".

وزعم سوناك في وقت سابق أن قطع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإمدادات الغاز عن بريطانيا كان له تأثير مدمر على حياة الناس، وهدد أمن الطاقة في البلاد.

إقرأ المزيد لافروف: أوروبا لن تكون شريكة لروسيا لجيل واحد على الأقل

وتايع لافروف: "يقولون إن روسيا قطعت الغاز، دون أن يحمر وجه أحدهم خجلا .. هذا أكثر ما يبعث على الأسى. هذا يعني أن لم يعد لدى الغرب في الوقت الراهن ساسة قادرون على التحدث على أساس براغماتي يستند للحقائق".

وأضاف: "هم لا يعترفون بهذه الحقائق، ويشوهونها، ويعملون ما بوسعهم لأخذ مواطنيهم وناخبيهم نحو مسار مسدود وكارثي لأوروبا".

ومعروف أن الغرب قرر وقف استيراد الغاز الروسي في إطار العقوبات الاقتصادية التي فرضها الغرب على روسيا بعد انطلاق العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا،. كما أن الغرب، حتى قبل العملية العسكرية الخاصة، لم يكن يخفي خططه بتقليل الاعتماد على موارد الطاقة الروسية. 

المصدر: نوفوستي

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: السيل الشمالي النفط والغاز ريشي سوناك سيرغي لافروف لندن موسكو وزارة الخارجية الروسية أولاف شولتس العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا فلاديمير بوتين

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي سرّع تفشّيها.. كيف تميّز بين الحقائق والمعلومات المضللة؟

حذرت صحيفة غارديان البريطانية من خطر الانتشار المتسارع للمعلومات الزائفة والمضللة في ظل وجود الذكاء الاصطناعي ومنصات التواصل الاجتماعي، لافتة إلى أن عقول البشر مهيأة لتصديق هذه المعلومات، خصوصا إذا كانت متوافقة مع معتقداتهم.

وفي مقال نشرته الصحيفة، بيّن البروفيسور توني هايميت أن أدمغة البشر مبرمجة على تصديق المعلومات الجديدة، خاصة إذا كانت تتوافق مع آرائنا، وأوصى بضرورة التوقف عند التعرض للمعلومات بالعموم، وعرضها على جملة من الأسئلة سعيا لاختبارها وكشف حقيقتها.

اقرأ أيضا list of 1 itemlist 1 of 1معهد بوينتر: كلما انتشر الذكاء الاصطناعي ازدادت أهمية المحررينend of list

وحذر هايميت -وهو كبير العلماء الأستراليين- من أن المستويات العالية من المعلومات العلمية المضللة تهدد رفاهية الأسر والمجتمعات، مشيرا إلى أن المشكلة تتفاقم بمعدل ينذر بالخطر.

البشر يميلون بطبيعتهم إلى تصديق المعلومات الجديدة، لا سيما إذا كانت بسيطة أو مألوفة أو تأتي من أشخاص نثق بهم، وكلما رأيناها أكثر، بدت أكثر مصداقية حتى لو كانت خاطئة

بواسطة توني هايميت - كبير العلماء الأستراليين

العواقب الوخيمة للمعلومات المضللة

وأوضح هايميت أن الناس حين تنشر الأكاذيب حول اللقاحات أو البراسيتامول أو الطاقة النظيفة -على سبيل المثال- تكون العواقب مأساوية في بعض الأحيان، مشيرا إلى أن الأمراض التي يمكن الوقاية منها مثل الحصبة، تعود الآن إلى المجتمعات الأسترالية بسبب مخاوف لا أساس لها من اللقاحات.

وتترك المعلومات الزائفة تأثيرها على الفرد والمجتمع وفق البروفيسور الأسترالي، إذ يمكن أن تضر بصحة الإنسان، وتؤدي إلى اتخاذه قرارات مالية سيئة، وتقوّض قدرته على اتخاذ قرارات صحيحة.

أما على المستوى المجتمعي، فتهدد الثقة في المؤسسات، وتسمم النقاش العام، وتدفع الناس إلى التطرف، فالمعلومات الخاطئة تجعل من الصعب الاتفاق على الحقائق، وتعطل إمكانية العمل الجماعي لحل المشاكل المشتركة، كما تقوض التماسك الاجتماعي والمرونة الديمقراطية.

المعلومات الكاذبة تترك عواقب وخيمة على المجتمعات والأفراد (شترستوك)

الخبر السار؟

إعلان

ويقول هايميت إن ثمة خطوات بسيطة تمكّن من مكافحة المعلومات الخاطئة، خاصة إذا فهم الناس سبب تعرضهم لها.

وبصفته عضوا في المجلس الوطني للعلوم والتكنولوجيا، استحضر هايميت تقارير المجلس عن المعلومات المضللة في العام الماضي، والتي أظهرت أننا قد نكون عرضة للمعلومات المضللة بسبب طريقة عمل أدمغتنا.

وتشير الأبحاث إلى أن البشر يميلون بطبيعتهم إلى تصديق المعلومات الجديدة، خاصة إذا كانت بسيطة أو مألوفة أو تأتي من أشخاص نثق بهم، ولفتت هذه الأبحاث إلى أننا كلما رأيناها أكثر بدت أكثر مصداقية، حتى لو كانت خاطئة.

وعلل البروفيسور هايميت الظاهرة بالقول "عندما نواجه كميات كبيرة من المعلومات، غالبا ما نعتمد على الاختصارات العقلية"، وأضاف أن هذه الاختصارات تساعدنا على معالجة المعلومات بسرعة، لكنها قد تأتي بنتائج عكسية، خاصة عندما تكون المعلومات عاطفية أو مهددة، أو تأتي من أشخاص نثق بهم أو متشابهين في التفكير، فحينها نكون أكثر عرضة لتصديقها.

لا بد من التوقف عند التعرض للمعلومات، كي نعرضها على أسئلة تختبرها وتكشف حقيقتها (شترستوك)

ولفت هايميت إلى أنه وفي ضوء طريقة عمل أدمغتنا، لا بد من التوقف وطرح الأسئلة التالية عندما نواجه معلومات جديدة:-

هل هذه أفضل المعلومات التي يمكنني الحصول عليها؟ هل ستصمد أمام الفحص العلمي؟ هل جاءت من شخص يستخدم المنهج العلمي أم مجرد شخص أتابعه على الإنترنت؟

وأوضح أن الأمر لا يحتاج إلى أن يكون الإنسان عالما ليتمكن من تمييز العلم الجيد من السيئ، موصيا أنه "إذا كنت في شك فابحث عن الإجماع العلمي"، وهو اتفاق جماعي بين الخبراء يستند إلى أدلة متراكمة.

وأكد أهمية المراجعة من قبل الأقران -حيث يختبر العلماء أعمال بعضهم البعض- في اكتشاف الأخطاء وتصحيحها، وضرب مثالا عما حدث في بداية جائحة كورونا، حيث قلل العلماء في بادئ الأمر من تأثير انتقال العدوى عن طريق الهواء، لكن الدراسات التي راجعها الأقران سرعان ما صححت هذا الفهم، مما أدى إلى تحديث النصائح الصحية.

ونبه هايميت إلى أن الثقة في العلم لا تعني الإيمان الأعمى بالعلماء، مشددا على أنها ثقة في المنهج العلمي المتمثل بالتنبؤ والاختبار والمراقبة والتحسين.

وقال إنه من الصعب فرز المعلومات أثناء التعرض لها مباشرة إذا لم تتوفر الثقة بقدرتنا على الفرز بمفردنا، مؤكدا أهمية دور المؤسسات في هذا الإطار بالإضافة إلى التعليم والمشاركة المدنية، في حماية المجتمع من موجة الأكاذيب.

وأكد أن بعض الأكاذيب سهلة الكشف، مثل خدع علاج السرطان، وهراء الأرض المسطحة، وفق تعبيره، غير أن هناك معلومات خاطئة أخرى يصعب اكتشافها، ولكنها لا تقل خطورة، مجددا تحذيره من أنه "يجب أن نكون يقظين للغاية لأن المخاطر كبيرة للغاية".

وخلص البروفيسور هايميت إلى أن ما وصفه بالرفاه الجماعي يعتمد على قدرتنا على التمييز بين العلم الموثوق به والخيال المقنع، كما يعتمد على استعدادنا للتفكير النقدي، والبحث عن أدلة من مصادر موثوقة، وإبقاء ما أسماها "أجهزة كشف الأكاذيب لدينا" قيد التشغيل.

إعلان

مقالات مشابهة

  • الصحة العالمية: دخول 8 شاحنات إمدادات طبية إلى غزة
  • روسيا: السلام في الشرق الأوسط مستحيل دون إقامة دولة فلسطينية
  • لافروف ينفي تعرض الأسد للتسميم في موسكو.. والشرع يتعهد بملاحقته قضائيًا دون صدام مع روسيا
  • لافروف: التعاون العسكري بين روسيا وإيران يتم وفق القانون الدولي
  • لافروف: روسيا تزود إيران بالمعدات التي تحتاجها وتعاوننا العسكري معها ضمن القانون الدولي
  • لافروف: روسيا تدعم وقف إطلاق النار في قطاع غزة
  • وزير الخارجية الروسي: نؤكد على إيقاف إطلاق النار الفوري ونتمنى نجاح قمة شرم الشيخ
  • روسيا توجه ضربة ليلية واسعة تستهدف طاقة ولوجستيات كييف
  • روسيا تحذر الغرب من لحظة تصعيد في الحرب الأوكرانية
  • الذكاء الاصطناعي سرّع تفشّيها.. كيف تميّز بين الحقائق والمعلومات المضللة؟