ما زالت أصداء المظاهرات والاحتجاجات التي شهدتها الجامعات والمؤسسات التعليمية الأوروبية تترك آثارها في أوساط دولة الاحتلال، التي لا تتردد في إعلان تخوفها مما تصفه "كابوس" تحول هذه المؤسسات إلى معاقل مؤيدة للمقاومة الفلسطينية، وداعمة لها، ليس على صعيد الطلاب فحسب، بل وأعضاء هيئة التدريس أيضاً المتعاطفين مع فلسطين، الذين يشاركون في فعاليات ومخيمات احتجاج ضد الاحتلال الاسرائيلي.



كينان ليدور، وهو مراسل موقع "زمن إسرائيل" لشؤون التعليم، قال إن "الأسابيع الأخيرة شهدت أحداثا لا تحصى في الجامعات الأوروبية التي أظهرت معاداة لإسرائيل، وما زال أنصارها هناك مصدومين من السرعة والشدّة التي اندلعت بها هذه الكراهية في الجامعات بجميع أنحاء القارة وخارجها للاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك المنظمات الداعمة للمقاومة في الجامعات وخارجها".

وأوضح أن الأمر "زاد من الإجراءات المناهضة لإسرائيل من قبل بعض أعضاء هيئة التدريس، لسنوات عديدة، وبعد أن كانت كلمات التحريض ضدها تُصنف بأنها معادية للسامية، فإنها اليوم باتت جزءً من الثقافة اليومية للجامعيين الأوروبيين".

وأضاف ليدور، في تقرير مطول ترجمته "عربي21" أن "أنصار إسرائيل باتوا يخافون اليوم من إظهار مواقفهم المؤيدة لها في الجامعات الأوروبية، رغم اعتقال الشرطة في عدد من الدول الأوروبية لعشرات الناشطين المناهضين لإسرائيل في مخيمات الاحتجاج المنتشرة في عدد من العواصم، لاسيما في هولندا، حيث أصبح التحريض ضد إسرائيل عالميًا".

وتابع بأن "التحريض ضدها الذي شهدته جامعة أمستردام في الأشهر الأخيرة جزء من حملة عالمية من التحريض ضدها، وتجد طريقها في مخيمات احتجاج أقامها المئات وأحيانا آلاف الطلاب داخل وخارج الحرم الجامعي، مما يدفع الشرطة لمداهمتها، وتفريق المشاركين بها سلمياً". 

وأشار إلى أن "ما شهدته الجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية، ربما فاجأ نظيراتها الأوروبية، مما زاد من حدتها وانتشارها هناك، حتى أن مؤيدي إسرائيل المنتشرين في جميع أنحاء أوروبا، اكتشفوا أنهم لم يكونوا مستعدين لهذا الواقع الجديد في الحرم الجامعي بعد أحداث السابع من أكتوبر، واندلاع العدوان على غزة، سواء من خلال مهاجمة المحاضرين المؤيدين للاحتلال في قلب الحرم الجامعي، أو توجيه اتهامات لهم خلال المحاضرة بأنهم "قتلة أطفال"، وهو أحد الشعارات السائدة في الجامعات الغربية، بجانب الدعوات لجعل الانتفاضة عالمية، و"من النهر إلى البحر ستتحرر فلسطين".


وأردف بأن "معاداة الصهيونية في الجامعات الغربية باتت سلوكا رائجا في الآونة الأخيرة، وصولا إلى الحدّ من تحركات أنصارها في الجامعات الأوروبية، ومنعهم من إلقاء المحاضرات، مما يعني زيادة التعبئة المناهضة لإسرائيل، من خلال تكثيف المشاركة في الأحداث والمحاضرات في الحرم الجامعي الرافضة للحرب على غزة".

وأكّد بأن هذا "هو ما يعني تزايد العداء تجاه إسرائيل في حربها ضد حماس، من خلال تغيّر المزاج الطلابي العام، وعدم شعور أنصار إسرائيل بالأمان، بل إن العديد من الطلاب اليهود توقفوا عن الذهاب إلى حرم جامعة أمستردام، وهي مؤسسة للتعليم العالي تحظى بشعبية كبيرة بين أعضاء هيئة التدريس اليهود في هولندا". 

ونقل عن مارك سالومون، وهو عميد كلية إدارة الأعمال بجامعة أمستردام، أنه "رغم توقعه بانتشار التحريض المناهض لإسرائيل في الولايات المتحدة، وانتقاله إلى أوروبا، لكنه لم يتوقع أن تصل المشكلة إلى هذا الحدّ، وذلك استنادا لما نشرته مجلة هولندية من تحليل للوضع في الجامعات الهولندية هذا الشهر".

وقال: "اكتشفت أن الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريكية، خاصة في كولومبيا وكاليفورنيا، ألهمت نظيراتها الأوروبية، مما دفع بالطلاب لمحاكاة رفاقهم في النصف الغربي من الكرة الأرضية".


وفي السياق نفسه، زعم التقرير أن "أجواء العداء للاحتلال في الجامعات الأوروبية لا يقتصر على المظاهرات والاحتجاجات، بل يصل إلى وجود منظمات ومؤسسات مجتمع مدني تعمل في العواصم الأوروبية منذ سنوات، وباتت مع مرور الوقت داعمة لحماس، وتتلقى تشجيعًا من أوساط كثيرة تدعمهم، كما هو الحال في معهد العلوم السياسية في باريس والعديد من الجامعات الغربية الأخرى".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الفلسطينية غزة فلسطين غزة الجامعات الاوروبية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الجامعات الأوروبیة الحرم الجامعی إسرائیل فی

إقرأ أيضاً:

عرض تقديم منح دراسية لطلاب بيلاروسيا في مصر

عرض الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، تقديم منح دراسية لدراسة اللغة العربية لطلاب بيلاروسيا في الجامعات المصرية. 

وأوضح وزير التعليم العالي من خلال التقديم على منصة "ادرس في مصر" أو من خلال المبادرة الوطنية للمنح الدراسية والسياحة التعليمية "EGYAID".

جاء ذلك خلال لقاء وزير التعليم العالي بالدكتور أندريه إيفانيتس وزير التعليم البيلاروسي على هامش مشاركته في فعاليات الاجتماع الحادي عشر لوزراء التعليم العالي في الدول أعضاء تجمع البريكس. 

وأكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي أهمية تعزيز أواصر التعاون والشراكة بين مصر وبيلاروسيا، مشيرًا إلى عمق العلاقات التي تربط بين البلدين، خاصة في مجالي التعليم العالي والبحث العلمي، والتي تتميز بطابعها الإيجابي وتعاونها المثمر.

دعم منظومة التعليم العالي 

ولفت وزير التعليم العالي إلى اهتمام الدولة المصرية ودعمها المُستمر لمنظومة التعليم العالي، منوها بالإنجازات الملموسة التي تحققت خلال الفترة الماضية، وتشمل هذه الإنجازات التوسع في فرص التعليم الجامعي. 

وأشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي إلى تطوير البنية التحتية للمؤسسات التعليمية، وتحديث المناهج الدراسية لتتوافق مع مُتطلبات سوق العمل.

وأضاف وزير التعليم العالي أن منظومة التعليم العالي في مصر تتميز بحجمها الكبير وتنوعها، حيث تضم جامعات حكومية وخاصة وأهلية، إلى جانب فروع للجامعات الدولية العريقة، كما تولي الدولة اهتمامًا خاصًا بالمسار الفني والتكنولوجي، إيمانًا منها بأهميته في تحقيق التنمية المستدامة من خلال الاهتمام بإنشاء الجامعات التكنولوجية.

وأشار وزير التعليم العالي إلى أنه في إطار جهود الوزارة لتعزيز مكانة التعليم العالي، فقد أطلقت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في مارس 2023 إستراتيجية وطنية طموحة، تركز على عدة محاور، من أهمها التعاون الدولي مع الجامعات العالمية المرموقة، بهدف تبادل الخبرات والمعارف وتطوير قدرات الباحثين المصريين.

وحضر اللقاء الدكتور مصطفى رفعت أمين المجلس الأعلى للجامعات، والدكتور شريف صالح القائم بأعمال رئيس قطاع الشئون الثقافية والبعثات، والدكتور محمد السرجاني الملحق الثقافي المصري ومدير البعثة التعليمية في روسيا، والدكتور صالح هاشم أستاذ اللغة الروسية ورئيس جامعة عين شمس الأسبق.

وتناول اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون المُشترك بين مصر وبيلاروسيا في مجال التعليم العالي والتكنولوجيا. 

وناقش الوزيران العديد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وبحث سبل تعزيز التعاون المشترك بين الجامعات المصرية ونظيرتها البيلاروسية في المجالات التكنولوجية والزراعية والصناعية، وكيفية الاستثمار في التعليم من خلال إنشاء أفرع للجامعات البيلاروسية في مصر، ومنح الدرجات العلمية المُشتركة، فضلًا عن تصميم البرامج الدراسية الحديثة التي تخدم سوق العمل، وتقديم التدريب والتأهيل للطلاب، وتنفيذ مشروعات بحثية مشتركة.
 

مقالات مشابهة

  • رغم تضييق إسرائيلي.. آلاف يؤدون صلاة عيد الأضحى بالمسجد الإبراهيمي
  • السديس يدعو للفلسطينيين في خطبة العيد من الحرم المكي (شاهد)
  • إسرائيل بين المعرفة الأكاديمية والمعرفة الإعلامية
  • برلين.. توقيف متظاهرين خلال مسيرة مؤيدة لفلسطين
  • رئيس البرازيل: ادعاء إسرائيل حق الدفاع بغزة تحول لانتقام
  • وقفة احتجاجية تندد بالدعم الأمريكي "لإسرائيل" ضد غزة في الأردن
  • عرض تقديم منح دراسية لطلاب بيلاروسيا في مصر
  • رغم حرب غزة.. تعرف على أشكال الدعم الأمريكي لإسرائيل
  • مئات الأردنيين يشاركون وقفة احتجاجية تنديداً بالدعم الأمريكي لإسرائيل ضد غزة
  • خبير عسكري: حزب الله أكد لإسرائيل قدرته على ضرب أهداف نوعية وفرض قواعد جديدة