عالم فرنسي: الذكاء الاصطناعي لن يصل إلى مستوى الذكاء البشري في النماذج اللغوية الكبيرة
تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT
لن تتمكن أنظمة الذكاء الاصطناعي المبنية على نموذج لغوي كبير من الوصول إلى مستوى الذكاء البشري.
عبر عن هذا الرأي عالم الرياضيات الفرنسي يان ليكون نائب رئيس شركة "ميتا" (المحظورة في روسيا بصفتها منظمة متطرفة)، حيث يتولى مسؤولية الدراسات في مجال الذكاء الاصطناعي.
وكان التقدم السريع في تطوير المنتجات القائمة على الذكاء الاصطناعي في السنوات الأخيرة الماضية سببا في إثارة المخاوف والتكهنات بأن مثل هذه الأنظمة سوف تتجاوز الذكاء البشري قريبا.
وعلق ليكون على أقوال ماسك معربا عن شكوكه حول سرعة تقدم الذكاء الاصطناعي. وفي مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز" قال إن الأنظمة القائمة على نماذج اللغات الكبيرة (LLM)، مثل ChatGPT والعديد من مثيلاتها، لن تكون قادرة على الوصول إلى المستوى البشري. وحسب الباحث، فإنها "لديها فهم محدود للغاية للمنطق، ولا تفهم العالم الحقيقي، وليس لديها ذاكرة دائمة، ولا يمكنها التخطيط بشكل هرمي، أي تحقيق الهدف عن طريق حل سلسلة من المسائل الصغيرة".
وأشار العالم إلى أن أنظمة LLM تمتلك قدرات محدودة بسبب القيود المفروضة عليها، وتعتمد قدراتها على المعلومات التي يعلّمها مطورها، ولا تتعلم بشكل مستقل، كما يفعل الناس. وقال ليكون: "من المؤكد أن الكثير من الناس يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي يقوم بالتفكير المنطقي، ولكنه في معظم الأحيان يستخدم المعرفة المتراكمة من كمية هائلة من البيانات".
وبدلا من ذلك، يقوم مختبر الذكاء الاصطناعي في "ميتا" بدراسة الأساليب التي تعتمد على مبدأ "محاكاة العالم الحقيقي". وعلى وجه الخصوص، يعرض المختبر على نظام تسجيلات الفيديو التي تنتهي قبل اكتمالها، ويجب على النظام تخمين ما حدث في النهاية. والمهمة التي ذكرها ليكون هي تطوير نظام تشفير يسمح للذكاء الاصطناعي بفهم المعلومات المقدمة التي تمت صياغتها على شكل نص مجرد.
وبحسب العالم الذي يعتبر أحد رواد تطوير الذكاء الاصطناعي، فإن تنفيذ هذا المشروع قد يستغرق 10 سنوات.
المصدر: تاس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: ذكاء اصطناعي الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
هل يُعلن الذكاء الاصطناعي نهاية الفأرة ولوحة المفاتيح؟
مع تسارع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبح بإمكان المستخدم تنفيذ مهام معقدة عبر الأوامر الصوتية فقط، من حجز تذاكر السفر وحتى التنقل بين نوافذ المتصفح. غير أن هذا التقدم اللافت يثير سؤالًا جوهريًا: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يستغني بالفعل عن لوحة المفاتيح والفأرة؟ يبدو أن الإجابة تكمن في ما يُعرف بـ"الخطوة الأخيرة" تلك اللحظة الحاسمة التي تتطلب تأكيدًا نهائيًا بكلمة مرور أو نقرة زر، حيث يعود زمام التحكم إلى الإنسان.
حدود الثقة
رؤية مساعد ذكي مثل Gemini من Google وهو يحجز تذاكر مباراة في ملعب أنفيلد أو يملأ بيانات شخصية في نموذج على موقع ويب، قد تبدو أقرب إلى السحر الرقمي. لكن عندما يتعلق الأمر بلحظة إدخال كلمة المرور، فإن معظم المستخدمين يتراجعون خطوة إلى الوراء. في بيئة عمل مفتوحة، يصعب تخيل أحدهم يملي كلمة سر بصوت مرتفع أمام زملائه. في تلك اللحظة الدقيقة، تعود اليد البشرية إلى لوحة المفاتيح كضمان أخير للخصوصية والسيطرة.
اقرأ أيضاً..Opera Neon.. متصفح ذكي يُنفّذ المهام بدلاً عنك
الخطوة الأخيرة
رغم ما وصلت إليه المساعدات الذكية من كفاءة، إلا أن كثيرًا من العمليات لا تزال تتعثر عند نهايتها. إدخال كلمة مرور، تأكيد عملية دفع، أو اتخاذ قرار حساس — كلها لحظات تتطلب لمسة بشرية نهائية. هذه المعضلة تُعرف بين الخبراء بمشكلة "الميل الأخير"، وهي العقبة التي تؤخر الوصول إلى أتمتة كاملة وسلسة للتجربة الرقمية.
سباق الشركات نحو تجاوز العجز
تحاول شركات التكنولوجيا الكبرى كسر هذا الحاجز عبر مشاريع طموحة. كشفت Google عن Project Astra وProject Mariner، وهي مبادرات تهدف إلى إلغاء الحاجة للنقر أو الكتابة يدويًا وذلك بحسب تقرير نشره موقع Digital Trends. في المقابل، يعمل مساعد Claude من شركة Anthropic على تنفيذ الأوامر من خلال الرؤية والتحكم الذكي، حيث يراقب المحتوى ويتفاعل كما لو كان مستخدمًا بشريًا.
أما Apple فتعوّل على تقنية تتبع العين في نظارة Vision Pro، لتتيح للمستخدم التنقل والتفاعل بمجرد النظر. بينما تراهن Meta على السوار العصبي EMG، الذي يترجم الإشارات الكهربائية من المعصم إلى أوامر رقمية دقيقة، في محاولة لصياغة مستقبل دون لمس فعلي.
ثورة سطحية
رغم هذا الزخم، ما يتم تقديمه حتى الآن لا يبدو كاستبدال حقيقي للأدوات التقليدية، بل أقرب إلى إعادة صياغة شكلية لها. لوحة المفاتيح أصبحت افتراضية، والمؤشر تحوّل إلى عنصر يتحكم به بالبصر أو الإيماءات، لكن جوهر التفاعل بقي على حاله. هذه التقنية تحاكي الوظائف التقليدية بواجهات جديدة دون أن تتجاوزها كليًا.
الطموح يصطدم بالواقع
تجدر الإشارة إلى أن معظم هذه التقنيات لا تزال إما في طور التطوير أو محصورة في أجهزة باهظة الثمن ومحدودة الانتشار. كما أن المطورين لم يتبنّوا بعد واجهات تتيح الاعتماد الكامل على الأوامر الصوتية أو التفاعل بالإشارات داخل التطبيقات الشائعة، ما يجعل الانتقال الكامل بعيدًا عن أدوات الإدخال التقليدية حلمًا مؤجلًا في الوقت الراهن.
الذكاء الاصطناعي.. شريك لا بديل
في نهاية المطاف، لا يبدو أن الذكاء الاصطناعي سيقضي على لوحة المفاتيح أو الفأرة في القريب العاجل. هو بالتأكيد يقلل من اعتمادية المستخدم عليهما، ويقدّم بدائل ذكية وسريعة، لكنه لا يلغي الحاجة إلى التحكم اليدوي، خاصة في المواقف التي تتطلب دقة أو خصوصية أو مسؤولية مباشرة. ربما نصل يومًا إلى تجربة صوتية كاملة تتفاعل مع نظراتنا وحركاتنا، لكن حتى ذلك الحين، سنبقى نضغط الأزرار ونحرّك المؤشرات بحذر وثقة.
إسلام العبادي(أبوظبي)