بوابة الوفد:
2025-07-31@07:17:56 GMT

عشاق صهيون ونشأة المقاومة!

تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT

القضية الفلسطينية تعتبر القضية المركزية فى الصراع العربى الإسرائيلى وسبب أزمة هذه المنطقة وتوترها. بالرغم من أن هذا النزاع يحدث ضمن منطقة جغرافية صغيرة نسبيا، إلا أنه يحظى باهتمام سياسى وإعلامى كبير نظرا لتورط العديد من الأطراف الدولية فيه وغالبا ما تكون الدول العظمى فى العالم وارتباطه بقضايا إشكالية تشكل ذروة أزمات العالم المعاصر، مثل الصراع، بين الشرق والغرب، علاقة الأديان اليهودية والمسيحية والإسلام فيما بينها، علاقات العرب مع الغرب وأهمية النفط العربى للدول الغربية، أهمية حساسية القضية اليهودية فى الحضارة الغربية، خصوصا بعد الحرب العالمية الثانية والهولوكوست اليهودى وقضايا معاداة السامية وقوى ضغط اللوبيات اليهودية فى العالم الغربى.

يرتبط هذا النزاع بشكل جذرى بنشوء الصهيونية والهجرة اليهودية إلى فلسطين، والاستيطان فيها، ودور الدول العظمى فى أحداث المنطقة. كما تتمحور القضية الفلسطينية حول قضية اللاجئين الفلسطينيين، وشرعية دولة إسرائيل واحتلالها للأراضى الفلسطينية وشرعية دولة إسرائيل واحتلالها للأراضى الفلسطينية بعد مراحل. وما نتج عن ذلك من ارتكابها للمجازر بحق الفلسطينيين وعمليات المقاومة ضد الدولة العبرية، وصدور قرارات كثيرة للأمم المتحدة، كان بعضها تاريخيا كالقرار رقم 194 والقرار 242.

بعض المحللين يرون أن أطماع اليهود الغربيين فى العصر الحديث فى الأراضى الفلسطينية بدأت منذ عام 1530 عندما حاول اليهودى البرتغالى يوسف ناسى الذى كان يعد أغنى رجل فى العالم حينها بناء مستعمرة لليهود الغربيين يفرون إليها من الاضطهاد الذى يتعرضون له فى الغرب.

بدأ اليهود الغربيون فى ثمانينيات القرن التاسع عشر، بتبنى نظرية جديدة فى استعمار الأراضى الفلسطينية تقوم على فكرة استبدال محاولات السيطرة المدنية أو السلمية بالسيطرة المسلحة. وقد كان أكبر المتبنين لهذه النظرية الحركة الصهيونية العالمية التى قالت: «إن اليوم الذى نبنى فيه كتيبة يهودية واحدة هو اليوم الذى ستقوم فيه دولتنا».

فى أواسط 1880، قامت الحركة الصهيونية فى أوروبا بتكوين مجموعة «عشاق صهيونية»، المؤتمر الصهيونى الأول كان فى بازل عام 1896. طالبت هذه الحركة بإقامة دولة خاصة باليهود، ورأى العديد من الصهاينة أن موقع هذه الدولة يجب أن يكون فى مكان الدولة التاريخية اليهودية المنطقة التى تعرف باسم فلسطين، كانت فلسطين حينئذ جزءا من الدولة العثمانية وتحظى بحكم محلى «ولاية»، وكانت المنطقة مأهولة بالفلسطينيين العرب بشكل رئيسى. ظل اليهود يشكلون نسبة أقل من 8٪ حتى عام 1920.

لاقى هذا المشروع الصهيونى غضبا شعبيا عم كل فلسطين ورفضا قاطعا من كل الشخصيات السياسية آنذاك، كان من بينهم مفتى القدس أمين الحسينى وعز الدين القسام ولاحقا عبدالقادر الحسينى، وزعماء سياسيون ومدنيون وعسكريون آخرون، وكانت هى بدايات نشوء المقاومة الشعبية فى فلسطين.

منذ بداية القرن العشرين، تبنت إنجلترا سياسة إيجاد كيان يهودى سياسى فى فلسطين قدروا أنه سيظل خاضعا لنفوذهم ودائرا فى فلكهم وبحاجة لحمايتهم ورعايتهم وسيكون فى المستقبل مشعلة العرب ينهك قواهم ويورثهم الهم الدائم ويعرقل كل محاولة للوحدة فيما بينهم، وتوجت بريطانيا سياستها هذه بوعد بلفور الذى أطلقه وزير خارجيتها آنذاك.

وتضمن هذا الوعد دعم تأسيس وطن قومى للشعب اليهودى فى فلسطين، واحترام الحقوق المدنية والدينية للمجتمعات غير اليهودية الموجودة فى فلسطين، والحقوق والوضع السياسى الذى يتمتع به اليهود فى أى بلد آخر. وعد بلفور معروف أيضا بوعد من لا يملك لمن لا يستحق، وذلك ردا على المقولة المزيفة: أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، وهى تطلق على الرسالة التى أرسلها جيمس بلفور إلى اللورد ليونيل وولتر روتشيلد بتأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومى لليهود فى فلسطين!.

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمود غلاب حكاية وطن القضية الفلسطينية القضية المركزية الصراع العربى الإسرائيلى الأطراف الدولية الدول العظمى فى فلسطین

إقرأ أيضاً:

أيمن العشري: موقف مصر تجاه القضية الفلسطينية ثابت وشريف ونابع من قراءة دقيقة لأوضاع المنطقة

أكد أيمن العشري رئيس الغرفة التجارية بالقاهرة، أن كلمة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن تطورات الأوضاع في قطاع غزة، عكست مجددًا رسوخ وثبات الموقف المصري حيال القضية الفلسطينية، رغم ما تمر به المنطقة من تحديات متشابكة على المستويين الإقليمي والدولي.

وأشار «العشري» إلى أن موقف مصر الشريف تجاه القضية الفلسطينية ليس وليد اللحظة، وإنما يستند إلى قراءة دقيقة ومتأنية لخريطة الصراع في المنطقة، وإيمان عميق بأن القضية الفلسطينية تمثل جوهر الصراع العربي - الإسرائيلي، وأن أي محاولات لتجاوزها أو تصفيتها تمثل تهديدًا مباشرًا لأمن واستقرار الشرق الأوسط برمّته، مضيفا أن الدولة المصرية تظل الحارس الأول للحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، وتقف بكل قوة وحزم ضد محاولات فرض حلول مجتزأة أو مخططات تهجير قسري، ومؤكداً «القاهرة» تؤمن بضرورة دعم حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة باعتبار ذلك ضمان السلام والتعايش الآمن بين شعوب المنطقة، فالتصعيد والعنف والدمار سيؤدون لمزيد من المخاطر ويدفع الشرق الأوسط نحو الهاوية.

ونوّه «العشري» إلى أن التحركات المصرية، تحت قيادة الرئيس السيسي، تجمع بين العمل السياسي والدبلوماسي الرصين، والجهد الإنساني الفاعل، مشيدًا بدعوة الرئيس السيسي إلى المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة والدول العربية، إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه وقف الحرب، ورفع المعاناة عن المدنيين، وإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة، مؤكدًا أن نداء الرئيس للرئيس الأمريكي جاء نابعًا من شعور عميق بالمسؤولية الإنسانية والتاريخية تجاه الشعب الفلسطيني.

وأوضح أن مصر تواصل جهودها الحثيثة على المستويين الإنساني والدبلوماسي، من خلال قوافل الإغاثة الكبرى التي تشمل الغذاء والدواء والكساء، وكذلك عبر المشاركة الفاعلة في المحافل الدولية، لوقف العدوان وفتح ممرات إنسانية آمنة، مشيرًا إلى مشاركة وزير الخارجية والهجرة د.بدر عبد العاطي في مؤتمر الأمم المتحدة رفيع المستوى في نيويورك، ضمن تحرك دبلوماسي مصري مكثف يستهدف التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة.

وأكد «العشري» أن الدولة المصرية أثبتت التزامها العميق بدعم الشعب الفلسطينى، فالموقف المصري الثابت والحازم هو الضمانة الرئيسية لعدم تصفية القضية الفلسطينية، وأن مصر لم ولنتدَّخر جهدًا في العمل لحماية الشعب الفلسطيني من ويلات الحرب والاحتلال، معتبرًا أن مصر ستبقى دومًا صوت العقل والتوازن في إقليم يموج بالأزمات، والدرع العربي المنيع في مواجهة المخاطر الوجودية التي تهدد أمتنا.

مقالات مشابهة

  • السيد القصير: الدولة المصرية تضع القضية الفلسطينية عبر التاريخ فى أولوياتها
  • مدبولي: كلمة الرئيس السيسي بشأن غزة تجدد ثوابت مصر في دعم القضية الفلسطينية
  • مدبولي: كلمة الرئيس السيسي عن غزة تؤكد ثوابت مصر في تعاملها مع القضية الفلسطينية
  • رئيس الوزراء: كلمة الرئيس حول الأوضاع فى غزة تؤكد ثوابت الدولة المصرية فى تعاملها مع القضية الفلسطينية
  • عضو إفريقية النواب: موقف مصر من القضية الفلسطينية مشرف
  • ربيع الغفير: مصر ستظل حجر عثرة أمام مخططات تصفية القضية الفلسطينية
  • عربية النواب: مصر الدولة الوحيدة على مدار 76 عاما لم تترك القضية الفلسطينية
  • ضياء رشوان: مصر التزمت بـ3 أهداف منذ بداية العدوان في 7 أكتوبر.. وموقفها من القضية الفلسطينية ثابت
  • محلل سياسي: موقف المملكة من القضية الفلسطينية ثابت لا يتأثر بالمتغيرات
  • أيمن العشري: موقف مصر تجاه القضية الفلسطينية ثابت وشريف ونابع من قراءة دقيقة لأوضاع المنطقة