وفاة 36 فلسطينيا في معتقلات إسرائيل.. تعذيب وإهمال للأسرى وتقييد بالأصفاد والأغلال
تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT
بعد مرور ثمانية أشهر على القصف الإسرائيلي اليومي على الفلسطينيين في غزة، تتزايد الاتهامات للقوات الإسرائيلية بالمعاملة اللاإنسانية للأسرى الفلسطينيين في المستشفى الميداني العسكري في "سدي تيمان"، وتقول منظمات حقوقية إن ما بدأ كمكان مؤقت لعلاج الأسرى بعد 7اكتوبر، تحول إلى معتقل قاسٍ لا يخضع للمساءلة.
داخل خيمة بيضاء "لمستشفى" يقع بالقرب من مدينة بئر السبع في الصحراء، يرقد جرحى فلسطينيون مكبلين ومعصوبي الأعين على أكثر من اثني عشر سريراً .
وتقول ثلاثة عناصر طبية إسرائيلية أخفت هوياتها: "هذا غيض من فيض، بشأن ما يتعلق بظروف علاج فلسطينيين أسرى يحتجزهم الجيش الإسرائيلي في المستشفى الوحيد في قطاع غزة"، مؤكدين روايات مماثلة من منظمات لحقوق الإنسان.
وفي حين تقول إسرائيل إنها لا تعتقل سوى المسلحين المشتبه بهم فقط، تبين أن العديد من المصابين هم من المدنيين الذين تم اعتقالهم خلال الهجمات الإسرائيلية وأسرهم دون محاكمة، وإعادتهم في نهاية المطاف إلى غزة التي دمرها القصف الإسرائيلي.
شهادة عناصر طبيةوينفي الجيش الإسرائيلي أفعاله اللاإنسانية بحق الفلسطينيين المعتقلين، لكن بحسب شهادة ثلاثة من العناصر العاملة في المستشفى والذين قابلتهم وكالة أسوشيتد برس، تحدث اثنان منهم شريطة عدم الكشف عن هويتهما، خوفاً من انتقام الحكومة الإسرائيلية وارتداد الجمهور ضدهم.
قال الدكتور يوئيل دونتشين، الطبيب المبنج الذي يعمل في مستشفى "سدي تيمان": ”اليسار يديننا بأننا لا نلتزم بأخلاقيات المهنة، واليمين يديننا ويعتبرنا مجرمين لاعتقاده بأننا نعالج إرهابيين.“
مسؤول إسرائيلي يدعو لدفن الأسرى الفلسطينيين وهم أحياء في غزةمن هم "الأسرى الأقوياء" في السجون الإسرائيلية.. أحدهم يمضي عقوبة تاريخية بـ67 مؤبداكيف أصبح وضع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بعد 7 من أكتوبر؟وقال الجيش الإسرائيلي هذا الأسبوع إنه شكل لجنة للتحقيق في ظروف مراكز الاعتقال، ومن المقرر أن تستمع المحكمة العليا في إسرائيل الأسبوع المقبل، إلى مرافعات منظمات حقوق الإنسان التي تسعى إلى إغلاق المستشفى المذكور.
وجاء في تقرير صادر في أبريل/نيسان عن منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان-إسرائيل، استناداً إلى مقابلات مع عاملين في المستشفى، أن الأطباء في المنشأة واجهوا ”ضائقة أخلاقية ومهنية وحتى عاطفية“.
اعتقال آلاف الفلسطينييناعتقلت القوات الإسرائلية نحو 4000 فلسطيني منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، رغم أنه تم الإفراج عن نحو 1500 شخص بعد أن قرر الجيش أنهم لا ينتمون إلى الفصائل الفلسطينية المقاتلة.
وتقول جماعات حقوق الإنسان الإسرائيلية إن غالبية المعتقلين مروا في مرحلة ما عبر مركز ”سيدي تيمان“، وهو أكبر مركز اعتقال في البلاد، ويقول الأطباء هناك إنهم عالجوا العديد من المدنيين.
رائحة عفنةوروى أحد الجنود الذين عملوا في المستشفى ما رآه عن رجل مسن، خضع لعملية جراحية في ساقه دون تخدير، وقال: ”كان يصرخ ويرتجف“، وقال الجندي أيضا إن الجرحى كانوا يوضعون في مركز الاحتجاز وسط ظروف مزرية، وغالباً ما كانت جروحهم تصاب بالتهابات، وقال إنه كانت هناك منطقة منفصلة ينام فيها كبار السن على مراتب رقيقة تحت الأضواء الكاشفة، وكانت رائحة عفنة تخيم في الهواء.
أصفاد وأغلال وإهمالوقال الطبيب المبنج دونشين: ”لدينا الآن مرضى ليسوا صغارًا في السن، مرضى يعانون من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم“، وأضاف قوله إن معظم المرضى يتم وضع حفاضات لهم ولا يسمح لهم باستخدام الحمام، ويتم تقييد أيديهم وأرجلهم بالأغلال وتغطية أعينهم، وقال: ”عيونهم مغطاة طوال الوقت. لا أعرف ما هو السبب الأمني لذلك“.
وقد اعترض الجيش على الروايات التي قدمتها وكالة أسوشييتد برس، قائلًا إنه نادرًا ما يتم تقييد المرضى بالأصفاد، إلا أن وزارة الصحة الإسرائيلية قالت بخصوص المستشفى حديث النشأة في مذكرة ، صدرت في كانون الأول/ديسمبر وحصلت عليها وكالة أسوشييتد برس، إنه سيتم علاج الجرحى وهم مكبلي الأيدي ومعصوبي الأعين، وإن الأطباء الإسرائيليين الذين تم تجنيدهم للخدمة العسكرية، سيبقون مجهولي الهوية بزعم حماية ”حياتهم وسلامتهم“ من انتقام الجرحى الفلسطينيين إذا ما لمحوهم.
تحت التعذيبوقال عامل طبي إسرائيلي بشأن تعذيب الأسرى الفلسطينيين، (وكان قد قضى بعض الوقت في منشأة "سدي تيمان" وطلب عدم الكشف عن هويته): ”في بعض الأحيان، كنت أرى حالات ضرب، أحيانا من قبل حراس السجن، يتم علاجها في المرفق الطبي". وقال عامل آخر: ”لا يمكنني أن أجد أي مبرر أخلاقي لمجرد الاقتراب من هذا الفعل (التعذيب)، حتى لو كان الأسير مقاتلا، وأكثر من ذلك، أعتقد أنه من الصعب جدًا أن أصدق أن كل هؤلاء الأسرى كانوا مرتبطين بحماس“.
وقال الجيش الإسرائيلي لوكالة أسوشييتد برس إن 36 أسيرا من غزة توفوا في مراكز الاحتجاز الإسرائيلية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، بعضهم بسبب أمراض أو جروح أصيبوا بها في الحرب، بينما قالت منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان-إسرائيل إن بعضهم توفي بسبب الإهمال الطبي.
المصادر الإضافية • أ ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية فيديو: تشييع جنازة 15 قتيلاً من بينهم نساء وأطفال قتلهم القصف الإسرائيلي في دير البلح بسبب الحرب المستمرة على غزة: جامعة غنت البلجيكية تقرر قطع العلاقات الأكاديمية مع إسرائيل بعد أسابيع من الحصار.. الجيش الإسرائيلي يعلن انسحابه من مخيم جباليا حيث اختفت معالم الحياة أسرى طوفان الأقصى حركة حماس غزة تعذيب فلسطينالمصدر: euronews
كلمات دلالية: غزة إسرائيل روسيا حركة حماس الحرب في أوكرانيا غزة إسرائيل روسيا حركة حماس الحرب في أوكرانيا أسرى طوفان الأقصى حركة حماس غزة تعذيب فلسطين غزة إسرائيل روسيا جو بايدن حركة حماس الحرب في أوكرانيا قصف الاتحاد الأوروبي أسرى طوفان الأقصى مظاهرات السياسة الأوروبية الجیش الإسرائیلی حقوق الإنسان یعرض الآن Next فی المستشفى
إقرأ أيضاً:
الجيش الأردني ينفذ 3 إنزالات جوية على غزة إحداها بالتعاون مع الإمارات
نفّذت القوات المسلحة الأردنية، اليوم الأحد، 3 إنزالات جوية على قطاع غزة تحمل مساعدات إنسانية وغذائية، إحداها مع دولة الإمارات.
وتمت الإنزالات بواسطة طائرات من طراز C130 تابعات لسلاح الجو الملكي الأردني والقوات الجوية لدولة الإمارات، كانت محملةً بـ 25 طناً من المساعدات الغذائية والاحتياجات الإنسانية.
وتأتي هذه الإنزالات التي شملت عدداً من المواقع بالقطاع استمراراً للجهود الأردنية المتواصلة بالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة والشركاء من المنظمات الإنسانية في دعم الأشقاء الفلسطينيين، وبالتنسيق مع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، بهدف تخفيف المعاناة الإنسانية ومساندة الأهالي في قطاع غزة على تجاوز التحديات التي فرضتها الحرب على القطاع.
وتعتبر الإنزالات الجوية باباً اضافياً يستثمر فيه الأردن شتى الطرق لإيصال المساعدات ذات الطبيعة الخاصة في وقت قصير وإلى مناطق يصعب الوصول إليها براً، ولن تكون هذه الإنزالات بديلاً عن المساعدات البرية للأهل بقطاع غزة إذ تعد القوافل البرية وسيلة رئيسة وأكثر فعالية وذات أولوية لوصول المساعدات إلى هناك.
كما تستمر القوات المسلحة الأردنية بتسيير القوافل البرية بالتنسيق مع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية وبرنامج الغذاء العالمي، والمطبخ المركزي العالمي إذ وصلت عدد القوافل البرية 181 قافلة بواقع 7932 شاحنة منذ بدء الحرب هناك.
ووصل عدد الإنزالات الجوية التي نفذتها القوات المسلحة الأردنية منذ بدء الحرب على غزة 127 إنزالاً جوياً اردنياً، إضافة إلى 267 إنزالاً جوياً بالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة.
وفي ذات السياق، تواصل المستشفيات الميدانية الأردنية في شمال وجنوب قطاع غزة تقديم خدماتها الطبية والعلاجية والإنسانية، إلى جانب استمرار عمل المستشفى الميداني الأردني في نابلس ، والمحطات الجراحية الأردنية في جنين و رام الله ، التي تستقبل المراجعين من خلال مختلف العيادات والتخصصات، حيث قدّمت المستشفيات الميدانية الأردنية في غزة خدمات علاجية لأكثر من (120,588) حالة في المستشفى الميداني شمال القطاع، و(362,389) حالة في المستشفى الميداني جنوب القطاع، إضافةً إلى اجراء أكثر من (36,000) عملية جراحية كبرى وصغرى، وتركيب 532 طرفاً صناعياً علوياً وسفلياً ضمن مبادرة استعادة الأمل.
كما تم إجلاء 112 طفلاً من المصابين والمرضى برفقة 241 مرافقاً من ذويهم للعلاج في الأردن، ضمن مبادرة الممر الطبي التي أطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني، بهدف علاج 2,000 طفل مريض من غزة.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار العربية والدولية ويتكوف: المفاوضات مع حماس بدأت تعود إلى مسارها تركيا تكشف النقاط الخلافية حول مفاوضات غزة تفاصيل اجتماع سوري إسرائيلي في باريس الأكثر قراءة التربية تُصدر إعلانا مهما لطلبة الثانوية العامة في غزة مواليد 2005 هل ستسمح عطلة الكنيست بالتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة؟ الاعتراف بدولة فلسطينية قد يفتح الباب أمام استغلال حقل غزة للغاز الاحتلال يبرّر استهداف طالبي المساعدات شمال غزة بزعم "إزالة تهديد" عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025