100 من قادة صناعة العلاقات العامة يناقشون «إمكانات الذكاء الاصطناعي»
تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةاستضافت جمعية الشرق الأوسط للعلاقات العامة (مبرة) النسخة التاسعة من «مجلس القيادة» بدولة الإمارات العربية المتحدة، بمشاركة أكثر من 100 من قادة صناعة العلاقات العامة، وتحت شعار «إمكانات ومخاطر الذكاء الاصطناعي»، وذلك في مركز الفنون التابع لجامعة نيويورك في أبوظبي.
وشهدت النسخة التاسعة من «مجلس القيادة» إطلاق «دليل إرشادات الذكاء الاصطناعي»، الذي طورته لجنة الذكاء الاصطناعي التابعة للجمعية بهدف توفير إطار عمل منظم لاستخدام الذكاء الاصطناعي من قبل محترفي العلاقات العامة والاتصالات في الشرق الأوسط، ولكي يكون دليلاً شاملاً يوفر أهم السياسات والمراجع والتوجيهات اللازمة لاستخدام التكنولوجيا في حياتنا العملية ضمن الأطر الأخلاقية والقانونية.
وبحث «مجلس القيادة» مختلف جوانب استخدام الذكاء الاصطناعي، واستضاف خبراء من صناعة العلاقات العامة والاتصالات الذين قدموا رؤى شاملة تعكس تنوع خبراتهم ومعارفهم، ليكون الاجتماع منصة مثلى لاستكشاف الفرص والحلول التي تسهم في دعم الدمج المستمر والمتطور للذكاء الاصطناعي في الممارسات اليومية، سواءً في مجال العلاقات العامة أو في مختلف المجالات.
وقال فهيم أحمد، الرئيس التنفيذي للتسويق والاتصالات في مجموعة G42: «نحن ملتزمون بتشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي، والتأكد من أنه يعمل كمحفز للتغيير الإيجابي، وأتاح لنا هذا اللقاء إجراء حوار مثمر حول الفرص والتحديات التي يوفرها الذكاء الاصطناعي لمحترفي العلاقات العامة والتسويق، خاصة أن دور الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على تعزيز السرديات وتبسيط العمليات ودعم الإبداع فحسب، بل إنه يعيد تعريف أنماط تفكيرنا وسلوك المستهلك وطرق التواصل».
وأضاف «إن التزامنا بتطوير هذه التقنيات بمسؤولية يعزز مهمتنا، حيث نواصل الابتكار مع التركيز على الممارسات الأخلاقية ورفاهية المجتمع بالتعاون مع جمعيات الصناعة».
من جانبها، قالت كيت ميدتون، رئيسة «مبرة»، الرئيس التنفيذي المؤسس لشركة «أكورن استراتيجي»، إنه «مع اختتام فعاليات (المجلس) لهذا العام، والذي كان محوره (إمكانات ومخاطر الذكاء الاصطناعي)، أثمر اجتماع المجلس عن ناقشات ورؤى عميقة، فلم يكن اللقاء مجرد منصة لاجتماع قيادات الصناعة، ولكنه كان أيضاً حافزاً لوضع استراتيجيات قابلة للتنفيذ في صناعة العلاقات العامة».
وشهد لقاء «مجلس القيادة» تكريم هدى بوحميد، الرئيس التنفيذي للتسويق والاستدامة في دبي القابضة، وجونتي سامرز، المدير العام لشركة هانوفر الشرق الأوسط، بجائزة زمالة «مبرة» تقديراً لمساهماتهما البارزة في صناعة الاتصالات والعلاقات العامة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الإمارات العلاقات العامة جامعة نيويورك أبوظبي الذکاء الاصطناعی مجلس القیادة
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي.. إلى أين يقود العالم؟
تحوّل الذكاء الاصطناعي في العقود الأخيرة من فكرة خيالية ظهرت في روايات وأفلام الخيال العلمي إلى تقنية تحيط بنا في كل مكان، وواقع ملموس يؤثر في حياتنا اليومية.
من الترجمة الفورية إلى السيارات ذاتية القيادة، ومن التنبؤ بالأمراض إلى الروبوتات التي تتفاعل مع البشر، بات الـ(AI) قوة تقنية تغير ملامح العالم بسرعة غير مسبوقة.
وتُظهر بيانات شركة "OpenAI" أن نموذج "GPT-4" يستخدمه أكثر من 100 مليون شخص أسبوعياً.
من البداية إلى اليوم
ظهر مصطلح الذكاء الاصطناعي لأول مرة في منتصف القرن العشرين، وكان يُنظر إليه آنذاك كهدف بعيد المنال.
لكن اليوم، وبفضل التطورات الكبيرة في قدرات الحوسبة وتوفر البيانات الضخمة، تمكن الباحثون من بناء أنظمة ذكية قادرة على التعلم، والتكيف، واتخاذ قرارات معقدة مشابهة إلى حد كبير قدرات العقل البشري.
الأنظمة الحديثة لا تقتصر على أداء مهام محددة مسبقاً، بل يمكنها تحليل كميات هائلة من المعلومات، واكتشاف الأنماط، وحتى ابتكار محتوى جديد مثل النصوص والوسائط المتعددة.
وأثبتت النماذج مثل "ChatGPT" و"Gemini" أنها قادرة على توليد نصوص تفاعلية وإبداعية، تُغيّر قواعد اللعبة في مجالات متعددة.
أين وصل الذكاء الاصطناعي الآن؟
يتم تطبيق الذكاء الاصطناعي حالياً في شتى المجالات، من الرعاية الصحية حيث يُستخدم في تشخيص الأمراض بدقة متزايدة، إلى التعليم حيث يقدم دعماً مخصصاً للطلاب، كما أصبح عنصراً رئيسياً في الصناعات الثقيلة، وتحليل البيانات المالية، وخدمات العملاء، وغيرها.
التعلم العميق والتعلم الآلي ساعدا على تطوير أنظمة تفهم اللغة الطبيعية وتترجمها، وتتعرف على الصور والأصوات، مما أتاح تطوير مساعدات رقمية ذكية وروبوتات قادرة على العمل بجانب الإنسان.
الذكاء الاصطناعي العام (AGI).. الحلم المخيف
يتحدث العلماء والمختصون عن مفهوم الذكاء الاصطناعي العام (Artificial general intelligence)، وهو الذكاء الذي يستطيع أداء أي مهمة عقلية يقوم بها الإنسان.
رغم أن (AGI) ما زال هدفاً بعيد المدى بحسب خبراء، يعتقد إيلون ماسك مالك شركة "إكس آيه آي" للذكاء الاصطناعي، أنه سيصبح حقيقة بحلول 2029.
وفي ظل التقدم المتسارع الذي نعيشه الآن، يتم طرح تساؤلات حول مدى قربنا من بناء أنظمة تستطيع التفكير والإبداع والتعلم بشكل مستقل.
ويمكن لهذا النوع من الذكاء أن يحدث ثورة حقيقية في حل المشكلات الكبرى مثل التغير المناخي، الأمراض المستعصية، والابتكارات العلمية، إلا أنه يثير في الوقت نفسه مخاوف كبيرة تتعلق بالسيطرة عليه، وتأثيره على سوق العمل والحياة الاجتماعية.
التحديات والاعتبارات الأخلاقية
بينما يستمر الذكاء الاصطناعي في التوسع، تتصاعد المخاوف حول خصوصية البيانات، التحيزات الخوارزمية، واستخدامه في مجالات حساسة مثل الهجمات السيبرانية والحروب، هناك ضرورة ملحة لوضع أطر قانونية وأخلاقية تنظم تطوير واستخدام هذه التقنيات، للحفاظ على حقوق الأفراد والمجتمعات.
كما يبقى السؤال الأهم: كيف يمكن للإنسان والذكاء الاصطناعي أن يتعايشا ويتكاملا بشكل آمن وفعال، دون أن يفقد الإنسان دوره الأساسي في اتخاذ القرارات ومراقبة هذه الأنظمة؟
بين الحلم والواقع
الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية جديدة، بل هو تحول شامل يعيد تشكيل مستقبل البشرية، ومع كل خطوة نتقدمها نحو تقنيات أكثر تطوراً، نواجه مسؤولية كبيرة لضمان أن هذه الأدوات تخدم مصلحة الإنسان وتحترم القيم الإنسانية.
إلى أين سيقودنا الذكاء الاصطناعي؟ الإجابة لا تزال مفتوحة، وتعتمد كثيراً على كيفية تعاملنا اليوم مع هذه التقنية، وكيف نضع لها قواعد واضحة تساعد في الاستفادة منها بأمان وعدالة.
أمجد الأمين (أبوظبي)