ما هي اهمية محور نتساريم! وما علاقته بالميناء الامريكي؟ وكيف يفضح نوايا اسرائيل الاستعمارية ؟
تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT
#سواليف
أشار الخبير الاقتصادي د. عامر الشوبكي إلى أن “سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على هذا الممر وإعادة فتحه مجددا بعد حوالي 20 عاماً من الانسحاب من هذه المنطقة تحديدا يظهر نيتها باقتراب تنفيذ مشاريعها الاقتصادية مستغلة موارد جغرافيا غزة، والسيطرة على غاز غزة خصوصا الموجود في حقول مارين 1 و 2 والتي كانت تخضع لسيطرة السلطة الفلسطينية، إنما مع بدء ظهور النوايا المبيّتة بالسيطرة الأميركية- الإسرائيلية على غاز غزة فهذا الأمر سيتبدّل خاصة وأن عائدات هذا الغاز تقدّر سنويا ب 3 مليار دولار في حال تم استخراجه وضخّه وتصديره بعد ربطه بشبكة اسرائيل للغاز عبر أنابيب إلى القارة الأوروبية وهذا المخطط كان واضحا من اقتراح المنصة التي عرضت من قبل وزير خارجية الاحتلال في الاتحاد الأوروبي والتي هي بالقرب من ممر نتساريم”.
ويضيف الشوبكي أنه من المشاريع الاقتصادية التي تطمح لها اسرائيل إذا ما سيطرت على جغرافيا غزة هو ابعاد خطر المقاومة عن الممر الاقتصادي المقترح من الولايات المتحدة والذي يدمج اسرائيل مع دول المنطقة ويمنحها افضلية لتسهيل تصدير النفط والغاز والهيدروجين بين الجزيرة العربية والهند واوروبا، عدا اعتبار هذا الممر نواة مشروع عالمي برعاية امريكية يتصدى لمبادرة الحزام والطريق التي يعتقد انها تمهد لسيطرة الصين على العالم اقتصادياً وتعظم النفوذ الصيني على حساب الهيمنة الامريكية والغربية، كذلك ضربة للاقتصاد المصري الذي يعتمد بشكل كبير على رسوم العبور من قناة السويس، ولا يتوقف الامر الا بمناصفة مصر لعائدات تبلغ 10.25 مليار دولار سنوياً ، عبر تنفيذ ” قناة بن غوريون ” والتي ستكون بديلة لقناة السويس وتسّهل المرور عبر قناة تشق طريقها ما بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط وبجدوة اقتصادية قد لا تتجاوز ال5 سنوات باستعادة التكاليف التي قد تنفقها لبناء هذه القناة الجديدة، وهذا حتما سيجعل لاسرائيل نفوذ من نوع آخر في المنطقة وقوّة على الصعيد الدولي والاقليمي عدا عن العوائد القتصادية التي ستجنيها من كل هذه المشاريع
محور نتساريم يعد بوابة لميناء بايدن المزمع بناؤه على شاطئ البحر بالقرب من منطقة الشيخ عجلين. هذا الميناء يتم بناؤه بحجة تسريع وصول الإمدادات والمساعدات العسكرية الأميركية لجيش إسرائيل، وضمان تدخل أميركا الفوري في حالة الحاجة، ويضمن اتصالًا دائمًا بين القواعد العسكرية الإسرائيلية والأميركية في المنطقة، إنما الحقيقة فهي أن الممر يسهّل تنفيذ الممر الاقتصادي والسيطرة على غاز غزة إذ لا تقل الأهميّة الاقتصادية من هذا الممر عن أهميته العسكرية والسياسية.
ممر نتساريم هو طريق يمتد من الحدود الإسرائيلية في الجنوب إلى البحر الابيض المتوسط. وقد جعلت حماس من الانسحاب الإسرائيلي من المنطقة مطلباً مركزياً في مفاوضات وقف إطلاق النار.، وهو يتيح لإسرائيل رسم خط عسكري يفصل شمال غزة عن جنوبها. في نهايته من جهة الشاطئ، يقع الميناء العائم الذي اتم بنائه الجيشين الأميركي والإسرائيلي، بهدف معلن هو إيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة، لكن الأهداف الحقيقية تشمل مراقبة القطاع، الإشراف على العمليات العسكرية فيه، وعزل شمال قطاع غزة عن جنوبه، عدا عن الدور الاقتصادي المهم الذي يحتوي هذا الممر.
مقالات ذات صلة المناطق التي ترتفع فيها احتمالية حدوث الحرائق الحرجية والغابات بسبب الأجواء الحارة 2024/06/03لا شك بأن الاحتلال يبدو أنه يريد عودة نتساريم، ليس كمستوطنة سكنية، بل كقاعدة عسكرية متقدمة. إذ بعد هجوم 7 أكتوبر أنشأ جيش الاحتلال محور نتساريم الذي يمتد من شرق القطاع إلى غربه، في إشارة واضحة إلى نيتها بعدم الانسحاب مرة أخرى. تجهيز المحور بوحدات ومرافق عسكرية، وكتابة الجنود عبارة “مرحبا بكم في قاعدة نتساريم” على حواجز خرسانية، يعكس تصميم إسرائيل على الاحتفاظ بهذه المنطقة ويعكس أيضا أهمية هذه المنطقة بنظر الاحتلال، وتبرز جليًّا نيّتها الاستعمارية العلنية.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف هذا الممر
إقرأ أيضاً:
في الأردن: تشغيل ٨٠٪ من البطالة ورفع الرواتب للنصف… هل يمكن وكيف؟
صراحة نيوز- كتب أ.د. محمد الفرجات
تم تلقيم الذكاء الاصطناعي المدخلات وبعض الفرضيات، وحصلنا على ما يلي ضمن العنوان أعلاه، وتم ضبط المخرجات منعا للمغالطات.
تشهد المملكة الأردنية في السنوات الأخيرة وضعاً اقتصادياً وتنموياً صعباً — تزايد مديونية الدولة، ضعف إيجاد فرص عمل كافية، ارتفاع البطالة بين الشباب والخريجين، وأجور ومتوسط معاشات لا ترتقي إلى مستوى كلفة حياة معقولة. في ضوء هذه المعطيات، نقيم هنا بشكل موضوعي ما قد يعنيه طلب تشغيل ٨٠٪ من العاطلين واستيعاب ٨٠٪ من الخريجين الجدد خلال 5 سنوات مع رفع الأجور والتقاعد بنسبة 50٪ — هل هو طموح واقعي؟ وما كلفته المحتملة؟ وما الثمن المالي والاجتماعي؟
نبدأ أولاً برسم صورة للواقع الحالي، ثم نبني على فرضيات معقولة لحساب الكلفة، وأخيراً نناقش مدى جدوى هذا الطرح، وما البدائل الممكنة.
واقع الأردن من أرقام: بطالة، مديونية، أجور ومعاشات:
وفق دائرة الإحصاءات العامة، بلغ معدل البطالة في 2024 نحو 21.4%. بين الذكور كان نحو 18.2%، وبين الإناث نحو 32.9% لنفس العام.
البطالة بين حاملي الشهادات الجامعية (أو أعلى) أكبر نسبياً: لدى الخريجين مثلاً كانت نسبة البطالة نحو 25.8% في 2024.
من جهة الاقتصاد الكلي، يشير تصنيف اقتصادي إلى أن الناتج المحلي الإجمالي (GDP) للأردن — بحسب بعض البيانات — يقدَّر بـ ≈ 53.4 مليار دولار (ما يعادل تقريباً 37–38 مليار دينار أردني على أساس سعر صرف ثابت).
في المقابل، تشير بعض التقديرات إلى أن الدين العام للحكومة — بالقياس إلى الناتج — مرتفع مما يضع ضغوطاً على المالية العامة.
سوق الأجور والمتقاعدين أيضاً ضمن دائرة الضغوط: مع متوسط أجر (بين العاملين) ليس مرتفعاً جداً، ومع عدد متقاعدين يتقاضون معاشات بحيث أي زيادة كبيرة في المعاشات أو الأجور تُشكل عبئاً على الموازنة أو على صندوق الضمان الاجتماعي.
هذا المزيج — بطالة مرتفعة، عجز في توفير فرص عمل كافية، مديونية عالية، وضغوط على الأجور والمعاشات — يُمثل تحدياً كبيراً لأي سياسة اجتماعية واسعة النطاق.
ماذا يعني تشغيل ٨٠٪ من العاطلين واستيعاب ٨٠٪ من خريجي الجامعات خلال 5 سنوات؟
لنفترض — كما طلبنا — خطة طموحة نريد أن تُنفَّذ على مدى خمس سنوات، وتستهدف:
تشغيل ٨٠٪ من العاطلين اليوم
استيعاب ٨٠٪ من الخريجين الجدد كل سنة
رفع الأجور (في بعض الفئات/القطاع) والتقاعد بنسبة 50٪
أولاً نحتاج إلى تبنّي بعض افتراضات رقمية معقولة لتقدير الأثر:
نفترض أن عدد العاطلين الفعليين اليوم (الذين يبحثون عن عمل) يُقارب 550 ألف (إسقاط رقمي لمعدل البطالة 21.4% على قوة العمل — مع تقدير قوة العمل عند نحو 2.58 مليون شخص). هذا تقدير أولي على فرضية مشاركة اقتصادية مستقرة.
٨٠٪ منهم => نحو 440,000 شخص يحتاجون إلى وظيفة.
نفرض أن عدد الخريجين الجدد سنوياً يُقارب 70,000 خريج (تقدير محافظ بناءً على بيانات سنوية للتعليم العالي). إذا استُوعب 80٪ منهم كل سنة => نحو 56,000 وظيفة/سنة. على مدى 5 سنوات => ≈ 280,000 خريج.
بالتالي: خلال 5 سنوات نحتاج أن يتوفر ≈ 720,000 وظيفة جديدة (440 ألف+280 ألف).
إذا قُدمت هذه الوظائف عبر برنامج توظيف/دعم حكومي أو مشروعات مدعومة، وافترضنا أجر شهري لـمتوسط وظيفة معقول (مثلاً 350 دينار أردني/شهر) — بين الحد الأدنى والأجر المتوسط — فإن الأجر السنوي = 4,200 دينار. مع اشتراكات صاحب العمل / تكاليف إضافية (ضمان اجتماعي، مخصصات، إلخ) ربما نصعد إلى ~5,100 دينار/سنة لكل موظف.
بالإضافة إلى تكلفة تدريب/تهيئة/بنية تحتية أولية للدخول في سوق العمل، نضيف دفعة أولية متوسطة ربما ~1,000 دينار لكل مستفيد.
بالتالي، كلفة توظيف + تشغيل + اشتراكات + تدريب لـ720,000 موظف على مدى 5 سنوات (لكامل وظائفهم للسنة الأولى على الأقل) — بشكل تقريبي — قد تصل إلى نحو 4.4 مليار دينار أردني. هذا في أفضل الحالات الافتراضية.
إذا الهدف كان ليس فقط تشغيل مؤقت، بل وظائف دائمة تستمر السنوات الخمس وما بعدها، فإن الكلفة التراكمية — بسبب استمرار الأجور + اشتراكات سنوية — سترتفع بكثير (إلى عدة مليارات إضافية سنوياً بعد السنة الأولى).
ماذا لو أضفنا زيادة 50٪ على الرواتب والمعاشات؟
زيادة 50٪ على معاشات المتقاعدين (إذا شملت كل المتقاعدين) ستكون مكلفة جداً — لأن عدد المتقاعدين غالباً كبير، ومعاشاتهم حالياً متواضعة. فرضياً: إذا هناك 250,000 متقاعد يتقاضون معاشاً، وزيد معاشهم 50٪، التكلفة السنوية للزيادة تصبح عالية جداً (مئات ملايين الدنانير سنوياً).
إذا رفعنا أجر موظفي القطاع العام 50٪ — حتى لو فقط للقطاع العام وليس الخاص — فإن ذلك أيضاً سيشكل عبئاً كبيراً على الموازنة، خاصة إذا لا ترافقه زيادة في إيرادات الدولة أو خفض إنفاق في مكان آخر.
هل هذا الطموح واقعي؟ — قراءة تحليلية للجدوى:
من جهة: نعم، كهدف اجتماعي — تشغيل بطالة الشباب والخريجين وتحسين معاشات المتقاعدين — هو هدف نبيل ويعكس رغبة في عدالة اجتماعية.
لكن من جهة التمويل والاقتصاد الكلي: الأرقام تظهر أن الكلفة هائلة مقارنة بحجم الاقتصاد والإيرادات، خاصة مع مديونية مرتفعة وناتج محلي محدود.
وتنفيذ مثل هذه الحزمة — توظيف جماعي + رفع أجور/معاشات — يعني ضغط كبير على المالية العامة، قد يدفع لزيادة الضرائب، زيادات في أسعار الخدمات أو خفض الإنفاق في قطاعات أخرى، أو اقتراض جديد خارجي — مع مخاطر متعلقة بخدمة الدين وثبات الدين العام.
إذا نفذت كهكذا خطة دون إصلاحات هيكلية، مثل: تحسين بيئة الأعمال، جذب استثمارات، رفع الإنتاجية، تنمية قطاعات جديدة، إعادة تأهيل القوى العاملة، وتحفيز القطاع الخاص — فستكون النتيجة توظيف مؤقت أو دعم مؤقت فقط.
بدائل أكثر واقعية لتحقيق أثر اجتماعي إيجابي بعبء مالي أقل:
قد يكون من الحكمة تبنّي نهج مُركّز ومستهدف بدلاً من نهج شامل:
توجيه برامج التوظيف والدعم إلى الفئات الأشد هشاشة: خريجون جدد من تخصصات مطلوبة، سكان محافظات ذات بطالة عالية، مهارات يدوية/تقنية مطلوبة في سوق العمل.
تشجيع القطاع الخاص على توفير وظائف مستدامة من خلال حوافز استثمارية، دعم مشاريع صادراتية، أو مشروعات بنية تحتية مدرة للقيمة.
تقديم دعم تدريجي للمعاشات، عبر رفع مستهدف (لمن معاشه ضمن شريحة منخفضة) وليس رفع شامل لكل المتقاعدين.
تنمية مهارات، تدريب مهني وتقني، وتعليم موجه نحو حاجة السوق، لتقليل الفجوة بين مخرجات التعليم وسوق العمل.
تحسين البيئة الاستثمارية وتعزيز النمو الاقتصادي لزيادة الناتج المحلي وتوسيع القاعدة الضريبية، ما يجعل برامج الدعم والتوظيف أكثر استدامة.
بين الطموح والواقعية — دعوة لسياسة رشيدة:
منح الشباب الأردني فرصة عمل كريمة، ودعم المتقاعدين وزيادة الأجور — كلها أهداف مشروعة ومهمة لعدالة اجتماعية واستقرار — لكن تنفيذها جماعياً وبسرعة كما طلب في الفرضية (تشغيل ٨٠٪ من العاطلين + استيعاب خريجين + زيادة 50٪ في أجور ومعاشات) يتطلب موارد ضخمة للغاية.
وبناء على الحسابات التقريبية أعلاه، فإن كلفة مثل هذه الحزمة على مدى 5 سنوات قد تتجاوز مليارات الدنانير — وهو عبء ثقيل جداً على موازنة دولة تواجه مديونية وضغوط على الإيرادات.
إذا أردنا أن يكون الطموح واقعيًا ومستدامًا، يجب أن يُصاحب بخطة وطنية شاملة: إصلاح اقتصادي، تنمية إنتاجية، تحفيز استثمار، تحسين مهارات القوى العاملة، وتركيز الدعم على الفئات الأكثر حاجة. هكذا يكون الممكن — أقل مما نطلب اليوم ربما — لكن بعبء مالي أقل وبأثر اجتماعي أكثر استدامة…