أخبارنا المغربية - عبدالاله بوسحابة

تمكن المخرج المغربي "عادل الفاضلي"، من انتزاع جائزة "أفضل إخراج"، عن الفيلم السينمائي "أبي لم يمت"، وذلك ضمن فعاليات مهرجان روتردام للفيلم العربي بهولندا، في نسخته الـ24، كما حاز بطل هذا العمل، الطفل "آدم رغال" على "تنويه استثنائي" من لجنة التحكيم، بعد أدائه اللافت في هذا الفيلم.

وارتباطا بكواليس هذا المهرجان، تنافس على جوائز مسابقة هذه السنة التي اختتمت فعالياتها مساء أمس الأحد، 33 عملا سينمائيا عربيا، ضمنهم 5 أفلام مغربية، وهي فيلم "مول التليفون" لمخرجه حمزة عاطفي، و"قنينات" لياسين الإدريسي، إلى جانب عرض فيلمين خارج المسابقة، وهما "أنيماليا"، للمخرجة صوفيا العلوي، و"الثلث الخالي"، لفوزي بنسعيدي.

في ذات السياق، تفاعل الناقد السينمائي "فؤاد زويريق" مع أحداث فيلم "الفاضلي"، حيث نشر بالمناسبة تدوينة مطولة عبر حسابه الفيسبوكي، جاء فيها: "للأسف لم أشاهد هذا الفيلم من قبل، وهذه أول مرة تتاح لي الفرصة لمشاهدته"، مشيرا إلى أن: "الفيلم أخذني في رحلة سينمائية ممتعة، وهذه حقيقة، لم أشعر داخل هذا الفيلم بالاغتراب، بل بالانتماء إلى أجوائه، إلى كل تفاصيله المغربية المتعددة، المختلفة والمستفزة لذاكرتنا الجماعية".

 وتابع "زويريق" قائلا: "الفيلم عبارة عن نوستالجيا ملونة بألوان سياسية سبعينية وثمانينية، لوحات بصرية جميلة مرسومة بالأضواء والظلال، اجتهاد كبير في الديكور والتصوير قلما نصادفه في أفلامنا المغربية أعطى للفيلم هذا كل التميز البصري"، كما أشاد المتحدث بالموسيقى التصويرية التي وصفها بـ"الحية" وذات معنى، ساهمت في إنعاش روحه الإبداعية وعززت المتعة الفنية داخل كل مشهد من مشاهده.

 في سياق متصل، قال النقاد المغربي: "يعود الفضل في هذا الجانب (الموسيقى التصويرية) للمبدع الموسيقي عبد الفتاح نكادي، الذي جعل من جمله الموسيقية قاعدة رئيسية ارتكز عليها العمل بشكل كبير جدا"، مشيرا إلى أن: "الموسيقى هنا تستأثر بنسبة كبيرة من قيمة العمل"، قبل أن يؤكد أن: "الفيلم لا يسرد قصة، فبناؤه غير كلاسيكي بالمرة، هناك مجموعة من المواقف المتناثرة داخل مشاهد مختلفة، وكأنك داخل ذاكرة مبعثرة تحاول أن تُجمع ما خزن فيها من صور، وأن تتذكر كل شيء عن مرحلة معينة، لكنها لم تنجح سوى في رسم عناوين عريضة ذات إسقاطات سياسية وشعبية ودينية وثقافية..".

  وأشار "زويريق" إلى أن المعطيات سالفة الذكر: "عليك كمتلق جمعها بنفسك وربطها ببعضها البعض داخل مخيلتك"، وتابع قائلا: "أنت في هذا الفيلم من بدايته إلى نهايته داخل سيرك شعبي حرفيا أو ما يصطلح عليه (لافوار)، بصخبه وعروضه وناسه وعبثيته وسرياليته وسذاجته.. ومجازا أنت داخل مجتمع يحمل كل هذه الصفات باعتباره سيركا بعروض اجتماعية وسياسية وأمنية... عبثية مفككة".

كما شدد الناقد المغربي على أن: "الظاهر أن عادل الفاضلي كمخرج كان واعيا بالتصور  الذي أراد تقديمه و توصيله للمتلقي"، مشيرا إلى أنه: "حاول صياغة عمل متكامل انفرطت بعض حباته، لكنه يبقى عملا إبداعيا مغربيا محترما واستثنائيا وممتعا يجمع بين جمالية الصورة والموسيقى، والتشخيص حيث كان الفنان عبد  النبي البنيوي متميزا وحاضرا بقوة وهذا العمل إضافة مهمة في مساره التشخيصي".

 وتابع قائلا: "أيضا الرائعة فاطمة عاطف، التي تبقى متميزة في أي عمل تشارك فيه، وأيضا نادية كوندا.. أما الطفل آدم رغال، فقد كان هو الشاهد وهو صلة الوصل بيننا كجمهور وبين أحداث الفيلم، كل هذا يبقى انطباعي الأولي حول العمل الى أن أعود إليه في مقال أكثر تفصيلا،  سيبقى هذا الفيلم حتما إضافة مهمة للفيلموغرافيا المغربية".

يشار فقط إلى أن لجنة تحكيم مهرجان روتردام للفيلم العربي، صنف مسابقة الأفلام الطويلة، ضمت كلا من الفنانة المصرية "بشرى"، والفنانة السعودية "شيماء طيب"، والفنان الهولندي المغربي "المحجوب بنموسى"، أما لجنة تحكيم مسابقة صنف الأفلام القصيرة، فقد ضمت المخرجة اللبنانية "ديانا الحلبي"، إلى جانب الفنانة الهولندية المغربية "فاطمة خنفور"، والمخرج المصري "محمد غزالة".

المصدر: أخبارنا

إقرأ أيضاً:

المخرج يبحث عن إخراج

تتّجه الأنظار بعد طول انتظار إلى البيت الأبيض الذي ما فتئ ينفخ البارد والساخن ويتفاءل ويتشاءم ويتوعد وينذر ويحلم بمستقبل زاهر قريب في الشرق الأوسط ووقف إطلاق النار ودخول مرحلة الجنة حيز التنفيذ بعد أن وعد الفلسطينيين في غزة بالجحيم.

أنجز الأمريكي ما وعد، ولم يحقق الصهيوني ما ادّعى أنه “نصر مطلق”، وبات التقتيل والتجويع والتشريد سمة حرب قذرة يعلنها المحتل الغاشم بدعم أمريكي لا سابق له، وبات التعطش لدم الفلسطيني وللإبادة عطشا لا يروى، مقابل عطش الغزاويين لقطرة ماء وربع رغيف وحلم بلحظة واحدة تغيب عنها القاذفات والقنابل.

اليوم، وبعد توقّف العدوان على إيران، مرغم العدو لا، بطل، بدا للكيان وداعمه الأعلى، أن الحرب في غزة باتت تشكل العبء الأكبر في تاريخ كيانهم المصطنع، بعد أن باتت الخسائر التي يتكبَّدها الاحتلال يوميا على يد مقاومة شرسة لم تستكن ولم تلن، تتسع كل يوم، ويتزايد عنفوانها وحصادها باضطراد، بعد أن صار جنود الاحتلال على مرمى حجر من عبواتهم وغولهم وراجماتهم اليدوية. بات وجودهم في غزة عبءا عليهم، وقد بدأ التآكل الداخلي يدبُّ ويمتدُّ ويعود إلى الواجهة بعد عشرة أيام من التكتل في جبهة موحَّدة ضد إيران.

حرب غزة، عادت للكيان كابوسا يقضي على حلم عودة أسراهم لدى المقاومة، وبات الأمر لزاما على الكيان والإدارة الأمريكية أن تفكر في بقاء الكيان واقفا على قدم واحدة، أحسن من أن يترنح ويسقط إذا ما استمرت المقاومة، خاصة مع الضربة التي استيقظ عليها الكيان خلال عشرة أيام من الخراب، الذي طال البنية العسكرية والحيوية داخل الكيان بفعل الصواريخ والمسيّرات الإيرانية.

الذهاب نحو صفقة بشأن غزة، هو اليوم الخيار الأفضل لكل من الإدارة الأمريكية والكيان: فقد يتخذ الكيان من صورة “الانتصار” الوهمي الذي يبيعه لداخله المأزوم والمتشرذم بشأن إيران وسورية ولبنان وغزة، عنوانا جامعا لتبرير أي صفقة أمام اليمين الصهيوني في حكومة التطرف الديني وأمام المعارضة بشكل عامّ. تبرير يجعل الكيان وعلى رأسهم رئيس وزرائه، ينزل من على الشجرة عبر سلّم وهمي ليدعي في نهايتها أن أهداف الحرب تحققت وأنه أدخل الشرق الأوسط برمته تحت طاعة سلطة دولة من النهر إلى البحر.

الولايات المتحدة تعمل على تجيير ذلك، وتدفعه نحو تسهيل مهمتها نحو تطبيع أوسع وأشمل، ضمن أطر اقتصادية وتجارية تهيمن فيها هي على طرق التجارة العالمية الجديدة بعيدا عن طريق الحرير والهيمنة الصينية المرتقبة على الاقتصاد والتجارة العالمية بدءا من الشرق الآسيوي ووصولا إلى أوروبا فأمريكا.

الهوس الأمريكي، والخوف من تنامي قدرات الشرق الآسيوي، هو ما يدفعها إلى استعجال نصر، ولو صوري استعراضي في الشرق الأوسط إرضاء للربيب المشاكس، من أجل التفرغ لمجابهة التنين الصيني والدب الروسي. هذا ما يجعل الصفقة أقرب اليوم أكثر من أي وقت مضى في غزة، من دون أن يعني ذلك أن الكيان سيتماهى مع الحل الأمريكي، كونه يعرف أن غزة والمقاومة عصية عن الهزيمة وان إيران وحزب الله واليمن وباقي الجبهات لم تُهزم لا واقعيا ولا حتى في الإعلام الصهيوني، والكل بات يعرف أن سلاح المقاومة باق ويتجدّد، والمقاومة باقية وتتمدّد.

الشروق الجزائرية

مقالات مشابهة

  • المخرج يبحث عن إخراج
  • قرار قضائي تاريخي يُنصف الأساتذة الشباب ويُوجّه ضربة قوية لـ”اللوبيات” داخل الجامعات المغربية
  • افتتاح مهرجان النادي الصيفي 2025 في دمشق
  • كاتبة كوردية تفوز بجائزة أدب الأطفال في مهرجان دولي
  • تم تفوز بجائزة أفضل مشروع عن فئة الحكومة الإلكترونية ضمن جوائز عالمية
  • المغرب ضمن قائمة أفضل الدول لتحقيق التوازن بين العمل والحياة
  • شباب عُمان تتوج بجائزة مهرجان لوهافر للإبحار بفرنسا
  • اتفاق على إخراج دفعتين من العوائل العراقية شهريا من مخيم الهول
  • نائب حزب الله: لا يمكن لأحد أن ينتزع منا سلاح المقاومة!
  • وزير الشباب والرياضة يشهد فعاليات مهرجان خطوة نحو حياة أفضل بنادي النادي شيراتون